نجل الشيخ ياسين يروى تفاصيل ما جرى في حادثة اغتيال والده الفاشلة

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
مراجعة ٢٢:٤٢، ٣ مايو ٢٠١١ بواسطة Moza (نقاش | مساهمات) (حمى "نجل الشيخ ياسين يروى تفاصيل ما جرى في حادثة اغتيال والده الفاشلة" ([edit=sysop] (غير محدد) [move=sysop] (غير محدد)))
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
نجل الشيخ ياسين يروى تفاصيل ما جرى في حادثة اغتيال والده الفاشلة

يجلس الشيخ أحمد ياسين، زعيم ومؤسس حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في بيته بحي الصبرة بمدينة غزة، ويستقبل بابتسامته العريضة الآلاف من الفلسطينيين، الذين يهنئونه بسلامته ونجاته من محاولة الاغتيال، التي تعرض لها يوم السبت الماضي، برفقة الشيخ إسماعيل هنية، أحد قادة الحركة، بعد أن قصفت الدولة العبرية منزل الدكتور مروان أبو راس الذي وجدا فيه، في حي الدرج بمدينة غزة، بصاروخ من طائرة مقاتلة من نوع "أف 16"، أمريكية الصنع.

ويصر الشيخ ياسين (65 عاما)، الذي عاد إلى منزله بعد ساعة من محاولة اغتياله، على عدم ترك منزله والاختباء من طائرات الاحتلال، رغم علمه أنه مطلوب، مسلما بقدر الله، ومؤكدا أن الموت بيد الله، وليس بيد إسرائيل.

لا بد لهذه الشعوب أن تصحو!!

وقال الشيخ ياسين لمراسل "قدس برس" في غزة " إنهم (الصهيونيين) ضربوا العمارة، التي كنت بها بربع طن من المتفجرات، للقضاء علي، ولكن الله لم يرد ذلك، ونجاني منهم، دون أن أصب بأذى، ولكنهم نسوا أن هناك رب كبير، هو الذي يسير الأمور، وليس هم، ولكن على الناس أن تعتبر وتتعظ من ذلك".

واعتبر الضوء الأخضر، الذي أخذته الدولة العبرية من الولايات المتحدة الأمريكية، وقرار الاتحاد الأوروبي بإدراج حركة "حماس" في قائمة الإرهاب، وحالة الضعف والانهيار، الذي تعيشه الأمة العربية والإسلامية، قد شجع الدولة العبرية على رفع سقف حربها ضد الفلسطينيين، وأن تقدم على محاولة اغتياله، ولكنه استدرك بأنه لابد لهذه الشعوب من أن تصحو من سباتها، وتعود السيادة للمسلمين، مؤكدا أن المستقبل للإسلام.

وقد عمت الشارع الفلسطيني فرحة كبيرة وغامرة بنجاة الشيخ ياسين وهنية من محاولة الاغتيال، حيث يتمتع الشيخين بشعبية كبيرة. ومنذ عودة الشيخ ياسين إلى منزله بدأ الآلاف من الفلسطينيين يؤمون هذا البيت المتواضع من أجل زيارة ذلك الرجل القعيد المشلول، الذي لا يمكنه أن يحرك إصبعه ليحك به رأسه، وهم يتصارعون من أجل الوصل إليه وتقبيله.

وشهدت شوارع غزة في اليوم الأول لمحاولة اغتيال الشيخ ياسين مسيرات كبيرة، خرجت وتوجهت إلى مشفى الشفاء، ومنزل الشيخ ياسين، كان أضخمها تلك، التي خرجت في ساعات المساء، والتي شارك فيها أكثر من مائة ألف فلسطيني، ومن ثم بدأت الوفود والشخصيات تصل تباعا إلى منزله لتهنئته.

وقالت مصادر في مكتب الشيخ ياسين إن شخصيات سياسية، واجتماعية، ورسمية، وشعبية، ونقابية، وحزبية، وطلابية، قامت بزيارة الشيخ ياسين، كما إن هناك شخصيات دبلوماسية قامت بزيارته كذلك، كما وصلت للشيخ برقيات تهنئة من كافة أنحاء العالم، واستقبل هواتف من الخارج والسجون لتهنئته بالسلامة.

ونقل أحمد عبد الحق المستشار في السفارة المصرية لدى السلطة الفلسطينية، والذي قام بزيارة الشيخ ياسين، تحيات القيادة والشعب المصري، مشيرا إلى أنهم في مصر صدموا لسماعهم نبأ محاولة الاغتيال، وأنهم يهدونه السلام، ويتمنون له دوام الصحة والعافية.

طبيعيا واثقا وهادئا ومبتسما ...

ويبدو الشيخ ياسين أثناء استقباله للمهنئين من الوفود كافة، طبيعيا واثقا وهادئا ومبتسما، كما إن هذه اللقاءات لم تخل من المزاح بينه وبين بعض الشخصيات، التي تربطه بها علاقات شخصية، لاسيما الذين عاشوا معه خلال شبابه، حيث قال له أحد الذين زاروه ممازحا "لماذا فررت من المكان الذي قصف، وتركت هنية، ولم تأخذه معك؟"، فأجابه الشيخ " نصحت هنية أكثر من مرة أن يداوم على الجري والتمارين الرياضية، ولكنه لم يأخذ بنصيحتي".

ويحاول الشيخ ياسين المواظبة على الصلاة في مسجد المجمع الإسلامي، القرب من منزله، حيث يخرج على كرسيه المتنقل، يدفعه أحد الشبان إلى المسجد، غير مكترث أو خائف، أن تباغته إحدى الطائرات، التي لم تبرح سماء قطاع غزة، وتطلق عليه صاروخا فتقتله.

ويقول بهذا الخصوص "أنا تعرضت للموت قبل ذلك أكثر من مرة، كان آخرها محاولة اغتيالي يوم السبت الماضي، وهي ليست المحاولة الأولى لاغتيالي، فقد كانت هناك محاولة في بداية الانتفاضة، حينما أطلقت مروحية صاروخا عليّ في أحد المساجد بغزة ونجاني الله، ولكن لم يأت بعد أجلي، فما زال في العمر بقية، ولن أموت إلا إذا انتهى أجلي، وهذا بيد الله، وليس بيد إسرائيل".

وسرد الشيخ ياسين قصة حينما كان معتقلا في سجون الاحتلال من عام 1989 وحتى عام 1997، حينما كانت درجة الحرارة ترتفع عنده، وكانت إدارة السجن الصهيونية كلها تصبح في حالة طوارئ، وينقلب السجن كله خوفا على حياته، دون أن يعطي لذلك بالا.

هي موتة واحدة

ويقول الشيخ "ذات مرة كانت درجة حرارتي 39، وكان أطباء السجن في حالة استنفار، خوفا على حياتي، وكان مدير السجن بجاني مضطرب وقلق جدا، وأنا ابتسم غير آبه بما يحصل من حولي، فقال لي مدير السجن نحن في حالة استنفار وقلق، لأن درجة حرارتك مرتفعة، وأنت تبتسم وغير مكترث، فقلت له لماذا اكترث وهي موتة واحدة".

وأضاف الشيخ ياسين "أنا هنا أجلس في بيتي، ولا أخاف طائرات ولا صواريخ الاحتلال، لأني أؤمن بقدر الله، ولن اختبئ من صواريخ وطائرات الاحتلال، وأفضل أن أموت عزيزا في بيتي، على أن أهرب منه"، مشيرا إلى أن حب الناس له نابع من تمسكهم بالطريق، التي سلكها، طريق الجهاد والمقاومة، معتبرا ذلك بأنه استفتاء على نبض الشارع.

وتابع "نحن لن نستسلم، ولن نهزم، ولن نرفع الرايات البيضاء، مهما فعلوا بنا من أفاعيل.. ستظل راية الجهاد عالية خفاقة، لكن يجب أن تفهم إسرائيل أن هذا الشعب المجاهد مستعد أن يقاوم حتى آخر قطرة دم منه، ولا يمكن أن نستسلم للاحتلال".

وتظهر المحاولة الفاشلة لاغتيال الشيخ ياسين كيف تدخلت العناية الإلهية في نجاة هذا الرجل القعيد من صواريخ آرائيل شارون الذكية، بالأخص أن البناية قصفت بصاروخ يزن 250 كيلوغراما، ولم يصب بأذى، وخرج سالما.

وقال عبد الحميد ياسين (29 عاما) نجل مؤسس حركة "حماس"، الذي كان برفقته حينما وقعت محاولة الاغتيال "كنا جالسين في الطابق الأول من منزل الدكتور مروان أبو راس، المحاضر في الجامعة الإسلامية بغزة، ومعنا الشيخ إسماعيل هنية، وفجأة سمعت صوت صفير الصاروخ الذي أطلق، فنهضت من المكان الذي أجلس به، ومن ثم سمعت صوت الانفجار الذي هز البيت، واستهدف الطابق الثالث منه، حيث شعرنا وكأن زلزلا قويا ضرب المكان".

وأضاف عبد الحميد في تصريح خاص لوكالة "قدس برس" "بعد ذلك مباشرة لم أفكر في شيء سوى في الشيخ، وكيف يمكن أن أخرجه بأسرع وقت، حيث غطى الغبار المكان كله، وأصبحنا لا نرى شيئا، ولكني كنت أعرف المكان الذي كان يجلس فيه الشيخ، لأنه كان بجانبي، فقمت أتحسسه وانتشلته وحملته".

وتابع أن "الشيخ هنية حاول مساعدتي في ذلك، ولكنني طلبت منه عدم المساعدة، نظرا لضيق المكان، وخرجت وأنا أحمل الشيخ وسط الجداران المهدمة والمشققة، والتي لم تنهر علينا، ووسط عدم الرؤية والحجارة، التي تساقطت أمامي، حيث لم يكن هناك سوى عشر ثواني تفصلني بين وقوع الانفجار وخروجي من المنزل" .

وأشار إلى أن الشيخ ياسين، الذي كان هادئا جدا، خدش خدشا بسيطا في يده، أثناء نزولنا، حيث ارتطمت بأحد الجدران. وقال "عند خروجي للشارع، رأيت الناس يتجمهرون بعيدا عن المنزل، وفوجئوا بي أخرج من البناية، وأنا أحمل الشيخ على قيد الحياة، حيث قدموا إلي وحاولوا مساعدتي".

ويضيف "كان كل همي في ذلك الوقت أن أكون بسرعة في مكان آمن، خشية أن يسقط صاروخ آخر علينا، ورفضت أن أركب أي سيارة، لأنه من السهل استهدافها، حيث دخلنا أحد المنازل، الذي رحب أهله بنا، وقد جلس الشيخ، وغسل وجهه، وتوضأ وصلينا العصر، وعدنا إلى منزلنا".