محمود أبوالنجاة

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
مراجعة ١٣:٥٣، ٧ نوفمبر ٢٠١٢ بواسطة Attea mostafa (نقاش | مساهمات) (←‏روابط خارجية)
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
الأستاذ محمود أبوالنجاة شاعر الحرية


كلمة

المجدُ لا يُعطَى شرابًا سائغًا

إن رُمتَ مجدًا فاسأل الشهداء

فاترك أوهامك وخيالاتك وما أنت فيه من دعة وكسل وخمول.. مشغول بلقمة خبز أنت بها مستذل.. وبزوجة أنت لها عابد.. وأولاد أنت لهم خادم.. واعلم أنه لن تعود لنا عزةٌ أو كرامةٌ أو مجدٌ إلا تحت ظلال السيوف.. وفي ساحات الدعوة والجهاد.. والتضحية والثبات.. فضع يدك في أيدي العاملين.. والْحَق بركاب المجاهدين.. وترسَّم خُطى الشهداء السابقين.

هذا ما علمنا إياه طريقُ الدعوة المباركة.. وعبر عنه شاعرنا.. جندي الدعوة: محمود أبو النجاة.

نشأته وحياته

الأستاذ محمود أبوالنجاة شاعر الحرية

وُلد شاعرُنا الأستاذ محمود أبو النجاة عام 1902م, وكان مولده بقرية السالمية.. التابعة لمركز فوة.. بمحافظة كفر الشيخ بمصر.

وفي أحضان القرية الوادعة ومظاهر الجمال والإبداع الرباني التي شملت كل شيء نشأ شاعرنا، ولم يكن في مطلع حياته شيء يميزها عن حياة أقرانه من أبناء الريف، فدخل كتاب القرية ليحفظ القرآن كالمعتاد في الريف المصري في ذلك الوقت.

لكن هذا الصبي الواعد تلقته يدُ معلمٍ كفءٍ، وهو شيخ الكتَّاب الضرير، الذي كان يُجيد قرض الشعر، وله ثقافة أدبية خصبة، فحفظ على يديه القرآن الكريم وأتمه، ثم أتبعه بحفظ المعلقات العشر، فكان لذلك الرصيد أعظم الأثر في تقويم لسانه، وتنمية التذوق اللغوي والأدبي منذ هذه السن المبكرة.

وبعد ذلك التحق بمعهد دسوق الديني، ودرس فيه لمدة أربع سنوات، والتحق بعدها بمدرسة القضاء الشرعي، فدرس فيها لمدة عامين، ثم شاء له الله خيرًا فانتقل إلى دار العلوم ليدرس اللغة والأدب، وفوق هذا كله ليكون زميلاً للإمام الشهيد حسن البنا طيلةَ أربع سنوات كاملة، ويتخرجا معًا عام 1927م.

وعُيِّن بعد تخرجه مدرسًا للغة العربية بمدرسة رشيد الابتدائية، ثم نُقل منها إلى مدرسة الزراعة المتوسطة بدمنهور، وما لبث أن انتقل منها إلى مدرسة البوليس ليدرس فيها اللغة العربية والشريعة، وبقي بها إلى أن أحيل إلى المعاش عام 1962م.

مع دعوة الإخوان

ارتبط شاعرنا بدعوة الإخوان منذ بدايتها.. ولا عجب؛ فقد عايش مؤسسَها الإمام الشهيد حسن البنا عن قرب، وتأثر به وتلقى عنه فترةً طويلةً، وكانت له جهود ونشاط في العمل لهذه الدعوة، والبذل والتضحية في سبيلها.

واعتُقل في محنة الإخوان الأولى عام 1948م في عهد فاروق الملك السابق، ثم اعتُقل مرتين بعد حركة يوليو وعدائها لدعوة الإخوان، وتنكيلها برجالها الأبرار.. فدخل السجن في محنة 1954م، ثم في محنة 1965م، عندما أُعيد اعتقال كل من سبق اعتقاله، طبقًا لقرار ظالم صدر في ذلك الوقت العصيب.

إنتاجه الشعري والأدبي

كان لشاعرنا نشاط وإنتاج أدبي كبير، بدأه بتأليف مسرحيتين شعريتين في الثلاثينيات: الأولى بعنوان "مسعود"، وهي تتحدث عن أحوال القرية المصرية وظروف سكانها من الفلاحين البسطاء والثانية بعنوان "يوسف الصديق" وأهداها إلى دار العلوم التي تخرج فيها.

ونُشرت له قصائد كثيرة في المجلات الأدبية والإسلامية كمجلة الرسالة، والمسلمون، والشهاب، وغيرها كثير.. وشارك بقصائد في حفلات إسلامية كثيرة.. وفي مناسبات ومواقف تخص دعوة الإخوان المسلمين.. كثيرة ومتعددة.

ولشاعرنا ديوان كبير.. كان قد وضع له عنوان "النجويات"، لكنه لم يُطبع للأسف الشديد.

إطلالة على شعره

أول ما يطالعنا من شعره قصيدته "الرسول في مولده الكريم".. ودائمًا تأتي ذكرى مولده الكريم لتفجر مشاعر شتى لدى شعراء الدعوة، فتتوجه قلوبهم إلى الرسول القدوة.. تناجيه:

سيدي يا رسول الله مـعذرةً

فلست أبلغ في مديحك إحسانًا

وأنت أسمى على شِعري ومقدرتِي

لما سـَمَوت بـمدحِ الله قرآنًا

ويتصفح الشاعر أحوال العالم قبل مولد الرسول الكريم، وكيف كان على شفا حفرة من النار، دفعه إليها فساد الديانات.. ورجالها.. وتطاحن الشعوب وطغاتها.. وفسادٌ مستشرٍ.. وآثامٌ سادت.. وفسوقٌ عم.. وكفرٌ قد ملأ البقاع.

وُلـدتَ فـي ليلة غراء مشرقةً

خطت على صفحات الدهر عنوانًا

فابيضَّ ما اسودَّ من وجه الزمان

وكم كان الزمان ضلالات وبهتانًا

دنيـا تـموج بآثـام مروعـة

والأرض تعبد دون الله شيطانًا

وأين أين الديـانات التي طُمست

فـلا تسل قسـًّا عنـها ورهبانًا

دعا المـسيح إلـى سِلم ومرحمة

فـبدلوا ديـنه حـربًا وطغـيانًا

أما اليهود فـقد باعوا ديانتـهم

كمـا يبيـعون عرض المرأة الآنا

والروم والفرس في حرب مدمرة

هدت من العدل والأخلاق أركانًا

وبينما العالم الموبـوء مـضطرب

يسير فـي ظـلمات التيـه حيرانا

سرى الأرض من لطف السماء بها

سـرٌّ مـن الله أحياها فـأحيانًا

وأشرق النور.. وملأ البقاع.. وبدد الظلمات.. فكان مولده صلى الله عليه وسلم في بقعة

مباركة وزمان مبارك، أضفى على أنحاء المكان من نوره نورًا ومن طهارته طهرًا.. ومن بركته نماءً..

وفي بقعة من بقاع الأرض طاهرة

زكت جبالاً وصحراء ووديانا

بنى الخليل عليها البيت هاتفةً فيه

الملائكة باسم الله مولانـا

في ظلها بنت وهب أنجبت ولدًا

فأنجبت خير خلق الله إنسانـا


ويتوجه شاعرنا نحو شخصية الرسول القدوة.. يستلهم من خلاله وصفاته أضواءً وظلالاً .. ما بين صدر حان.. وقلب وحيد.. ووجدان نابض صاف.. واصطفاء من الله له بحمل تلك الرسالة الخالدة.. وإبلاغها للعالمين.

نشأت ترضعك الصحراء بيئـتها

فكنت أوسع من في الأرض غفرانا

كستك من نورها الصافي في نضارتها

فجئت أصفى من الأضواء وجدانا

أضفت على نفسك الشمَّاءِ روعتَها

فروعت من ملوك الظلم تيجانـا

واختارك الله للدنيا لتمـلأها

خـيرًا وعدلاً وعرفانًا وعمرانـا

ويستعرض ما مرَّ بالرسول في طريق دعوته من عَناءٍ ومشقةٍ.. وإيذاءٍ وتكذيبٍ وسخريةٍ واضطهادٍ.. وما تعرَّض له أصحابه من محن وابتلاء وتعذيب.. وما كان منهم من صبر وثبات ويقين واحتساب:

دعوت قومك بالحسنى فما امتثلوا

وزادهم هاتف التوحيد كفرانا

فأوسعـوك أذًى مرًّا وسخريـةً

وأنت تدعو لهم سرًّا وإعلانا

وعذبوا صحبك الأبرارَ فاحتملوا

هذا العذاب الذي ذاقوه ألوانا

كأنني ببلال تحت صخرته يُشـ

وى على وهج الرمضاء عريانا

وآل ياسر الغرُّ الأولـى صبروا

فقـدموا ذاتـهم لله قربانا

ويُنهي الشاعر قصيدته.. متوهجًا إلى الحاضر.. بعدما استلهمه من أحداث وذكريات ومعان.. يتطلع لمن ساروا على نهج الدعوة السالفة.. دون تبديل.. ويتساءل:

من لي بقوم على نهج الرسول بنوا

ملكًا سما فوق هام الدهر بنيانا

في ظل رايته الخفاقة ازدهرت

حياتنا، وسمت بالروح أخرانا

العدل شرعته والسيف قوته والعد

ـدل والسيف خير حينما كانا

وختامًا فلا عزَّ ولا مجدَ- كما كنا في تلك الأيام النضرات- إلا بنفس المنهج الذي سار عليه دعاة الإسلام من قبل، فيقرر في وضوح:

شتان ما بين تشـريع السماء لنـا

وبين تشريع أهل الأرض.. شتان

روَّضوا على منهج القرآن أنفسكم

يـمدد لكم ربكم عزًّا وسلطانا

ذكرى الهجرة

من قصيدته "ذكرى الهجرة" التي سارت على نفس نسق القصيدة السابقة.. حيث استِلْهامُ العبر والدروس من ذكريات الماضي المجيد.. دون وقوف عند حد البكاء على الماضي.. بل هي دروس للحاضر وللغد.

وللهجرةِ الغرَّاءِ في القلب فرحةٌ

في كل عام ذكرُها يتجدد

وتوحي لنا معنى الحياة كريمة

ومعنى جهاد فيه عز وسؤدد

وليس يسود الشعب بالقول هاتفًا

ولكن بإهراق الدماء يسود

وكل كلام مع عدوك فارغ

إذا لم يكن معك الحسام المهند

ويتوجه إلى أبناء الدعوة الفتيان.. فهم الأمل المنتظر:

فيا فتية الإسلام قوُّوا نفوسكم

ولا تخشوا الأعداء مهما توعدوا

وأمضى سلاحٍ يرهب الخصم

دعوةٌ يقوم بها داعٍ إلى الله مرشد

تحية إلى "المسلمون"

من قصيدة يحيي بها صحيفة "المسلمون".. وصاحبها الأستاذ سعيد رمضان.. مشيرًا إلى الدعوة ورجالها الأشدَّاء، الذين ثبتوا في وجه أعتى المحن.. وصمدوا في وجه أعنف الابتلاءات.. نقتطف تلك الأبيات:

فلقد نشأت على مبادئ دعوة

بنَت الرجال العاملين بناء

صمدوا لأهوال شداد فانثنت

عنهم وزادوا بالخطوب نقاء

وتعلموا فن الجهاد ومارسوا

صفقاته بيعًا لها وشراء

ربَّاهم البنا الشهيد فأصبحوا

مثلاً وأضحى كلهم بنَّاء

شهداؤنا في حرب فلسطين

هذه قصيدة طيبة بعنوان "شهداؤنا" أنشأها في شهداء الإخوان في حرب فلسطين، الذين استُشهدوا أثناء معركة "دير البلح"، وقد أظهروا فيها من البطولات ما شهد به العدو قبل الصديق، ووجِلَت منه قلوب الأعادي، واسترجعت معهم الأذهان ذكرياتِ الصحابة الأوائل رموزِ التضحية والفداء.

حمائم تبكي أم على الأيك تسجع

وزهر ذوَّى أم طيبة يتضوع

وخفقة قلب هل تراها من الجوى

أم القلب من فيض الهناءة مترع

وهل غشيت نفس من الحزن ظلمة

أم النور من نبع العقيدة يلمع

عجبت لنفس لا يقر قرارها

لها في تفسير الحوادث مَنزع

وهذا الحزن الذي عمَّ لفقد هؤلاء الأطهار.. وأبكى الحمائم.. وذوَّى من شدته الزهر.. وأجهشت من هوله النفوس بالبكاء.. وجرت من فداحته العيون بالدموع.. وقد سبقتها في البكاء القلوب:

أغيرك يا محمود يجـهش بالبكا

وأنت عصي الدمع لا تتوجعْ

رويدكمو فالقلب أصدق عبرةٍ

وللقلب مثل العين يا قوم مدمعْ

وما كان هذا الحزن إلا على هؤلاء الرهبان.. الفرسان.. حملة القرآن.. أبناء دعوة الإخوان.. رموز الطهر والتقى والعفاف:

شباب من الإخوان كالزهر في الربا

أو الأنجم الزهراء في الأفق تسطع

على خلق القرآن شُيدت نفوسُهم

وفي ظل آيات الكتاب ترعرعوا

سُقوا من معين الدين كلَّ فضيلة

وما الدين إلا للفضائل منبع

وإن كنت لا تعرف إلى الآن ما الهُدى

ففي شُعَب الإخوان للهدى موضِع

وذاك وصْفٌ لمشاهد البطولة والشجاعة والفداء:

إلى أطهر الأصقاع ساروا يحفُّهم

جَلال من الإيمان بالنفس يرفع

قد هجروا أوطانهم وديارَهم

وبالروح للقُطر الشقيق تطوَّعوا

روابط خارجية

1-http://www.ikhwanonline.com/Article.asp?ArtID=9540&SecID=372

للمزيد عن الإخوان في كفر الشيخ

روابط داخلية

أهم أعلام إخوان كفر الشيخ

أهم أعلام إخوان كفر الشيخ

روابط خارجية

مقالات متعلقة

وصلات فيديو