نبيه عبد المنعم يكتب: السيد البدوي وباقي شلة الأولياء

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
نبيه عبد المنعم يكتب: السيد البدوي وباقي شلة الأولياء


نبيه عبد المنعم.jpg

( 18 مارس 2017)


ونستكمل ما قبل انتشار الإخوان الإرهابيين وباقى التيار الإسلامي فى المجتمع .

ولم يقتصر الأمر على الموالد فى القرى وإنما كان النذر لغير الله طوال العام

ففى الأيام التى ليس فيها موالدفإن الزيارات متاحة للجميعفالنذر لهؤلاء الأولياء متاحكل يوم ..

وقد كانت النذور تتراوح بين دستة من الشموع للأولياء غير المشهورين . كجارتنا .الست فاطمة العجمية ... أو طبلية من البط والأوز للأكثر شهرة كالسلطان ماضى فى مولده ..

أو جدي أو خروف أو فحل للأولياء المرموقين كالسيد البدوى وإبراهيم الدسوقىفى الدلتا والمرسى أبو العباس فى الإسكندرية . والسيدة زينب والحسين إلى آخر القائمة التى لا تنتهي فى القاهرة وعبد الرحيم القناوى فى الصعيد . وقطب الصعيد أبوالحجاج الأقصرى . وغيرهم الكثير .

وها أنت ترى أنه لم تحرم بقعة فى مصر من رمز كبير . ولقد كانوا مثل الأطباء وكما أن الأطباء منهم المحلى والأكثر شهرة والأشهر صاحب الكشف الأغلى والكفاءة الأعلى . فلقد كان الأولياء منهم المحلى والأكثر شهرة على مستوى مصر الذى تشد إليه الرحال حيث أنه صاحب كرامات وإمكانات أعلى وقدرة أكبر على جلب الخلف والشفاء والنجاح وخلافه .

ولأنه كان الأقرب لنا فقد كان السيد البدوى هو الطبيب الأشهر والولى الأعلى مكانة فى ناحيتنا .

فى مثل هذا الجو عمل الإخوان وكانت مرحلة الفرد المسلم والبيت والمجتمع المسلم ليست مجرد شعارات أو أهداف الحكم والسياسةإنما عملا صعبا يستهدف العقيدة ذاتها . فبدأوا فيه من تحت الصفر ونجحوا .

وكان السيد البدوى هو الأشهر فى ناحيتنا وفى محافظات الدلتا كلها بلا منازع ...

وقد تضاربت الروايات فى أصل السيد البدوى وزمانه ولف الغموض سيرته ... إلا أن أرجح الروايات تشير أنه شيعى باطنى من المغرب ...

وأن الشيء المؤكد انه وصل فى تلك السنين التى كنا فيها أطفالاوما قبلها بسنين طويلة إلى شهرة ومكانة عند العامة ما جعل مولد السيد البدوى هو المولد الجامع للجميع وولاية السيد البدوى هى الولاية المؤكدة ومقامه عند الناس هو المقام العالى..

فقد انفرد المصريون وخاصة فى الدلتا باسم السيد الذى قلما تجده فى الجنسيات الأخرى نسبة إلى السيد البدوى .

وكانت تشد الرحال من العشرات من قريتنا إلى مولد السيد البدوى حاملين القرابين .

وقد ينذر الناس للسيد فحلا ويبرون بنذرهم ولا يذبحون فى عيد الأضحى.

وقد يترك الناس الفحل أو الجدى الذى تم نذره للسيد فى الشوارع دون رباط ولا حراسة ولا يجرؤ أحد على التفكير فى سرقته خوفا من السيد وقد كانوا يقولون فلان مثل فحل السيد كناية على أنه متبطل لا عمل له يدور فى الشوارع بلا قيد وينام فى أى مكان ..

وكانت النساء على وجه الخصوص تعتقد فى السيد البدوى اعتقادا كبيرا ويعتقدون فيه ما لم يكن السلف وأصحاب الإسلام الصحيح يعتقدونه فى الأنبياء ولا الصحابة وإنما أنزلوه منزلة القدرة علىالضر والنفع وهذا من مقامات الألوهية حيث قال الله تعالى موجها النبى صلى عليه وسلم ( قل إنى لا املك لكم ضرا ولا رشدا .. . )

إلا أن الناس اعتقدوا فى السيد وأشباهه الضر والرشد .

حتى أننى شخصيا رأيت مهندسا مديرا لى يعتقد أن عبد الرحيم القناوى يطير فى الهواء ويمشى على الماء ويظهر لأتباعه .

ومع أننىلم يصيبنى إثم الذهاب لمولد السيد والحمد لله إلا أن التفكير فى هذا الكم الهائل من النذور فى كل قرية ومدينة فى أرجاء الوجه البحرى يبين لك قيمة الثروات الطائلة التى كانت هى ضريبة الجهل تجنى من فقراء هذا الزمان لتذهب فى بالوعة صناديق النذور التى لم يكن أحد ليعلم أين قرارها .

فالأمر مرتبط عندهم بأوامر علوية وطلاسم أقرب إلى طلاسم كهنة آمون فى عهود الفراعنة .

وللحديث بقية عن باقى أمراض المجتمع قبل الغزو الإخوانى!

المصدر