ممدوح الولى يكتب: موالد لن تنتهي

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
ممدوح الولى يكتب: موالد لن تنتهي


(8/1/ 2015)

مقدمة

لجأ نظام الثالث من يوليو 2013 إلى إطلاق حملات دعائية متتالية عن مشروعات كبرى يقوم بتنفيذها لإطالة عمر النظام من خلال كسب المزيد من الوقت عبر إطلاق بالونات الأمل للجمهور.

وكلما أخفق مشروع فى تحقيق ثماره الموعودة، تم إطلاق مشروع جديد، وكثف الإعلام جهوده للتبشير بمزايا المشروع الجديد، لنسيان المشروع السابق، دون أن يسمح لأحد بالسؤال البديهى، وماذا عن ثمار المشروعات السابقة؟

مولد المليون وحدة سكنية..

أعلن وزير الدفاع السابق عن اتفاقه مع شركة إماراتية لإنشاء مليون وحدة سكنية لذوي الدخل المحدود خلال عام، وعندما قال المتخصصون وقتها أن إمكانات البلاد من حيث معدات الإنشاء ومواد البناء لا تسمح بتحقيق رقم المليون وحدة خلال عام، نال الإعلام منهم باعتبارهم مثبطين ومعادين لثورة يونيو المجيدة !

وقامت قيادات الشركة الإماراتية بجولات بالمحافظات، لتحديد نصيب كل محافظة من المليون وحدة، وذهب أحدهم إلى دمياط للإتفاق على شراء الأثاث اللازم لتلك الوحدات السكنية، ومر العام الموعود دون توقيع العقد مع الشركة الإمارتية.

وتم نقل تبعية المشروع إلى وزارة الإسكان حفاظا على سمعة وزارة الدفاع، ثم الإعلان أن وحداته لن تكون لمحدودى الدخل ولكن للمقتدرين، واستمر مسلسل التأجيل لتوقيع الاتفاق مع الشركة الإماراتية حتى الآن.

مولد علاج الفشل الكبدى والإيدز: أعلن جهاز المشروعات الهندسية بالقوات المسلحة عن التوصل لابتكار علمى لعلاج الفشل الكبدي ولعلاج مرضى الإيدز، وعندما انتقد البعض الابتكار ومنهم المستشار العلمى للرئيس المؤقت وقتها، نال الإعلام منهم كالعادة.

وتم تحديد أكثر من موعد لبدء العلاج بالجهاز الجديد، ومضت المواعيد المحددة دون أى توضيح رسمي عن مصير الوعود السابقة، ومصير المخترع للجهاز والذى تم منحه رتبة اللواء تقديرا لابتكاراته.

مولد المؤتمر الاقتصادي..

تم تجييش الإعلام وإمكانات الوزارات والمحافظات لعقد المؤتمر الاقتصادى فى منتصف مارس الماضي، وتم الإعلان عن توصل المؤتمر لإنشاء مشروعات بعشرات المليارات من الدولارات، وصدرت الصحف الرسمية والخاصة بعنوان موحد: مصر تولد من جديد.

ثم تبين أن نتائج المؤتمر عبارة عن مذكرات تفاهم، قال وزير الاستثمار أنها يمكن أن تسفر عن عقد اتفاقات أو لا تسفر، وأعطى مهلة ثلاثة شهور لظهور ما ستسفر عنه مذكرات التفاهم، ومضت المهلة بلا نتيجة.

وظهرت بيانات البنك المركزى الخاصة بالاستثمار الأجنبى المباشر حتى شهر مارس الماضي، وهو الشهر الذى انعقد المؤتمر خلاله، ليتضح أن الأرقام تتشابه مع أرقام الشهور السابقة للمؤتمر، وبما يعنى عدم تحقق ما أعلنه رئيس الوزارة من أرقام ضخمة كنتائج للمؤتمر.

مولد استصلاح 4 مليون فدان..

أعلن رأس النظام عن استصلاح 4 مليون فدان خلال سنوات قليلة، تبدأ بمليون فدان خلال عام واحد، ولما قال اللواء رئيس جهاز مشروعات التنمية الزراعية المعنى بالاستصلاح أن تلك الفترة المعلن عنها غير كافية لتحقيق المطلوب تمت إقالته، ليتبين صدق كلام الرجل، حين تم التراجع عن فترة العام لاستصلاح المليون الفدان الأولى، بعد أن تبين أن العام لم يكف سوى استصلاح حوالى عشرة آلاف فدان، وأن ارتفاع التكلفة وصعوبات التمويل ستطيل سنوات تفوق ما سبق الوعد به.

مولد قناة السويس الجديدة..

تم الإعلان عن حفر تفريعة بطول 35 كيلو متر، لكن الإعلام سماها قناة السويس الجديدة، وتم الإعلان عن تكالب شعبى لتمويل المشروع، رغم أن ما حدث هو قيام جانب من المودعين بتحويل مدخراتهم من أوعية ذات عوائد قليلة إلى وعاء شهادات استثمار القناة الأكثر فائدة.

وتم الاعلان عن توفير التوسعة لمليون فرصة عمل، وهنا خلطوا بين مشروع التوسعة، ومشروع محور قناة السويس الذى لم يتم إعلان مخططه الهندسى بعد، وعندما طالب بعض الخبراء بالإعلان عن الدراسة الاقتصادية لمشروع التفريعة الجديدة، واعلان العوائد المتوقعة منها، تم اتهامهم كالعادة بأنهم حاقدين على المشروع الذى سيغير وجه الحياة فى مصر ! وقالوا أن قناة السويس بعد التفريعة ستسمح بعبور كل أنواع السفن العالمية، وهو أمر غير صحيح بالمرة، حيث لا يسمح غاطس القناة البالغ 66 قدما سوى بعبور السفن ذات الحمولة الساكنة البالغة 240 ألف فقط.

وتغافل الإعلام الرسمي وغير الرسمي عن أن عمق التفريقة الجديدة، البالغ طولها 35 كيلو متر، وعمق التكريك الذى تم بالبحيرات لمسافة 37 كيلو متر، هو 24 مترا، وهو نفس عمق القناة منذ عام 2010 أيام الرئيس مبارك.

وبما يعنى أن القناة بعد التفريعة وبعد التكريك الجديد، لن تستطيع استقبال السفن ذات الحمولة الأكثر من 240 ألف طن، أى أن ثلث ناقلات البترول بالعالم لن تستطيع عبور القناة بحمولتها.

موالد لا تنتهى..

وفى إطار غرام النظام بالصخب الإعلامى للتغطية على فشله المستمر فى تحسين الأحوال المعيشية للمواطنين، علا الصخب الاعلامى حول محاربة الإرهاب كهدف أعلى للنظام، يجب معه تحمل كل أشكال الإخفاق، سواء فى ضبط الأسعار أو تحسين الخدمات أوالاقلال من الفساد والحوادث والإهمال والبيروقراطية.

وهكذا مرات كثيرة يعدون بضبط عجز الموازنة خاصة بعد الدعم الخليجى الكبير، وبعد الإسراف فى الاقتراض الداخلى والخارجى، لكن أرقام العجز بالموازنة بالعام المالى الأول للنظام الحالى زادت عما كانت عليه قبله، وفى العام المالي الثانى له زاد قيمة العجز بالموازنة عن العام الأول للنظام الحالى.

ومرات كثرة وعدوا بتحقيق الاستقرار لسعر صرف الدولار، وبشر الإعلام بالقضاء التام على السوق السوداء، لكن سعر الدولار زاد أكثر من مرة، وبما يعنى بالمقابل انخفاض قيمة الجنيه المصري، وقالوا أن ذلك سيساعد فى زيادة الصادرات، لكن قيمة الصادرات انخفضت !

وهكذا سيظل النظام الحالى بإعلامه وبمسؤليه مستمرا فى تخديره للجمهور، ووعوده بجنى ثمار مشروعاته المستقبلية، دون إعطاء أحد إمكانية السؤال عن مصير وعوده السابقة، فإذا أصر البعض على السؤال كحق مشروع، فالتنكيل والتشويه الإعلامى جاهز ، وقانون التظاهر كفيل بتأديب هؤلاء، فإذا لم يرتدعوا فالقتل العمد متاح، دون أية محاسبة ولو شكلية لمرتكبيه.

المصدر