يوسف ندا يكتب: تشخيص حالة ينتهي برسالة

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
يوسف ندا يكتب: تشخيص حالة ينتهي برسالة

بسم الله الرحمن الرحيم

لست كاتب هذه الرساله ولكنه الاستاذ يوسف ندا وجدت بها ما يجول بخاطرى ولا يستطيع قلمى تسطيره ومع الرساله

الأبواب المغلقة، والآذان الصماء، والعيون المغمضة، والألسنة المقيَّدة، والعقول المشلولة، والجبن الأعمى، والضحالة السياسية، والجهل التاريخي، وإنكار الواقع، والمكابرة الطفولية والخوف من شبح عاجز.

القصور في التعبير والتصور، والتعلق بالشيطان والانهزامية الجبانة، وانعدام الضمير، والانسلاخ من العشيرة والدين، والسير في مواكب المقاصل، وبيع مستقبل الأجيال في سوق النخاسة السياسية الدولية؛ كلها تنادي:"احذروا ممن يدافع عن وجودكم، ومن يحمي مستقبل ذرياتكم، ومن يضحِّي بحياته وحياة عائلة من أجلكم.. استأصلوه حتى يرفق بكم عدوُّكم".

خالد الذي مات ثم حيا.. الذي سُمِّم ثم شُفي.. الذي قتله أعتى عتاة أجهزة المخابرات في العالم؛ ليجعلوه عبرةً لمن أراد أن يتصدَّى للمطالبة بحقوق أهله وعشيرته وقومه ووطنه، وليُخلوا الطريق، وليأتوا بانهزاميٍّ أو خانع أو خائن؛ ليلمِّعوه ويرسموا له الطريق ويسلِّحوه ليَقتُلَ مَن لم يستطيعوا قتلَه من أهله.

خالد أحياه الله.. ليس فقط ليقودَ شعبَه؛ بل ليقودَ قومَه العرب في حرب قناعات؛ أن الذلَّ لا يُقبَل، والضيمَ لا بد أن يُرفَعَ، والحق لا بد أن يُسترَدَّ، والموت خير من الحياة التي فيها تُطأطأ الرؤوس، وتُنكَرُ الحقوق، وتُنتَهكُ الأعراض، وتُذَلُّ الأجيالُ، وتُنهبُ الثروات، والعيش على الفتات.

عجيبٌ أن سُمِّي بهذا الاسم هو وعائلته.

هذا خالد مشعل "والخلود لله وحده"، خلَّده اللهُ في التاريخ، سواءٌ حيا أو مات.

أشعل الأمل والكرامة، خلقه الله فقتلوه، ثم خلقه مرةً أخرى لينادي "فلا نامت أعين الجبناء".

هو كشخصٍ لا شيء سوى لحم وعظم ودم، ولكنه كممثِّل لحركة المقاومة الإسلامية يمثِّل كل مقاومة لكل المسلمين.. يدافع ولا يعتدي.. ينتزع حقَّه المسلوبَ من غير اعتداءٍ على حقوق الآخرين.. يتواضع ولا يعطي من نفسه الذلَّة.. موصولٌ بالله، وموصولٌ بأصوله وقومه.. عفيفُ اليد واللسان، ولو نهشته ألسنة الكلاب الضالَّة دافع عن الأمة ببسالة، ولم ينحدر إلى الشراسة؛ فهو يعلم حدود المسلم في حرية وسلمه.

لا ينفرد برأيٍ.. فإخوانه المجاهدون قدمُهم على قدمه، ورأيُهم على رأيه، ويدُه مع أيديهم، وخبرتُه مع خبرتهم، في تواضعٍ شخصيٍّ، وعزةٍ جماعيةٍ، ومنعةٍ تستمد قيمتَها من خالقها.

لا يعرفون حقدًا، ولكنهم يدافعون عن حقوق، خافضين الجناح لبعضهم ولإخوانهم وعشيرتهم، ولكنهم أعزةٌ على من يحاصرهم ومن يقاتلهم.

من أراد السلام في هذه المنطقة فليفاوضْه على قاعدة الحق، ومن لا يستطِع أن يفاوضه فأنا أستطيع أن أفاوضه.. ولعل الرسالة وصلت.

المصدر