لماذا يفضل رجال المخلوع الهروب من السيسي؟

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
لماذا يفضل رجال المخلوع الهروب من السيسي؟


لماذا يفضل رجال المخلوع الهروب من السيسي.jpg

كتب: سيد توكل

(03 يناير 2018)

لم يسعف القدر نقيب الصحفيين المصريين الأسبق، إبراهيم نافع، الذي كان في خدمة نظام المخلوع حسني مبارك، العودة إلى المشهد السياسي والإعلامي مرة أخرى، مثل كثير من الإعلاميين والصحفيين الذين حاكتهم الثورة وكشفت فسادهم، وأعادهم الانقلاب إلى المشهد مرة أخرى معززين مكرمين ولم ينقص من ثرواتهم الحرام قرش واحد. كان نافع يستعد مثل غيره إلى طرق باب الوساطة أو التصالح والتحالف، أو التمجيد والتطبيل في السفيه السيسي، والظهور في شكل ثائر ومناضل، رغبة منه في تجميل أرشيفه العامر بالنفاق والفساد.

لكنه توفي فجر اليوم الإثنين، بأحد مستشفيات دبي التي هرب إليها، بعد صراع مع المرض عن عمر يناهز 84 عاما، وشغل نافع منصب نقيب الصحفيين على مدار نحو 10 سنوات متفرقة، ويعد أحد رموز نظام المخلوع مبارك، إذ تولى رئاسة مجلس إدارة وتحرير صحيفة الأهرام لمدة 26 عاما (19792005)، وعدّ أحد أطول رؤساء تحرير الصحيفة عمرا في المنصب.

وعقب ثورة 25 يناير 2011، اتهم نافع في قضايا فساد مالي، وتضخم ثروته جراء استغلاله لنفوذ عمله على رأس مؤسسة الأهرام، ومطلع 2013 اتهمت نيابة الأموال العامة، نافع بالاستيلاء على المال العام، في قضية منحه هدايا باهظة الثمن لعدد من رموز نظام مبارك مخالفة للقانون، في القضية المعروفة إعلاميا بـ"هدايا الأهرام"، التي طالت مبارك ونجليه وعددا من رموزه، إلا أن المحكمة استبعدت مبارك منها في أغسطس الماضي.

وأمرت النيابة حينها بوضع نافع على قوائم ترقب الوصول، وإلقاء القبض عليه لتقديمه للنيابة والتحقيق معه حال وصوله للقاهرة، إلا أنه كان خارج البلاد وقتها ولم يعد منذ صدور القرار. وفي يوليو الماضي، أحالت النيابة إبراهيم نافع و3 رؤساء سابقين لمجلس إدارة صحيفة الأهرام، إلى المحكمة الجنائية، إثر اتهامهم في قضية "هدايا الأهرام".

ويقيم نافع في دولة الإمارات المتحدة منذ اتهامه في عدة قضايا فساد عقب ثورة 25 يناير 2011، وذكرت أسرته مرارا لصحف محلية مؤخرا أن أمنيته الوحيدة هي العودة إلى مصر وإلغاء قرار ترقب الوصول. ولد نافع في 1934 بمحافظة السويس، وحصل على ليسانس الحقوق في 1956، وعمل بعد تخرجه بوكالة رويترز، ثم محررا اقتصاديا بجريدة الجمهورية، ثم رئيسا لقسم الاقتصاد بجريدة الأهرام، فمساعدا لرئيس التحرير فرئيسا للتحرير ورئيسا لمجلس إدارتها.

يعتبر إبراهيم نافع نفسه صحفي مبارك الأول الذي يتحدث إليه في كثير من الأوقات لمناقشة الأوضاع السياسية والاقتصادية في البلاد، وفقا لحديثه لإحدى الصحف إلا أنه عندما طمح أن يكون بطلا بعد عزل مبارك أكد أن آخر مكالمة بينهما كانت فى عام 2004 حين كلفه المخلوع بحملة صحفية في الأهرام تقنع الشعب بأنه لن يورث الحكم لنجله جمال مبارك، لكن الحملة لم تتم بأمر رئاسي.

لم ينجح نافع فى أن يكون بطلا بعد سقوط المخلوع، لأن مقالاته التى خصصت لها صفحات فى صحيفة الأهرام بعنوان "حقائق"، أو "بهدوء" كى يحلل فيها رؤية مبارك فى السياسة الخارجية ويقدم قراءة لخطابات المخلوع وديمقراطيته ومهاجمة حركة كفاية وغيرها من منظمات معارضة وفساده يشهد بأنه من جنود فرعون الأكبر.

طُرد إبراهيم نافع من رحمة مبارك لأسباب عديدة، منها أنه بلغ من الكبر عتيا، وأنه نشر تقارير وتصريحات لمبارك لم ترغب الرئاسة فى نشرها فى عام 2005، كما أنه حين تخطى عمره السن القانونية للتقاعد أعد مشروع قانون لعرضه على البرلمان يسمح له بالبقاء فى منصبه دون الرجوع للمخلوع

مما أغضب مبارك، وأخيرا أنه قارن نفسه بمبارك حين سُئل عن كيفية بقائه فى رئاسة تحرير الأهرام والترشح لانتخابات نقابة الصحفيين، قال نافع إن مبارك سيترشح لانتخابات رئاسة الجمهورية وهو تخطى 77 عاما، لذا قررت لجنة السياسات فى الحزب الوطني الإطاحة به، ضمن خطة التغيير قبل ثورة 25 يناير. هرب نافع إلى دولة الإمارات فى أعقاب الكشف عن ملابسات وقائع الفساد التى تمثلت فى تقديمه رشاوي لبعض المؤسسات ولمسؤولى الدولة من أجل البقاء فى منصبه.

والأخبار المتداولة تؤكد أنه كان يسعى لدفع 500 مليون جنيه للتصالح مع سلطات الانقلاب، من أجل العودة للقاهرة بسبب مرضه الشديد إلا أن بعض الصحفيين أكدوا أن إبراهيم نافع والفريق أحمد شفيق تحالفا معًا فى أبو ظبى وكانا سيعودان سويا، إلا ان الموت غيب الأول واعتقل أولاد زايد الثاني ورحلوه هدية إلى السفيه السيسي!

المصدر