لهذه الأسباب.. تصريحات السيسي في إثيوبيا هروب من الأزمة

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
لهذه الأسباب.. تصريحات السيسي في إثيوبيا هروب من الأزمة


تصريحات السيسي في إثيوبيا هروب من الأزمة.jpg

كتبه:حازم الأشموني

(01 فبراير 2018)

مقدمة

رغم تصريحات قائد الانقلاب عبدالفتاح السيسي في إثيوبيا مؤخرا والتي اعتبرتها أبواقه الإعلامية نصرا مبينا وفتحا مجيدا وطمأنة للمصريين حول كارثة سد النهضة التي تؤرق الجميع، إلا أن عددا من الخبراء والمختصين يؤكدون أن ما قام به السيسي سلوك عبثي ومشهد تمثيلي عاطفي يضر أكثر مما ينفع، واعتبروه قفزا للمجهول وتهربا من مواجهة الأزمة، التي تتفاقم وتهدد ملايين المصريين بالجوع والعطش والتشرد.

ويتساءل مراقبون: هل قررت إثيوبيا وقف بناء السد أم قررت التسليم بملئه في 6 أو 7 سنوات كما يطالب نظام العسكر لتقليل آثاره السلبية الكارثية؟ أم أنها قررت تخفيض حجم السد ليخزن 14 مليار م مكعب فقط بدلا من 74 مليارا كما هو مقرر؟ وهل وضع نظام العسكر حلا لأزمة سنوات ملء الخزان؟ وكيف سيتم التعامل التداعيات الكارثية للسد والتي تقدر بحوالي 2 مليون فدان على الأقل؟

هل أعطى السيسي إجابة عن أي سؤال من هذه الأسئلة المطروحة أم أنه فقط اكتفى بتصريحات خادعة ومضللة لا تسمن ولا تغني من جوع؟! ولماذا تكلم السيسي ولم تأتِ هذه الطمأنة من مريام ديسالين رئيس وزراء إثيوبيا فهو الأولى بمثل هذه التصريحات والطمأنة الخادعة؟!

لا جديد سوى جولات جديدة من المفاوضات العبثية التي تأكد الجميع من عدم جدواها، وها نحن نترقب مدة الشهر التي أعلن عنها رئيس الانقلاب لحل أزمة السد المستعصية منذ سنوات، فماذا إن فشلت المفاوضات من جديد؟ وكيف يمكن ردع السيسي عن خداعه وتضليله للشعب؟

"خدونا في السكة الغلط"

يقول الدكتور نادر نور الدين، أستاذ الزراعة بجامعة القاهرة، في تدوينة عبر حسابه بـ"فيس بوك":

"برضة أخذونا في السكة التي يريدونها.. هو احنا لما نبطل نزرع الأرز ثلاث سنوات سنترك الأرض بورا بلا زراعة أم سنزرع مكانه محصول آخر يستهلك نصف كمية المياه التي يستهلكها الأرز؟.. بعد ثلاث سنوات من توقف زراعة الأرز تخرج كل أراضي شمال الدلتا (1.5 مليون فدان) عن الإنتاجية وتصبح أراضي بور عالية الملوحة ولن يمكن إعادة استصلاحها".

وأضاف:

"ما زالت إثيوبيا تشنع علينا بأننا دولة صحراوية تزرع الأرز ونحن نصدق على كلامها وكأننا نزرعه في الأراضي الصحراوية الرملية وليس في الأراضي الطينية الثقيلة التي لا تستهلك مياها وما يذهب من مياه الأرز إلى المصارف نعيد استخدامه عده مرات بلا إهدار كما إننا نرويه فعليا بمياه الصرف الزراعي وليس بمياه النيل التي لا تصل إلي المزارعين..
للأسف مبالغات وزارة الرى في استهلاك الأرز للمياه هو ما استغلته إثيوبيا ضدنا وبجهلنا لم نوضح أنه دون زراعة الأرز تبور ثلث أراضي الدلتا وهو الذي يحد من أن تأكل ملوحة مياه البحر المتوسط لأراضيها ويزيد هشاشتها لتغيرات المناخ وغمر مياه البحر لها".

وأردف:

"كما لم نتحدث عن النقص الذي سيحدث بعد الملء الأول في حصة مصر والمقدر بنحو 12 مليار متر مكعب سنويا ولم نأخذ تعهدا من اثيوبيا بالحفاظ على تدفقات النيل الأزرق عند نفس مستوياتها قبل بناء السد وأرغمونا على الموافقة على ملء السد في ثلاث سنوات وفرضوا إرادتهم علينا كالمعتاد رغم كل التقارير الدولية التي تحذر من الملء في أقل من ست إلي سبع سنوات".

لدغات مستمرة من جحر إثيوبيا

ويبدو أن رئيس الانقلاب مصر على القيام بدور الأحمق الذي لا يتعلم من الأخطاء، فخلال الزيارة الأخيرة لديسالين للقاهرة كتب عباس الطرابيلي في المصري " واضح أن ديسالين حضر إلى القاهرة لكى يكسب.. دون أن يتنازل عن أى شىء، ونحن لا نطلب ولا نسعى لأى تنازل من جانبه.. ولكنه خرج فائزًا من هذه الجولة التى استمرت ثلاثة أيام.. إذ فاز بمشروعات تتجاوز قيمتها 110 ملايين دولار.

وكل ما اهتم به هو لقاؤه برجال أعمال مصريين مرحبا بل عارضا تخصيص منطقة صناعية مصرية فى إثيوبيا!! أى جاء وخرج بالمغانم ولم يفكر مجرد تفكير فى "تطمين" المصريين من ناحية مياه النيل!!".

"لا تأخذوا كلامه على محمل الجد"!

وعلى الرغم من هذه الرسائل التطمينية من جانب السيسي، فإن خبراء المياه والشأن الإفريقي الموالين لنظام العسكر، ما زالوا لا يثقون بالجانب الإثيوبي، ويؤكدون أنه من الصعب حل الأزمة خلال شهر واحد كما ادعى رئيس الانقلاب، متسائلين: هل تقدم إثيوبيا تنازلاتها خلال هذا الشهر فيما يخص الأزمة؟.

السفير أحمد أبو الخير، مساعد وزير الخارجية الأسبق أكد لصحيفة "التحرير" أنه لا يثق بالجانب الإثيوبي، لافتا إلى أن الجانب الإثيوبي استطاع أن يخرج البنك تماما من عملية مراجعة الأمور الفنية الشائكة، وتركتها للأطراف الأخرى، وبالتالي تستطيع فرض رأيها وشروطها.

وأضاف أبو الخير أن الجانب المصري كان ينتظر نتائج أكثر من ذلك ولكن ليس هناك مخرج، فالجانب الإثيوبي هو الأقوى، ومن الواضح أنه تم تغليب حسن النية على أي مشكلات خلال اللقاء، مؤكدا أنه من الصعب حل الأزمة خلال شهر إلا إذا قدمت إثيوبيا تنازلات، فالمفاوضات مستمرة بين الأطراف الثلاثة منذ ثلاث سنوات دون الوصول إلى حل يرضي جميع الأطراف.

حتى النائب في برلمان العسكر حاتم بشات، يرى أن هذه التصريحات ليست جديدة فقد أطلقها السيسي عدة مرات سابقة لطمأنة الشعب، مطالبا بلجان متابعة وعدم الإفراط في التفاؤل. منبها إلى مماطلات أثيوبيا الدائمة، مؤكدا: " علينا ألا نأخذ هذا الاتفاق على محمل الجد إلا بعد تنفيذه على أرض الواقع"!

المصدر