مصر بين التنمية والاضطرابات

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
مصر بين التنمية والاضطرابات


بقلم:الاستاذ/عبد الجواد شبانة

نحن شعب مصر ، أمام طريقين ، طريق الاستقرار ، ومن ثم التنمية ، وطريق الاضطراب ، ومن ثم مزيد من الخراب والانتكاس الاقتصادى ، فضلا عن التنازع الذى لايبقى ولايذر .

طريق الاستقرار هو أن نصر على أن تكون قواعد الديمقراطية وآلياتها – وهو مايسمى فى الفقه الاسلامى قواعد الشورى واجراءاتها - هى الحكم بيننا عند الاختلاف ، واجبة الاحترام ، ومنها التداول السلمى للسلطة ، عبر الانتخابات الحرة النزيهة ، نزولا على إرادة الشعب ، التى أفرغها فى الدستور .

ان الانتخابات وحدها – فى الفكر الاسلامى والغربى - هى الوسيلة الى السلطة ، ولاشىء غيرها يمكن ان يغير ماتفضى اليه من نتائج ، فمن يقع عليه الاختيار فلابد ان يكمل المدة التى اختير ليعمل خلالها ، شاء من شاء وأبى من أبى ، فإذا جاءت الانتخابات التالية فمن أبى فعليه التغيير بها ، لأنه ليس من العقل فى شىء ، وليس من العدل فى شىء ، ان يقيم أداء المنتخب بعد ربع المدة ، أو خمسها ، لأن تواضع الدساتير فى العالم على تحديد مدد للحكام والحكومات مؤداه استحالة تحقيق الحكومات الأهداف التى انتخبت على أساسها فى مدة أقل من المدة التى حددتها تلك الدساتير لتوليه الوظيفة العامة .

واما طريق الاضطراب الذى سيفضى حتما الى الفتنة التى لاتبقى ولاتذر ، أن يقوم كل من لايرض عن الحاكم بالعمل على تغييره بغير الطرق الديمقراطية التى ارتضاها الشعب فى الدستور ، كما هو كائن الآن فى المجتمع المصرى تحت شعار التمرد .

ان سلوك تلك السبيل سوف تجعل من التمرد وسيلة لكل معارض لمن يأتى من الحكام ، يخلع بها قبل أن يكمل مدة ولايته ، وهكذا تصير الأمور ، كل يوم حاكم جديد ، وكل يوم تناحر جديد ، وكل يوم دماء جديدة ، ونتائج ذلك على الأرض خلق مناخ من عدم الاستقرار يؤدى حتما الى هروب رأس المال ، وانطفاء نور التنمية ، ومن ثم فإن القوم – بلوك سبيل التمرد – يخربون بيوتهم بأيديهم .

مصر بعد الثورة تريد ان تكون دولة ديمقراطية ، والتحول الى الديمقراطية يقوم على تمسك الشعب بآلياتها ، ووسائلها ، التى ارتضاها لنفسه ، وضمنها دستوره ، حتى تقوم فى الواقع قواعدها ، وتستقر فى الأعراف مبادؤها ، وينعم الناس بعد ذلك بنتائجها .

اذن نحن امام طريقين ، اما ان نستقر ، وتبدأ عجلة التنمية فى الدوران ، ويبق جو التوحد ، والألفة ، والعمل معا من أجل تحقيق الأهداف المنشودة ، والغايات المفقودة ، أو أن نمعن فى التفرق ، ونلغ فى التشرذم ، ونعمق الكراهية ، ونقضى بقية أيامنا فى تمرد دائم ، لن يتحقق معه استقرار ، ولاتنمية ، بل مزيد من الخراب ، الذى ورثناه عبر عقود طويلة ، كنا فيها متمردين ، لكن على طريقة السلبية ، فتحققت فينا سنة الله ، ( واتقوا فتنة لاتصيبن الذين ظلموا منكم ) ، كفاية تمرد من أجل المستقبل .

المصدر