ياسر عثمان جادالله النذير

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
ياسر عثمان جادالله النذير وإخوان السودان


إخوان ويكي

مقدمة

إن من أعظم المصائب على النفوس وقعاً وأشدّها على الأمة لوعة وأثراً فقد العلماء الربانيين المصلحين لأن مكانتهم عظمى ومنزلتهم كبرى فهم ورثة الأنبياء وخلفاءُ الرسل والأمناءُ على ميراث محمد صلي الله عليه وسلم وهم النجوم التي يهتدي بها السائرون إلى الله في زمنٍ كثرت فيه الفتن والتبس على الناس فيه الحق بالباطل، وقلّ فيه الناصحون، وتقاعس العاملون.. وهكذا رحل الشيخ ياسر عثمان.

البداية

نشأ الأستاذ ياسر عثمان جادالله النذير في أسرة عرفت بالعلم والمعرفة، ونشاط في العمل العام، فهو من أحفاد الشيخ النذير خالد الماحي، أحد كبار علماء السودان المعروفين، ومن مؤسسي معهد أم درمان العلمي، الذي أصبح فيما بعد الجامعة الإسلامية، ويعتبر والده عثمان جاد الله أحد أبرز الناشطين السياسيين في حزب الأمة، خلال حقبة الستينات والسبعينات، وأحد مؤسسي جماعة الإخوان المسلمين في السودان.

ولد عام 1955م، وتخرج في جامعة أم درمان الإسلامية في العام 1982م وكان بحث التخرج بعنوان (المعازف ما يحل منها وما يحرم) وقامت الجامعة بطبعه وتوزيعه لأهميته وقبل دراسته بأم درمان الإسلامية تم قبول ياسر جادالله بكلية البيطرة جامعة الخرطوم وكان من أبناء أسرته التنظيمية والي الخرطوم الحالي الدكتور عبد الرحمن الخضر.

وكان ياسر إماماً لمسجد البركس ... التحق الشيخ ياسر جادالله بجماعة الإخوان المسلمين بمدرسة رفاعة الثانوية وكان معه الدكتور محمد البشير عبد الهادي ... وكانت تربطهما علاقة قوية في ذلك الوقت بالدكتور عصام البشير الذي كان يدرس بمدرسة الحصاحيصا الثانوية.

بين صفوف الإخوان

وصلت دعوة الإخوان إلى السودان في وسط الأربعينيات من القرن العشرين حينما زارها جمال الدين السنهوري وعبد الحكيم عابدين، وحمل بعدها الأستاذ على طالب الله راية نشر الدعوة في البلاد حيث انضم إليه عدد من الطلاب ومنهم ياسر عثمان.

وخلال تلك الفترة تم اتصال بين الإمام البنا والأستاذ على طالب الله ودارت بينهما مكاتبات كون على أثرها الأستاذ طالب الله أول أسرة للإخوان مستوحياً برنامجه إلى حد ما من منهج الإخوان في مصر. وفي عودة بعض الطلاب السودانيين الإخوان في عطلاتهم إلى السودان مجال لبث الدعوة والحديث حولها مما مهد أرضية طيبة في إطار محدد حيث يتواجدون.

ويقول الشيخ ياسر عثمان جاد الله:

لقد أوكل إلى الشيخ الأستاذ على طالب الله قيادة هذه المجموعة والعمل عبر مكونات الشعب السوداني الدينية والاجتماعية لبناء جماعة الإخوان المسلمين، وبالفعل تم في عام 1945م العمل باسم جماعة الإخوان المسلمين بقيادة الشيخ على طالب الله ومركزها في أم درمان، وركزت على التجمعات الدينية الصوفية التي تشكل خارطة العمل الإسلامي بالسودان في تلك الحقبة.

وقد التحق ياسر عثمان للجماعة في أوقات شهدت تقلبات كبيرة، لكن تقلبات الحركة في السودان أدت إلى انشقاق البعض عنها وتكوين كيانات إسلامية موازية.

عاصر الشيخ ياسر عثمان كل مراحل وتقلبات وتطورات الحركة الإسلامية السودانية في كافة مراحلها وشارك بفاعلية في أغلب فترات مسيرتها الطويلة بالسودان كما أنه ظل رقماً في كل الانشقاقات التي وقعت داخل جماعة الإخوان المسلمين، ويعتبر الرجل من العناصر المصادمة والشجاعة الأمر الذي عرضه لكثير من المشاكل.

ظل الشيخ ياسر قيادياً بالجماعة وفي صفوفها الأولى وفي ذات الوقت إماماً وخطيباً لمسجد العيلفون وشهد المؤتمر العام الشهير للإخوان المسلمين في العام 1968م أي قبل انقلاب مايو بشهرين ... اختار الشيخ ياسر كغيره من الإخوان المسلمين الهجرة خارج السودان واغترب بالمملكة العربية السعودية

ثم عاد بعد فترة حينما تصاعدت حدة الخلافات بين الجماعة في مؤتمر عام 1991م وذلك حينما اكتسح الشيخ سليمان عثمان أبونارو انتخابات المؤتمر العام وحصل على أعلى الأصوات واختاره مجلس الشورى أميراً جديداً للإخوان بدلاً من الدكتور الحبر يوسف نور الدائم الذي كان أميراً للجماعة منذ العام 1978م وحتى العام 1991م

ليحدث الانقسام الداوي داخل الجماعة وظهور جناحين الأول يتزعمه الشيخ صادق عبد الله عبد الماجد والحبر يوسف نور الدائم وعصام البشير وعلي جاويش بينما وقف الشيخ ياسر جاد الله مع الجناح الآخر الذي يقف على قيادته الأمير الجديد أبو نارو وعلي أبا صالح والقيادي التاريخي عيسى مكي أزرق.

ولم يستمر الحال داخل الجماعة المنشقة التي قام أميرها بإصدار قرارات وإجراءات تم بموجبها فصل عدد من الشيوخ من ضمنهم ياسر جاد الله نفسه بينما قامت المجموعة المفصولة بعقد مؤتمر عام عزلت فيه الشيخ سليمان أبونارو في العام 2003م واختارت الشيخ جمال الطيب أميراً لها وأضافت في المسمى (الإخوان المسلمون – الإصلاح)

إمعانا في تمايز صفوفها عن الجماعتين الأخريين الأولى بقيادة شيخ صادق عبد الله عبد الماجد والثانية التي يقودها سليمان عثمان أبونارو والثالثة التي اختارت جمال الطيب أميراً لها لكن سرعان ما غير أبونارو اسم جماعته من الإخوان المسلمين إلى "جماعة الاعتصام بالكتاب والسنة" ..

وكحال الجماعات المنشقة فإن لعنة الانقسام لحقت بمجموعة الإصلاح التي عقدت مؤتمراً عاماً طارئاً بعد عودة ياسر جادالله من السعودية ليتم الإطاحة بجمال الطيب وتعيين ياسر جاد الله أميراً جديداً بديلاً للأمير الأول جمال الطيب الذي أعلن خروجه من الجماعة بعد التحاقه بالعمل كمحاضر بجامعة الجزيرة بودمدني.

ظل الشيخ ياسر أميراً للجماعة لدورتين منذ العام 2004م وحتى العام 2011م حيث تم إعفاؤه من منصبه كأمير للإخوان المسلمين الإصلاح واختار المؤتمر العام في العام السابق الشيخ صديق علي البشير أميراً للجماعة بينما تم استحداث منصب جديد هو (الأمين العام) لشيخ ياسر

الذي كان ولازال يتمتع بعلاقات واسعة مع كافة أطياف العمل الإسلامي بجانب علاقاته مع الطرق الصوفية بالإضافة إلى احتفاظه بعلاقة جيدة مع الإمام الصادق المهدي الذي قال للشيخ ياسر جاد الله ذات يوم إن مكان والدك لازال شاغراً ومتى جئتنا في حزب الأمة نرجعك في محل والدك.

عمل الشيخ ياسر كأمين لتجمع أهل القبلة، ثم قيادياً في مجلس تنسيق الجماعات الإسلامية وموصولاً بقيادات العمل الإسلامي في السعودية ومصر وقبل إعلان استقالته كان يقود وفداً من الإخوان المسلمين سافر إلى مصر بطائرة خاصة من أجل تقديم التهنئة للرئيس المصري الجديد محمد مرسي

والتقى الوفد خلال زيارته للقاهرة عدداً من رموز الإخوان المسلمين أمثال نائب المرشد العام رشاد بيومي والمرشد العام السابق محمد مهدي عاكف والشيخ المحلاوي بالإسكندرية قبل أن يختتم الوفد بلقاء الدكتور عصام العريان القيادي بجماعة الإخوان المسلمين المصرية، غير أنه تقدم باستقالته من الجماعة عام 2012م وأعلنها أمام الرأي العام.

غير أنه عام 2016م تم الإعلان عن الوحدة بين جماعة الإخوان المسلمين فى السودان (المركز العام، والاصلاح)، تحت قيادة واحدة، بحضور وتشريف الشيخ صادق عبد الله عبد الماجد المراقب العام السابق للجماعة.

وقال السيد علي جاويش المراقب العام للإخوان المسلمين في منبر وكالة السودان للأنباء اليوم إن وحدة الجماعة تساعد في وحدة المسلمين. واضاف ان الهدف من توحيد صف جماعة الإخوان المسلمين هو السعي للإصلاح في السودان لتجديد أمر الدين في نفوس الناس وليس تغييره.

نشاط وعمل

نشط الشيخ ياسر عثمان جاد الله في العمل الإسلامي، منذ صباه في السبعينات من القرن الماضي، وتولى مناصب قيادية في جماعة الإخوان المسلمين، آخرها أمير الإخوان المسلمين الإصلاح.

وللشيخ ياسر عثمان جاد الله إسهام واضح في العمل الإسلامي في السودان، والسعي لتوحيد أهل القبلة، ويعتبر أحد مؤسسي "جبهة الدستور الإسلامي" التي أنشئت في العام 2011م عقب انفصال جنوب السودان، كما تولى منصب الأمين العام لمجلس تنسيق الجمعات الإسلامية

وعاش خادماً للقرآن الكريم من خلال دار تحفيظ القرآن الكريم بالعليفون التي يشرف عليها، وحولها مؤخراً إلى "مؤسسة عثمان جاد الله النذير التعليمية للقرآن الكريم وعلومه" بمنطقة العيلفون بشرق النيل، وهو أحد مؤسسي الاتحاد السوداني للعلماء والأئمة والدعاة.

وعرف الشيخ ياسر عثمان بخطبه القوية المؤثرة، في مسجد دار تحفيظ القرآن الكريم بالعيلفون، وبتصديه للانحرافات الفكرية، ومحاولات تشويه الإسلام، مما أدى إلى اعتقاله عدداً من المرات، خلال عهد حكومة الإنقاذ، ويطلق عليه تلاميذه لقب "أسد المنابر"، وله مؤلف صدر في ثمانينات القرن الماضي، بعنوان "وسائل الترفيه ما يحل منها وما يحرم".

خلف القضبان

وفي الفترة التي حكم فيها جعفر نميري ظل الشيخ ياسر ضيفاً متكرراً على زنازين نظام مايو حيث يتم اعتقاله ثم إطلاق سراحه حتى جاءت المصالحة الوطنية في العام 1977م وبعد حدوث الخلاف الشهير بين الدكتور حسن الترابي والمجموعة الأخرى التي يقف على قيادتها الشهيد محمد صالح عمر وجعفر شيخ إدريس وصادق عبد الله عبد الماجد والحبر يوسف نور الدائم انحاز ياسر لتيار الشيخ صادق عبد الله عبد الماجد وكان معه الدكتور عصام البشير.

وفاته

توفي الشيخ يوم الجمعة 17 جمادى الأوّل 1442ه الموافق له 1 /1 /2012م، بعد إصابته بفيروس كورونا.

ونعاه الاتحاد السوداني للعلماء والإئمة والدعاة في بيان له على صفحته بقوله:

كان الشيخ رحمه الله صادعاً بالحق لا تأخذه في الله لومة لائم سيّما في الردود على الشبهات التي تثار حول الإسلام وشريعته ، حتى أنّه رحمه الله لاقى في سبيل ذلك من الاعتقال والسجن ما لاقى مراتٍ عديده، وللشيخ جهود مباركة في تعليم الناشئة من خلال مركزة التعليمي القراني بالعيلفون شرق النيل.

ألبوم صور

ألبوم صور.. ياسر عثمان جادالله النذير


ياسر-عثمان.1.jpg
ياسر-عثمان.2.jpg
ياسر-عثمان.3.jpg

للمزيد عن الإخوان في السودان

روابط داخلية

كتب متعلقة

ملفات متعلقة

مقالات متعلقة

تابع مقالات متعلقة

أخبار متعلقة

متعلقات أخرى

أهم أعلام إخوان السودان

وصلات فيديو