وصايا قرآنية

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
لم تعد النسخة القابلة للطباعة مدعومة وقد تحتوي على أخطاء في العرض. يرجى تحديث علامات متصفحك المرجعية واستخدام وظيفة الطباعة الافتراضية في متصفحك بدلا منها.
وصايا قرآنية .. بقلم فؤاد الهجرسي


قال تعالى " فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلَا تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (112) وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ (113) وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ (114) وَاصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ (115)" سورة هود

1- اشتملت سورة هود على ذكر أحوال أولئك الأنبياء مع أقوامهم ، وهم نوح وهود وصالح وإبراهيم ولوط وشعيب وموسى عليهم الصلاة والسلام. وجاء بعد ذلك قوله تعالى " ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْقُرَى نَقُصُّهُ عَلَيْكَ مِنْهَا قَائِمٌ وَحَصِيدٌ (100) وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِنْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ..." ، "قائم" وهو ما بقيت له معالم ، و "حصيد" وهو ما خسف به ولم يُظلموا ولكن هم الذين ظلموا أنفسهم بالكفر والعصيان.

2- وجاء في الظلال ما يفهم منه أنه تعقيب على أحداث السورة قال: " ذلك البيان مع هذا التوكيد يلقي في النفس أن سنة الله ماضية على استقامتها في خلقه وفي دينه وفي وعده وفي وعيده.

وإذن فليستقم المؤمنون بدين الله والداعون له على طريقتهم كما أمروا لا يغلون في الدين ولا يزيدون فيه، ولا يركنون إلى الظالمين مهما تكن قوتهم، ولا يدينون لغير الله مهما طال عليهم الطريق. ثم يتزودون بزاد الطريق، ويصبرون حتى تتحقق سنة الله عندما يريد"

3- والأمر الذي ورد في الآيات معنا بالاستقامة لوجه الله موجه له صلى الله عليه وسلم وللأمة على امتداد تاريخها كذلك، والنواهي التي وردت من ترك الطغيان ، وهو مجاوزة الحد .

وقيل "إن الدين يضيعه الغالي فيه كما يضيعه التجافي عنه" ، وكذلك النهي عن الركون للظالمين اذ فيه إقرار لهم على ظلمهم ، ويلاحظ أن النهي خوطب به الجميع: الرسول والأمة : تنزيها من الله لرسوله أن يكون منه طغيان أو ركون، والذي ينزهه هو جل جلاله ويأتي الأمر بإقامة الصلاة، والإقامة أداء المطلوب على الوجه الأمثل ، وفي ذلك زاد لجند الله العاملين لدينه ، وكذلك أمر بالصبر الذي يتم به تمام ما سبق من أمر أو نهي وهو ما يكسب معية الله وأنعم بها من معية "فمن كان الله معه لا يفوته من الخير شئ".

أخي في الله .. تدبر الآيات واقرأ ما يسر الله لي نقله بعدها ، وانظر الحال الذي نعيشه اليوم ، وقد تشاركني الرأي في أننا بحاجة ماسة إلى الاستمساك بهذه الوصايا الربانية ، فقد أمرنا الله بالاستقامة وهى بحاجة الى يقظة دائمة ، وتدبر للأمر وتحر له لتضح مسارات الطريق وتنضبط الانفعالات ، وتدبر الامر بالصلاة والصبر على كيد المخاصمين الفاجرين .

ففي الصلاة زاد للمتقين ، وفي الصبر عون على مقاومة المعاندين ، ونهانا جل جلاله عن مجاوزة الحد بطغيان ونهانا عن الركون للظالمين لما فيه من اقرارهم على ظلمهم أو من مشغلة بأضاليلهم وأكاذيبهم وقد يفت ذلك في عقولنا اذا غفلنا بعض غفلة عن مهمتنا ورسالتنا وصدقناهم ولو في القليل ، لزمنا أن تتماسك أيدينا وتترابط قلوبنا وأن نحمد الله جزيل الحمد أن اختارنا في هذه الآونة جندا عاملين لدعوته ولنردد قول الذين ظنوا أنهم ملاقوا ربهم : " رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ"

نسأل الله أن يمسكنا بحبله وأن يبصرنا طريقه وأن ينصرنا بفضله وأن يعز الاسلام والمسلمين .. آمين

المصدر