نافذ عزام: الصراع لا ينتهي مع الصهاينة رغم استمرار التهدئة

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
نافذ عزام: الصراع لا ينتهي مع الصهاينة رغم استمرار التهدئة
20-03-2005

حوار- محمد هاني

مقدمة


- نقدر ل حزب الله دوره في خدمة الشعب الفلسطيني وقضيته

- ثمة محاذير كثيرة تمنع الكيان الصهيوني من المساس بالمسجد الأقصى

- الانسحاب من غزة يتم بدوافع صهيونية واضحة

يعد حوار الفصائل الفلسطينية بالقاهرة من أهم جولات الحوار بين الفصائل؛ حيث طالبت الفصائل بتأجيل الحوار حتى يتمكن الرئيس أبو مازن من حضور الحوار، مشيرًا إلى أن هذه الخطوة تأتي كـ(وضع الحصان أمام العربة)؛ لكي تكون القضايا مطروحةً بين الفصائل والسلطة.. وتعد الشراكة السياسية، والوضع الداخلي، ومرحلة ما بعد الانسحاب والهدنة أهم قضايا حوار القاهرة.

هذا ما أشار إليه الشيخ نافذ عزام- القيادي البارز بحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين - خلال حواره الخاص بـ(إخوان أون لاين)، موضحًا أنه من الصعب والسابق لأوانه الحديث عن هدنة كاملة قبل أن يفيَ الكيان الصهيوني بالالتزامات التي أَعلن عنها في قمة شرم الشيخ، وهذا ما اتضح بشكل جليٍّ على أرض الواقع، بجانب ما اتضح أيضًا في تصريحات الرئيس محمود عباس أكثر من مرة.

وأضاف عزام: "إننا سنذهب إلى حوار القاهرة برغبة حقيقية في الخروج بموقف فلسطيني موحَّد ومشترك، ولكي نُظهر للعالم أجمع أن الفلسطينيين جميعًا متفقون على ضرورة وجود مقابل جدِّي وكبير للتهدئة والهدنة؛ ولذلك فإن الكيان الصهيوني هو المماطل حتى الآن بتقديم مبادرات، أو القيام بخطوات.

وذكر أن الفلسطينيين عندما أعلنوا عن التهدئة كانوا يقدمون مبادرةً كبرى، ولكننا اتفقنا مع الرئيس عباس على أنه لا يمكن أن تكون التهدئة من طرف واحد، ولا يمكن أن تكون دون مقابل، وهذا هو موقف "الجهاد" وموقف كل الفصائل، وإلى المزيد من التفاصيل عبر أسطر الحوار:

  • ما حقيقة ما نشرته (واشنطن تايمز) الأمريكية حول طرد قادة الجهاد وحماس؟ وما الهدف من ذلك؟
ما نُشر على صفحات صحيفة (واشنطن تايمز) الأمريكية عن إبعاد السلطات السورية زعيمي الحركتين الجهاد وحماس- رمضان شلح وخالد مشعل- عن أراضيها غير صحيح وعارٍ عن الصحة بشكل كلي، وهذا الخبر يدخل في إطار حملة الضغوط الدولية التي تتعرض لها سوريا وهذه الادعاءات تهدف إلى شقِّ الصف الفلسطيني.

حوار الفصائل

  • تمَّ تأجيل الحوار بين الفصائل في القاهرة لضرورة حضور أبو مازن للحوار.. هل هناك إجماع من الفصائل حول هذا السبب أم هناك أسباب أخرى؟
تأجيل الحوار في القاهرة تمَّ بتوافق الجميع، ربما كان انشغال الرئيس أبو مازن أحد الأسباب، لكن هناك رغبة من الجميع في ضرورة التحضير بشكل جيد لذلك الحوار؛ حتى لا يكون مجرد افتعالية أمام الإعلام، فالشعب الفلسطيني يعيش مرحلةً حساسةً، والحوار أكثر من ضروري للوصول إلى تفاهم حول كثير من القضايا المهمة التي تشغل الشارع الفلسطيني.. مثل الشراكة السياسية، وترتيبات الوضع الداخلي، والرؤية لمرحلة ما بعد الانسحاب من غزة، والهدنة وشروطها، وربما تشكل هذه المواضيع أهم العناوين لكل الحوارات التي جرت.. سواء في غزة أم  :القاهرة .
  • في حال فشل حوار القاهره- كالحوارات السابقة- كيف ترون المستقبل بعده؟
نحن نشارك في الحوارات إيمانًا منا بأهميتها، نحن نؤمن أنَّ الحوار يجب أن يكون لغةَ التخاطب الوحيدة بيننا كفلسطينيين.. هذا من جانب، ومن جنب آخر هناك تحديات كبرى يفترض أن تحفز الفلسطينيين للالتقاء والتفاهم، فإذا فشل حوار القاهرة- لا سمح الله- فهنا لا يعني أنَّ كل شيء قد انتهي، نحن لا نتمني الفشل، لكن إن لم يتم التوصل إلى تفاهمات في هذه الجولة فيجب أن نحافظ على الحد الأدنى من الاتفاق، ولا نظن أن أحدًا في الساحة الفلسطينية يريد الفشل لذلك الحوار.
  • تمَّ التصويت 3 مرات على حكومة أحمد قريع لإنجاح الحكومة.. كيف ترون هذا الأمر؟ وما رأي الجهاد في التشكيل الحكومي الجديد؟
حاولنا دائمًا النأي بأنفسنا عن الجدال المرافق لتشكيل الحكومات.. نحن لم نتعود الدخول في جداول حول هذا الوزير أو ذاك، وهذه الوزارة أو تلك، ما يهمنا في أي تشكيل وزاري هو الخط العام والبرنامج السياسي والرؤية الداخلية للإصلاح؛ لذلك نرى أنه من الضروري وجود برنامج سياسي قوي لدى الحكومة يستند إلى توافق بين الفلسطينيين جميعًا، وكذلك امتلاك الحكومة رؤيةً واضحةً للإصلاح ورغبةً أكيدةً في تحقيقه.. الشعب الفلسطيني يعيش معاناةً كبرى نتيجة الاحتلال، ويأمل من الحكومة ألا تزيد تلك المعاناة بل العمل على تخفيضها؛ وذلك يتحقق من خلال تحسين الأداء وتحقيق الإصلاح وامتلاك برنامج سياسي قوي يتبنَّى آمال الشعب وأهدافه.

دوافع الانسحاب

  • كيف ترون عملية الانسحاب الصهيوني من غزة وفق تفهمات شرم الشيخ الأخيرة؟ وما السيناريوهات المستقبلية بعد الانسحاب؟
قلنا دائمًا إن الانسحاب من غزة يتم بدوافع صهيونية واضحة، قد يكون للصمود الفلسطيني دور، لكنَّ هناك دوافعَ صهيونية وراء تلك الخطوة، فالكيان الصهيوني يريد التخفيف من أعباء الاحتلال وتجميل صورته أمام العالم من خلال الإيهام بأنه ينسحب من غزة كمبادرة منها تجاه الفلسطينيين، إضافةً إلى عدم وجود بُعد إستراتيجي ل قطاع غزة في الرؤية الصهيونية.
لذلك نحن نرجع إتمام الانسحاب من غزة، والذي سيجعل منه الكيان الصهيوني (أي الانسحاب) مشروعه السياسي لهذه المرحلة، بمعنى أنه سيكتفي بخطوة الانسحاب من غزة واعتباره حلاً على الأقل في الخمس سنوات القادمة.. لكن ما يجب على الفلسطينيين هو العمل على ترتيب أوضاعهم للاستفادة من خطوة الانسحاب وتجنب حدوث أي فوضى أو عنف داخلي، ونتصور أن الفلسطينيين قادرون على الوصول إلى تفاهم يحكم مرحلة ما بعد الانسحاب إن شاء الله.

الصراع مستمر


عندما وافقنا على التهدئة، وتوصلنا إلى تفاهم حولها مع الرئيس أبو مازن، كنا نضع مصلحة شعبنا نصب أعيننا.. هذا الصراع طويل ولا يمكن أن ينتهي الآن، لكن نحن تلقينا تأكيدات من أبو مازن حول تعهدات صهيونية في شرم الشيخ بخصوص الأسرى والانسحابات، ووقف كافة أشكال العدوان والميناء وحرية السفر والحركة للفلسطينيين، فإذا حصل هذا فعلاً فهو أمر جيد ولا نكون قد خسرنا شيئًا.. ولا يجوز أن يظن أحد أنَّ الصراع قد انتهى.. الصراع لا ينتهي مع استمرار هذا الظلم، وهذا الخلل الفادح في موزاين القوى وعدم عودة الحق لأصحابه.
  • البعض يرى أن الإفراج عن 500 أسير فلسطيني بدايةٌ حقيقيةٌ لإمكانية الإفراج عن بقية الأسرى في سجون الاحتلال.. ما رأيكم؟!
لا شكَّ أننا نشعر بسعادة حين يتم الإفراج ولو عن أسير واحد، نشعر بسعادة حين يعود أسير فلسطيني واحد للحرية ولأهله وذويه، لكنَّ هذه السعادة منقوصة إذا خرج خمسمائة وبقي تسعة آلاف، نحن نضع قضية الأسرى في سلَّم الأولويات، وأبو مازن أكد في لقاءاته معنا أن الكيان الصهيوني وافق على الإفراج عن دفعات أخرى؛ ولذلك تشكلت اللجنة المشتركة والتي يكون فيها ولأول مرة دور للفلسطينيين في تحديد المعايير للمفرج عنهم، الكيان الصهيوني سيكون مضطرًّا- كمقابل للتهدئة- أن يفرج عن أعداد كبيرة من الأسرى والشعب الفلسطيني بأسره متوحد في قضية الأسرى التي لن تتوارى إلى النسيان بإذن الله.

استغلال الجريمة

  • بعد اغتيال رفيق الحريري في لبنان .. ما مدى تأثير ذلك على قادة الحركة هناك؟ وما رأي الحركة في عملية اغتيال الحريري؟
لقد عبَّرنا في حينه عن إدانة الحركة لجريمة اغتيال الرئيس الحريري.. المسألة بالنسبة لنا مسألة مبدأ، نحن ضد مبدأ الاغتيال السياسي، وضد اللجوء إلى الاغتيالات على خلفية خصومة سياسية؛ لذلك قلنا يومها إنَّ هناك أياديَ مشبوهةً وراء تلك الجريمة تريد الضغط على سوريا و لبنان الرسمي والمقاومة، وللأسف هذا ما حصل في الأيام الماضية.. نحن ضد جريمة اغتيال الحريري، لكن في ذات الوقت يزداد استغلال الاغتيال لممارسة الضغوط على سوريا ولبنان والمقاومة، ولا يعقل على الإطلاق أن تكون أمريكا حريصةً على مصالحنا، وهي التي تقود الحملة الآن رافعةً شعار الكشف عن مدبري الاغتيال.
المواقف الأمريكية حول هذه القضية مضللة وتسعى لمعاقبة سوريا و لبنان فقط لاختلافهما مع السياسة الأمريكية ورفض التصالح مع الكيان الصهيوني ، نحن نؤكد إدانتنا لجريمة اغتيال الحريري، لكننا في ذات الوقت نتمنى ألا تتحول تلك الجريمة إلى أداة لتخليص ثارات مع لبنان و سوريا والمقاومة.
  • مقاطعة الجهاد للانتخابات ألا يعكس حالة التفرد في القرار الفلسطيني؟!
إذا كان المقصود من السؤال الانتخابات الرئاسية فقد كان موقفنا واضحًا.. لقد قاطعنا تلك الانتخابات لتعارضها مع خطنا الفكري والسياسي، نحن حركة مقاومة، والمقاومة لم تستنفد أغراضها بعد؛ ولذلك وفي ظل الاحتلال كان من الصعب المشاركة في انتخابات رئاسية.. مَن يصل إلى منصب الرئاسة سيكون مضطرًا لإقامة علاقات وإجراء اتصالاتٍ مع الكيان الصهيوني ، وهذا أمر نرفضه؛ ولذلك لم نشارك في تلك الانتخابات، لكننا- تقديرًا لمصالح شعبنا- لم نضع عقباتٍ في طريق تلك الانتخابات، ولم نطلب من الناس مقاطعتها، وبالنسبة لسؤالكم عن التفرد في القرار الفلسطيني فمقاطعتنا للانتخابات لا يمكن أن تقود لتفرد في القرار من قِبَل السلطة.. هناك حوار مستمر حول عناوين مهمة من بينها الشراكة السياسية، ووجود جسم سياسي يتمثل فيه المشاركة من الجميع.. الآن هناك إدراك من الجميع بضرورة وجود مشاركة.. هذا لمسناه في لقاءات مع أبو مازن والإخوة في حركة فتح وفي كل لقاءات الفصائل.

ورقة ضغط

نتصور أنه كان من الأفضل تأجيل تلك الخطوة؛ فالصراع لم ينتهِ، والمشكلات لم تُحَل حتى يعود السفراء.. معاناة الشعب الفلسطيني مستمرة، والكيان الصهيوني لم يغير سياسته تجاههم بشكل جوهري، لقد كانت عودة السفراء ورقةَ ضغط بيد الحكومات العربية، وكنا نتمنى أن يتم استخدامها إلى أقصى حد ولتحقيق أكبر قدر من الفوائد؛ لذلك تمنيننا أن تتأجل تلك الخطوة.

العلاقة مع حماس

  • إلى أي مدى يأتي التنسيق بينكم وبين حركة حماس على المستوى السياسي والعسكري؟
مع وجود قواسم مشتركة عديدة بين الحركتين وبين الجناحين العسكريين فالعلاقة جيدة، لكنها لم تصل بعد إلى المستوى المطلوب والذي نتمناه جميعًا، تحصل لقاءات أحيانًا.. سواء في إطار لجنة المتابعة التي تضم معظم القوى الإسلامية والوطنية، أو على الصعيد الثنائي.. لكن نتمنى أن تتطور تلك العلاقة إلى الأفضل دائمًا.
  • هناك تهديد وشيك بضرب المسجد الأقصى من قِبَل الصهاينة.. ما دور الحركة في صد هذا التهديد؟ والى أي مدى يأتي التواصل مع فلسطيني 48؟!

هناك خطر يحيط بالمسجد الأقصى طوال الوقت.. لكن نحن ندرك أن الصهاينة يعرفون الآثار الخطيرة عربيًّا وإسلاميًّا لأي اعتداء على المسجد الأقصي، وهذه الآثار لا يمكن التنبؤ بها.. موضوع المسجد الأقصى لا يهم الفلسطينيين وحدهم أو حركة الجهاد الإسلامي وحدها.. إنها مسألة تهم العرب والمسلمين بل والعالم بأسره.. النوايا الصهيونية ضد المسجد الأقصى موجودة طوال الوقت، لكن المحاذير العربية والإسلامية والدولية هي التي تمنع الكيان الصهيوني من تحقيق تلك النوايا.
أما بخصوص فلسطيني عام 48 فوضعهم صعب جدًّا، وحساس جدًّا؛ لذلك فالتواصل معهم من قبل الفصائل صعب جدًا أو حتى غير موجود.. هناك تواصل فلسطيني رسمي مع بعض النواب العرب في الكنيست الصهيوني، ونتصور أن دور فلسطينيي عام 48 لم يعد هامشيًّا، وانفعالهم بما يجري في الضفة الغربية وقطاع غزة لا يخفى على أحد.

سياسة صهيونية عامة

شارون
  • كيف ترون اختيار شارون للجنرال موشيه حالوتس رئيسًا لأركان الجيش الصهيوني؟
حتى داخل الكيان الصهيوني وُوْجِهَ هذا الاختيار بانتقادات، لكن بالنسبة إلينا الأمر لا يتعلق باسم هذا الجنرال أو ذاك، الفلسطينيون يعانون من سياسة صهيونية عامة وليس من شخص بعينه.
العلاقة بالإخوة في حزب الله طيبة، ونحن نُقدِّر لحزب الله دوره في خدمة الشعب الفلسطيني وقضيته، لكن ومع وجود اللقاءات التي أشرتم إليها فهناك استقلالية كاملة، سواء للحزب أو الحركة بالنسبة للمواقف السياسية أو القرارات؛ نحن نسعى لوجود علاقات طيبة للحركة بالجميع، ويحكمنا في هذا المسعى عنوانان أساسيان: مدى قرب هذه الجهة أو تلك من الإسلام، ومدى قرب هذه الجهة أو تلك من القضية الفلسطينية، وفي كلا الحالين هناك تقدير كبير منَّا لحزب الله وقيادته ودوره لبنانيًّا وفلسطينيًّا.

وسيلة أخرى

  • البعض يرى أن الشعب الفلسطيني ملَّ من الانتفاضة والمقاومة التي مرَّ عليها خمس سنوات.. فهل ما زلتم متمسكين بخيار المقاومة فصائلَ وشعبًا؟
الشعب الفلسطيني لم يتعب، والمقاومة ليست هوايةً أو احترافًا، الشعب الفلسطيني لا يتمنى أن تستمر حياته بهذا الشكل، ولا يهوى القتل وسفك الماء.. الشعب الفلسطيني يُدافع عن نفسه، ويرى أن المقاومة وسيلتُه المشروعة للدفاع عن النفس؛ لذلك نتمنى أن يدلنا العالم على أي وسيلة أخرى ناجحة لاسترداد حقوقنا وردِّ العدوان عنا..!!

المصدر