الفرق بين المراجعتين لصفحة: «نعم للوحدة التي لا تقوم على حساب الحقوق المشروعة»

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
لا ملخص تعديل
لا ملخص تعديل
 
(مراجعتان متوسطتان بواسطة نفس المستخدم غير معروضتين)
سطر ١: سطر ١:
'''<center> نعم للوحدة التي لا تقوم على حساب الحقوق المشروعة</center>'''
'''<center><font color="blue"><font size=5>نعم للوحدة التي لا تقوم على حساب الحقوق المشروعة</font></font></center>'''


'''الدكتور عبد العزيز الرنتيسي'''
'''بقلم : الدكتور [[عبد العزيز الرنتيسي]]'''


الكل يتحدث عن الوحدة الوطنية وهذا أمر جيد نشجعه ونباركه، ولكن الخطورة في أن يقتصر الأمر على الأقوال دون الأفعال، وأخطر من ذلك أن يكون الحديث عن الوحدة مجرد تكتيك لتحقيق مكاسب حزبية، ولما كنا جميعا في فلسطين في مركب واحد، فلابد من رص الصفوف حول هدف واضح يجمع عليه الجميع بعيدا عن الإفراط والتفريط، فلا يجوز لأحد تحت دعاوى لا تسمن ولا تغني من جوع أن يتفرد في تحديد معالم المستقبل الفلسطيني، ضاربا عرض الحائط بكل آراء وتطلعات المخلصين الغيورين على الوطن.
[[ملف:د.عبد العزيز الرنتيسى.jpg|تصغير|250px|يسار|'''<center>د.[[عبد العزيز الرنتيسي]]</center>''']]


ولما كانت الحركة الإسلامية في فلسطين تمثل جزءا ليس من الحكمة تهميشه أو تجاهله تحت أي مسوغ كان، كان لابد من احترام تطلعات هذه الحركة التي هي تطلعات الشعب الفلسطيني لأنها لا تصطدم مع حقوقه المشروعة، والتي لا يمكن للحركة الإسلامية ولا لأي قوة فلسطينية أخرى أن تتجاوزها مهما كانت المعطيات المحلية والإقليمية والدولية، فالشرع الإسلامي لا يسمح بالقفز عنها، والحركة الإسلامية في فهمها لما يجري على الساحة الدولية وفي تفاعلها لا تنطلق من حسابات مادية فقط رغم أهميتها، فالحسابات المادية المجردة هي التي قادتنا إلى هذا الواقع المهين الذي تعيشه أمتنا، حيث تعيش التبعية المطلقة لإرادة أعدائها الذين باتوا يحددون مصيرها، بل ويحددون فكرها وعقيدتها وحاضرها ومستقبلها دون أن تمتعض أو تثور لكرامتها.
الكل يتحدث عن الوحدة الوطنية وهذا أمر جيد نشجعه ونباركه، ولكن الخطورة في أن يقتصر الأمر على الأقوال دون الأفعال، وأخطر من ذلك أن يكون الحديث عن الوحدة مجرد تكتيك لتحقيق مكاسب حزبية، ولما كنا جميعا في [[فلسطين]] في مركب واحد، فلابد من رص الصفوف حول هدف واضح يجمع عليه الجميع بعيدا عن الإفراط والتفريط، فلا يجوز لأحد تحت دعاوى لا تسمن ولا تغني من جوع أن يتفرد في تحديد معالم المستقبل ال[[فلسطين]]ي، ضاربا عرض الحائط بكل آراء وتطلعات المخلصين الغيورين على الوطن.


وحتى نكون أكثر وضوحا علينا أن نعود بالذاكرة إلى ما قبل أوسلو، لقد كانت هناك انتفاضة فلسطينية، الحركة الإسلامية شكلت فيها الذراع القوي في مواجهة العدو الصهيوني، مما جعل العدو يبحث عن مخرج للقضاء على هذه الانتفاضة ولكن دون جدوى، وكنا نسمع في ذلك الوقت من يقول للصهاينة إما أن تتفاوضوا مع منظمة التحرير أو عليكم أن تواجهوا الحركة الإسلامية المتنامية، وبعد تردد قبل الصهاينة بهذه اللعبة، والذي دفعهم لذلك الضربات الموجعة التي وجهتها الحركة الإسلامية لهذا الكيان الغاصب، وأملهم في أن يجدوا من ينوب عنهم في ضرب المقاومة، أو أن يدخلوا الشعب الفلسطيني في دوامة حرب أهلية تأتي على الأخضر واليابس.
ولما كانت الحركة الإسلامية في [[فلسطين]] تمثل جزءا ليس من الحكمة تهميشه أو تجاهله تحت أي مسوغ كان، كان لابد من احترام تطلعات هذه الحركة التي هي تطلعات الشعب ال[[فلسطين]]ي لأنها لا تصطدم مع حقوقه المشروعة، والتي لا يمكن للحركة الإسلامية ولا لأي قوة [[فلسطين]]ية أخرى أن تتجاوزها مهما كانت المعطيات المحلية والإقليمية والدولية، فالشرع الإسلامي لا يسمح بالقفز عنها، والحركة الإسلامية في فهمها لما يجري على الساحة الدولية وفي تفاعلها لا تنطلق من حسابات مادية فقط رغم أهميتها، فالحسابات المادية المجردة هي التي قادتنا إلى هذا الواقع المهين الذي تعيشه أمتنا، حيث تعيش التبعية المطلقة لإرادة أعدائها الذين باتوا يحددون مصيرها، بل ويحددون فكرها وعقيدتها وحاضرها ومستقبلها دون أن تمتعض أو تثور لكرامتها.


ودخلت منظمة التحرير في نفق المفاوضات المظلم دون أن تعير أي اهتمام للقوة المركزية في الشارع الفلسطيني، ولا أن تلتفت إلى الرؤية الواضحة للحركة الإسلامية، المبنية على فهم عميق للواقع الدولي والإقليمي والمحلي من خلال رؤية واعية نابعة من عمق فهمها لهذا الدين، رؤية بعيدة عن المصلحة الذاتية، رؤية تقدم مصلحة الوطن على كل مصلحة، ولا غرابة في ذلك فهي التي فدت الوطن بالأرواح والمهج، وهي التي انصرفت إلى الجهاد بالنفس والمال من أجل تحرير الأرض والإنسان الفلسطيني، وأثمرت المفاوضات بين المنظمة والعدو الصهيوني عن اتفاقية كان الهدف الأساسي للعدو الصهيوني من ورائها القضاء على الانتفاضة والمقاومة ولكن بأيد فلسطينية مقابل وعود وضمانات أمريكية فضفاضة وغير قابلة للتنفيذ.
وحتى نكون أكثر وضوحا علينا أن نعود بالذاكرة إلى ما قبل أوسلو، لقد كانت هناك انتفاضة [[فلسطين]]ية، الحركة الإسلامية شكلت فيها الذراع القوي في مواجهة العدو [[الصهيونية|الصهيوني]]، مما جعل العدو يبحث عن مخرج للقضاء على هذه الانتفاضة ولكن دون جدوى، وكنا نسمع في ذلك الوقت من يقول للصهاينة إما أن تتفاوضوا مع منظمة التحرير أو عليكم أن تواجهوا الحركة الإسلامية المتنامية، وبعد تردد قبل الصهاينة بهذه اللعبة، والذي دفعهم لذلك الضربات الموجعة التي وجهتها الحركة الإسلامية لهذا الكيان الغاصب، وأملهم في أن يجدوا من ينوب عنهم في ضرب المقاومة، أو أن يدخلوا الشعب ال[[فلسطين]]ي في دوامة حرب أهلية تأتي على الأخضر واليابس.


وقبلت منظمة التحرير الدخول إلى نفق مليء بالألغام دون أن تحترم أي رأي آخر، وبدأت الحركة الإسلامية تحذر من المخاطر التي ستقضي على كل أمل وحلم فلسطيني في العودة وتقرير المصير وتحرير فلسطين، ولكن تحت مطرقة التزامات السلطة من خلال تواقيعها باتت الحركة الإسلامية تواجه خطرا يتهدد وجودها، ومن ثم يتهدد الوجود الفلسطيني والقضية الفلسطينية، ولقد فتحت المعتقلات الفلسطينية لتبتلع الشرفاء وأصبح الشباب المسلم يعيش غريبا في وطنه، وقامت السلطة بتجريد المجاهدين من أسلحتهم، وبثت العيون من حولهم، وأوشك التنسيق الأمني أن يشل حركة المقاومة، مما فتح الباب على مصراعيه أمام اليهود كي يغتالوا خيرة شباب فلسطين من المجاهدين الشرفاء، ولكن الحركة كظمت غيظها، وصبرت على ما لا يطاق، ومنعها وعيها لأبعاد المؤامرة الصهيونية من الانزلاق إلى حرب أهلية.
ودخلت منظمة التحرير في نفق المفاوضات المظلم دون أن تعير أي اهتمام للقوة المركزية في الشارع ال[[فلسطين]]ي، ولا أن تلتفت إلى الرؤية الواضحة للحركة الإسلامية، المبنية على فهم عميق للواقع الدولي والإقليمي والمحلي من خلال رؤية واعية نابعة من عمق فهمها لهذا الدين، رؤية بعيدة عن المصلحة الذاتية، رؤية تقدم مصلحة الوطن على كل مصلحة، ولا غرابة في ذلك فهي التي فدت الوطن بالأرواح والمهج، وهي التي انصرفت إلى الجهاد بالنفس والمال من أجل تحرير الأرض والإنسان ال[[فلسطين]]ي، وأثمرت المفاوضات بين المنظمة والعدو [[الصهيونية|الصهيوني]] عن اتفاقية كان الهدف الأساسي للعدو [[الصهيونية|الصهيوني]] من ورائها القضاء على الانتفاضة والمقاومة ولكن بأيد [[فلسطين]]ية مقابل وعود وضمانات أمريكية فضفاضة وغير قابلة للتنفيذ.


ومرت أعوام المفاوضات التي شكلت فرصة نادرة للكيان الصهيوني في التمدد عن طريق بناء المزيد من المغتصبات، وشق الطرق الالتفافية، وتهويد المقدسات، وأدرك العديد من أقطاب المنظمة خطورة المنزلق، وفتح الباب من جديد أمام انتفاضة قوية جمعت الصف الفلسطيني في خندق واحد، وسقط المئات من الشهداء وعشرات الآلاف من الجرحى وأصاب الدمار الشامل كل مناحي الحياة الفلسطينية، وبالرغم من صبر الشعب وإصراره على مواصلة الطريق إلا أننا فوجئنا بمن يريد أن يقضي على آخر أمل للشعب الفلسطيني في التحرر تحت مطرقة الواقعية والإرادة الدولية وموازين القوى والتحيز الأمريكي وغير ذلك من المزاعم، وخرج على شاشات التلفزة من يتهم المقاومة ويصفها بأنها تتناقض مع المصلحة الفلسطينية العليا، ومن يحذرنا من الفخ الذي نصبه شارون للمقاومة، يقول ذلك في تخبط واضح وجهل فاضح وضبابية يعيشها المتحدث سواء كان يدري أو لا يدري.
وقبلت منظمة التحرير الدخول إلى نفق مليء بالألغام دون أن تحترم أي رأي آخر، وبدأت الحركة الإسلامية تحذر من المخاطر التي ستقضي على كل أمل وحلم [[فلسطين]]ي في العودة وتقرير المصير وتحرير [[فلسطين]]، ولكن تحت مطرقة التزامات السلطة من خلال تواقيعها باتت الحركة الإسلامية تواجه خطرا يتهدد وجودها، ومن ثم يتهدد الوجود ال[[فلسطين]]ي والقضية ال[[فلسطين]]ية، ولقد فتحت المعتقلات ال[[فلسطين]]ية لتبتلع الشرفاء وأصبح الشباب المسلم يعيش غريبا في وطنه، وقامت السلطة بتجريد المجاهدين من أسلحتهم، وبثت العيون من حولهم، وأوشك التنسيق الأمني أن يشل حركة المقاومة، مما فتح الباب على مصراعيه أمام اليهود كي يغتالوا خيرة شباب [[فلسطين]] من المجاهدين الشرفاء، ولكن الحركة كظمت غيظها، وصبرت على ما لا يطاق، ومنعها وعيها لأبعاد المؤامرة الصهيونية من الانزلاق إلى حرب أهلية.


فأي فخ هذا الذي نصبه شارون ووقعت فيه الحركة الإسلامية ؟ لقد قتل شارون أكثر من مأتي فلسطيني بعد إعلان ما يسمى وقف إطلاق النار قبل أن ترد الحركة الإسلامية، فهل كان المطلوب أن يباد الشعب الفلسطيني عن بكرة أبيه دون أن ندافع عن شعبنا حتى لا نقع في فخ شارون ؟
ومرت أعوام المفاوضات التي شكلت فرصة نادرة للكيان [[الصهيونية|الصهيوني]] في التمدد عن طريق بناء المزيد من المغتصبات، وشق الطرق الالتفافية، وتهويد المقدسات، وأدرك العديد من أقطاب المنظمة خطورة المنزلق، وفتح الباب من جديد أمام انتفاضة قوية جمعت الصف ال[[فلسطين]]ي في خندق واحد، وسقط المئات من الشهداء وعشرات الآلاف من الجرحى وأصاب الدمار الشامل كل مناحي الحياة ال[[فلسطين]]ية، وبالرغم من صبر الشعب وإصراره على مواصلة الطريق إلا أننا فوجئنا بمن يريد أن يقضي على آخر أمل للشعب ال[[فلسطين]]ي في التحرر تحت مطرقة الواقعية والإرادة الدولية وموازين القوى والتحيز الأمريكي وغير ذلك من المزاعم، وخرج على شاشات التلفزة من يتهم المقاومة ويصفها بأنها تتناقض مع المصلحة ال[[فلسطين]]ية العليا، ومن يحذرنا من الفخ الذي نصبه شارون للمقاومة، يقول ذلك في تخبط واضح وجهل فاضح وضبابية يعيشها المتحدث سواء كان يدري أو لا يدري.


يقول المتحدث أن العمليات حولت الضغط الدولي من ضغط على شارون إلى ضغط على الفلسطينيين، ويدرك المتحدث قبل غيره أن الضغط الدولي يعني الضغط الأمريكي لا أكثر ولا أقل، ويدرك أن أمريكا منحازة لصالح العدو الصهيوني، وأنها لا يمكن أن تمارس ضغوطا فعلية على شارون حتى لو ذبح آخر جنين فلسطيني، والشواهد والأدلة أكثر من أن تحصى، فأمريكا لم تحرك ساكنا لشلال الدم الفلسطيني، ولم تندد يوما بالاحتلال الغير مشروع، بل كانت دائما تندد بالمقاومة المشروعة، فهل أصبح المطلوب من الفلسطينيين أن يصبروا على الذبح الذليل عل وعسى أن تضغط أمريكا على شارون، وتطلب منه التوقف عن ذبحنا في الوقت الذي يؤمن فيه المتحدث أنها لن تفعل ؟  
فأي فخ هذا الذي نصبه شارون ووقعت فيه الحركة الإسلامية ؟ لقد قتل شارون أكثر من مأتي [[فلسطين]]ي بعد إعلان ما يسمى وقف إطلاق النار قبل أن ترد الحركة الإسلامية، فهل كان المطلوب أن يباد الشعب ال[[فلسطين]]ي عن بكرة أبيه دون أن ندافع عن شعبنا حتى لا نقع في فخ شارون ؟


وإن صبر الشعب الفلسطيني على الذبح، فهل المطلوب منهم أن يسكت عن مقاومة الاحتلال ؟  
يقول المتحدث أن العمليات حولت الضغط الدولي من ضغط على شارون إلى ضغط على ال[[فلسطين]]يين، ويدرك المتحدث قبل غيره أن الضغط الدولي يعني الضغط الأمريكي لا أكثر ولا أقل، ويدرك أن أمريكا منحازة لصالح العدو [[الصهيونية|الصهيوني]]، وأنها لا يمكن أن تمارس ضغوطا فعلية على شارون حتى لو ذبح آخر جنين [[فلسطين]]ي، والشواهد والأدلة أكثر من أن تحصى، فأمريكا لم تحرك ساكنا لشلال الدم ال[[فلسطين]]ي، ولم تندد يوما بالاحتلال الغير مشروع، بل كانت دائما تندد بالمقاومة المشروعة، فهل أصبح المطلوب من ال[[فلسطين]]يين أن يصبروا على الذبح الذليل عل وعسى أن تضغط أمريكا على شارون، وتطلب منه التوقف عن ذبحنا في الوقت الذي يؤمن فيه المتحدث أنها لن تفعل ؟
 
وإن صبر الشعب ال[[فلسطين]]ي على الذبح، فهل المطلوب منهم أن يسكت عن مقاومة الاحتلال ؟  


ومن سيحرر الوطن إذن ؟ وكيف ؟
ومن سيحرر الوطن إذن ؟ وكيف ؟
سطر ٣١: سطر ٣٣:
أم أن  المصلحة العليا في أن تسيل دماؤنا مقاومين في مواجهة عسكرية تدمي شارون ؟
أم أن  المصلحة العليا في أن تسيل دماؤنا مقاومين في مواجهة عسكرية تدمي شارون ؟


أما إذا أراد صاحبنا أن يقنعنا بأن العمليات الجهادية ستؤدي إلى تدمير السلطة، فنقول بأن بقاء السلطة لا يمكن أن يتحقق عن طريق ضرب وحدة الشعب الفلسطيني، وزج الآلاف من خيرة أبنائه في السجون والمعتقلات، ولكن مستقبل السلطة مرهون بتعزيز تلاحمها مع الشعب الفلسطيني وعدم تناقضها مع تطلعاته، وعدم اصطدامها بإرادته، ولو اجتمع العالم بأسره على أن يقوض سلطة يحوطها الشعب برعايته فلن يتمكن من ذلك.
أما إذا أراد صاحبنا أن يقنعنا بأن العمليات الجهادية ستؤدي إلى تدمير السلطة، فنقول بأن بقاء السلطة لا يمكن أن يتحقق عن طريق ضرب وحدة الشعب ال[[فلسطين]]ي، وزج الآلاف من خيرة أبنائه في السجون والمعتقلات، ولكن مستقبل السلطة مرهون بتعزيز تلاحمها مع الشعب ال[[فلسطين]]ي وعدم تناقضها مع تطلعاته، وعدم اصطدامها بإرادته، ولو اجتمع العالم بأسره على أن يقوض سلطة يحوطها الشعب برعايته فلن يتمكن من ذلك.


وأختم مقالي بدعوة من صميم قلبي، خالصة لوجه الله تعالى، موجهة لكل فلسطيني بلا استثناء، وأخص بالدعوة أبناء فتح :
وأختم مقالي بدعوة من صميم قلبي، خالصة لوجه الله تعالى، موجهة لكل [[فلسطين]]ي بلا استثناء، وأخص بالدعوة أبناء فتح :


تعالوا بنا نقيم صرح وحدة وطنية لا تقوم على حساب الحقوق المشروعة، ولا تتنكر للثوابت المجمع عليها، ولا تتفرد من خلالها جهة مهما كانت في صنع القرار ورسم السياسات، تعالوا بنا ندرس سلبيات الماضي على كل الصعد لنرسم الخطى نحو المستقبل الواعد، تعالوا بنا نقهر الذات لأجل الوطن، تعالوا بنا لننطلق سويا من روح عقيدتنا التي لا تحتمل الزلل
تعالوا بنا نقيم صرح وحدة وطنية لا تقوم على حساب الحقوق المشروعة، ولا تتنكر للثوابت المجمع عليها، ولا تتفرد من خلالها جهة مهما كانت في صنع القرار ورسم السياسات، تعالوا بنا ندرس سلبيات الماضي على كل الصعد لنرسم الخطى نحو المستقبل الواعد، تعالوا بنا نقهر الذات لأجل الوطن، تعالوا بنا لننطلق سويا من روح عقيدتنا التي لا تحتمل الزلل
سطر ٤٠: سطر ٤٢:
*'''مقال:'''[http://www.palestine-info.info/arabic/palestoday/readers/articles/rantese/11-12-01.htm نعم للوحدة التي لا تقوم على حساب الحقوق المشروعة]'''المركز الفلسطينى للإعلام'''
*'''مقال:'''[http://www.palestine-info.info/arabic/palestoday/readers/articles/rantese/11-12-01.htm نعم للوحدة التي لا تقوم على حساب الحقوق المشروعة]'''المركز الفلسطينى للإعلام'''


{{روابط عبد العزيز الرنتيسي}}
[[تصنيف:تصفح الويكيبيديا]]
[[تصنيف:تصفح الويكيبيديا]]
[[تصنيف:روابط عبد العزيز الرنتيسي]]
[[تصنيف:روابط عبد العزيز الرنتيسي]]

المراجعة الحالية بتاريخ ١٣:٤٠، ٢ يونيو ٢٠١٤

نعم للوحدة التي لا تقوم على حساب الحقوق المشروعة

بقلم : الدكتور عبد العزيز الرنتيسي

الكل يتحدث عن الوحدة الوطنية وهذا أمر جيد نشجعه ونباركه، ولكن الخطورة في أن يقتصر الأمر على الأقوال دون الأفعال، وأخطر من ذلك أن يكون الحديث عن الوحدة مجرد تكتيك لتحقيق مكاسب حزبية، ولما كنا جميعا في فلسطين في مركب واحد، فلابد من رص الصفوف حول هدف واضح يجمع عليه الجميع بعيدا عن الإفراط والتفريط، فلا يجوز لأحد تحت دعاوى لا تسمن ولا تغني من جوع أن يتفرد في تحديد معالم المستقبل الفلسطيني، ضاربا عرض الحائط بكل آراء وتطلعات المخلصين الغيورين على الوطن.

ولما كانت الحركة الإسلامية في فلسطين تمثل جزءا ليس من الحكمة تهميشه أو تجاهله تحت أي مسوغ كان، كان لابد من احترام تطلعات هذه الحركة التي هي تطلعات الشعب الفلسطيني لأنها لا تصطدم مع حقوقه المشروعة، والتي لا يمكن للحركة الإسلامية ولا لأي قوة فلسطينية أخرى أن تتجاوزها مهما كانت المعطيات المحلية والإقليمية والدولية، فالشرع الإسلامي لا يسمح بالقفز عنها، والحركة الإسلامية في فهمها لما يجري على الساحة الدولية وفي تفاعلها لا تنطلق من حسابات مادية فقط رغم أهميتها، فالحسابات المادية المجردة هي التي قادتنا إلى هذا الواقع المهين الذي تعيشه أمتنا، حيث تعيش التبعية المطلقة لإرادة أعدائها الذين باتوا يحددون مصيرها، بل ويحددون فكرها وعقيدتها وحاضرها ومستقبلها دون أن تمتعض أو تثور لكرامتها.

وحتى نكون أكثر وضوحا علينا أن نعود بالذاكرة إلى ما قبل أوسلو، لقد كانت هناك انتفاضة فلسطينية، الحركة الإسلامية شكلت فيها الذراع القوي في مواجهة العدو الصهيوني، مما جعل العدو يبحث عن مخرج للقضاء على هذه الانتفاضة ولكن دون جدوى، وكنا نسمع في ذلك الوقت من يقول للصهاينة إما أن تتفاوضوا مع منظمة التحرير أو عليكم أن تواجهوا الحركة الإسلامية المتنامية، وبعد تردد قبل الصهاينة بهذه اللعبة، والذي دفعهم لذلك الضربات الموجعة التي وجهتها الحركة الإسلامية لهذا الكيان الغاصب، وأملهم في أن يجدوا من ينوب عنهم في ضرب المقاومة، أو أن يدخلوا الشعب الفلسطيني في دوامة حرب أهلية تأتي على الأخضر واليابس.

ودخلت منظمة التحرير في نفق المفاوضات المظلم دون أن تعير أي اهتمام للقوة المركزية في الشارع الفلسطيني، ولا أن تلتفت إلى الرؤية الواضحة للحركة الإسلامية، المبنية على فهم عميق للواقع الدولي والإقليمي والمحلي من خلال رؤية واعية نابعة من عمق فهمها لهذا الدين، رؤية بعيدة عن المصلحة الذاتية، رؤية تقدم مصلحة الوطن على كل مصلحة، ولا غرابة في ذلك فهي التي فدت الوطن بالأرواح والمهج، وهي التي انصرفت إلى الجهاد بالنفس والمال من أجل تحرير الأرض والإنسان الفلسطيني، وأثمرت المفاوضات بين المنظمة والعدو الصهيوني عن اتفاقية كان الهدف الأساسي للعدو الصهيوني من ورائها القضاء على الانتفاضة والمقاومة ولكن بأيد فلسطينية مقابل وعود وضمانات أمريكية فضفاضة وغير قابلة للتنفيذ.

وقبلت منظمة التحرير الدخول إلى نفق مليء بالألغام دون أن تحترم أي رأي آخر، وبدأت الحركة الإسلامية تحذر من المخاطر التي ستقضي على كل أمل وحلم فلسطيني في العودة وتقرير المصير وتحرير فلسطين، ولكن تحت مطرقة التزامات السلطة من خلال تواقيعها باتت الحركة الإسلامية تواجه خطرا يتهدد وجودها، ومن ثم يتهدد الوجود الفلسطيني والقضية الفلسطينية، ولقد فتحت المعتقلات الفلسطينية لتبتلع الشرفاء وأصبح الشباب المسلم يعيش غريبا في وطنه، وقامت السلطة بتجريد المجاهدين من أسلحتهم، وبثت العيون من حولهم، وأوشك التنسيق الأمني أن يشل حركة المقاومة، مما فتح الباب على مصراعيه أمام اليهود كي يغتالوا خيرة شباب فلسطين من المجاهدين الشرفاء، ولكن الحركة كظمت غيظها، وصبرت على ما لا يطاق، ومنعها وعيها لأبعاد المؤامرة الصهيونية من الانزلاق إلى حرب أهلية.

ومرت أعوام المفاوضات التي شكلت فرصة نادرة للكيان الصهيوني في التمدد عن طريق بناء المزيد من المغتصبات، وشق الطرق الالتفافية، وتهويد المقدسات، وأدرك العديد من أقطاب المنظمة خطورة المنزلق، وفتح الباب من جديد أمام انتفاضة قوية جمعت الصف الفلسطيني في خندق واحد، وسقط المئات من الشهداء وعشرات الآلاف من الجرحى وأصاب الدمار الشامل كل مناحي الحياة الفلسطينية، وبالرغم من صبر الشعب وإصراره على مواصلة الطريق إلا أننا فوجئنا بمن يريد أن يقضي على آخر أمل للشعب الفلسطيني في التحرر تحت مطرقة الواقعية والإرادة الدولية وموازين القوى والتحيز الأمريكي وغير ذلك من المزاعم، وخرج على شاشات التلفزة من يتهم المقاومة ويصفها بأنها تتناقض مع المصلحة الفلسطينية العليا، ومن يحذرنا من الفخ الذي نصبه شارون للمقاومة، يقول ذلك في تخبط واضح وجهل فاضح وضبابية يعيشها المتحدث سواء كان يدري أو لا يدري.

فأي فخ هذا الذي نصبه شارون ووقعت فيه الحركة الإسلامية ؟ لقد قتل شارون أكثر من مأتي فلسطيني بعد إعلان ما يسمى وقف إطلاق النار قبل أن ترد الحركة الإسلامية، فهل كان المطلوب أن يباد الشعب الفلسطيني عن بكرة أبيه دون أن ندافع عن شعبنا حتى لا نقع في فخ شارون ؟

يقول المتحدث أن العمليات حولت الضغط الدولي من ضغط على شارون إلى ضغط على الفلسطينيين، ويدرك المتحدث قبل غيره أن الضغط الدولي يعني الضغط الأمريكي لا أكثر ولا أقل، ويدرك أن أمريكا منحازة لصالح العدو الصهيوني، وأنها لا يمكن أن تمارس ضغوطا فعلية على شارون حتى لو ذبح آخر جنين فلسطيني، والشواهد والأدلة أكثر من أن تحصى، فأمريكا لم تحرك ساكنا لشلال الدم الفلسطيني، ولم تندد يوما بالاحتلال الغير مشروع، بل كانت دائما تندد بالمقاومة المشروعة، فهل أصبح المطلوب من الفلسطينيين أن يصبروا على الذبح الذليل عل وعسى أن تضغط أمريكا على شارون، وتطلب منه التوقف عن ذبحنا في الوقت الذي يؤمن فيه المتحدث أنها لن تفعل ؟

وإن صبر الشعب الفلسطيني على الذبح، فهل المطلوب منهم أن يسكت عن مقاومة الاحتلال ؟

ومن سيحرر الوطن إذن ؟ وكيف ؟

ويصرح المتحدث ـ وهو في قمة الوعي ـ أن شارون لا يريد سلاما، وأن شارون يخطط للحرب، ونتساءل إذن أي فخ هذا الذي وقعت فيه الحركة الإسلامية في مقاومتها للاحتلال والرد على جرائمه طالما أن شارون لا يفكر إلا في الحرب ؟

سيقول لنا المتحدث دعونا نعري شارون ونكشف حقيقته أمام العالم, وكأن العالم لا يعرف حقيقة شارون، وكأن العالم لا يدرك أن شارون لم يقبل بأي من الاتفاقيات الموقعة بين العرب والصهاينة، وكأن العالم إذا اكتشف شارون سينحاز لصفنا، ثم هل يجوز لنا أن نفرط في دماء الآلاف من أبناء شعبنا فقط بهدف فضح شارون ؟

وهل المصلحة العليا في أن تسيل دماؤنا مستسلمين لفضح شارون ؟

أم أن المصلحة العليا في أن تسيل دماؤنا مقاومين في مواجهة عسكرية تدمي شارون ؟

أما إذا أراد صاحبنا أن يقنعنا بأن العمليات الجهادية ستؤدي إلى تدمير السلطة، فنقول بأن بقاء السلطة لا يمكن أن يتحقق عن طريق ضرب وحدة الشعب الفلسطيني، وزج الآلاف من خيرة أبنائه في السجون والمعتقلات، ولكن مستقبل السلطة مرهون بتعزيز تلاحمها مع الشعب الفلسطيني وعدم تناقضها مع تطلعاته، وعدم اصطدامها بإرادته، ولو اجتمع العالم بأسره على أن يقوض سلطة يحوطها الشعب برعايته فلن يتمكن من ذلك.

وأختم مقالي بدعوة من صميم قلبي، خالصة لوجه الله تعالى، موجهة لكل فلسطيني بلا استثناء، وأخص بالدعوة أبناء فتح :

تعالوا بنا نقيم صرح وحدة وطنية لا تقوم على حساب الحقوق المشروعة، ولا تتنكر للثوابت المجمع عليها، ولا تتفرد من خلالها جهة مهما كانت في صنع القرار ورسم السياسات، تعالوا بنا ندرس سلبيات الماضي على كل الصعد لنرسم الخطى نحو المستقبل الواعد، تعالوا بنا نقهر الذات لأجل الوطن، تعالوا بنا لننطلق سويا من روح عقيدتنا التي لا تحتمل الزلل

المصدر

للمزيد عن الدكتور عبد العزيز الرنتيسي

ملفات متعلقة

مقالات متعلقة بالرنتيسي

مقالات بقلم الرنتيسي

تابع مقالات بقلم الرنتيسي

.

حوارات مع الرنتيسي

حوارات مع عائلة الرنتيسي

بيانات حول إغتيال الرنتيسي

أخبار متعلقة

تابع أخبار متعلقة

.

وصلات فيديو

.