مرشد الظل.. “الأخ جون ماكين”!

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
مرشد الظل.. “الأخ جون ماكين”!


عز الدين الكومي

( 05 سبتمبر 2018)


عز الدين الكومي

في تصريحات فضائية ليلية مثيرة للاشمئزاز، قال مخبر أمن الدولة الانقلابي أحمد موسى: “إن السيناتور الأمريكي جون ماكين، الذى توفي منذ أيام، هو المرشد الحقيقي لجماعة الإخوان الإرهابية، وشارك في جنازته قيادات جماعة الإخوان المتواجدين في أمريكا. وقيادات الإخوان أقامت صلاة الغائب على جون ماكين في قطر وتركيا وأمريكا؛ لأنه كان الداعم الرئيسي لجماعة الإخوان الإرهابية، وكان فاتح الكونجرس الأمريكي للإخوان، وكان يوفر الحماية لهم، ولكن مات الأب الروحي والزعيم والمرشد الحقيقي لجماعة الإخوان الإرهابية، ففقدت الجماعة الإرهابية أقوى حليف لها، ويعتبر أقوى من أردوغان وتميم، حيث كان الحليف الاستراتيجي لجماعة الإخوان الإرهابية”.

هذا الأحمق لا يستحى من هذا الهراء، لأنه سبق لسحرة فرعون، ومعهم إحدى الكائنات المنقرضة التي صرحت بأن الرئيس الأمريكي “باراك أوباما”، يتآمر مع أخيه غير الشقيق، في تنظيم استثمارات الإخوان المسلمين. ولديها معلومات ستهديها للشعب الأمريكي، مفادها أن الأخ غير الشقيق لأوباما في إفريقيا هو أحد مهندسي الاستثمارات الكبرى للتنظيم الدولي للإخوان المسلمين، وهو السبب وراء عدم محاكمة أمريكا لقيادات جماعة الإخوان إلى الآن.

والعيب بالتأكيد ليس في هذا الأحمق، ولكن يكمن في من يستمع لهذه الترهات، لأنه ببساطة شديدة “جون ماكين الذى يعتبره هذا الأحق المرشد الحقيقي لجماعة الإخوان المسلمين، هو من أتباع كنيسة الحصاد العالمي في أوهايو، وكان مرشد ماكين الروحي هو قس كنيسة الحصاد “رود بارسلي” الذي كان يقول إن أمريكا وجدت لغرض، هو محاربة وتدمير الدين الكاذب المسمى الإسلام!.

وهو صاحب فكرة منع إغلاق سجن جوانتانامو، كما يقول “فايز الكندرى: “زارنا في غوانتنامو، عندما أضربنا عن الطعام سنة ٢٠١٣ بسبب إهانة القرآن، كلمه أحد الإخوة من شق باب الزنزانة، وشرح له الظلم والتعذيب وإهانة القرآن، وأنه يعلم معاناة الأسرى لكونه أسيرا في ڤيتنام، فكان يهز رأسه منصتا باهتمام، وحين عاد إلى أمريكا، أعلن في الكونجرس رفضه إغلاق جوانتانامو.

ويمكن أن يكون عبقري البلاعات الإعلامية قال ذلك، لأن جون ماكين عند زيارته لمصر عقب الانقلاب العسكري قال في تصريحه الشهير: ما حدث في مصر انقلاب، وأن البطة لا تكون إلا بطة، حتى قال أمين جبهة الخراب “منير فخرى عبد النور”: “أتذكر لقائي مع السيناتور جون ماكين خلال زيارته للقاهرة في ربيع ٢٠١٣ بصفتي أمينا عاما لجبهة الإنقاذ، كان فجا في تأييده لحكم الإخوان، غليظا في رفضه لمطالبتنا بانتخابات رئاسية مبكرة، وقحا في تدخله في الشأن المصري الداخلي.!

مع أن هذا التصريح كان مجرد تحصيل حاصل؛ لأن الإدارة الأمريكية كانت هي الوكيل الحصري للانقلاب العسكري، بناء على رغبة الصهاينة، وتكفل صهاينة العرب في الإمارات والسعودية بالدعم المادي لإنجاح الانقلاب!.

وبعدما سمعت نباح هذا الأحمق، تابعت بكاء الصهاينة وصهاينة العرب، على وفاة “جون ماكين”، فرأيت العجب العجاب.

فقد قال المتصهين محمد بن زايد: فقدت الساحة السياسية الأمريكية أحد أقطابها وأبرز ناشطيها، السيناتور “جون ماكين”، الذي حظي بتقدير واحترام كبيرين في أمريكا والعالم. جمعتنا به صداقة طويلة وعمل مشترك عززنا خلاله علاقات التعاون بين بلدينا.. صادق المواساة والتعازي لعائلته وأصدقائه والشعب الأمريكي الصديق.

كما قال نتنياهو: ببالغ الأسى تلقيت خبر وفاة جون ماكين، الذي كان رجلا وطنيا كبيرا مخلصا لأمريكا ووطنه، وصديقا حقيقيّا لإسرائيل. سأعتز دائما بصداقته المتينة مع الشعب الإسرائيلي ومعي شخصيا؛ لأن دعمه المستمر لإسرائيل نبع من إيمانه بقيم الديمقراطية والحرية.

دولة إسرائيل تؤدي التحية لجون ماكين، تؤدى التحية للمرشد الحقيقي لجماعة الإخوان المسلمين؟!

وقال إيهود براك: جون ماكين بطل أمريكي، وبقدر ما نشعر به اليوم.. إنه زعيم سياسي أيضا لديه مبادئ. صديق كبير لإسرائيل، خصوصًا أمن إسرائيل، وصديق شخصي لأكثر من 20 عاما.

وقال وزير خارجية آل سعود عاد الجبير: “فقدت صديقا شخصيا، لقد فقدت صديقا شخصيا عرفته على مدار أكثر من 13 عاما، أقدم التعازي الحارة لعائلة السيناتور جون ماكين، لقد فقدت أمريكا بطلا أمريكيا”.. وفقدت مرشد الإخوان اعترف يا جبير!.

سفير آل سعود في واشنطن “خالد بن سلمان” عبّر عن تعازيه بوفاة السيناتور الأمريكي “جون ماكين”، بأنه “كرس حياته لخدمه بلاده والنهوض بالسلام والأمن العالميين، وكان صديقا عظيما للمملكة، ورجل دولة.. سنفتقده”.

وقال المتصهين سعد الدين إبراهيم عن جون ماكين: إنه كان أحد عمالقة السياسة الأمريكية بكل المقاييس، بالإضافة إلى كونه بطلًا من أبطال الحرب، وكان محبًا للتنوع وحرية العقيدة، وحرية الرأي، وأنه كان منفتحًا على كل التيارات، داخل أمريكا أو خارجها. وأنه لا ينبغي توقع أن يتصرف سياسي أمريكي مثل “ماكين” كما لو أنه عربي قومي، لأنه في النهاية سياسي يخدم مصالح بلاده، ووجهة النظر التي تحملها السياسة الأمريكية، فلابد من النظر إليه وفقًا لهذا المنظور. وكان منفتحًا على كل القوى، ويستمع إلى كل الناس، بمن فيهم جماعة الإخوان، لكنه لم يفعل لهم أكثر مما فعله آخرون.

وعلى ما يبدو أن هؤلاء لم يكتشفوا أن الهالك “جون ماكين” كان المرشد الحقيقي لجماعة الإخوان المسلمين، إلا بعد تصريحات أحد مهرجي سيرك الإعلام الانقلابي!.

المصدر