هل رفض الإمام حسن البنا نقد الأخرين له ولجماعته

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
هل رفض الإمام حسن البنا نقد الأخرين له ولجماعته


إخوان ويكي

مقدمة

لا أحد يختلف أن النقد الموضوعي أداة هامة في حياة الفرد والمؤسسات والمجتمعات خاصة النقد الذي يصدر عن دراسة وتمحيص، ويلتزم الناقد فيه منهجا معينا، ويطبق القواعد الذي أتفق عليها عدد من النقاد ويحكم ذوقه وعقله وثقافته الفنية والعامة في آن واحد، ولا يستسلم لميوله الخاصة، ولا يتحيز بل يدعم أحكامه بالحجج والبراهين، ويكون هذا النقد مفصلا ومعللا، لأن الناس مجبولين على الخطأ والنقص فالخلل والتقصير والنسيان من طبيعة البشر.

والإمام حسن البنا أدرك هذه المفاهيم منذ بداية حياته وحرص على تنميتها وتغذيتها والتدريب عليها من أجل تطوير الذات وتحسين الأداء. غير أن الطغمة العلمانية وأذنابها والشيوعيين وأتباعها وعبيد العسكر والديكتاتورية لا يجدون إلا قادة الحركات الإسلامية والعلماء والمصلحين

ليجرحوا فيهم ويطعنوا في مسيرتهم ويشككوا في نواياهم ويقزموا أثرهم وجهودهم من أجل تحقيق مصالحهم أو إرضاء للسادة في الغرب أو طمعا في منصبا أو جاه، حيث لا يملك أحد الدليل أو الحجة والبرهان، ويعتقدون في هؤلاء العلماء أنهم فوق مستوى البشر وما كان يجب عليهم أن يخطئوا، وقليلا منهم من ينقد نقدا بناءا من أجل تقويم الذات وإصلاح العمل.

مصر فترة البنا

عاصر البنا فترة وجود الاحتلال البريطاني لمصر والذي سعى لنشر سياسة فرق تسد بين جموع الشعب المصري حتى لا يتحد على محاربة والعمل على طرد المستعمر من مصر، ولذا كانت المذهبية المقيتة والتعصب سمت وشعار هذه المرحلة خاصة في العمل السياسي حتى وصل الحال لقتل بعضهم بعضا تحزبا لحزبه أو زعيمه مثلما حدث عندما انشق محمد محمود باشا عن حزب الوفد المصري وكون حزب الأحرار الدستوريين قامت جماعة من الوفد باغتيال حسن عبد الرازق باشا وإسماعيل زهدي بك من حزب الأحرار الدستوريين أثناء خروجهم من مقر الحزب.

بل إن الحزبية البغيضة وصلت لقلوب الطلاب حتى أن أحد الطلاب الوفدين عام 1947م قام بطعن الطالب صادق مرعي من طلاب الإخوان بمدرسة المساعي الشكورة بشبين الكوم بالمنوفية انتصار لحزبه ومع ذلك طالب الإمام البنا إخوانه بالهدوء والصبر.

كره حسن البنا الحزبية فهاجمها وطالب في أكثر من خطاب أو مقال أو مؤتمر أو رسالة بحل هذه الحزبية وطالب بوحدة الجميع من أجل الوطن وبيس من أجل الحزبية أو المصالح الشخصية، وكان يتسع صدره لكل من ينتقده أو يوجه اللوم له أو لجماعته وإخوانه طالما هذا النقد من أجل الاصلاح.

حيث جاء رسائله وكتاباته محفزة على هذا الخلق القويم وهو خلق قبول نقد الأخرين وعدم تجريح الهيئات أو الأشخاص.

فيقول عليه رحمة الله في الأصل الثامن:

"والخلاف الفقهى فى الفروع لا يكون سببا للتفرق فى الدين، ولا يؤدى إلى خصومة ولا بغضاء، ولكل مجتهد أجره، ولا مانع من التحقيق العلمى النزيه فى مسائل الخلاف فى ظل الحب فى الله والتعاون على الوصول إلى الحقيقة، من غير أن يجر ذلك إلى المراء المذموم والتعصب" (1)

سعى الإمام البنا لدفع نفسه وجماعته لركن الحق دائما حتى ولو كان على أنفسهم، فهو مع قبول الحق أينما جاء من أي فرد أو مؤسسة، فيقول:

"أولاً أن دعوة الإخوان المسلمين دعوة عامة لا تنتسب إلى طائفة خاصة، ولا تنحاز إلى رأى عرف عند الناس بلون خاص، ومستلزمات وتوابع خاصة، وهى تتوجه إلى صميم الدين ولبه، وتود أن تتوحد وجهة الأنظار والهمم حتى يكون العمل أجدى، والإنتاج أعظم وأكبر، فدعوة الإخوان دعوة بيضاء نقية غير ملوثة بلون، وهى مع الحق أينما كان، تحب الإجماع، وتكره الشذوذ، وإن أعظم ما منى به المسلمون الفرقة والخلاف، وأساس ما انتصروا به الحب والوحدة. ولن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها، هذه قاعدة أساسية وهدف معلوم لكل أخ مسلم، وعقيدة راسخة فى نفوسنا، نصدر عنها وندعو إليها" (2)

وأوضح لأنصاره أن الخلاف ضروري من أجل التطوير والتقدم لكن خلاف في الحق فحسب فيقول:

"ونحن مع هذا نعتقد أن الخلاف فى فروع الدين أمر لا بد منه ضرورة، ولا يمكن أن نتحد فى هذه الفروع والآراء والمذاهب لأسباب عدة، منها: اختلاف العقول فى قوة الاستنباط وضعفه، وإدراك الدلائل والجهل بها والغوص على أعماق المعانى، وارتباط الحقائق بعضها ببعض، والدين آيات وأحاديث ونصوص يفسرها العقل والرأى فى حدود اللغة وقوانينها، والناس فى ذلك جد متفاوتين فلا بد من خلاف.
وكل هذه أسباب جعلتنا نعتقد أن الإجماع على أمر واحد فى فروع الدين مطلب مستحيل، بل هو يتنافى مع طبيعة الدين نفسه، وإنما يريد الله لهذا الدين أن يبقى ويخلد ويساير العصور، ويماشى الأزمان، وهو لهذا سهل مرن هين لين، لا جمود فيه ولا تشديد" (3)

ويؤكد ذلك بقوله:

"وليس العيب فى الخلاف، ولكن العيب فى التعصب للرأى، والحجر على عقول الناس وآرائهم، هذه النظرة إلى الأمور الخلافية جمعت القلوب المتفرقة على الفكرة الواحدة" (4)

لم يكره الإمام البنا من انتقده أو انتقد جماعاته أو حمل في صدره له الضغينة لكنه التزم تعاليم الإسلام مع كل من خالفه

فيقول:

"نعتقد هذا فنلتمس العذر كل العذر لمن يخالفوننا فى بعض الفرعيات، ونرى أن هذا الخلاف لا يكون أبدًا حائلاً دون ارتباط القلوب وتبادل الحب والتعاون على الخير" (5)

وضع الإمام البنا عدة قواعد للوقوف على الخلاف حتى يكون خلافا بناءا لا بغيضا ولا حزبيا مقيتا ومنها: "الوحدة لا الفرقة – ضرورة الخلاف- صعوبة الإجماع على أمر فرعي".

صور من نقد الجماعة

لم يكن حسن البنا صنم العجوة الذي عبده الإخوان، أو شيخ الصوفية الذي نزهه أتباعه عن الخطأ، لكنه كان أحد المصلحين الذين سعوا لإحياء الإسلام في قلوب الناس، ولم يأت بدين جديد أو عقيدة مغاييرة لمفاهيم الإسلام لكنه أحيا الدين في قلوب الناس

وجعل الدين في جميع مناحي الحياة حيث لم يقصره على جانب العبادة أو المسجد فحسب، لكنه سعى لجعله في كل صغيرة وكبيرة – كما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم وكما حمله صحابته والتابعين والمصلحين من خلفهم- وهو ما عرضه للنقد أو الهجوم والمحاولات التشوية. وكان الإمام البنا لا يعنيه التجريح أو التشويه لكنه كان يقف عند النقد من أجل تصحيح الخطأ أو تطوير الذات.

فعندما مر على الجماعة عشر سنوات وبدأت الجماعة في طور دعوي جديد يتطلب تطوير الجماعة كان لزاما أن يكون أعضاء مكتب الإرشاد على هذا المستوى المطلوب من الفهم الشامل للإسلام، وكان الإمام صريحًا وواضحًا عندما دعا إلى اجتماع فى منتصف عام 1938م، وعقد هذا الاجتماع فى بيته الكائن فى شارع محمد على، وأوضح للمجتمعين أعباء الدعوة والمستهدف من تلك المرحلة

وطلب من الجميع أن يحدد كل منهم موقفه فى ضوء تلك المستهدفات، ومدى استعداده لمواجهة العقبات والابتلاءات التى من الممكن أن يتعرض لها القائمون بأمر هذه الدعوة، وقد كان من نتاج تلك الجلسة أن تخففت الدعوة من بعض المتصدرين لها وهم غير أهل لذلك فى تلك المرحلة، دون أن يسبب الأمر حرجًا لهم أو للدعوة. (6)

كما كتب الإمام حسن البنا لإخوانه في جميع الشعب يقول لهم:

"يا رجال الإخوان المسلمين فى القاهرة والأقاليم، نريد عملا لا عددًا.. لم يعد الوقت يتسع للقعود والإهمال" (7) بل إن الإمام البنا حينما وجد بعض التقاعس من أعضاء مكتب الإرشاد في أداء واجباتهم كتب ينتقد هذا التقاعس من أعلى هيئة في الجماعة.

إذا لم يكن حسن البنا ممن يدعون للنقد، أو يدعون سعة الأفق، ورحابة الصدر، ثم عند نقدهم يضيقون ذرعا بما قيل عنهم، أو بمن نقدهم، بل كان رحمه الله نموذجا في تقبل النقد، مرحبا بكل درجات النقد، سواء كان نقدا بناءا أو غير بناء، مشتملا على أدب الخلاف.

منتقدا الأستاذ صالح عشماوي

حينما كتب الأستاذ صالح عشماوي مقالا في النذير تحت عنوان "الإسلام بين أنصاره وخصومه" هاجم فيه خصوم الإسلام بطريقه غير لائقة كتب له الإمام البنا منتقدا هذا الأسلوب حيث قال له:

"قرأت كلمة النذير بعنوان "الإسلام بين أنصاره وخصومه" وبتوقيع (تلميذ محمد عبده)، فأحببت أن أبعث إليك بهذه الكلمة عاتبا عليك، فقد كنت أحب أن نلتزم منهاجنا دائما، وألا يزيدنا جهل الجاهل علينا إلا حلما، وألا يخرجنا عدوان الناس عن خطة الأناة والتثبت والرفق.
من منهاجنا -يا أخى صالح- ألا نكشف من ستر عنا خصومته، وألا نهاجم إلا من أبدى صفحته، فما لمكرم وزعيمه والخصومة مع جريدة المصرى ومحررها؟ قد تقول: إن العلاقة بين الطرفين غير منكورة، ولكنا طبقا لمنهاجنا لا نود أن نكشف للناس خصما ستر خصومته، فلعله يثوب إلى رشده من قريب أو من بعيد.
منهاجنا أن نتجافى ونبتعد دائما عن هذه الألفاظ النابية التى لاكتها ألسنة الحزبيين وأقلامهم وتداولوها فيما بينهم، ولا نجاريهم أبدا فى مزالق ورطتهم فيها خصوماتهم الحزبية والشخصية، فما لنا ولمثل هذه الألفاظ من مقدس ومحسود وحبيب لدود؟ هذه بضاعة من الكلام لا تنفق فى سوق الإخوان المسلمين، ولا تروج فى مجتمعاتهم، ولا يحسن أن تجرى على ألسنتهم وأقلامهم" (8)

حول انشقاق شباب محمد

حدث أن انشق عدد من الإخوان فيما سمى بانشقاق شباب محمد عام 1940م وتعرضوا له بالنقد الشديد والطعن والتشهير، فما كان منه أن رد عليهم بالحسنى وقبل نقدهم وأوضح لهم بعض الأمور الغامضة عنهم. وحينما أرسل له أحد الإخوان ويدعى عبد الكريم خطابا حول هذه الفتنة

رد عليه الإمام البنا بقوله:

"أما ما ذكرت من نصيحتك الغالية و"الدين النصيحة" يا بنى، والعهد الذى بيننا إنما هو التفاهم فى دين الله، فلا عليك أن تتقدم بالنصيحة مشكورًا، وتسوق الرأى الحق مأجورًا، وقد أوجب الله على القائد أن ينزل عند الحق وإن جاءه على يد أصغر جنده، بل إن رآه عند أجنبى عنه، و"الحكمة ضالة المؤمن فإن وجدها فهو أحق الناس بها" (9)

مع الأستاذ أحمد السكري

كان الأستاذ السكري وكيلا للجماعة قبل ابتعاده عنها ومهاجمتها في الصحف الوفدية واتهام الإمام البنا بأبشع التهم فرد عليه الإمام البنا بقوله:

أخى المحترم الأستاذ أحمد السكري وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

(وبعد)

فقد قرأت فى الصحف خطابك الذى نشرته قبل أن يصلنى ردًا على خطابى السابقين الذين ضربت بهما عرض الحائط، وما كنت لأضرب بخطابك هذا عرض الحائط كما فعلت أنت، ولكنى قدرت خطابك ورحبت به، وأمرت بنشره فى جريدة الإخوان المسلمين، لأنهم أحق من يوجه إليهم هذا القول، وهم أهل الحكم عليه لأنه يتصل بدعوتهم وقيادتهم وخطتهم، ولم أبخل عليك بالرد مبالغة فى هذا التقدير. (10)

مع حسان حتحوت

كان الإخوان يدعون الصحفيين والعلماء والسياسيين لحفلات شاي في المركز العام وفي إحدى هذه الحفلات وكان مسئولا عنها الدكتور حسان حتحوت وحضر الإمام البنا متأخرا بعض الشيء فقال الدكتور حتحوت وانتقد تأخر الإمام البنا أمام الجميع

حيث قال:

أعتذر إليكم عن تأخر المرشد العام . وكل أولى به وهو المرشد العام للإخوان المسلمين أن يكون أحرص على الموعد. ولكن لعل عذرا عاقه فنستغفر الله لنا وله.... والآن اسمحوا لي أن أقدم الأخ حسن أحمد البنا ... المرشد العام".

وحينما وقف الإمام البنا شكر الدكتور حتحوت على حرصه وغيرته وأوضح أنه لم يكن سببا في التأخير لكن احد السياسيين استوقف الإمام البنا في الطريق أثناء قدومه وهو ما أخره. (11)

نقد الشيخ محمد عبد الوهاب فايد

وممن نقدوا الأستاذ البنا وكان من طلبة الأزهر آنذاك: الشيخ محمود عبد الوهاب فايد رحمه الله، وهو من علماء الأزهر والجمعية الشرعية، وكان دائم الحضور للإمام البنا في حديث الثلاثاء، إلا أن [[الإمام البنا تحدث عن الملائكة فقال: (الملائكة خلق من خلق الله تعالى يتشكلون بأشكال شريفة كالإنس ونحوهم، ولا يخرجون عن طاعة الله تعالى، ولا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون. وقال بعض العلماء: إنهم خلق من نور، وهو قول يعوزه الدليل).

وقد كتب الشيخ فايد ردا على ما ذكره الأستاذ البنا، فقال:

(قديما قال أرسطو: أفلاطون صديقي والحق صديقي، ولكن الحق أصدق منه. طالعت محاضرة فضيلة الشيخ حسن البنا في العدد السابع من المجلة فلاحظت عليها ملاحظات عابرة:
أولا:عقب فضيلة المرشد على قول بعض العلماء في الملائكة أنهم خلق من نور بقوله: "وهو قول يعوزه الدليل".
ثانيا:تحدث عن علم الملائكة فقال: "وأما علم الملك فبالتلقي من لدن الحكيم الخبير".
ثالثا:استشهد على خاصية الإنسان وخاصية الملائكة فقال: (وعلم آدم الأسماء كلها) البقرة: 31 فيها خاصية العلم للإنسان، وقوله تعالى: (قالوا سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا) البقرة: 32 فيها خاصية الملائكة وهي التلقي.
ونبدي رأينا فيما ذكره فضيلة المرشد موجزين فنقول بصدد ملاحظتنا الأولى: قام الدليل على أن الملائكة خلقت من نور، فقد ورد في صحيح مسلم رضي الله عنه قال: عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خلقت الملائكة من نور، وخلق الجان من مارج من نار، وخلق آدم مما وصف لكم" أ هـ ص 451 ج 10 هامش القسطلاني. وبمقابلة الأنواع الثلاثة بعضها لبعض يتضح أنه أراد أصل خلقة الملائكة.
وحديث مسلم حديث صحيح لا يدفعه ما ورد في بعض الآثار، إما لعدم المساواة وإما لعدم المنافاة. وقد شرح العراقي هذا الحديث بما يتمشى معنا كما في (طرح التثريب) ص 277 ج 8. ونص ابن حزم في (المحلى) على هذا فقال ـ ص 13 ج1 بصدد الملائكة ـ: "خلقوا كلهم من نور، وخلق آدم من ماء وتراب، وخلق الجان من نار". ثم ذكر حديث مسلم بسنده إليه.
وقد رد الأستاذ البنا على نقد الشيخ محمود عبد الوهاب فايد فقال: "إلى حضرة الأخ في الله تبارك وتعالى فضيلة الشيخ أحمد عاشور حفظه الله تعالى، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أما بعد: فقد اطلعت على ملاحظة الأخ العزيز السيد محمود عبد الوهاب فايد التي بعث بها إليكم حول محاضرتي الملخصة في (الاعتصام) الغراء، وإني أبادر بشكر الأخ على أدبه وأسلوبه الكريم، وأشكر لكم حسن ظنكم بأخيكم، وإسعاده بعرض هذه الملاحظات عليه.
ثم أقفي بعد ذلك بالثناء على فضل الأخ وعلمه، وحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم على العين والرأس (فالملائكة من نور) ونفوض حقيقة النور الذي أشار إليه الحديث الشريف إلى الله تبارك وتعالى، وهو به أعلم، وجزى الله تعالى الأخ عنا خير الجزاء.
ولم أُرِدْ بما قررت من أن خاصية الملائكة التلقي نفي الاختيار، ولكن نفي التوهم والخيال الذي هو للإنسان أساس الابتكار، والذي كثيرا ما يؤدي إلى الخطأ والعثار، فإن يكن هذا القصد صحيحا فمن الله تعالى وله الفضل والمنة، وإن يكن غير ذلك فمن نفسي، وما أبرئ نفسي، ونحن ـ فيما أرى ـ بعد ذلك الإيضاح متفقان.
وأسأل الله تعالى لي ولكم وللأخ العزيز تمام التوفيق والسداد، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. في غرة ذي الحجة سنة 1366هـ) (12)

لم يضيق صدر الإمام البنا أمام منتقديه سواء في مجال الدعوة أو مجال العمل العام، ولم يضق صدره بمن انتقد جماعته أو مسالك الدعوة.

المراجع

  1. حسن البنا: رسالة التعاليم، دار التوزيع والنشر الإسلامية، 2006م، صـ302.
  2. حسن البنا: رسالة دعوتنا، دار التوزيع والنشر الإسلامية، 2006م، صـ157.
  3. رسالة دعوتنا: المرجع السابق، صـ158.
  4. رسالة المؤتمر الخامس: صـ374.
  5. رسالة دعوتنا: مرجع سابق، صـ159.
  6. محمود عبد الحليم: الإخوان المسلمون أحداث صنعت التاريخ، الجزؤ الأول، دار الدعوة للتوزيع والنشر، الأسكندرية، صـ138 : 141.
  7. مجلة النذير: السنة الثانية، العدد 33، 25 شعبان 1358هـ - 10 أكتوبر 1939م، صـ2.
  8. مجلة النذير، العدد (12)، السنة الأولى، 19 جمادى الثانية 1357ه- 15 أغسطس 1938م، ص(4).
  9. دكتور عبد العظيم المطعنى: ١٩ رسالة من حسن البنا الى قيادة الدعوة الاسلامية، (مكاتبات مطوية تنشر لأول مرة) دار الأنصار القاهرة، طـ1، 1979.
  10. الإخوان المسلمون اليومية، العدد (443)، السنة الثانية، 27 ذو القعدة 1366ه- 12 أكتوبر 1947م، ص(6).
  11. حسان حتحوت: العقد الفريد (1942-1952).. عشر سنوات مع الإمام حسن البنا، دار الشروق، القاهرة، الطبعة الأولى، 1421- 2000م.
  12. عصام تليمة: نقلا عن مجلة الاعتصام: السنة التاسعة، العدد التاسع، 11 من ذي الحجة سنة 1366هـ ـ 25 من أكتوبر سنة 1947م.