من المستشار محمود الخضيرى الى مجلس القضاء الاعلى

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
من المستشار / محمود الخضيرى إلي مجلس القضاء الأعلى


مشروعات القوانين لا تتم في تكتم كما تحاك المؤمرات

باءت مساعينا بالفشل طوال شهر كامل في محاولة رؤية مشروع قانون السلطة القضائية الذي أعده المجلس بعد طول عناء ولو من بعد دون أن تلمسه حتي لا تترك أيدينا بصمة سيئة عليه ، وعندما أعيتنا الحيل قررنا اللجوء إلي السحر والشعوذة إلا أنه يبرو أن كبير الجان لديه ابن يريد أن يلحقه بالنيابة العامة قريباً فاعتذر عن المهمة قائلاً إنه لا يأمن عواقب هذا العمل علي إبنه رغم حصوله علي تقدر مرتفع ، وأخيراً لم أجد غير الكتابة إليكم منبها إلي أن مشروعات القوانين لا تعد بليل ، ولا تتم في تكتم كما تحاك المؤمرات إلا إذا كان يراد بها اغتيال حق أو تحقيق ميزه غير مشروعه ، وهو ما يدعونا إلي سوء الظن فيما يمكن أن يحتوي عليه هذا المشروع السري من أفكار يمكن أن تلحق الضرر بالقضاة وفاديهم وإلا فما وجه الخوف من أن يطلع عليه القضاة وهم المعنيون بالخطاب فيه بل إن من الواجب إطلاع الشعب كله عليه حتى يعلم ما عليه حال السلطة القضائية التي هي الحصن الذي يتحصن به ضد من يعتدي علي حريته وماله ، واعلموا سادتي أعضاء مجلس القضاء الأعلى أن شعب مصر الذي وضع ثقته في القضاة معني بهذا القانون أكثر من القضاة أنفسهم لأن كل ما يحويه من ضمانات أو يلحقه من عيب ينعكس عليه سلباً أو إيجاباً ، مشروع تعديل قانون السلطة القضائية احدي سلطات الدولة الثلاثة ، يعد في سرية تامة وتيسلل متخفياً من دار القضاء العالي إلي مبني وزارة العدل ويختفي فيها لا يعلم إلا الله أين يختفي وإذا أذن له الله أن يتحرك فسيضع علي رأسه طاقية الإخفاء قبل أن يتحرك خوفاً عن أن يراه أحد المارة فيخبرنا فنتعقبه ، هل يمكن لكم سادتي أعضاء مجلس القضاء الأعلى المقارنة بين الطريقة التي يتعامل بها نادي القضاة والسرية والتكتم الذي يتعامل به المجلس مع مشروع القانون ، النادي يعد المشروع يطرحه علي القضاة وبعد الموافقة عليه يرسله إلي الجميع للإطلاع عليه وإبداء الرأي فيه وهو الآن متداول بين الناس يبدون رأيهم فيه قبل إقراره ، وأنتم تعدون مشروعاً سرياً لا يطلع عليهم سواكم إني اترك الحكم علي التصرفين للشعب صاحب الكلمة الأخيرة في تقييم سلوك ابنائه والمسئولين الذين يتولون الأمر ويتحكمون في مصائر الناس ، تري هل تستحق الدنيا منا كل هذا العناء والجهد في سبيل الحفاظ عليها وهي التي إلي زوال طالت أم قصرت ، إن كلمة واحدة تقال عن الإنسان بعد الرحيل كفيله بأن تجعله يراقب الله ويسعي لعمل الخير بكل مـا يملك من جهد ، رحمة الله وطيب ثراه فهلا فعلتهم من اجل الناس والقضاة ما يجعلهم يقولونها بعد رحيلكم.

تـري ما الذي يخفيه المجلس ويخشي من إطلاع القضاة عليه حتي لا يعرفوه ، أهو مد السن ؟ لا أعتقد ذلك لأن هذا أمر لابد من موافقة القيادة السياسية عليه ولا أعتقد أنها توافق علي أمر أجمع القضاة علي رفضة فلا مصلحة لها في الوقوف أمام رغبه القضاة ، أهو التفتيش علي المستشارين كما أشيع ؟ لا أعتقد أن زملاءنا في مجلس القضاء ممن يمثلون مستشاري الاستئناف وهم عدد كبير من رجال القضاء يوافقون علي ذلك ، ما هو إذن الأمر السري والخطير الذي يحرص المجلس علي عدم إطلاع القضاة وخاصة أعضاء مجلس إدارة النادي عليه لا أشك لحظة أن هذا يتعلق بأمرين الأول هو بسط سلطان المجلس علي النادي والثاني استبعاد العنصر المنتخب من مجلس القضاء الأعلى والسبب في ذلك هو معاقبة النادي علي موقفه من الانتخابات الرئاسية والتشريعية الماضية وما سببه من حرج للمجلس الذي كان يقف فيها موقفاً متصادما مع رغبة القضاة بل والشعب بصفه عامة وكذلك الخوف من وجود عنصر منتخب في المجلس يكون متحرراً من الضغوط متبنيا لمصالح القضاة الذين أولوه ثقتهم ، هذان الأمران هما فقط ما أتصور أنهما سبب إخفاء المشروع علي القضاة وأقول لهم أن جموع القضاة ستحارب في سبيل الحفاظ علي ناديهم الذي هو المنارة التي يستهدون بها في الظلمات ولن يسمحوا مهما كلفهم ذلك من عنت بالقضاء علي نشاطه الذي يستمدون منه مستقبلهم واحترام الناس وتقديره لهم ولن يتخلو عن دور أسنده الشعب صاحب الكلمة الأولي والأخيرة إليهم ، وإني أطالب جموع الشعب وجميع منظمات المجتمع المدني أن تقف صفاً واحداً مع القضاة في مطلبهم بإصدار القانون الذي ارتضوه وأقروه في جمعياتهم العمومية المتعاقبة ، وأطالب القضاة بصفة خاصة بعدم التهاون في مطالبهم والتضحيه في سبيل الوصل إليها لأنها سندهم الوحيد في أن يكون لمصر سلطة قضائية قوية تحقق آمال الشعب المعلقة عليها في حماية حرياتهم ومستقبل أبنائهم.