من كوارث التعويم.. مزارع الإنتاج الحيواني على شفا الإفلاس

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
من كوارث التعويم.. مزارع الإنتاج الحيواني على شفا الإفلاس


مزارع الإنتاج الحيواني على شفا الإفلاس.jpg

(06 نوفمبر 2017)

كتب: حازم الأشموني

مقدمة

كوارث التعويم على كل القطاعات لا تتوقف، ومعاناة الجميع من توابعه الكارثية ليست محل شك، وآخر هذه الكوارث تعرض مزارع الإنتاج الحيواني للإفلاس؛ بسبب الارتفاع الكبير في أسعار العلف بعد ارتفاع الدولار إلى 18 جنيهًا.

وكشفت تقارير عن أن مزارع الإنتاج الحيواني بمحافظة كفر الشيخ - التي تعتبر أكبر محافظات الجمهورية استثمارًا في قطاع الإنتاج الحيواني، والتي تبلغ أكثر من 60 مزرعة لتربية الجاموس والأبقار والأغنام والماعز- تعاني من صعوبات بالغة، خصوصًا بعد قرار التعويم في 3 نوفمبر 2016م.

وكفر الشيخ هي المحافظة الأولى فى الإنتاج الحيوانى على مستوى مصر، وتضم أكثر من مليون و153 ألفا و794 رأس ماشية ما بين الجاموس والأبقار والماعز والأغنام، ورغم ذلك فإن أصحاب المزارع الخاصة والحكومية، على حد سواء، يشكون من صعوبات كثيرة تواجههم، أهمها عدم دعم الدولة ونقص الإمكانيات، ما يهدد الاستثمار فى قطاع الإنتاج الحيوانى.

أزمة الأعلاف والعلاج البيطري

ويشكو المهندس قدرى البسيونى، مدير عام إحدى المزارع، التي تضم 300 رأس ماشية، والذى كان يعمل مديرًا بمنطقة كفر الشيخ الأزهرية، ففضّل أن يحصل على إجازة من العمل الحكومى ليتمكن من إدارة المزرعة التى يملكها رجل أعمال بالمحافظة، باستثمارات تقدر بـ10 ملايين جنيه، ويعمل بها 7 عمال بورديتين، صباحية ومسائية.

بنبرة حزينة يستكمل "البسيونى" حديثه قائلاً:

"برغم أن صاحب المزرعة يضخ استثمارات كبيرة لتنمية القطاع الحيوانى، فإن ارتفاع أسعار مستلزمات الإنتاج والأعلاف يهددنا بعدم الاستمرار، بالإضافة إلى أن رفع سعر الأدوية البيطرية جاء بخراب البيوت على المستثمرين الذين يساهمون فى تنمية الثروة الحيوانية".

يتابع مدير عام المزرعة:

"الدولة رفعت يدها عن دعم مستثمرى هذا القطاع؛ فأسعار الأعلاف ارتفعت بشكل كبير عقب تعويم الجنيه ورفع قيمة الدولار، حيث يصل سعر الطن لأكثر من 6 آلاف جنيه بعدما كان 3 آلاف فقط، بالإضافة إلى أن التحصينات والأدوية البيطرية تكبدنا خسائر كبيرة، وفي مواسم الأمراض الوبائية، فإننا نقوم بشراء تحصينات مستوردة غالية الثمن، ما يؤثر بالسلب على العائد الاقتصادى فى ظل ارتفاع أجور العمالة".

ويضيف "البسيونى":

نقوم بشراء 50 طنا من الذرة الصفراء ومثلها من فول الصويا، بالإضافة إلى مادة تسمى "سيلاج"، وهى عبارة عن عصير من بذرة القطن بشكل سنوى، وشراء الردة والقش، الذى تمدهم وزارة الزراعة به، والذرة الخضراء، ويتم خلط كل هذه المكونات لعمل علف لمختلف أنواع الماشية تسمى "كمرة" لأنها تستخدم لـ"المواليد"، بالإضافة إلى قيامنا بشراء مواد خام لتصنيع الأعلاف (التبن وغيره من المواد)، ما يكبدنا خسائر كبيرة ويؤدى إلى رفع أسعار المواشى، وبالتالى رفع سعر اللحوم الحمراء.

انتقادات لتجاهل الدولة

المهندس المعتز بالله محرم، الذى تخرج فى كلية الزراعة تخصص إنتاج حيوانى، فضّل "محرم" العمل الخاص على الحكومى، ويعمل مشرفا ومديرا لمزرعة "أمين مبارك"، يضيف أنه يتم علف المواشى 3 مرات يوميا، حيث يقومون بشراء كل مكونات الأعلاف ما يؤثر عليهم بالسلب فى ظل ارتفاع أسعارها فى السوق

إضافة إلى رفع أسعار التحصينات المستوردة:

"بنستورد تحصينات لتحسين إنتاجنا، حيث إن التحصينات المحلية ليست بالكفاءة المطلوبة، وبرغم أننا أكبر مزرعة بكفر الشيخ فإننا نواجه صعوبات، منها الإجراءات الجمركية للتحصينات ومستلزمات الأعلاف، والعام الماضى تعرضنا لخسائر فادحة بسبب تعويم الجنيه وتشديد الإجراءات وعدم وجود التحصينات".

وأوضح "محرم" قائلا:

"لا بد أن يكون هناك اهتمام من الدولة بمربى المواشى لتنمية القطاع الذى يعمل به من 5 إلى 6 ملايين مواطن، باستثمارات طويلة الأمد"، مشيرا إلى أنهم تعرضوا لخسائر كبيرة العام الماضى كادت تهددهم بالتوقف بالرغم من التزامهم بالتعاقد مع الشركات.

وطالب

"مشرف مزرعة أمين مبارك" بخفض قيمة الضرائب التي يقومون بدفعها، وخفض فواتير الكهرباء والمياه التى تقصم ظهورهم، على حد تعبيره، رغم مساهمتهم فى تنمية الثروة الحيوانية: "بندفع ضرايب وفواتير كهرباء ومياه عالية، يعنى لا دعم ولا حاجة"!.

مزارع الحكومة خرابة

أما مزرعة الحكومة فخرابة وحدث ولا حرج، فرغم أن بها 470 رأس ماشية إضافة إلى 1350 رأسا من الأغنام، إلا أنها متهالكة ويعمل بها 44 عاملا.

ويؤكد الدكتور محيى الدين أحمد عاشور، الطبيب البيطرى المسئول عن المزرعة، أن الإنشاءات متهالكة، والبنية التحتية حدث ولا حرج، فالأحواش متهالكة، وتحتاج إلى تغيير، بالإضافة إلى أن عددا من العمالة الموسمية تؤثر على الإنتاج، حيث إن هذا النوع من العمالة يهددنا بترك العمل لتدنى الرواتب.

وقال طبيب المحطة إنهم استحدثوا محلبا لحليب الجاموس، ما يساعد على زيادة الإنتاجية من 7 إلى 9 كيلو لبن فى اليوم، مضيفا أنهم يعتمدون على القش والذرة فى الصيف، وفى الشتاء يعتمدون على البرسيم والقش، مؤكدا أن المحطة تحتاج إلى سلالات جديدة، وتثبيت العمالة، بالإضافة إلى إزالة وبناء المنشآت مرة أخرى. وأضاف: "الرواتب متدنية تتراوح ما بين 750 و1100 جنيه للعاملين الموسميين والمعينين، ويقومون بالاستعانة بلوادر خاصة لتنظيف المكان تكون ساعتها بـ150 جنيهًا".

المصدر