موقف الإخوان من الوحدة الوطنية "الأقليات"

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
مراجعة ١١:٥١، ٢٠ أبريل ٢٠١٦ بواسطة Sherifmounir (نقاش | مساهمات)
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
موقف الإخوان من الوحدة الوطنية "الأقليات"


الإمام الشهيد حسن البنا
  • الإخوان يقرون لغير المسلمين كل حقوق المواطنة وعليهم كل واجباتهااعتبر الأستاذ "البنا"- رحمه الله- مصر قاعدة الانطلاق الإسلامي، وركز جهد حركته وجماعته عليها؛ لأنها الوطن الأم للحركة، ولأنها قلعة الإسلام التي ذادت عنه الصليبيين والتتار، ولأنها القبلة الثقافية للمسلمين باحتوائها الأزهر الشريف.

ولأن الوطنية عند الإخوان تنطلق من العقيدة الإسلامية، فإن ذلك يؤدي إلى التساؤل المحتوم عن الموقف من غير المسلمين في الوطن المصري لدى الإخوان؛ فهل لهم حقوق المواطنة وواجباتها كاملة؟ أم إن القول بالمضمون الإسلامي يؤدي إلى انحسار بعض تلك الحقوق؟

يتضح من خلال أفكار الإخوان أن هذا الأمر دائمًا ما يأخذ حيزًا غير قليل من بياناتهم وتوعيتهم؛ الأمر الذي يُشير إلى أنه يمثل اهتمامًا لهم، ففي أكثر من رسالة وخطاب يتناول الإمام "البنا" الموقف من الأقلية، خاصةً الأقباط، فيرد على من يقول: إن فهم الوطنية بالمعنى الإخواني يمزق وحدة الأمة؛ لأنها تأتلف من عناصر رئيسة مختلفة بأن الإسلام دين الوحدة ودين المساواة، وأنه كفل هذه الروابط بين الجميع ما داموا متعاونين على الخير، قال تعالى: ﴿لاَ يَنْهَاكُمُ اللهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ﴾ (الممتحنة: 8)؛ فمن أين يأتي التفريق إذن؟

وفي رسالة "نحو النور" يُذكر أن الإسلام يحمي الأقليات عن طريق أنه قدس الوحدة الإنسانية العامة، وقدس الوحدة الدينية العامة، بأن نرهن على المؤمنين به الإيمان بكل الرسالات السابقة، ثم قدس الوحدة الدينية الخاصة في غير تعدٍّ ولا كبر، ويرى أن هذا "مزاج الإسلام المعتدل" لا يكون سببًا في تمزيق وحدة متصلة، بل يكسب الوحدة صفة القداسة بعد أن كانت تستمد قوتها من نص مدني فقط.

ويذكر أن الإسلام حدد بدقة من يحق للمسلمين مقاطعتهم وعدم الاتصال بهم، وهم الذين يقاتلونهم في الدين، ويخرجونهم من ديارهم، ويظاهرون على إخراجهم.

ويؤكد "البنا" في رسالة "إلى الشباب" أن الإسلام عني أدق العناية باحترام الرابطة الإنسانية العامة بين بني الإنسان، وقد أوصى بالبر والإحسان بين المواطنين، وإن اختلفت عقائدهم، وبإنصاف الذميين وحسن معاملتهم: "لهم ما لنا وعليهم ما علينا"، فلا ندعو إلى فرقة عنصرية ولا إلى عصبية طائفية.

ثم يؤكد الإمام "البنا" المعنى السابق للوطنية، فيقرر: "ولكننا إلى جانب هذا لا نشتري هذه الوحدة بإيماننا، ولا نساوم في سبيلها على عقيدتنا، ونهدر من أجلها مصالح المسلمين؛ وإنما نشتريها بالحق والعدالة والإنصاف وكفى".

وفي رسالة "مشكلاتنا في ضوء النظام الإسلامي" يبين الإمام "البنا" موقف الأقلية غير المسلمة ذاتها من الإسلام، ومن ثم من دعوة الإخوان، فالأقلية- كما يذكر "البنا"- من أبناء هذا الوطن تعلم تمام العلم كيف تجد الطمأنينة والأمن والعدالة والمساواة التامة في كل تعاليم الإسلام وأحكامه، فإنه من الجميل حقًّا أن نُسجل لهؤلاء المواطنين الكرام أنهم يقدرون هذه المعاني في كل المناسبات، ويعتبرون الإسلام معنى من معاني قوميتهم، وإن لم تكن أحكامه وتعاليمه من عقيدتهم.

ويعتبر الإمام "الهضيبي"- المرشد الثاني للإخوان- أن إثارة قضية الموقف من غير المسلمين لا يجد لها وضعًا ويثيرها توهم من الأوهام، فإن موقف الإسلام منهم: أباح لهم حرية العقيدة وحماها، وأباح لهم حرية العبادة، فلهم أن يعبدوا الله من غير حرج عليهم، وبالنسبة للأحوال الشخصية، فالأقليات تطبق قواعد دينها، وتحكم في ذلك محاكمهم، وقد أمر المسلمين أن يتركوهم يدينون، وبالنسبة إلى المعاملات، فإن المسيحية ليس بها نصوص تتضمنها، وقد نظمها الإسلام، فالمسلمون يلتزمون بها على أنها دين، ويستوي عند المسيحيين أن يكون قانون المعاملات بحيث يعتقده المسلمون دينًا ويحترمون تنفيذه في حق أنفسهم وحق غيرهم، وأن يكون قانونًا لغير المسلمين، وقد أكد الشهيد "سيد قطب" نفس الأمور السابقة في كتابه "ديننا".

كما يبلور الشيخ "محمد الغزالي" موقف الإخوان من غير المسلمين في كتابين له: "من هنا نعلم التعصب"، و"التسامح بين المسيحية والإسلام"؛ فهو يرى أن الإسلام بإقراره وحدة الدين، يجعل المسلم يؤمن بالدين اليهودي والمسيحي، ومن ثم تتجه عواطف المسلم إلى اليهود والنصارى على أن الكل إخوة، وبناءً عليه فهو يقبل بقيام اتحاد بين الهلال والصليب على أساس التعاون، لا على أساس الذوبان.

كما عالج هذه القضية فقهيًّا وتاريخيًّا- بتوجيه من المرشد "الهضيبي"- فيسوق القاعدة التي يقوم عليها التعامل بين المسلمين وغيرهم في الدولة الإسلامية: "لهم ما لنا، وعليهم ما علينا"، وقد بلغ من مرونة النظام الإسلامي أن اعتبر أهل الذمة جزءًا من الرعية الإسلامية "مع احتفاظهم بعقيدتهم"، ومن ثم عقد لمعاهدات الخارجية ممثلاً فيها المسلمين والذميين معًا كأمة متحدة؛ ولذا لا حرج أن يشتغل مسلم عند أهل الكتاب، أو يشتغل أهل الكتاب عند مسلم، فالنظم الاجتماعية تقوم على أساس الاختلاط والمشاركة، ومن ثم فإن الإخوان يقرون لغير المسلمين في الدولة المصرية كل حقوق المواطنة، وعليهم كل واجباتها.

* مواقف عملية للوحدة الوطنية عند الإخوان:

أرسل الإمام الشهيد "حسن البنا" عددًا من الخطابات إلى بطاركة وقادة الأقباط في مصر، يوضح لهم فيها موقف الإخوان من الوحدة الوطنية، فقد أرسل الإمام الشهيد رسالة إلى الأنبا "يؤنس" بطريرك الأقباط الأرثوذكس عام 1936 م، يدعوه إلى التعاون لنصرة فلسطين [[عنوان وصلة]في جريدة (الإخوان المسلمين) في مايو 1936 م، كما أرسل رسالة إلى البطريرك "يوساب الثاني" يهنئه فيها بانتخابه بطريركًا، ويذكر له سماحة الإسلام، ثم يقول له: "وهكذا يا صاحب الغبطة، مرت الأجيال المتعاقبة والمسلمون والقبط في هذا الوادي على أتم ما يكونون من صفاء وتعاون على الخير العام".

وجاءت الحركة الوطنية الأخيرة فدعمت هذه الوحدة بين عنصري الأمة لما فيه خير الوطن على أثبت الدعائم، وماتت تلك النغمة التفريقية إلى حيث لا رجعة بإذن الله، ولهذا يا صاحب الغبطة انتهزت فرصة هذه المناسبة لأذكر غبطتكم، ولحضرات المواطنين الكرام أبنائكم جميعًا، أن دعوة الإخوان وهيئتهم لا تنطوي على أي شيء يشم منه- من قريب أو بعيد- كراهية الأقباط، أو التعصب ضدهم، أو المساس بشئونهم الدينية أو الدنيوية، وذلك عام 1946م في جريدة (الإخوان المسلمين).

كما أرسل "البنا" رسالة إلى د. "إبراهيم فهمي المنياوي" باشا- وكيل المجلس الملي- يؤكد له فيها المعاني السابقة نفسها في جريدة (الإخوان المسلمين) عام 1947 م، وتحت عنوان: "كتاب فضيلة المرشد إلى وزير الصحة"، كتب الإمام الشهيد في جريدة (الإخوان المسلمين) عام 1947 م رسالة إلى وزير الصحة "نجيب إسكندر" يعرض عليه تعاون جوالة الإخوان في مكافحة مرض الكوليرا، وقد رد وزير الصحة "نجيب إسكندر" على الرسالة في المصدر نفسه تحت عنوان: "شكر وتقدير".

ودعا الإخوان المواطنين الأقباط إلى المشاركة في نصرة فلسطين باعتبارها قضية المسلمين والمسيحيين معًا، واشترك رجال دين أقباط ومواطنون مسيحيون في المظاهرة التي نظمها الإخوان عام 1947 م، وتطوع أحد الأقباط في حرب فلسطين، وكان في الكتيبة الإخوانية، وذلك كما جاء في رسالة "البنا" إلى الأنبا "يؤنس" السابقة، وقد وجه الإمام "حسن البنا" نداء من مكتب الإرشاد العام إلى الشعب والشعوب والمواطنين المسيحيين من أجل فلسطين في جريدة (الإخوان) عام 1936 م.

كما عمم مكتب الإرشاد على جميع الشعب نشرة يذكرهم فيها بالواجب المقدس تجاه الوحدة القومية وتوثيق الرابطة الوطنية.

للمزيد عن الإخوان والأقباط

كتب متعلقة

مقالات وأبحاث متعلقة

أحداث في صور

أخبار متعلقة

وصلات خارجية

مقالات متعلقة

تابع مقالات خارجية

وصلات فيديو

.