محمد عبدالقدوس يكتب: (عاشق أم قيس!!)

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
محمد عبدالقدوس يكتب: (عاشق أم قيس!!)


للاستبداد السياسي.jpg

( 18 نوفمبر 2017)


أظن أن الدهشة طرأت على وجهك، ورأيت عنوان مقالى هذا من العجائب، وتساءلت ما أهمية ذلك في هذا التوقيت بالذات؟ والإجابة أن شهر ربيع الأول يطرق أبوابنا، وله مكانته الكبرى عند المسلمين، وفيه مولد نبى الإسلام عليه الصلاة والسلام، وقد هاجر إلى المدينة المنورة فى هذا الشهر، وتوفى أيضًا فى ربيع الأول! ومن جديد أرى الدهشة قد أخذتك، وأنت تتساءل وما صلة ذلك كله بهذا العاشق الذى وضعته عنوانًا لمقالك!

والإجابة لقد ورد فيه حديث لنبى الإسلام، يعتبر من أهم الأحاديث النبوية، وقد تقاطعني: وهل هذا معقول؟ وكيف يتحدث مبعوث السماء عن سلوك عاشق بعينه؟ وأنت لم تذكر اسمه، واكتفيت بالقول إن له قصة حب وغرام وهيام مع "أم قيس"، واسمها أيضًا مجهول، فكيف نصدق أنها قصة حقيقية وأبطالها مجهولين!!

وأقول لك حتى لا تزداد دهشتك إن هذا العاشق أحد أصحاب سيدنا النبى، صلى الله عليه وسلم، ولم يذكر التاريخ اسمه تأدبًا معه، وإنما اكتفى بذكر لقب حبيبة قلبه "أم قيس"، وكانت تعيش في المدينة المنورة بينما صاحبنا العاشق يعيش فى مكة! وفى هذا التوقيت بدأت هجرة المسلمين من مكة إلى المدينة المنورة، وقرر "عاشق أم قيس" أن يهاجر هو الآخر، ولعلها فرصة ليلتقى بمن يعشقها ويتزوجها!! واستدعاه سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم، وسأله في تلطف عن سبب هجرته! ولم يكذب الرجل بل قال صادقًا: أريد نصرة الإسلام وفي ذات الوقت أنا ذاهب إلى أم قيس!! ورفض سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم مسلكه هذا، وأسماه المؤرخون مهاجر "أم قيس"!!

ومن حقك أن تسألني: ولماذا لا يجمع بين الحسنيين.. نصرة الإسلام من ناحية والزواج والحب من جهة أخرى، والإجابة: هذا الخلط في النيات يرفضه إسلامنا الجميل، ولذلك جاء في حديث "عاشق أم قيس": "من كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه"، مع أن طلب الدنيا مطلوب والزواج من النساء سنة مؤكدة، ونية حضرتك أساس كل ما تفعله، وهذا الكلام يحتاج إلى مقال مستقل، فأرجوك انتظرني الأسبوع القادم بإذن الله.

المصدر