“أنقذوا فلسطين”.. نداء منذ ١٩٣٦ لم يجد ردًا حتى الآن!

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
"أنقذوا فلسطين".. نداء منذ ١٩٣٦ لم يجد ردًا حتى الآن!


أنقذوا فلسطين.. نداء.jpg

كتبه:سيد توكل

(17 فبراير 2018)

مقدمة

"أنقذوا فلسطين.. نداء إلى ملوك وحكام العرب منذ ١٩٣٦ ولم يصل إلى أسماعهم حتى الآن"، عبارة رددها نشطاء تداولوا نسخة قديمة من جريدة "فلسطين" كانت تصدر في منتصف القرن الماضي، على موقع التواصل الاجتماعي المصغر تويتر.

وبدأت مأساة الشعب الفلسطيني التاريخية، بعدما أقدمت الجمعية العامة للأمم المتحدة في مثل هذا اليوم قبل 70 عامًا، على جريمة بشعة في حق الشعب الفلسطيني، حيث تبنت الجمعية خطة تقسيم فلسطين لدولتين: واحدة عربية وأخرى يهودية في عام 1947، وهو ما مكن من تحقيق مشروع ثيودور هرتزل الذي رفضه الخليفة عبد الحميد الثاني، آخر الخلفاء العثمانيين، في إقامة دولة لليهود على أرض فلسطين.

وقال الناشط أحمد فرغلي:

"الأنظمة العربية أول من باع القضية من أجل البقاء أو من أجل إعلان ملكهم.. والآن بقاؤهم مرهون بتصفية القضية نهائيًا لصالح الدولة الواحدة، وليس تحرير أو حل الدولتين".

وقبل أكثر من عام وتحديدًا في 21 فبراير 2016، عُقد في العقبة الأردنية لقاءٌ رباعي بين بنيامين نتنياهو وجون كيري والسفيه قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي وعبد الله الثاني، ناقش أفكارًا جديدة للحل على أساس من يهودية الدولة وتبادل الأراضي، لكن الجميع أنكروا هذا الاجتماع عدا نتنياهو!.

بعد عام وفي 12 فبراير 2017؛ أعلن عضو حزب الليكود أيوب قرا أنه أثار مع نتنياهو مقترح دولة فلسطينية في سيناء وفق "خطة السيسي"، لتعبيد طريق السلام الشامل مع "الائتلاف السني" حسب وصفه، وأن نتنياهو سيعرض المقترح على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

المتحدث باسم سلطات الانقلاب نفى ذلك مطلقًا، وأكد هذا النفيَ السفيه السيسي نفسُه بقوله "لا أحد يملك أن يفعل ذلك"، كما صرح خلال لقائه ترامب بأن "السلام بين إسرائيل وفلسطين سيكون صفقة القرن"!.

نومهم ثقيل!

وتأتي محاولات عقد صفقة القرن في ظل توقف المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية منذ عام 2014، والمنطقة العربية تشهد صراعات متعددة وحروبا إقليمية بالوكالة في أكثر من ساحة، ولم يعد الصراع العربي الإسرائيلي هو الوحيد في المنطقة والمجمع عليه عربيا، حيث اختلفت الأولويات واتجاهات المخاطر، وظهر من يجاهر بأن كيان الاحتلال الإسرائيلي لم يعد هو المهدد الرئيسي لاستقرار المنطقة، وتبنت بعض الأصوات المطالبة بضرورة إشراكه في مواجهات الخطر الإيراني وأدواته في المنطقة.

يقول الناشط السياسي محمد عبد الإله:

"فى وقتنا الحالى مفيش أى جيش نظامى أو قوى ممكن تُحرر أى بلد عربى أو إسلامى، وتتصدى لأى عدوان غاشم غير الإخوان المسلمين؛ لأنهم بيحاربوا بالعقيدة، والحرب بالعقيدة أقوى من أى جيش نظامى، والدليل على ذلك حرب 48، بشهادة الأعداء أن الإخوان لا يتراجعون فى المعارك لأن عقيدتهم النصر أو الشهادة".

من جهته قال الناشط محمد علي صابر:

"الحكام هم من حال دون وصول الاستغاثة وكما جاء بيان نداء الاستغاثة، وضع الإنجليز هؤلاء الحكام ليمكنوا إسرائيل من الدخول لفلسطين والتهام الأرض وقتل الفلسطينيين".

من جانبه قال الزعيم الإنجيلي الدكتور مايكل إيفانز، محلل شئون الشرق الأوسط، والذي أنشأ فريق صلاة القدس ويحظى بشعبية هائلة من قبل رعايا الكنيسة الإنجيلية: إن قرار ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل يعد جزءًا من استراتيجية التحالف بين الدول السنية وإسرائيل.

وقال "إيفانز"، الذي سبق أن التقى السفيه قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي بالقاهرة، خلال لقاء الأخير وفدا ضم 6 أعضاء من المجلس الاستشاري الإنجيلي للرئيس "ترامب": إن ما فعله ترامب في أسبوع واحد يتجاوز ما فعله جميع سابقيه من رؤساء أمريكا.

ولفت "إيفانز" إلى أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان أصبح الآن حليفا لإسرائيل وترامب ومساعده، وأكد: "نحن كنا بحاجة إلى التحالف السني خصوصا بصدد إيران، ولهذا كانت الخطوة عبقرية من جانب ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.

وعي المقاومة

قليل من المعلومات كثير من اللغط.. هكذا الأمر بالنسبة لما يتواتر من معلومات حول "صفقة القرن" التي ترعاها الإدارة الأمريكية بين العملاء والخونة العرب وكيان العدو الصهيوني لتصفية القضية الفلسطينية، وإقامة وطن بديل للفلسطينيين برعاية قائد الانقلاب السفيه عبد الفتاح السيسي، وهو ما يمكن– حسب خبراء- أن يُكمل قرار تقسيم فلسطين القديم.

ويؤكد مراقبون أن الشعب الفلسطيني يمتلك وعيا خاصا وقد يُفشل هذا السيناريو، والأنظمة تخشى ردة فعل الشعوب رغم سوء الحال الذي وصلت إليه، خاصة أن الجميع يتذكر أن كافة مشاريع التوطين كان فيها حرقٌ لشعبية الأنظمة.

الليالي حُبلى والموقف ساخن، والأيام تأتي كل يوم بجديد، والتمهيد لعقد "صفقة القرن" بدأت خطواته الأولى على الأرض خلال زيارة ترامب للسعودية، وحلقات الحصار حول غزة تشتد، وإرهاصات مرحلة قادمة قاسية تأخذ خطواتها الأولى لتوقيع احتفالي يوهم بأجواء جديدة في المنطقة، عنوانها الأكيد "إسرائيل" تقود محورًا عربيًّا يمثل فيه السفيه السيسي "بغل العربة" برعاية أمريكية لعقد "صفقة القرن".

المصدر