معالم وآثار دعوية : أول مسجد للإخوان المسلمين

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
مراجعة ١٨:٠٦، ٢٩ يوليو ٢٠١٠ بواسطة Helmy (نقاش | مساهمات) (أنشأ الصفحة ب''''<center>أول مسجد للإخوان المسلمين</center>''' '''عبده مصطفى دسوقي''' '''إخوان ويكي''' استقر الوضع بال…')
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
أول مسجد للإخوان المسلمين


عبده مصطفى دسوقي

إخوان ويكي

استقر الوضع بالإمام حسن البنا بعد التحاقه بالعمل في الإسماعيلية وقام بإجراء استقصاء للمجتمع الذي يعيش فيه لكي يغرس بذور العمل للإسلام بصورته الشاملة، فوجد الفرقة بين فئات الشعب والاختلاف الديني واضح بينهم فسعى حثيثا لنبذ هذه الخلافات وتجميع القلوب على منهج الله وانبتت هذه البذور في مارس 1928م حينما كونت جماعة الإخوان المسلمين ثم اتخذت لنفسها مقرا في شارع فاروق في مكتب الشيخ علي الشريف بالإسماعيلية.

وفي إحدى الجلسات اقترح أحد الإخوان بناء دار خاصة بالجماعة، وذلك لضمان استمرار الدعوة بالإسماعيلية، لا سيما أن القائمين عليها من الموظفين، وهم عرضة للنقل، ثم اقترح الحاج أمين حجاب "النقاش" إنشاء مسجد، فأيد الإمام البنا الفكرة من حيث المبدأ.


يقول الأستاذ عبدالرحمن حسب الله: وبحث الإخوان عن قطعة أرض يشترونها أو يتبرع بها أصحابها لإتمام مشروعهم، حتى وجدوا قطعة أرض مناسبة ملكًا للحاج علي عبد الكريم، كان يود أن يبني عليها مسجدًا فتحدثوا إليه في ذلك الأمر، فسروا به وكتبوا عقدًا ابتدائيًا بتنازله عن هذه القطعة، غير أن أصحاب النفوس الضعيفة والحاقدة ومروجي الإشاعات استغلوا سلامة صدر الحاج علي عبد الكريم وضيقوا عليه الخناق وأوغروا صدره على الإخوان، حتى انتهى الأمر بأن سلم الإمام الشهيد له ورقة التنازل عن طيب خاطر، ولما علم المرجفون بذلك أشاعوا فشل المشروع، وانتهز الإخوان الفرصة وقاموا بالاتصال بالناس لإزالة الشبهات والدعوة للمشروع، وكان الفارس المجلى في هذه الحلبة الشيخ حامد عسكرية، وقد ناصر المشروع الكثير من أهالي الإسماعيلية حتى إن الشيخ حسين الزملوط تبرع وحده بمبلغ 500 جنيه للمشروع، فزاد ذلك من طمأنينة الناس.


وأعلن الإمام البنا وضع حجر الأساس، وتم تحديد يوم 5 من المحرم سنة 1348هـ - الموافق 13 يونيو 1929م موعدًا لذلك، وفي الموعد المحدد أقام الإخوان سرادقًا طخمًا، ودعا الناس على اختلاف طبقاتهم لحضور وضع حجر الأساس، وتقدم الشيخ محمد حسين الزملوط الذي رشحه الإمام الشهيد لوضع حجر الأساس للمشروع، وذلك لمساندته القوية ماديًا ومعنويًا للمشروع فوضع حجر الأساس.


يقول الأستاذ جمعة أمين عبدالعزيز: وبعد إتمام المسجد قام الإخوان باستكمال البناء فأنشأوا فوق بناية المسجد معهدًا سُمي بـ "معهد حراء الإسلامي" وكان الشيخ محمد سعيد العرفي قد اقترح على الإمام أن يسمي إخوانه وأصحابه بأسماء السابقين الصالحين، وأن يسمي المنشآت بأسماء الأماكن الإسلامية، فذلك أبعث للقدوة الحسنة والأسوة الصالحة ولذلك سميت تلك المدرسة بمعهد حراء الإسلامي ومن بعدها أقام الإخوان مدرسة أمهات المؤمنين للبنات.


وعن أهداف والثمار العملية التي أتى بها هذا العمل يقول الأستاذ عبدالرحمن حسب الله: عندما افتتح الإخوان مسجدهم في الحي الذي تنتشر فيه بيوت الدعارة نشر المسجد في الحي التعاليم الدينية، ورغب الناس في الإسلام، وابتعد الكثير عن الدعارة، مما دفع النساء العاملات في تلك البيوت من تكوين وفد منهن، وذهبن إلى الأستاذ البنا يشتكين له وقف الحال، وضيق الرزق حيث قل الطلب عليهن بعد تدين أهل الحي والتزامهم بالإسلام، فاقترح عليهن الإمام الشهيد أن يتبين، ويمتهن مهنًا شريفة، على أن يستأجر لهن مبنى مستقلاً تلتحق به كل من تتوب إلى الله تعالى وليس لها عائل، فتوافد عليه كثيرات ممن تاب الله عليهن. وقد كلف الإخوان الشيخ علي الجداوي لتولي شئون هذا الملجأ والإنفاق عليه، وترتيب الدروس الدينية لهن، وقد وفق الله الكثيرات منهن فتزوجن وأصبحن ربات بيوت صالحات، ومن لم تتزوج منهن تعلمت فن الخياطة والتفصيل، أو فن الطهي، أو تربية الأولاد، وكان لهذا العمل الجليل أكبر الأثر في نفوس المسلمين جميعًا من أهالي الإسماعيلية وغيرهم.


للمزيد

1-حوار مع الأستاذ عبدالرحمن حسب الله بمجلة لواء الإسلام – السنة 42 – العدد 12– غرة شعبان 1408هـ / 19مارس 1988م.

2-حسن البنا: مذكرات الدعوة والداعية، دار التوزيع والنشر الإسلامية.

3-جمعة أمين عبدالعزيز: أوراق من تاريخ الإخوان المسلمين، دار التوزيع والنشر الإسلامية.