مبعوث الشيشان بالقاهرة: قضيتنا لن تنتهيَ برحيل مسخادوف

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
مبعوث الشيشان بالقاهرة: قضيتنا لن تنتهيَ برحيل مسخادوف
16-03-2005

حوار- أحمد ابراهيم

- اغتيال الرئيس جولة من الجولات والحرب سجال

- الرد العربي والإسلامي تجاه ما يحدث في الشيشان متخاذل

جاء اغتيال الرئيس الشيشاني أصلان مسخادوف الأسبوع الماضي كحلقةٍ من حلقات الصراع بين الشيشان والروس منذ مئات السنين، وتعد عملية الاغتيال الأخيرة هي الثالثة من نوعها التي تتم ضد رئيس شيشاني منتخَب، فقد سبق مسخادوف الرئيس الراحل الجنرال جوهر دوداييف والرئيس الراحل سليم خان يندرباييف.

عملية الاغتيال وتداعياتها على مستقبل القضية الشيشانية وأوضاع المجاهدين هناك، وغيرها من الأمور كانت مثار تساؤلات طرحناها على السيد "أسود خاريخانوف"- مبعوث الشيشان بالقاهرة ورئيس الجمعية الخيرية الشيشانية والعضو بالمجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة-

فكان هذا الحوار:

لا شكَّ أن رحيلَ مسخادوف يعدُّ خسارةً كبرى للشيشان شعبًا وحكومةً، فقد كان الرئيس الشرعي المنتخَب للشيشان باعتراف منظمات دولية على رأسها الاتحاد الأوروبي، وليس هناك فرصةٌ الآن لإجراء انتخابات رئاسية أخرى لاختيار خليفة له, كما كانت لديه خبرةٌ سياسيةٌ وعسكريةٌ، واغتياله ضربة للمقاومة ومن الصعب تعويضه.
أما بشأن الشق الثاني من سؤالكم فلا أرى ما حدث اختراقًا لصفوف المقاومة؛ فاغتياله لم يكن مخططًا له أو بمعنى أدق سنحت فرصة لاغتياله فاقتنصها الروس، إنما الحادث جاء بمعاونة الحكومة الشيشانية الموالية لموسكو، ونتيجة وشاية عن مكانه وليس نجاحًا يُحسَب لأجهزة الأمن الروسية.
  • هل يستطيع الرئيس الجديد تعويض خسارة مسخادوف وإدارة دفة المعركة مع الروس؟
قبل استشهاده بعام أصدر مسخادوف مرسومًا يقضي بتولية رئيس المحكمة العليا في الشيشان الشيخ
عبد الحليم سعيدولاييف مقاليد الأمور في حال غيابه لأي ظرف من الظروف، وهذا يعني أن الرجل كان يتحسَّب لأية ظروف طارئة قد يتعرض لها، والرئيس الجديد ربما يكون مجهولاً للكثيرين، ولكنه معروف عند الشيشان، فهو رجل دين وداعية، كانت تقدَّم له برامج دينية في التليفزيون الشيشان ي، وقد شارك في الحربَين الأولى والثانية ضد الروس، وكان داعيًا للجهاد ضد الاحتلال، ولم يكن بعيدًا عن السياسة، فقد كان قريبًا من مسخادوف، ومستشارًا له في الكثير من شئون البلاد، وبالتالي فهو يستطيع أن يدير دفة المعركة مع الروس، وقد بايعه القائد الميداني شامل باساييف وجموع قادة المجاهدين، وهو ما يعني أن جميع الصفوف توحدت خلفه.
  • هل كنتم تتوقعون اغتيال مسخادوف؟
لم نكن نتوقع حدوث ذلك، ففي ظننا أن الروس سيتفاوضون معه في نهاية المطاف لا أن يغتالوه، فالرجل كان داعيًا للسلام، ودعا بوتين أكثر من مرة للجلوس على مائدة المفاوضات لإنهاء الأزمة، كما رفض استهداف المدنيين، وتعهَّد بتقديم باساييف للمحاكمة بعد الحرب إذا ثبتَ تورُّطه في أي عمليات من هذا النوع.
كما أن اغتياله جاء بعد إعلانه هدنةً لوقف إطلاق النار، وكان هناك تقدمٌ في مباحثات من أجل السلام تبنَّتها منظمة (أمهات الجنود الروس) ورعاها الاتحاد الأوروبي في العاصمة البلجيكية بروكسل؛ ولذلك فربما خشي الروس من أن يصل ذلك إلى نتائج إيجابية تسبب إحراجًا لهم أو يحدث تدخل أوروبي أمريكي لحل الأزمة ففكروا في تصفيته!!
  • كيف ترون مستقبل الشيشان بعد حادث الاغتيال؟
المفاوضات أصبحت أمرًا لا يشغل المجاهدين بعد اغتيال الرئيس, فمسخادوف كان يريد السلام واغتالته موسكو، وهو ما قلب الأمور رأسًا على عقب، فإذا كنا نريد السلام فروسيا لا تريده، ولكن رغم ذلك فلا بدَّ من حل سياسي للأزمة وإلا ستستمر الحرب سنوات أخرى لا يعلم مداها إلا الله, وقد تمرسنا على الحرب التي أوشكت أن تدخل عامها السابع على التوالي، والمقاومة قادرة على الاستمرار وتكبيد الروس خسائر فادحة، فإما أن يجلسوا على مائدة المفاوضات وإما أن تستمر الحرب.
  • ما الرد الذي يمكن أن ترد به المقاومة؟
كل شيء متوقَّع على الساحة الشيشانية، فنحن في حالة حرب وقد اغتيل رئيسنا؛ ولذلك فالرد سيكون قريبًا من قِبَل المجاهدين.
  • هل ستتكرر بيسلان أخرى؟
نحن لا نحبِّذ عمليات احتجاز الرهائن؛ لأنها تضرُّ بالقضية الشيشانية وتسيء إليها، وربما يتم استهداف شخصيات روسية وشيشانية موالية لموسكو، كما حدث مع قديروف.
  • هل تتوقعون اغتيالات أخرى؟
نعم؛ لأن الموالين لموسكو يفعلون كل شيء لبقاء الأوضاع على ما هي عليه؛ حفاظًا على مصالحهم واعتقادًا منهم أن البقاء مع روسيا أفضل، وقد سبق أن اغتيل يندرباييف في الخارج أثناء إقامته في قطر، فليس مستبعدًا أن يتم استهداف شخصيات شيشانية أخرى، وهناك باساييف ما زال على قائمة الاغتيالات، فهم يعتقدون أنه إذا قتل فسينتهي الجهاد الشيشاني، وهم بذلك الاعتقاد واهمون، فلن تنتهيَ القضية الشيشانية برحيل مسخادوف أو باساييف، فسوف يخرج من يخلفهما، وسبق أن اغتيل دوداييف ويندرباييف ولم ينتهِ الجهاد الشيشاني.
  • ولكنكم خسرتم في أقل من عام ونصف العام رئيسين (يندرباييف ومسخادوف)..!! ألا يكون ذلك سببًا لكي تُنهوا الحرب مع الروس؟!
موسكو تعتقد أن القضاء على الرموز والقيادات الشيشانية سيُضعف القضية داخليًّا وخارجيًّا، وهذا لن يحدث بمشيئة الله، فقضيتنا كما نراها لا نحصرها في حياة الرئيس، ولكن ما يهمنا هو رحيل الاحتلال عن أراضينا ونَيل الاستقلال وحصول شعبنا على حق تقرير المصير، وهو حق مشروع تقرُّه القوانين والمواثيق الدولية، كما أن المقاومة تدافع عن قضية شعب وأرض وعِرض، وتملك عوامل الاستمرار لتحقيق أهدافها، واستمرارها لستة أعوام على التوالي خير دليل على ذلك، ولن يستطيع أحد أن يكسر شوكتها، وستستمر ولو لمئات السنين، والتاريخ يؤكد أننا نحارب القياصرة الروس منذ 400 سنة، ومسخادوف ليس أول رئيس للشيشان تتم تصفيته؛ ولذلك فالروح لم تمُت، والعزيمة لن تخمد.. ورغم أن عددنا قليلٌ فبأسنا شديد، ولا نخشي الموت في سبيل الله.
  • لماذا لا تتمسكون بطرح خيار السلام لوقف الحرب ونزيف دماء شعبكم؟
نحن طرحنا بالفعل خطة سلام شيشانية، وطلبنا الجلوس على مائدة المفاوضات دون شروط مسبقة، ومسخادوف أعلن ذلك مرارًا، ودعا لحفظ دماء الآبرياء ووقف العمليات من كلا الجانبين، وكان آخر تلك المحاولات إعلان مسخادوف هدنةً مؤقتةً.. لكنَّ موسكو تصرُّ على الرفض، وعرضُنا هذا لا يمثل ضعفًا من جانب الشيشانيين، والحقائق على أرض الواقع تؤكد أن دفة المعركة ليست لصالح الروس بل تكبَّدوا خسائر فادحة، ولكن هناك أطراف داخل روسيا لهم مصلحة في استمرار الحرب كجنرالات الجيش وبوتين الذي دخل الكرملين على دقات طبول الحرب ضد الشيشان، وهناك مكاسب من تجارة السلاح والنفط الشيشاني، بينما تطالب منظمات حقوق الإنسان الروسية والشعب الروسي نفسه والمجتمع الدولي أيضًا بوقف الحرب ووقف نزيف الدماء من الجانبين، فموسكو بلا شك تخسر باستمرار الحرب، فهي فشلت في القضاء على المقاومة، ولا مفرَّ أمام الكرملين من الجلوس على مائدة المفاوضات، وإلا فسيستمر إرسال نعوش جنودهم إليهم، فالحرب سجال، وما حدث من اغتيال للرئيس جولةٌ في الحرب، وهناك جولات أخرى.
  • ما تقييمك لرد الفعل العربي والإسلامي والدولي على عملية الاغتيال؟
تركيا هي الدولة المسلمة الوحيدة التي خرجت بها مظاهرات تندِّد بما حدث وبجرائم الروس، وتطالب بالانسحاب الروسي من الشيشان ودعم المقاومة.. أما الشعوب العربية والإسلامية فقد أبدت حزنَها وتعازيَها للشعب للشيشاني في استشهاد زعيمه.. أما الحكومات فلم نرَ منها شيئًا، رغم أن روسيا باتت ضعيفةً وليست قوةً عظمى كما كانت في السابق..!! أما أوروبا وأمريكا فقد طالبوا موسكو بتغيير سياستها إزاءَ الشيشان، ولكن الأمر لا يتجاوز في محصلته التصريحات وتوجيه الانتقادات.

المصدر