مشروع التجديد الحضاري عند "الإخوان المسلمون" (الجزء الأول)

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
مشروع التجديد الحضاري عند "الإخوان المسلمون" (الجزء الأول)

بقلم: ح.ع

خاص موقع ويكيبيديا الإخوان المسلمين (إخوان ويكي)

مقدمة

مقدمة

الشعار اخضر.jpg

كان لحادث التقدم الغربي بالإضافة إلى ما ركن إليه العقل المسلم من الجمود والتقليد دور أساسي في سؤال "الإصلاح" في الفكر الإسلامي الحديث والمعاصر، والذي حاول فيه المفكرون البحث عن الإجابة عن تساؤل "لماذا تأخر المسلمون وتقدم غيرهم؟"، وذلك بعد الانبهار الكبير بالغرب ونهضته العلمية والصناعية

وما ترتب علي ذلك الانبهار - عند البعض - بمحاولة إسقاط مقدمات وأسباب نهضة المجتمع الغربي بظروفه وبيئته وتاريخية حضارته علي المجتمع الإسلامي، واستيراد أدواته الفكرية والمعرفية دون النظر إلى البيئة الحضارية الإسلامية وبنيتها الثقافية والمجتمعية والعقدية ورؤيتها التوحيدية ؛ فكان الناتج الطبيعي عدم تفاعل القادم من الغرب مع الحاضر الإسلامي.

وهنا ظهرت حركة إحيائية تجديدية على أيدي مجموعة من الرواد الإحيائيين حاولوا طرح الإسلام من جديد وإعادة اكتشافه باعتباره سبيلا للنهضة في مواجهة الأفكار العلمانية والوضعية..وقد ذخرت هذه الحركة بظهور جيل من الرواد الإصلاحيين الذين كانت لأفكارهم أثرا كبيرا في توجيه حركة الفكر الإسلامي في الأمة وتحديد مساراته وإحياء فكرة الاجتهاد لاستئناف حركة الحضارة الإسلامية مرة أخرى .

ومن أبرز هذه الحركات الإحيائية التي ظهرت في العالم حركة "الإخوان المسلمون" على يد مؤسسها الإمام حسن البنا (1906-1949م)، قدمت الحركة من خلل مؤسسها الأول أفكارًا شكلت في مجموعها المعرفي والفكري رؤية تجديدية حضارية للمشروع الإسلامي، بدءًا من تشخيص حالة التراجع والأفول الحضاري في الأمة، إلى بناء منهجي لعبور هذه الحالة، إلى محاولة تجسد ذلك المشروع وتلك الرؤية في نماذج فاعلة اجتماعيًا وحضاريًا.

والفكرة التي بين أيدينا سوف تحاول بالتحليل الفلسفي إدراك الجوانب الأساسية للمشروع التجديدي الحضاري عند " الإخوان المسلمون"، من خلال عملية إعادة البناء والتركيب لهذا المشروع في ضوء حركة الأمة من ناحية والمتغيرات التي صاحبت نشأة هذه الحركة وطرح تلك الأفكار التجديدية من ناحية أخرى.

وسوف نحاول تحليل هذه المشروع وتقديم إضاءات معرفية وفكرية وثقافية حوله من خلال مجموعة من الحلقات المتتابعة، نبدأها بالسياقات المعرفية أو الإطار الفكري الذي صاحب نشأة هذا المشروع، ثم الوقوف على أهم جوانب الرؤية التجديدية للمؤسس الأول للحركة، ثم الظلال التجديدية والحضارية لهذا المشروع في واقع الأمة.

القسم الأول :الإطار الفكري للمشروع التجديدي عند المؤسس الأول حسن البنا

الإمام المؤسس الأول حسن البنا

يمكن في هذا الصدد الإشارة إلى عدة عوامل أساسية تأثرت بها أفكار المؤسس الأول (حسن البنا) وهي العوامل التي أثرت – بصفة عامة – في حركة الإصلاح الإسلامي في العصر الحديث، والتي تبدأ من العالم الصغير الأول للتنشئة الأسرية والتعليمية، ثم إلى التحديات المعرفية والمادية التي واجهت الأمة آنذاك، ثم الاستمرارية والتواصلية في سلسلة الإحياء والتجديد في الأمة والتي لم تنقطع حتى في اشد أحوالها أفولًا وتراجعًا ، وهذه العوامل هي:

  1. البيئة الأسرية والتعليمية.
  2. الاستعمار والمعركة الفكرية والتغريب.
  3. أفكار الإصلاح في الأمة.

(1)

أولًا: البيئة الأسرية والتعليمية

ولد حسن أحمد عبد الرحمن البنا عام 1906 م في قرية المحمودية مديرية البحيرة، وتولى تربيته والده الشيخ أحمد عبد الرحمن البنا المعروف بالساعاتي، عرف بسعة علمه وحسن خلقه، فهو دارس الفقه والتوحيد والنحو، وقد حفظ القرآن وجوده، وألف عدة كتب منها : "بدائع المسند في جمع وترتيب مسند الشافعي والسنن"، وعلق عليه شرحًا، ورتب مسند الإمام أحمد بن حنبل وسماه "الفتح الرباني في ترتيب مسند الإمام أحمد الشيباني"، وشرحه باسم "بلوغ الأماني من أسرار الفتح الرباني".

في هذه الظروف ووسط هذا الجو نشأ الصبي الصغير شجعه أبوه على ارتياد العلوم الإسلامية، فحفظ القرآن كاملاً، وعلمه صناعة الساعات التى علمته الدقة والصبر والمهارة، وبعد انتهاء دراسته بمدرسة "الرشاد الدينية" لصاحبها الشيخ محمد زهران كون هذا التلميذ مع زملائه "جمعية منع المحرمات" استجابة لظروف مجتمعه

وكان هدف هذه الجمعية إقناع الناس بالإقلاع عن المحرمات وفعل الخيرات، ثم انتقل في سن الرابعة عشرة إلى مدرسة "المعلمين الأولية" بدمنهور ليحصل منها على شهادة "الكفاءة" التى كانت تجيزه ليكون معلمًا، ولكنه أثر أن يكمل دراسته فالتحق بدار العلوم وتخرج فيها سنة 1927م.

تشير نشأته إلى الوعي العميق برسالة الإسلام وهدفيتها ووضوح معانيها وقيمها، ومن هنا نلاحظ إيمانه العميق بالربط بين العمل والعلم أو النظر والتطبيق والثقافة والأخلاق، فهو مع حرصه على طلب العلم ورغبته في الاستزادة منه إلا أنه كان يضع شرطًا لذلك وهو أن يرتبط ذلك العلم بفائدة المجتمع فردًا كان أو جماعة يقول في مذكراته "...كان لي رأي في العلم وطلبه، والشهادات والحصول عليها..وكنت مؤمنًا بفائدة العلم للفرد والجماعة ووجوب نشره بين الناس" (1).

ويعد المسجد من أهم العوامل التي أثرت في البناء الفكري للإمام حسن البنا والذي كان دائم لذكره في مذكراته وبصورة شارحة ومستفيضة، من المسجد الصغير في قريته، إلى مساجد القاهرة والإسماعيلية التي كان يتردد عليها بخصوص عمله

حتى أصبح بعد ذلك مرتكزا لدعوته ينطلق منه للدعوة بين الناس اقتداء بسيرته – صلى الله عليه وسلم - ولعل البعد المسجدي في تكوين الشيخ كان له أثره في رغبته في تحويل العمل الإسلامي والذي كان جهودًا فردية قبله إلى عمل جماعي مؤسسي يكون له برنامجه وخطته في البناء الإيماني والأخلاقي والاجتماعي للإنسان المسلم.

فالمساجد في الأمة الإسلامية معابد الصلوات ومدارس الآيات، وما الصلة إلا رابطة وثيقة بين أهل الأرض ورب السموات...والمساجد ميدان تعارف المؤمنين، ومكان تلاقي أشخاصهم، ففيها يجتمعون وتحت ظلها يتآخون ويتعارفون...وهي أول ما يجب أن يفكر في إصلاحه المفكرون" (2).

يماثل البنا بين البناء الفكري والبناء الإيماني ويربط بينهما في نظرته إلى المسجد ودوره فليس المسلم بغافل، وليس بعاجز أو جاهل، لذا حرص أن ينشر الوعي بفكرته بين المصلين أولًا الذين كانوا يرتادون المسجد ويشهد لهم بالإيمان، وحتى يكونوا قدوة إيمانية وفكرية ونماذج مجسدة لغيرهم.

إن فكرة تجسيد "الإيمان والوعي" من أهم ما ابتكره وجدده المؤسس الأول من خلال إحياء دور المسجد الذي كاد أن ينقضي في زحمة الاستعمار والتغريب –كما سنوضح لاحقًا- " فالمساجد هي المدارس العامة، والجامعات الشعبية، والكليات التهذيبية للأمة، يتعلم فيها الكهول والشبان والشيوخ والصبيان ما يُصلح حالهم في معاشهم ومعادهم، ويزودون فيها بأحكام دينهم، وغذاء عقولهم، وشفاء صدورهم بما يستمعون من عظات، وما يحضرون من حلق العلم...لذا أولى بنا أن نعنى بإقامة المساجد التي هي بحق بيوت العبادة، ومدراس العلم، ومستشفيات لأمراض النفوس". (3)

تمثل مرحلة الشباب تأسيسًا مهمًا لغايات الفرد واستكمالًا لبناء شخصيته وما يرغب أن يكون عليه في قابل الأيام ولم يتخلف الإمام البنا عن هذه القاعدة، بل كان سباقًا إليها فكان هدفه واضحًا وغايته الدنيوية محددة وقاصدة، ويظهر ذلك جليًا مما كتب الشاب إبان تخرجه في موضوع الإنشاء الذي عنونه أستاذه (اشرح أعظم آمالك بعد إتمام دراستك وبين الوسائل التي تعدها لتحقيقها)

فكتب ما يمكن أن نستخرج منه أبعاد تلك الشخصية القائدة والمؤسسة والتي من أهمها: التأصيل النفسي في التشبع بالرغبة في العمل الإصلاحي للأمة، أن أساس عملية الإصلاح هو الإنسان الفرد وأن طريقة بناء الفرد وتربيته وإصلاحه تقوم على مرتكزين أساسيين، أولهما: عملية التخلية والتحلية في ضوء منهجية التوحيد الراشدة، وثانيهما مرتكز العلم والتوجيه للعقل الجمعي للأمة.

والذي يعرض إلى هذه الغاية " غاية الإصلاح في الأمة" يعترضه مفرق طريقين: أولهما، طريق التصوف الصادق، الذي يتلخص في الإصلاح والعمل، والثاني: طريق التعليم والإرشاد الذي يجامع الأول في الإخلاص والعمل، ويزيد عليه في الاختلاط بالناس، ودرس أحوالهم، وغشيان مجاميعهم، ووصف العلاج الناجع لهم. وهذا أشرف وأعظم عند الله ونادى بفضله الرسول الكريم..لتعدد نفعه، وعظيم فضله، ولأنه أوجب الطريقين على المتعلم، وأجملهما بمن فقه شيئًا " َلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ " "التوبة:122".

ورغم هذا التصنيف الذي طرحه الشاب وهو م يبرز التمايز بين رؤيتين: رؤية في الخلاص الفردي، ورؤية في الفلاح الاجتماعي، إلا أن الشاب الذي تظهر عليه علامات الفكر والقيادة المبكرة استطاع أن يجمع بينهما –كما سنرى لاحقًا- في برنامج تربوي اجتماعي إصلاحي متميز؛ يقوم على دعامة التكامل بين الفرد والمجتمع وليس التمييز أو الترجيح بينهما، فإيمان الفرد في الإسلام إن لم يكن له إشعاع اجتماعي لا يتحصل فائدته ولا غايته التوحيدية

فإن القرآن ما فتئ أن يذكر " لعل" عقب العبادات لتحصل التقوى الاجتماعية والنهي عن المنكر في أعم صوره وتحصيل المعروف في كل صوره. لذلك رأي الشاب أن طريق الإصلاح يتطلب أمرين أساسيين على الفرد المسلم أن يعد نفسه بهما ولهما وهما: الجهاد والتضحية.

كان اتصال حسن البنا بالمسجد مبكرًا مما جعله يتعرف على بعض الزهاد والمتصوفة الذين كانوا يجلسون بالمسجد بين المغرب والعشاء، ويطلق عليهم "أصحاب الطريقة الحصافية"، وقد عمل على تكوين جمعية باسمها في دمنهور عندما انتقل إليها وسماها "جمعية الحصافية الخيرية" وكان رئيسها أحمد أفندي السكري

وكانت تهدف هذه الجمعية إلى أمرين

الإمام البنا يمارس دعوته في المجتمع
الأول: نشر الدعوة إلى الأخلاق الفاضلة ومقاومة المنكرات والمحرمات كالخمر والقمار...إلخ
والثاني: مقاومة الإرساليات الإنجيلية التبشيرية التى أخذت تبشر بالمسيحية وتعمل لذلك. ثم انتقل إلى الإسماعيلية في 19 من أيلول- سبتمبر سنة 1927 ليمارس مهام عمله في التدريس "بمدرسة الإسماعيلية الابتدائية الأميرية" (4).

وكانت عضوية الشاب في الجمعيات متعددة النشاطات الاجتماعية والأخلاقية والدينية تأثيرًا مهمًا وواضحا على بنائه الفكري والخلقي، ومن هذه الجمعيات: "جمعية منع المحرمات" وتهدف إلى تعريف المخطئين في حق الشرع بخطئهم ومحاولة إرشادهم إلى قويم السلوك الذي يتوافق مع الشرع، وجمعية "الأخلاق الأدبية" لغرس الأخلاق الحميدة ومقاومة سيئها والقيام بأعمال البر والخير

وجمعية "مكارم الأخلاق الإسلامية" للدعوة والخطابة، وجمعية " الشبان المسلمين" تهدف إلى التوعية الإسلامية ولتي ألقى فيها محاضرة بعنوان "بين حضارتين" و" مدرسة التهذيب" لتعليم القرآن الكريم والسيرة النبوية.

كان لهذا الانتساب إلى هذه الجمعيات دور مهم في استلهام أفكارها وطريقة تنظيمها في إنشاء معاهد ودور للإخوان على نفس الطراز مثل معهد "حراء التعليمي" للبنين والذي حاول فيه المدرس - حسن البنا- تقديم نموذج للدرس المعرفي التربوي والتعليمي من المنظور التوحيدي ردًا على ما كان سائدًا من محاولات لتغريب التعليم والثقافة

انقسم منهاج المعهد التعليمي إلى ثلاث شعب:

القسم الأول منه يتوافق مع منهاج المدارس الأولية الكاملة ليجهز التلميذ للأزهر والمعاهد الدينية
والقسم الثاني يتمشى مع المدارس الأولية أول النهار ومع المدارس الصناعية آخر النهار لتعليم المهن الحرة..وكان المعهد تتوافق برامجه وأوقاتها مع أوقات الصلاة فتبدأ في وقت مبكر وتنتهى الفترة الأولى قبل صلاة الظهر حيث يؤدي التلاميذ صلاة الظهر مع المعلمين بالمسجد وهكذا..." (5)

اختار الأستاذ المقاهي لتكوين بداية عمله الإسلامي في الإسماعيلية، والتي جذبت إليه الكثير، حيث كان وعظه حول تذكير الناس باليوم الآخر والحساب، وقد كان لرقة أسلوبه ودقته، وعدم مواجهة الناس بما يكرهون أو يفعلون من آثام بطريقة مباشرة آثاره اللاحقة في تردد الناس عليه، والذي كان من شأنه أن ينقلهم من المقهى إلى مكان آخر هو زاوية صغيرة لإقامة الشعائر علمهم فيها كيف يقيمون الشعائر بطريقة عملية صحيحة.

أدرك حسن البنا أهمية وضرورة اتساع ما يدعو إليه بحيث يكون شاملًا لكل مجتمع الإسماعيلية، فعمل على تحديد القوى المؤثرة في مجتمع الإسماعيلية..العلماء، رجال الطرق الصوفية، الأعيان، فبالصداقة والتوقير يكسب ورد العلماء وثناءهم، وبمخاطبة رجال الصوفية بلسان الطريقة والتأدب بآدابها، ومحاولة إخراج أتباعها إلى ساحة أوسع من الالتزام بالطريقة ينال تقديرهم، وبالتقرب إلى الأعيان والتقريب بينهم ينال إعجابهم، وبارتياد الأندية ولفت الانتباه – بل محاولة استقطاب – شبابها بالمحاضرات والندوات بهيئتهم لتقبل دعوته.

وكان من أثر محاضرات وندوات الأستاذ الداعية أن حضر إليه ستة من الذين تأثروا بها من أهالي الإسماعيلية في ذي القعدة 1347هـ آذار - مارس 1928م هم: حافظ عبد الحميد (نجار)، أحمد الحصري (حلاق)، فؤاد إبراهيم (مكوجي)، عبد الرحمن حسب الله (سائق)، إسماعيل عز (جناينى)، زكي المغربي (عجلاتي)

وحدثوه في شأن الطريق العملي الذي يجب أن يسلكوه "لعزة الإسلام وخير المسلمين" وعرضوا عليه ما يملكون من مال بسيط، وحملوه تبعة أمرهم، فكان القسم والبيعة، وبعد مشاورة معه على تحديد تسمية أنفسهم قال لهم: "نحن إخوة في خدمة الإسلام، فنحن إذًا الإخوان المسلمون". ومنذ ذلك الوقت كان التكوين الفعلي لجماعة "الإخوان المسلمون".

المراجع

(1)البنا حسن . مذكرات الدعوة والداعية القاهرة دار الشهاب د.ت ص 36.

(2)المرجع نفسه ص131.

(3)المرجع نفسه ص 132.

(4)المرجع نفسه 59.

لم نعثر على مضمون هذه المحاضرة إلا أن العنوان يتضح منه أنها كان بسبيل المقارنة بين الحضارة الإسلامية والحضارة الغربية.

(5)البنا، حسن. مذكرات الدعوة والداعية، مرجع سابق، ص96.

للمزيد عن دور الإخوان في الإصلاح

كتب متعلقة

من رسائل الإمام حسن البنا

ملفات وأبحاث متعلقة

مقالات متعلقة

الإصلاح السياسي:

الإصلاح الإجتماعي ومحاربة الفساد:

تابع مقالات متعلقة

رؤية الإمام البنا لنهضة الأمة

قضايا المرأة والأسرة:

الإخوان وإصلاح التعليم:

موقف الإخوان من الوطنية:

متفرقات:

أحداث في صور

.