لماذا لم يدخل حسن البنا الأزهر؟

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
مراجعة ٢٠:٤٣، ٢ يونيو ٢٠٢١ بواسطة Lenso90 (نقاش | مساهمات) (حمى "لماذا لم يدخل حسن البنا الأزهر؟" ([تعديل=السماح للإداريين فقط] (غير محدد) [النقل=السماح للإداريين فقط] (غير محدد)))
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
لماذا لم يدخل حسن البنا الأزهر؟


إخوان ويكي

مقدمة

الجامع الأزهر هو أهم مساجد مصر على الإطلاق، وأحد المعاقل التاريخية لنشر وتعليم الإسلام كذلك هو واحد من أشهر المساجد الأثرية في مصر والعالم الإسلامي. يعود تاريخ بنائه إلى بداية عهد الدولة الفاطمية في مصر، بعدما أتم جوهر الصقلي فتح مصر سنة 969م، وشرع في تأسيس القاهرة قام بإنشاء القصر الكبير وأعده لنزول الخليفة المعز لدين الله

وفي أثناء ذلك بدأ في إنشاء الجامع الأزهر ليصلي فيه الخليفة، وليكون مسجداً جامعاً للمدينة حديثة النشأة أسوة بجامع عمرو في الفسطاط وجامع ابن طولون في القطائع، كذلك أعد وقتها ليكون معهداً تعليمياً لتعليم المذهب الشيعي ونشره، فبدأ في بناؤه في جمادي الأول 359هـ/970م، وأتم بناءه وأقيمت أول جمعة فيه في رمضان سنة 361هـ /972م، وعرف بجامع القاهرة. (1)

التعليم في الأزهر

يعتبر الجامع الأزهر جامعة تعليمية تنشر العلم الشرعي الوسطي، حيث استحدث موقع شيخ الأزهر فى أواخر القرن الحادى عشر الهجرى (السابع عشر الميلادى).

كان التعليم فى الأزهر قائما على الاختيار الحر، بحيث يختار الطالب أستاذه والمادة التى يقوم بتدريسها، أو الكتاب الذى يقرؤه لطلابه، ويعرض نصوصه نصًا نصًا ، فإذا اتم الطالب حفظه من علم الأستاذ ، وأنس من نفسه التجويد تقدم لأستاذه ليمتحنه مشافهة، فإذا أظهر استيعابا ونبوغا منحه الأستاذ إجازة علمية مكتوبة، وكانت هذه الإجازة كافية لصلاحه باًن يشتغل بالتدريس فى المدارس أو فى المساجد أو فى جامع الأزهر نفسه ، وظل العمل على ذلك حتى أواخر القرن التاسع عشر، حيث استعيض عنه بنظام التعليم الحديث، أو بنظام قريب منه بحسب الأحوال.

كان الجامع قائم بذاته كمنارة علمية، حتى انتشر في ربوع المدن والقرى المصرية المعاهد الأزهرية كمرحلية أولية لاعداد الطلاب منذ الصغير في حواضن تربوية أزهرية، وهذه المعاهد تعد وريثة دور الكتاب والمسجد في العصر الحديث.

ففي عام 1908م وفي عهد شيخ الأزهر حسونة النواوي الدراسة لثلاث مراحل:

أولية وثانوية وعالية ، ومدة التعليم فى كل منها أربع سنوات ، يمنح الطالب الناجح فى كل مرحلة شهادة المرحلة. ثم تلاه القانون رقم 10 لسنة 1911م والذي كان من ضمن قراراته إنشاء عدة معاهد أزهرية في عواصم المدن المصرية، قبل أن يصدر القانون رقم 49 لسنة 1930م في عهد شيخ الأزهر الشيخ محمد الأحمدى الظواهرى
حيث حددت مراحل التعليم أربعة مراحل: ابتدائية لمدة أربع سنوات ، وثانوية لمدة خمس سنوات، وثلاث كليات للشريعة الإسلامية ، وأصول الدين ، واللغة العربية ، مدة الدراسة بكل منها أربع سنوات ، ثم تخصص مهنى مدته سنتان فى القضاء الشرعى والإفتاء ، وفى الوعظ والإرشاد ، وفى التدريس ثم تخصص المادة لمدة خمس سنوات تؤهل الناجح للحصول على العالمية مع درجة أستاذ ويعد هذا القانون الذى أنشئته بمقتضاه الكليات الثلاث والتخصصات المدنية والعلمية هو الإرهاص لميلاد جامعة الأزهر القائمة الآن بمقتضى القانون 103 لسنة 1961م. (2)

حسن البنا والأزهر

نشأ حسن أحمد عبدالرحمن البنا لأسرة متدينة حيث كان والده أحد العلماء الذين تتلمذوا على يدي المشايخ الكبار، كما كان عالما بالسنة فقد رتب معظم أسانيد الأئمة الأربعة على أبواب الفقه. ولد حسن البنا في مدينة المحمودية يوم الأحد 25 شعبان 1324هـ الموافق 14 أكتوبر 1906م، حيث حرص والده على إلحاقه بالتعليم لحفظ القرآن الكريم ونيل حظه من العلم.

غير أن ما دفعنا للكتابة في هذا الموضوع هو ما ذكره الدكتور عاصم الدسوقي – أستاذ التاريخ والعميد السابق لكلية الآداب - جامعة حلوان – في إحدى الحلقات مع الإعلامية عزة مصطفى في برنامج ستوديو البلد، على قناة صدى البلد بقوله أن حسن البنا لم يدخل الأزهر الشريف لأنه لم يكن حافظا للقرآن الكريم. (3)

وقد جانب الدكتور الدسوقي الصواب، حيث أن المعاهد الأزهرية لم تكن أنشأت وانتشرت في القرى بالطريقة الحالية إلا بعد عام 1930م، وكانت قبل ذلك عام 1911م قد أنشأت في بعض عواصم المدن المصرية فقط وهو ما لم يتسن مكان قريب للبنا الالتحاق بها (كما ذكرنا أنفا من تاريخ الأزهر الشريف).

حتى أن والد حسن البنا سنجده بعدما أتم التعليم في كتاب القرية (وهو كان بمثابة مدرسة تعليمية أولية) سافر إلى الإسكندرية حيث تتلمذ على يدي أحد المشايخ بمسجد إبراهيم باشا، وليس للالتحاق بمعهد أزهري أو غيره لعدم وجودها آنذاك، حيث كان الأزهر في القاهرة فحسب، ثم عاد ليخطب في الناس كما عمل كمأذون. (4)

إذا ..... لم تكن المعاهد الأزهرية قد انتشرت في القرى المصرية في ذلك الوقت مثل انتشارها الآن، وكان يحل محلها الكتاتيب وهو ما التحق به حسن البنا وذلك ليحفظ القرآن وينال قطسا من التعليم العام.

كيف تعلم حسن البنا؟

ولو تتبعنا الأحداث لوجدنا أن الشيخ أحمد عبدالرحمن البنا أصر على أن يحفظ ابنه حسن وعبدالرحمن معا القرآن في سن صغير، كما اهتم باستكمال الكثير من جوانب الثقافة الإسلامية لهما في سن مبكرة حيث يعتبر والده هو شيخه الأول، وهو ما وضحه عبدالرحمن أخو حسن بقوله: كنا نعود من المكتب فتتلقفنا يد الوالد الكريم، فتعدنا وتصنعنا، وتحفظنا دروس السيرة النبوية المطهرة وأصول الفقه والنحو، وكان لنا منهاج يدرسه لنا الوالد الكريم، وكانت مكتبة الوالد تفيض بالكتب وتمتلئ بالمجلدات.

وكنا نسمع ما يدور في مجلس الوالد الكريم من مناقشات علمية ومساجلات، ونصغي للمناظرات بينه وبين من يحضر مجلسه من جلة العلماء، أمثال الشيخ محمد زهران والشيخ حامد محيسن، فنسمعهم وهم يناقشون عشرات المسائل. (5)

كل ذلك قبل أن يعهد الأب بأبنه حسن وعبدالرحمن إلى الشيخ (محمد زهران وكان كفيفا) والذي كان يمتلك مدرسة دينية أعلى مستوى من الكتاب (فالكتاب كان يقتصر على تحفيظ القرآن والقراءة والكتابة، لكن مدرسة الشيخ ضمت العديد من علوم العلم وهو ما ميزها)

حيث يصفها في مذكراته بقوله:

وأنشأ الشيخ محمد زهران مع ذلك مدرسة الرشاد الدينية في سنة 1915 م. تقريبا لتعليم النشء على صورة كتاتيب الإعانة الأهلية المنتشرة في ذلك العهد في القرى والريف، ولكنها في نهج المعاهد الرائعة التي تعتبر دار علم وعمل! تربية على السواء ممتازة في مادتها وطريقتها، وتشتمل مواد الدراسة فيها - زيادة عل المواد المعروفة في أمثالها حينذاك - على الأحاديث النبوية حفظأ وفهما
فكان على التلاميذ أن يدرسوا كل أسبوع في نهاية حصص يوم الخميس حديثا جديدأ يشرح لهم حتى يفقهوه، ويكررونه حتى يحفظوه ثم يستعرضون معه ما سبق أن درسوه فلا ينتهي العام إلا وقد حصلوا ثروة لا بأس بها من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأذكر أن معظم ما أحفظ من الأحاديث بنصه هو مما علق بالذهن منذ ذلك الحين، كما كانت تشتمل كذلك على الإنشاء والقواعد والتطبيق، وطرف من الأدب في المطالعة أو الإملاء ومحفوظات ممتازة من جيد النظم أو النثر ولم يكن شيء من هذه المواد معروفا في الكتاتيب المماثلة. (6)

وعلى الرغم من صغر حسن البنا إلا أن روافد المعرفة كانت كثيرة، ومن هذه الروافد – والتي لا تمت للتعليم الرسمي بشيء – هو ما ذكره من كون معلمه الشيخ محمد زهران كان يصطحبه ليقرأ له بعض المسائل وهو ما كانت تثري معرفة حسن البنا

فيقول في ذلك:

ولعلي أفدت منه رحمه الله مع تلك العاطفة الروحية حب الإطلاع وكثرة القراءة إذ كثيراً ما كان يصطحبني إلى مكتبته وفيها الكثير من المؤلفات النافعة لأراجع له وأقرأ عليه ما يحتاج إليه من مسائل، وكثيراً ما يكون معه بعض جلسائه من أهل العلم فيتناولون الموضوع بالبحث والنظر والنقاش وأنا أسمع. (7)

نفهم من كلام الشيخ البنا أنه التحق بمدرسة الشيخ محمد زهران وعمره كان ما بين الثامنة والتاسعة، وكان قبل ذلك يتلقى العلم على يدي والده الشيخ أحمد عبدالرحمن البنا. لكن بعدما وجد أن مدرسة الشيخ محمد زهران قد ضعفت بعدما تركها الشيخ زهران كان لابد من البحث عن بديل قوي، مع الاستمرار في حفظ القرآن الكريم

وهو ما ذكره البنا في مذكراته بقوله:

ولقد شغل أستاذنا بعد ذلك عن مدرسته، وعهد بها إلى غيره من العرفاء الذين ليس لهم مثل روحه المشرق وعلمه الواسع وأدبه الجم وخلقه الجذاب، فلم يرق لهذا الناشئ (يقصد نفسه حسن البنا) الذي تذوق حلاوة هذه الخلال أن يصبر على صحبتهم، رغم أنه لما يتم القرآن حفظاً بعد، ولم يحقق رغبة والده الملحة في أن يراه حافظا لكتاب الله
فهو لما يتجاوز بعد سورة الإسراء ابتداء من البقرة - وهو نصف الختمة تقريباً - وعلى حين فجأة صارح والده في تصميم عجيب أنه لم يعد يطيق أن يستمر بهذه الكتاتيب وأنه لا بد له من الذهاب إلى المدرسة الإعدادية. والمدرسة الإعدادية حينذاك على غرار المدرسة الابتدائية اليوم بحذف اللغة الأجنبية وإضافة بعض مواد القوانين العقارية والمالية وطرف من فلاحة البساتين، مع التوسع نوعاً في دراسة علوم اللغة الوطنية والدين.
وعارض الوالد الحريص على أن يحفظ ولده كتاب الله، في هذه الرغبة ولكنه وافق عليها بعد أن تعهد له صاحبها (يقصد نفسه حسن البنا) بأن يتم حفظ القرآن الكريم "من منزله". وما أن جاء أول الأسبوع حتى كان الغلام طالباً بالمدرسة الإعدادية يقسم وقته بين الدرس نهاراً، وتعلم صناعة الساعات التي أغرم بها بعد الانصراف من المدرسة إلى صلاة العشاء، ويستذكر هذه الدروس بعد ذلك إلى النوم، ويحفظ حصته من القرآن الكريم بعد صلاة الصبح حتى يذهب إلى المدرسة. (8)

إذا كان حسن البنا مستمر في حفظ القرآن الكريم ولم ينقطع عن الحفظ، وكان ذلك متماشيا مع الفترة التي مكث فيها في الكتب، وحينما أراد الاستزاده من العلم مع حرص والده أن يستكمل حفظ القرآن في كتاب (مدرسة) الشيخ محمد زهران، كان لابد أن يأخذ على نفسه العهد باتمام القرآن الكريم مع نفسه إذا التحق بالإعدادية (الإبتدائية حاليا) بما يعني صغر سنة.

الاختيار بين الأزهر ومدرسة المعلمين

وبالفعل حقق حسن البنا حلمه بالالتحاق بمدرسة تعليمية أفضل من الكتاب، ووفى بوعده فاستمر بحفظ القرآن حتى كانت اللحظة الحاسمة، وهي الاختيار بين المعهد الديني بالإسكندرية (أنشأ عام 1911م) وبين أن يلتحق بمدرسة المعلمين الأولية بدمنهور – كان سنة وقتها 14 عام وهو سن صغير – لكن يبدو أن عوامل اجتماعية مثل خوف أمه الشديد عليه خاصة وأن سنه صغير وليس لهم معارف في الإسكندرية

وهي بعيدة عن المحمودية (كما وصف ذلك جمال البنا بأن أمه كان تخاف وتحب حسن أكثر أبنائها)، أيضا كان واضحا خوف والده عليه في هذا السن أيضا، أضف لذلك عامل أخر وهو سرعة التوظيف حيث أن مدرسة المعلمين كان تعين خريجيها فور تخرجهم، وحسن البنا كشاب وأيضا والده كان في حاجة لهذا التعيين ليعين والده على مسئوليات الحياة، وهذه العوامل هي التي رجحت كفة أن لا يدخل المعهد الديني بالإسكندرية

غير أن مدرسة المعلمين كانت أيضا لا تقبل الطالب إلا بعد أن يتم حفظه للقرآن كاملا بالإضافة لسن معين، وهو ما لم يكن متوافق مع حسن البنا الذي كان ينقصه ربع القرآن بالإضافه لصغر سنه عن السن القانوني للمدرسة، إلا أن ناظر المدرسة وحرصا – كما يحدث – على الطالب تجاوز عن صغر السن (وهى 4 أشهر) وأخذ عهد على البنا باتمام حفظ القرآن في الفترة الأولى من الدراسة وقد كان.

وكانت المدرسة مدرسة داخلية فيما يبدو لأن البنا كان يظل بها طوال أيام الأسبوع ويعود للمحمودية نهاية يوم الخميس ويسافر صباح السبت، وقد بقى في المدرسة من عام 1920 حتى عام 1923م

وهو ما عبر عنه حسن البنا بقوله:

وكان هذا الطالب قد وفي بعهده فاستمر يحفظ القران الذي خرج به من مدرسة الرشاد وأضاف إليه ربعاً آخر إلى سورة يس. وقرر مجلس مديرية البحيرة إلغاء نظام المدارس الإعدادية وتعديلها إلى مدارس ابتدائية فلم يكن أمام الطالب إلا أن يختار بين أن يتقدم إلى المعهد الديني بالإسكندرية ليكون أزهريا أو إلى مدرسة المعلمين الأولية بدمنهور ليختصر من الطريق ويكون بعد ثلاث سنوات معلما.
ورجحت كفة الرأي الثاني في النهاية وجاء موعد تقديم الطلبات وتقدم بطلبه فعلا، ولكن كان أمام عقبتين: عقبة السن فهو ما يزال في منتصف الرابعة عشرة وأقل سن القبول أربع عشرة كاملة، وعقبة إتمام حفظ القران الكريم إذ إن ذلك هو شرط القبول في الدخول ولا بد من أداء امتحان شفهي في القران الكريم، ولقد كان ناظر المدرسة حينذاك، هو الأستاذ بشير الدسوقي موسى - المحال إلى المعاش - كريما متلطفا
فتلطف بالطالب وتجاوز عن شرط السن، وقبل منه التعهد بحفظ ربع القرآن الباقي، وصرح له بأداء الامتحان التحريري والشفهي فأداهما بنجاح، ومنذ ذلك الوقت أصبح طالباً بمدرسة المعلمين الأولية بدمنهور .. كنت أمضي الأسبوع المدرسي في دمنهور، وأعود ظهر الخميس إلى المحمودية حيث أمضى ليلة الجمعة وليلة السبت، ثم أعود صباح السبت إلى المدرسة فأدرك الدرس الأول، في موعده. (9)

من الواضح أن مدرسة المعلمين الأولية بدمنهور كانت لها شروط مثل الشروط التي وضعها الأزهر الشريف لقبول الطلبة وهو إتمام حفظ القرآن الكريم، وأن السبب في عدم ألتحاق حسن البنا بالأزهر ليس عدم حفظ القرآن – كما ذكر الدكتور عاصم شلبي – لكن لبعد المكان وخوف والدته عليه، ولكون المدرسة تعين خرجيها.

أضف لذلك أن حب البنا للعلم دفعه للاستزاده من العلم ولم يتوقف عن التعليم الرسمي، حيث كان يقضى أجازته الصيفية في حفظ ألفية ابن مالك وشرح ابن عقيل، ومدارسة الفقه والأصول والحديث مع استاذه الشيخ محمد خلف نوح في منزله، مما ساعدته على استكمال مراحل التعليم في مدرسة دار العلوم والنجاح في اختبارتها بسهولة (وذلك بعدما أنهى مدرسة المعلمين ورغب في الاستزاده من العلم)، وهي المدرسة التي كانت تجمع بين العلم الشرعي (الأزهري) والعلم التطبيقي من رياضة وجغرافيا وغيرها.

ومدرسة دار العلوم العيا كان يحرص كثير من الطلاب على الالتحاق بها، بل إن بعض طلاب الأزهر – أنفسهم – حرصوا على الالتحاق بها لما تميزت (آنذاك) ببعض العلوم عن الأزهر الشريف

حيث يصفها حسن البنا بقوله:

كانت دار العلوم حينئذ قسمين: (القسم التجهيزي) وهذا يتقدم إليه من شاء من طلاب الأزهر ومدارس المعلمين، (والقسم العالي المؤقت) ويتقدم إليه من شاء كذلك من هؤلاء الطلاب، لكن كان غالبية من كان يلتحق به الذين حصلوا على الشهادة الثانوية الأزهرية.
وكان القسم العالي المؤقت لم يبق للتقدم إليه إلا هذا العام (عام 23 – 24 الدراسي) ثم يلغى ليحل محله القسم العالي الذي يستمد من التجهيزي. وقد أراد بعض إخواننا من طلاب المعلمين أن يتقدم إلى هذا القسم التجهيزي، في حين كثر الإقبال على القسم العالي المؤقت على اعتبار أنها الفرصة الوحيدة لمن يريدون اللحاق به. (10)

وعلى الرغم أن حسن البنا لم يرغب في الالتحاق بدار العلوم لكونه يستطيع تحصيل العلم من طرق أخرى، إلا أن الشيخ فرحات سليم – استاذه بالمعلمين – استطاع أن يقنعه ويحببه في استكمال التعليم في دار العلوم، وهو ماكان.

المراجع

  1. محمد عبدالله عنان: تاريخ الجامع الأزهر، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة، 2012م.
  2. محمد سعدى فرهود: تاريخ الأزهر عبر العصور
  3. ستوديو البلد - عاصم الدسوقي : حسن البنا لم يدخل الازهر لانه لم يحفظ القران: 4 يونيو 2017م
  4. جمال البنا: خطابات حسن البنا الشاب إلى أبيه، دار الفكر الإسلامي، صـ21.
  5. أنور الجندي: حسن البنا.. الداعية الإمام والمجدد الشهيد، دار القلم، دمشق، 2000م، صـ330، 331.
  6. حسن البنا: مذكرات الدعوة والداعية، دار التوزيع والنشر الإسلامية، 2001م، صـ13.
  7. المرجع السابق: صـ14
  8. المرجع السابق: صـ15
  9. المرجع السابق: صـ 20.
  10. المرجع السابق: صـ 38.