من صفات عباد الرحمن ( 7 )

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
من صفات عباد الرحمن ( 7 ) الأستاذ فؤاد الهجرسي


(ولا يقتـُلُون النفسَ التي حرمَ اللهُ إلا بالحق )

1-النفس التي حرم الله قتلها .... لا تقتل إلا بالحق ، من كفر بعد إيمانه ، أو زنا بعد إحصان ، أو قتل نفس بغير نفس ، ولا يقوم بذلك إلا الحاكم المسئول ومنْع قتل النفس إلا بحق ، فيه حماية للمجتمع كله من أن تعبث به شريعة الغاب ، وهو مفرق الطرق بين الحياة الاجتماعية الصحيحة ، وبين حياة الغابات والكهوف ، التي لا يأمن فيها علي نفسه أي مخلوق.
2-تخرج الروح من الجسد بالموت الطبيعي عند نهاية الأجل ، ثم ينهدم بناء الجسد الذي بناه الله أما الموت يقع نتيجة العدوان بالقتل ، فكأن الهدم سبق خروج الروح – والفاعل الله تعالي في الحالتين – لكن القاتل المعتدي ، قد اعتدي علي المجتمع كله ، وكأنه قتل الناس جميعاً، إنه تقدم وفي يده آله القتل ، وقلبه خال تماماً من ذرة إيمان ، يعني .. انعدمت إنسانيته التي تحترمها شريعة الإسلام .
3-وتفرض الشريعه الإسلامية القصاص ، وتجعله هو عين الحياة ، قال تعالي:( ولكُم في القصاص حياة ياأولي الألباب لعلكُم تتقون ) 179 البقرة في شريعة القصاص حكمة عظيمة هي الإبقاء علي المنهج والأرواح وصونها ،لأنه حين يعلم القاتل أنه مقتول يحزنه ، سيرتدع حتما عن ارتكاب جريمته ، وبذلك تقوم حياة النفوس ، ولا يعقل هذا إلا أصحاب أفهام عاليه ونفوس زاكية ، يصل بهم الحال إلي درجة التقوي ... والتقوي اسم جامع لكل المكرمات ، وتبعد صاحبها عن جميع المنكرات .
4-وقال جل شأنه ضمن آيات سورة الأنعام ، التي يقول المفسرون إنها وصايا جامعة ، بل أعدل دستور يقيم الحياة الفاضلة .. قال جل شأنه : ( ولا تقتـُلوا النفس التي حرم الله قتلها إلا بالحق ) 151 الانعام ذلك ضمن آيات جليلات أولها : ( قـُل تعالَوا أتلُ ما حرم ربـُكم عليكُم ألا تـُشركوا به شيئاً)
5-وهذا حديث شريف يؤدي معني عميقاً في صيانة مجتمع المسلمين ، أن تنتشر بينهم هذا البلايا الجائحات حين تسود عن ابن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال :- ( لا يحل دم امرئ مسلم يشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله ، إلا بإحدي ثلاث : الثيب الزاني ، والنفس بالنفس ، والتارك لدينه المفارق للجماعة ) .

خلاصه

الإنسان نفس مصونة ، لا يعتدي عليها من غير حق حتي ولومن صاحبها ، وبهذا يكون له كيانه وقيمته ، وبهذا يتمكن من أداء دوره في عمارة الحياة بمنهج الله .

المصدر