مبروك هنيدي

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
الحاج مبروك هنيدي والرعيل الأول في البحيرة


إخوان ويكي

مقدمة

"يأتي على النَّاسِ زمانٌ الصَّابرُ فيهم على دينِه كالقابضِ على الجمرِ" بهذا الوصف النبوي أوضح معالم الطريق الذي سيواجه المؤمنين، وأنهم سيبتلون من أجل دينهم.

وهو الوصف الذي استشفه الإمام البنا حينما أخبر إخوانه حقيقة السير في حمل دين الله فقال:(أحب أن أصارحكم أن دعوتكم لا زالت مجهولة عند كثير من الناس، ويوم يعرفونها ويدركون مراميها ستلقى منهم خصومه شديدة وعداوة قاسية، وستجدون أمامكم كثيرًا من المشقات وسيعترضكم كثير من العقبات). والحاج مبروك هنيدي واحد من الذين حملوا الدعوة وتعرضوا للأذى فصبروا واحتسبوا لله.

حياته

في مركز كوم حمادة بمحافظة البحيرة ولد الحاج مبروك محمد هنيدي، غير أن المعلومات عنه ضئيلة جدا، لكن كان له أخ يدعى الأستاذ أحمد سالم شارك في حرب فلسطين.

تعرف على دعوة الإخوان المسلمين في وقت مبكر حتى أنه اختير ضمن مجموعة البحيرة التي حضرت الجمعية العمومية لجماعة الإخوان المسلمين في سبتمبر 1945م بمشاركة أخيه أحمد سالم وغيره من الإخوة ومنهم عبد الرحمن أحمد الشاذلي . أحمد محمد السنباطي . محمد عبد المنعم عبد الهادي . السيد محمد شرف . سيف النصر إبراهيم . عامر مبارك محمد هلال . عبد القادر محمد عثمان .

مبروك محمد هنيدي . محمد أحمد القرط . أحمد محمد سالم . محمد محمد الدمياطي . محمود علي السمكري . علي عبد المطلب سلام . محمد بشير . محمود محمد عبد الحليم . أحمد جمال عمار . حامد عبد الوهاب الطحان . علي محمد عبد المجيد الجالي . حلمي الجالي . محمد عبد المقصود . عبد الونيس بهنس . عثمان محمود مهنا . أحمد القاضي . محمود إبراهيم حلبي . إبراهيم محمد الكايكيت . عبد الرءوف شبابيك . علي خليل . عبد اللطيف شعبان . عبد الحليم سليمان . مصطفى سليمان.

محنة 1948م

تعرض للمحن التي تعرضت لها جماعة الإخوان المسلمين وأولها محنة عام 1948م حيث تم اعتقاله وزج به في سجن الطور

حيث يقول الأستاذ علي أبو شعيشع:

وبدأ يفد علنا بعض من إخوان الأقاليم منهم الحاج مبروك هنيدي ثم وصل إلينا أخ يرتدي ملابس ملازم أولا وكان قادما من فلسطين فاعتقل وانضم إلينا وكان يرتد سترته الرسمية بالنهار فيقوم جنود الحراسة بتحيته إلى أن حرمه الضباط وأخذ السترة منه .
اعتدنا في كل صباح أن يذكر كل منا ما رأي من رؤي وفي صبيحة أحد الأيام حدثنا الحاج مبروك هنيدي عن رؤيا رآها في هذه الليلة تأويلها الذي أولناه وهو قتل النقراشي باشا رئيس الوزراء وما أن وافت الساعة 11 صباحا حتى جاءت الإذاعة باغتياله فتوقعنا شرا بعد أن سمعنا من المذيع أن قاتله من الإخوان المسلمين.

ويضيف:

ونحن في سجن الطور اتفقنا نحن سبعة من إخوان البحيرة على الخروج في رحلة إلى مدينة الطور ومعنا الحاج مبروك هنيدي خرجنا صباحا ملازمين الساحل مسافة أربعة كيلو مترات حتى وصلنا مدينة الطور وتجولنا داخلها وصلينا الظهر بالمسجد واشترينا طعام الغداء وتناولناه خارجها كان الجو منعشا والحرارة معتدلة فأغوانا ذلك بالصعود إلى جبل مجاور للمدينة يعلوها بحوالي مائة متى
وبعد جهد وصلنا إلى القمة وصلينا العصر وأخذ الحاج مبروك يدعو على الظالمين ونحن نردد خلفه الدعاء واسترحنا قليلا ثم بدأنا في الهبوط وعند المهبط وجدنا شقوقا بالجبل تندفع منها المياه الدافئة العذبة كنافورات تتجمع في حوض واسع فنزلنا واستحممنا جميعا بماء دافئ وتذكرنا عيون موس التي وردت فى القرآن وحسبناها هي كما فسرنا هذا المظهر بقوله تعالي : "وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ ۚ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ" (البقرة 74)
كانت الشمس قد قاربت على المغيب ودفعنا الفضول إلى متابعة مسار المياه التي وجدناها تصب في غابة ضخمة كثيفة الأشجار يتوسطها قصر أبيض وتوجه أحدنا وهو الأخ "على شرف" إلى داخل الغابة ونحن ننتظر خارجها وبعد دقائق سمعناه يستغيث ويطلب النجدة لأنه ضل طريق العودة فتشابكنا بالأيدي ودخلنا الغابة في شكل قاطرة وطلبنا منه أن يردد الصوت حتى اهتدينا إلى مكانه وعدنا به من حيث أتنا وعلمنا أن الغابة والقصر مخصصان لرهبان سانت كاترين الذين يأتون إلى هنا للاستجمام وكان المغرب حان فأسرعنا الخطي إلى المعتقل ودخلناه بعد العشاء فوجدنا الإخوان قد شغلوا من أجلنا.

محنة عهد العسكر

ما إن نجحت الثورة حتى اصطدم العسكر مع الإخوان وأقاموا لهم مذبحة واعتقالات عام 1954م كان من ضمن من اعتقل الحاج مبروك هنيدي حيث قضى عدة سنوات قبل أن يفرج عنه.

يحكي الحاج عباس السيسي في حكاياته عن الإخوان المسلمين فيقول:

قال لي الأخ الكبير المرحوم الحاج مبروك الهنيدي إنه حين كان معتقلاً في السجن الحربي على إثر حادثة المنشية عام 1954 دخل عليهم في الزنزانة أحد المعتقلين من أهالي الإسماعيلية فسألوه عن سبب اعتقاله فقال: كنت أجلس وسط مجموعة من الأصدقاء فدخل علينا واحد من عامة الناس وقال: هل سمعتم ما حدث؟ لقد أطلق شاب النار من مسدسه على الرئيس جمال عبد الناصر وهو يخطب في ميدان المنشية بالإسكندرية ولكنه لم يصب بسوء!
فقلت: يا ريت كان مات.
فقبض عليّ وجيء بي إلى السجن الحربي في الحال.
وقد حوكم هذا الذي كان من أهالي الإسماعيلية واسمه (فهمي) وحكم عليه بعشر سنوات مع وقف التنفيذ. وسمي هذا التنظيم للدعابة بتنظيم الإخوان المتمنين بدل تنظيم الإخوان المسلمين. لكنه اعتقل في بداية الستينيات بصحبة علي أبو شعيشع وعبدالرحمن حسب الله ومحمد عبدالله هلال.

حيث يصف أبو شعيشع الوضع بقوله:

وفي اليوم التالي – أحضروا لنا بعض المعتقلين المعذبين وأرجلهم مسلوخة من عض الكلاب – وفي يوم الجمعة نقلونا إلى زنزانة أخري وأحضروا معنا عددا كبيرا حتى بلغ عددنا (26) فردا في زنزانة لا تزيد عن 3×3 وكان معنا إخوان البحيرة ومنهم الحاج حامد الطحان والحاج مبروك هندي
وكانت وجبة الأكل : عيش بالرمل وورق كرنب في ماء مملح دون طبخ وحضر إلينا طبيب السجن ليكشف على الحالات التي استجدت داخل السجن ثم حضر الحلاق فكان يركب على ظهر المعتقل ليحلق له رأسه (زيرو) وصاحب اللحية يحلق له نصفها وبترك النصف الآخر وحرم علينا أن نصلي جماعة أو أن نقرأ القرآن ولم يسمح لنا بدخول دورة المياه إلا بعد الساعة 12 مساء .
وفي هذه الجلسة رأيت هولا – رأيت ساحة واسعة تباشر فيها كل ما لا يتصوره العقل من وسائل التعذيب (الفلقة – الحرق بالنار - دك الصدور بأحذية الجنود – الضرب بمئات الكرابيج .. الخ) ثم اقتادني الجندي وفي هذه المرة سرت على قدمي دون ضرب وأدخلني الزنزانة لأحضر ملابس
وما أن دخلت حتى سألني الحاج حامد الطحان عن نتيجة التحقق – وكان يخشي من أن أعترف بالتبرعات – فطمأنته دون أن أصرح بشئ – خشية أن يسمع المخبر الموجود في الزنزانة وأعطاني الحاج مبروك هنيد جلبابا أبيض وتوجهت إلى المكتب وركبت مع آخرين عربة جيب توجهت بنا إلى المباحث العامة وجلست في احدي الطرقات مع باقي المعتقلين وظللت ليلتي يقظا وكان معنا أستاذ جامعي معتقلا قضي الليل في مراجعة مذكرات كانت معه.

محنة السادات

حينما واجه السادات الكثير من المعارضة على تصرفاته واجهته معارضة من جميع الأطياف فلجأ إلى سياسة القمع والاعتقال وهى ما عرفت باعتقالات سبتمبر 1981م حيث كان من ضمن المعتقلين الحاج مبروك هنيدي.

حيث يقول علي أبو شعيشع:

في محنة 1981 الشهر الرابع تقرر ترحيل الحاج مبروك هنيد إلى القاهرة وقيل أنه ذاهب إلى المزرعة فاجتمعنا في زنزانة (14) وكان وقتها قد صدر حكم بإعدام لخمسة المتهمين في مقتل السادات ومن بينهم محمد عبد السلام فرج وكان والده الشيخ عبد السلام مقيما في هذه الزنزانة وتكلم الشيخ محمد أبو الوفا وطلب الشيخ إبراهيم نشيدا من الحاج مبروك (وكان من عادته زيارة الزنازين وإلقاء كلمات عن الدعوة وترديد بعض الأناشيد والقصائد)
وهنا رفض الإخوان تقديرا لمشاعر الشيخ عبد السلام فتكلم والد الشهيد كلمة حماسية وألح في إلقاء النشيد ولكن الحاج مبروك اعتذر وودعناه وعلمنا بعد ذلك أنه مرحل لسجن القلعة للتحقيق معه وتصادف أن كانت زوجته قادمة لزيارته فلقيته وهو مكبل بالحديد.
وفي عصر يوم وصلتنا أنباء بعودة الحاج مبروك هنيدي وفرحنا جميعا ونزل الدكتور فؤاد ليثبت من النبأ فوجد الحاج مبروك في ضيافة المأمور واستقبلناه بالنشيد والهتاف " الله أكبر ولله الحمد " وفي اليوم التالي خلا بي وحدثني عما لاقاه من متاعب وتحقيقات داخل سجن القلعة ونصحن بأن أستعد لمثل هذا فقد يكون الدور علىّ وعلمت منه أنه لم لتق بالأستاذ عبد المنعم فقيود السجن لا تسمح بذلك
وفي صباح يوم من أيام شهر فبراير وبعد أن فتحت الزنازين في الصباح جاء المخبر (سيد صالح) ليقول إنه قد ظهر بصحف الصباح أسماء المفرج عنهم ومن بينهم الأستاذ عبد المنعم مكاوي فأيقظناه من نومه واستقبل الخبر بلا مبالاة قائلا : قد يصدق الكذوب – حيث كانوا قد وعدوه في القلعة بالإفراج عنه ووصلت الصحف وقرأنا اسمه – عبد المنعم أحمد مختار على مكاوي – وأضيف (على) إلي وهذا لا يعرفه إلا أهل بلدته (بشبيش) وتوقع أن أحدا قد تدخل ليفرج عنه. وودعنا المفرج عنهم ومنهم الحاج مبروك هنيدي بالأناشيد.

مواقف على الطريق

يذكر الأستاذ علي أبو شعيشع العديد من المواقف مع الحاج مبروك ومنها:

ذهبت منفردا إلى مدينة كوم حمادة والتقيت بالأخ مبروك هنيدي وشقيقه أحمد سالم وبعض الإخوان وقضيت معهم وقتا طيبا ثم واصلت سفري إلى قرية النجيلة والتقيت بالأخ عبد الواحد البيومي واجتمعت مع إخوان الشعبة في المسجد وفي الصباح عدت سيرا إلى كفر بولين والتقيت بالأخ الحاج حامد الطحان وكان أول لقاء لى معه ومن هناك سافرت إلى دمنهور.

ويقول في موقف أخر:

دعينا للالتقاء في منزل الحاج مبروك لحضور الأخ محمد عبد الفتاح الشريف وكان العدد يزيد عن الخمسين وكان محور اللقاء هو معاودة النشاط ورأى الكثيرون التوقف إلى حين وبينما نحن نتشاور إذا بالباب يطرق وهنا طلب الحاج حامد الطحان من الحاج مبروك أن يتظاهر بالمرض وفتح الباب لنجد أمامنا مصطفي أبو رية عضو مجلس الأمة وقد جاء يبحث عن الحاج عبد الواحد البيومي ويعلم الله ماذا فعل الرجل بعد خروجه من عندنا ؟؟؟.

ثبات حتى الممات

ظل الحاج مبروك ثابتا على دعوته رغم المحن التي تعرض لها، ولم يتأخر عن تلبية نداء دعوته، فحينما كان يعمل في الوادي الجديد وتحدد درس الثلاثاء في أسيوط وكان المحاضر الأستاذ عمر التلمساني، فما كان من الحاج هنيدي إلا أن سافر من الوادي الجديد إلى أسيوط لحضور الدرس لكنه تفاجأ بتأخر الأستاذ التلمساني، ووجد نفسه يقدم كمحاضر من قبل إخوانه حيث طاف بالناس في معاني إيمانية حية، ولاقى قبولا وتوفيقا.

وكان كثير ما يحضر معسكر الإخوان حتى توفاه الله مثل معسكر مطروح والإسكندرية وغيرها من معسكرات الإخوان والشباب. وليس ذلك فحسب فحينما جرت انتخابات مجلس الشورى العام للإخوان عام 1992م تم انتخابه ضمن أعضاء مجلس الشورى والذي أعقبه اعتقالات ما سميت بقضية سلسبيل.

ألبوم الصور

مبروك-هنيدي.1.jpg
مبروك-هنيدي.2.jpg
مبروك-هنيدي.3.jpg
مبروك-هنيدي.4.jpg
مبروك-هنيدي.5.jpg