ماذا لو كان بشار سنّيًّا ويقصف المناطق العلوية؟

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
ماذا لو كان بشار سنّيًّا ويقصف المناطق العلوية؟


ماذا لو كان بشار سنّيًّا ويقصف.jpg

كتبه: سيد توكل

(25 فبراير 2018)

مقدمة

على هامش المحرقة الدموية الجارية في الغوطة الشرقية بسوريا، أكد مراقبون أن التدخل الروسي في سوريا مثّل عمليا تدشين "تحالف مسيحي شيعي" في المنطقة، معتبرين أن إعلان الكنيسة الأرثوذكسية الروسية أن الحرب في سوريا هي "حرب مقدسة" أضفت بُعدا دينيا على المشاركة الروسية وأظهرت مدى التقارب "الديني بين الشيعة والمسيحية الروسية".

وتساءلت الكاتبة آنيا الأفندي:

"ماذا لو كان بشار الأسد سنيا.وكان يقصف المناطق العلوية.. هل كان العالم ليصمت عن مجازره 7 سنوات كاملة؟.. لماذا تم التخلص من صدام السني بينما تم الإبقاء على بشار العلوي رغم مجازره المروعة؟.. يشهد الله أنني أحب البشر باختلاف دينهم وطوائفهم.. لكن ما يحدث اليوم بحق السنة مؤلم جدا!".

وشدد مراقبون على أن الروس غير معنيين بالقتال ضد تنظيم داعش، بل هم حريصون بشكل أساسي على المس بقوى المعارضة السورية التي تقاتل النظام، سواء كانت وطنية أو إسلامية أو حتى علمانية، وبدأت الثورة السورية "سلمية" في وسائلها ومطالبها، فلم يخرج الشعب السوري -وأغلبيته سنية مسلمة- عن الطابع السلمي في المطالبة بإسقاط النظام عبر التظاهرات والمسيرات التي ليس بيدها سلاح إلا الكلمة والصوت، ولكن النظام الطائفي النصيري العلوي-الشيعي قابل هذه المسيرات السلمية منذ أول يوم بما اعتاده من أساليب قمعية خسيسة اعتاد على استخدامها منذ أكثر من 42 عامًا.

فكان الرصاص والقتل وسيلته في مواجهة المتظاهرين، وكان التعذيب البشع حتى الموت مصير من يلقي القبض عليهم من المتظاهرين شبانًا وشيوخًا وأطفالًا وصت صمت وتأييد، بل مشاركة دولية في القتل.. وبات السؤال الآن ماذا لو كان بشار سنيًا ويقصف المناطق العلوية؟

لماذا السنة؟

ورغم هذه الحرب الشيعية الطائفية القذرة ضد أهل السنة، فإن أهل السنة حتى الآن لم يردوا على المناطق النصيرية الشيعية بالمثل، واكتفوا بالتصدي للقوات الشيعية المعتدية بما تيسر لهم من أسلحة محدودة، وقد وجهت جبهة النصرة وهي إحدى الجماعات السنية الجهادية، التي أعلنت مسئوليتها عن تدمير عدد من مقرات الجيش والمخابرات السورية، تحذيراً للعلويين النصيريين بأنها لن تستمر في السكوت على جرائمهم ومشاركتهم للنظام في جرائمه.

فإذا كان بعض السياسيين يحذرون من نشوب حرب طائفية في سوريا، فإنهم يتعامون عن حقيقة أن هذه الحرب موجودة على الأرض بالفعل، ولكنها من طرف واحد يقتل العشرات من أهل السنة يومياً، ويذبح أطفالهم ويغتصب نساءهم ويقصف مدنهم ويدمر ويحرق بيوتهم على رؤوس ساكنيها.

وقالت ديانا سمعان، الباحثة المعنية بسوريا بمنظمة العفو الدولية، ردًا على الأنباء التي تفيد بتصاعد عمليات القصف التي قام بها النظام السوري وحليفته روسيا في الغوطة الشرقية بريف دمشق، والتي خلفت عشرات القتلى ومئات الجرحى، في الشهر الماضي: "إن الحكومة السورية، وبدعم من روسيا، تستهدف عمداً شعبها في الغوطة الشرقية".

فالسكان لم يعانوا حصارًا قاسيًا خلال السنوات الست الماضية فحسب، بل إنهم محاصرون الآن تحت وابل يومي من الهجمات التي تتعمد قتلهم وتشويههم، والتي تشكل جرائم حرب سافرة".

مضيفة

"فمنذ ست سنوات وقف المجتمع الدولي متفرجًا في الوقت الذي ارتكبت فيه الحكومة السورية جرائم ضد الإنسانية، وجرائم حرب، مع إفلاتها التام من العقاب".

من الشيشان إلى سوريا

وفي سياق متصل، ذكرت تقارير صحفية أن المجرم الروسي فلادمير بوتين أمر بإرسال وحدات نخبة روسية متخصصة في مجال الاغتيال من خلال القنص، لتصفية أكبر عدد من قادة وعناصر المعارضة السورية المسلحة.

وأفادت التقارير بأن هذه الوحدات وصلت بالفعل إلى سوريا، حيث يقوم بعض عناصرها بتأمين القواعد التي يتواجد فيها الجيش الروسي، في حين سيتم إرسال القسم الآخر من عناصرها لتنفيذ عمليات تصفية واغتيال في مناطق نفوذ المعارضة السورية.

ونوهت التقارير إلى أن هذه الوحدات اكتسبت شهرة كبيرة من خلال عملياتها في قتل الثوار في جمهورية الشيشان التي تحتلها روسيا، منوهة إلى أن عناصر هذه الوحدات معروفون بعدائهم الشديد للمسلمين، بسبب مقتل عدد كبير من زملائهم الجنود في العمليات التي نفذها المجاهدون في الشيشان.

وقال مراسلون إن هذه الوحدات ستعمل خصوصا بعد تنفيذ الغارات الجوية على أهداف المعارضة السورية ومن أجل المس بأكبر عدد من قادة وعناصر المعارضة، منوها إلى أن التعليمات التي صدرت لقادة الوحدات تنص على ضرورة العمل من أجل المس بكل من يهدد نظام الأسد.

وفي السياق، قال الأدميرال فلادميركومويدوف، رئيس لجنة الأمن في البرلمان الروسي، إن مقاتلين روس يتمركزون في أوكرانيا سيتطوعون للقتال في سوريا، حيث إن من المتوقع أن يصلوا إلى سوريا في أي وقت، مقرا بأن بعض هؤلاء سيصلون من أجل الحصول على المال!

ما هو ماثل أمامنا باختصار حرب فعلية على العرب السنة تقودها روسيا في سوريا وامريكا في العراق وإيران في لبنان واليمن تنتهي بخريطة جديدة للشرق الأوسط.. تزرع الريح ولن يطول الوقت حتى تحصد العاصفة.

المصدر