نواب الشعب يتهمون النظام المصري بالتواطؤ مع الصهاينة

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
نواب الشعب يتهمون النظام المصري بالتواطؤ مع الصهاينة
منصة المتحدثين خلال المؤتمر (تصوير- محمد أبو زيد)

كتب- خالد عفيفي

31-01-2009

مقدمة

اتهم أعضاء وفد الكتلة البرلمانية للإخوان المسلمين والمستقلين العائدين من معبر رفح النظامَ المصريَّ بالتواطؤ مع الكيان الصهيوني ضد الأشقاء المحاصَرين في غزة، بعد رفض سلطات معبر رفح السماحَ لشاحنات المساعدات الغذائية بالعبور إلى القطاع.

وشدد النواب في مؤتمر صحفي ظهر اليوم بمقر الكتلة، على أن معركتهم القادمة ستكون في البرلمان عن طريق استجواب الحكومة حول الجريمة التي ارتكبتها على معبر رفح، مستندين في استجواباتهم إلى العديد من الوثائق المُصوَّرة، بالإضافة إلى شهادات أهالي رفح المصرية والعريش التي تؤكد جميعها ثبات تهمة تواطؤ وعمالة النظام المصري للكيان.

واستنكر الدكتور حمدي حسن الأمين العام المساعد للكتلة البرلمانية للإخوان، منعَ سلطات معبر رفح المساعدات الغذائية القادمة من شعوب العالم- وفي مقدمتها شعب مصر- من دخول غزة؛ مما أدى إلى تراكم تلك المواد التموينية والأغطية بكميات ضخمة تجاوزت 30 ألف طن في إستاد وميناء وشوارع العريش في ظروف تخزينية غير ملائمة؛ ما يعرِّضها للتلف والتعفن.

وأكد د. حمدي حسن أن الوفد البرلماني المصري كان هدفه التأييد المعنوي لشعب غزة والتهنئة بالانتصار وإرادة الصمود والتحدي التي رفعت رأس الأمة كلها ضد الصلف الصهيوني الذي دمَّر البنية التحتية للقطاع، وضد العجز والتخاذل العربي الرسمي.

ووجَّه الشكر إلى أهل العريش الذين قاموا بمجهودات عظيمة سيذكرها لهم التاريخ؛ فقد كانوا يضعون حمولات الأغذية في مخازنهم الخاصة، بل تعدَّى الأمر إلى أكثر من ذلك إلى الحد الذي دفع كثيرًا منهم إلى إفراغ محتويات منازلهم حتى تسع الكميات المهولة من المساعدات.

وأدان النائب منع سلطات المعبر دخولَ نواب من المغرب وماليزيا والجزائر، بالإضافة إلى الوفود الطبية من باكستان وتركيا، وبعض الإعلاميين إلى غزة، متسائلاً بلهجة تهكمية: "لماذا منعت السلطات عبور أكفان الشهداء؟! يبدو أنها مواد كيماوية محرمة أو سلاح نووي خطير!!".

وفضح د. حسن زيف الـ"شو الإعلامي" الحكومي الذي يصوِّر للناس أن المعبر مفتوح والمساعدات تدخل غزة، مؤكدًا أن شاحنات الحزب الوطني نفسها تنتظر أمام المعبر منذ 12 يومًا.

وأكد أن نوابًا من الأغلبية ذهبوا إلى الرئيس مبارك وأعطت للقيادة السياسية "شيك" على بياض لتنفيذ تلك السياسات المتواطئة مع الكيان الصهيوني، في حين رفض النظام مقابلتنا لتقديم مطالبنا المحددة؛ ولذلك اعتصمنا يومًا كاملاً في البرلمان.

وأشاد بشباب الإخوان وحزب الكرامة في مدينة العريش، وقال: "لو أن عندنا مثلهم في كل المحافظات سنقوم بنهضة شعبية".

وانتقد استضافة مصر مؤتمر الدول الداعمة لإعمار غزة، متسائلاً: "أين ستذهب أموال الإعمار؟! هل ستلقى نفس مصير مساعدات الشعوب العربية والعالمية؟! أم سيتم توجيهها إلى الجهات الفلسطينية المسئولة؟!".

وشدد الدكتور محمد البلتاجي أمين العلاقات الخارجية بالكتلة على أن الوثائق التي قدَّمها الوفد تشهد على أن النظام المصري شارك في حصارين على الشعب الفلسطيني في غزة؛ أحدهما سياسي بعد منع الوفود البرلمانية المختلفة من دخول غزة لمؤازرة الحكومة الشرعية وأعضاء المجلس التشريعي الفلسطيني، والطامة الكبرى أن مصر شاركت في قتل الشعب الفلسطيني وتجويعه في الوقت الذي هم في أشد الحاجة إلى الغذاء.

وأكد أن "التحرك القادم سيكون في مسارات قضائية وجماهيرية وبرلمانية وتقديم بلاغات إلى النائب العام؛ نقول فيه إن أموال الشعب المصري مُعرَّضة للتلف؛ باعتبار أن المرحلة القادمة يجب أن نتحمَّل مسئولياتنا".

وندد بالممارسات الأمنية مع مظاهرات دعم غزة، مشيرًا إلى أن القاهرة ورام الله هما المدينتان الوحيدتان في العالم التي قُمع فيها المتظاهرون واعتقلهم الأمن".

أوبريت التدليس!

وقال النائب الدكتور حازم فاروق عضو الكتلة إن وفد النواب إلى رفح شكًّل ملحمة كشفت التدليس والقول بأن المعبر مفتوح، بالتوازي مع ملحمة الصمود والمقاومة التي سطرها الشعب الفلسطيني في غزة.

وتساءل: "كيف يُسمَح لوفد المهندسين الأمريكيين بمراقبة الحدود ولوفد دحلان الأمني بالتدريب في العريش على أمل دخول غزة على ظهر الدبابات الصهيونية في الوقت الذي لا يُسمَح لنواب الشعب الحقيقيين بالتضامن مع الشعب المحاصر في غزة؟!".

وتحدَّى د. فاروق أي إعلامي أو مسئول أن يُخرج تصريحًا واحدًا يقول إن رغيف خبز أو كيلو جرامًا واحدًا من الغذاء دخل غزة منذ 14 يومًا، مؤكدًا أن الأمة انقسمت إلى خندقين لا ثالث لهما: الخندق الأول به المقاومة والشرفاء الذين يدعمونها، والخندق الثاني للعملاء والخونة ومن يتحسس أيديَ ليفني ورايس الملطخة بدماء شهداء غزة.

شعب عظيم

وأشاد النائب عادل حامد عضو الكتلة بأهالي رفح والعريش والشيخ زويد، ووصفهم بأبطال المقاومة الحقيقيين بجانب مقاومي غزة؛ "لأنهم قاموا بجهد عظيم في استقبال الشاحنات التي مُنعت من دخول غزة إلى حد أن قاموا بتوقيع عقود إيجار معنا لتخزين المساعدات في محالهم وشققهم دون أي مقابل".

وأكد حامد أن "أمن الدولة بالعريش اقتحم مخزنًا لأحد الأهالي في مدينة الشيخ زويد واحتجزت صاحبه واستولت على أكثر من 20 طنًّا مساعداتٍ بحجة أنه يتاجر فيها، وطالبتنا بإحضار التصاريح اللازمة، وعلى الرغم من إحضارها رفضوا تسليم الشحنات".

وطالب الشعب المصري بالنزول إلى الشوارع والضغط على الحكومة كي تتوقف عن الجريمة الشنعاء التي ترتكبها في حق الشعب المصري والفلسطيني على حدٍّ سواء.

وأكد حمدين صباحي نائب حزب الكرامة (تحت التأسيس) أن ما حدث في رفح جريمة مزدوجة في حق الشعب المصري الذي اقتطع من قوته لمساعدة إخوانه، وفي حق الشعب الفلسطيني الذي ينتظر غوث المصريين.

وشدد صباحي على أن مصر مُطالَبةٌ وفق القانون الدولي بإدخال السلاح إلى الفلسطينيين باعتبارهم شعبًا مقاومًا للاحتلال، قائلاً: "لا نطالب النظام المصري بإعلان الحرب على الكيان أو إرسال السلاح، ولكن نطالبه بالسماح للمساعدات الغذائية بدخول غزة".

واستنكر طلب رئيس مجلس الشعب من برلمانات أوروبا تشكيل وفد إلى غزة في الوقت الذي لا يستطيع هو فيه ويعجز عن تشكيل وفد مصري، مجددًا احتجاجات النواب في المجلس حتى تستجيب الحكومة لمطالبهم.

وطالب صباحي بفتح معبر رفح بصفة دائمة غير مشروطة تحت رقابة السلطات المصرية دون أي تدخل أجنبي.

ووجَّه تحيةً إلى أردوغان على موقفه المشرِّف في دافوس "الذي رفع به رأس الأمة كلها وحفظ به كرامتها، في حين افتقدنا أحد أصحاب الفخامة والجلالة والسمو يعبِّر عن الشعوب العربية".

وهاجم صباحي من يشكِّكون في ولاء وانتماء أهالي سيناء، مؤكدًا أنهم ضربوا أروع الأمثلة والنماذج في الإخلاص والوعي في مساعدة أهالي غزة.

وقال سعد عبود النائب المستقل إن مجلس الشعب عجز عن توفير رحلة لأعضائه إلى غزة يشد فيها الوفد على أيدي أهالي غزة في معركة أسطورية باسلة؛ "أحيت فينا وأيقظت النضال، وسطَّرت بأحرف من نور بطولة أبية تمثِّل نبراسًا يُحتذَى في الأمة العربية والإسلامية كلها".

ووجَّه عبود رسالةً إلى الحكام العرب قائلاً: "لقد انتهى دوركم، وعليكم أن ترحلوا الآن قبل غد، وإنكم بتقاعسكم وفسادكم لم تستطيعوا أن تقدِّموا أوراق ضغط على المجتمع الدولي الذي بقي متفرجًا على دماء وأشلاء نساء وأطفال غزة".

وقال النائب محمد العمدة إن مسلسل الخضوع والاستسلام للمشروع الأمريكي والصهيوني بدأ بتوقيع معاهدة كامب ديفيد التي أخضعت مصر بحظر وجود قوات مسلحة في أكثر من ثلثي سيناء، مطالبًا بإعادة النظر في تلك الاتفاقية، وخاصةً بعد الانتهاكات المستمرة من الجانب الصهيوني.

المصدر