مات القائد البطل الشيخ "أحمد ياسين"

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
لم تعد النسخة القابلة للطباعة مدعومة وقد تحتوي على أخطاء في العرض. يرجى تحديث علامات متصفحك المرجعية واستخدام وظيفة الطباعة الافتراضية في متصفحك بدلا منها.
مات القائد البطل الشيخ "أحمد ياسين"

بقلم. أ/ السيد نزيلي

سيد نزيلي.jpg

في صبيحة هذا اليوم- الإثنين غرة صفر 1425هـ= 22 من مارس 2004 م- اغتالت اليد الآثمة الشهيد البطل الشيخ "أحمد ياسين"، وهو عائد من بيت من بيوت الله، بعد أن أدى صلاة الفجر في لحظةٍ روحية ربانية، وأمام بيت من بيوت الله المباركة، ومعه مجموعةٌ طيبةٌ طاهرةٌ أدوا صلاة الفجر في صحبته، ومنهم اثنان من أبنائه الأحباب.

هذا العمل الجبان والفعل الآثم إنما يعبر عن الحقد الأعمى والغل الأسود الذي يملأ قلوب الصهاينة اليهود، ولا غرابةَ في ذلك؛ فهذه نفسيتهم الحاقدة، وطبيعتهم الإجرامية، وهذا هو دأبهم وموقفهم الشائك من كل الدعاة والصالحين.

إن الشهيد "أحمد ياسين"- رغم إحساسنا بالألم الشديد لفقده ولمأساة استشهاده، ولحرمان أبنائه المجاهدين من كتائب القسام؛ بل كل الفصائل المجاهدة من توجيهاته وصلابة موقفه- قد نال بذلك أغلى ما يتمناه وأعز ما يرجوه؛ نال الشهادة، مات شهيدًا بأيدي أعدائه، والتحق بركب الشهداء الأبرار، وموكب المجاهدين الأبطال، مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وحسُن أولئك رفيقًا.

ولا أحسب إلا أن دم الشهيد سيشعل نار الجهاد والمقاومة في نفوس الأجيال المجاهدة؛ بل في نفوس المسلمين جميعًا في كل مكان، وسيظل علامةً بارزةً على طريق الجهاد المشروع حتى ينمحيَ اليهود ويرهق باطلهم.

إن الشهيد "أحمد ياسين" قد عرَفَ- وعرَّفَ أبناء (حماس) وغيرهم- معالم الطريق الصحيح ومفتاح القضية الأصيل.. عرفهم أن العودة إلى الله- عز وجل- واتباع سنة نبيه- صلى الله عليه وسلم- والحرص على الطاعات، والابتعاد عن المعاصي، وتكوين أمةٍ قويةٍ في عقيدتها وفي عبادتها، متينةٍ في خلقها، مثقفةٍ في فكرها، كل ذلك وغيره كفيل- بإذن الله- بأن يخرج منهم المجاهد الثابت الصابر، الذي يحتسب جهاده في سبيل الله، وشعاره: إما نصر وإما شهادة.. والواقع يُثبت أن هذا هو المنهج الصحيح، وأن الصهاينة والمحتلين جميعًا لا يفهمون إلا هذه اللغة.

لقد كانت حياتك يا أخانا الشهيد نموذجًا فذًّا لكل المسلمين، كانت قدوة لكل الأمة، فأنت بما كنت تعانيه من متاعب صحية وعجز كامل في أجزاء كثيرة من جسدك الطاهر، كنت شعلة نشاط، ومفجر طاقات، ومعبئ نفوس، وصانع أبطال، وكنت حجةً بالغة على الأصحاء جميعًا في كل مكان.

تقبلك الله في الصالحين، وعوَّض فلسطين والأمة الإسلامية عنك خيرًا، وجعل دمك الطاهر لعنةً على أعدائك جميعًا، وأيقظ بموتك الأمة جميعها من السُّبات العميق، وقوَّى الله أبناءك في فلسطين، وثبتهم وسدد رميهم، وثبت منهم الأقدام.

وإنا لله وإنا إليه راجعون.