نبيه عبد المنعم يكتب: أين أنت يا شعب الجراكن؟

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
نبيه عبد المنعم يكتب: أين أنت يا شعب الجراكن؟


نبيه عبد المنعم.jpg

( 29 يونيو 2017)

وفى ملحمة عظيمة أيام الرئيس مرسى شارك قسم كبير جدا من الشعب فى التزاحم على البنزينات . من كان منهم صاحب سيارة كان يقف بسيارته ولو من أجل 5 لتر لتظل مليئة دائما عن آخرها وكذلك من كان صاحب موتوسيكل .

أما العحيب فإن من لا يمتلك سيارة كان يأخذ مجموعة من الجراكن ليقف بها فى البنزينة من أجل مزيد من السواد وكان الفلاحون يقفون أيضا وأولادهم بالجراكن فى الطوابير يخزنون فى بيوتهم براميل السولار وإن سألتهم عن السبب رد عليك أنه من أجل ماكينة الرى ومن أجل أيام درس المحصول بعد شهرين .

المهم أن يكون هناك عدة براميل دائما من السولار فى البيت .

وطبعا أصبحت مهنة رائجة للبلطجية والعاطلين التزاحم على البنزينة بالسنج الطويلة والسيوف والمطاوى والحصول على الجراكن وبيعها على الطريق فى وقت قررت فيه الشرطة الخائنة المتواطئة عدم التدخل . فهم فى أجازة كما قالوا طوال فترة مرسى .

كل هذا وكان البنزين 80 والسولار يباع ب 90 قرشا للتر وهو متوفر تماما فى السوق السوداء بـ 150 قرش للتر دون زحام بل والأنكى من ذلك أنه لو لم يكن هذا التزاحم دون داع والتكالب على التخزين لما كان هناك أزمة من الأساس ولما كان هناك سوق سوداء .

وطبعا كل هذه الأعداد التى تصل بالطوابير إلى كيلومترات أمام البنزينة لا يكون هناك حديث لديها إلا سب مرسى والإخوان . هذا المواطن الفقير الذى كان يفعل ذلك هو الذى لم يرد مرسى أن يزيد العبء عليه بزيادة ولو قرش واحد للوقود .

ولقد عايشت هذه اللحظات المجنونة بكل ذرة من كيانى و رأيتنا ونحن نقف فى السلاسل البشرية على الطرق ندافع عن الشرعية فيعتدى علينا السفهاء ويشتمنا السائقون وحجتهم الوحيدة أزمة البنزين .

أما الغاز فقد كان الإخوان يذهبون للسويس لتحميل السيارات بأنفسهم ليوفروه بعيدا عن السوق السوداء التى نشطت نتيجة تواطؤ الشرطة وغيابها .

وأذكر أن أحد الإخوة المدرسين المشهورين فى بلدتنا أخذ اسطوانة غاز وأوصلها بنفسه إلى أحد البيوت فلاموا عليه أنه لم يقم بتركيبها فى البوتاجاز .

لم يكن كل ذلك عبطا ولا هطلا منا وإنما كان حرصا حقيقيا على هذا الفقير الذى تفرمه الدولة الآن وحرصا على تحقيق شعاراتنا التى كنا نقولها سنين طويلة . وحرصا على نجاح تجربة كانت بمثابة حلم ومشروع فيه الخير للجميع حتى من الكارهين لنا .

ووالله ليس شماتة فنحن من الناس يصيبنا ما يصيب الناس ولكنها دعوة لدراسة الظاهرة من قبل الأطباء النفسيين قبل أن تنسى .

وبالمناسبة أين ذهب الأطباء النفسيين الذين كانوا يملئون القنوات أيام مرسى ؟

المصدر