لماذا احتشد العالم لـ”داعش” وتجاهل ذبح الروهينجا؟

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
لماذا احتشد العالم لـ"داعش" وتجاهل ذبح الروهينجا؟


لماذا احتشد العالم لـ”داعش” وتجاهل.jpg

كتب: سيد توكل

(04 سبتمبر 2017)

مقدمة

النفاق سيد الموقف فيما يجري في العالم اليوم، ففي الوقت الذي احتشدت فيه جيوش العرب والعجم لمواجهة تنظيم داعش– المشكوك في أمره- يعانى مسلمو الروهينجا بميانمار، طوال العقد الماضى، من اضطهاد مميت، أودى بحياة الآلاف منهم على أيادى المتطرفين البوذيين وقوات نظام ميانمار.

لا "داعش" هذه المرة ولا أناشيد جهادية ومقاطع "صليل الصوارم" التي دأبت على نشرها فضائيات الـ"سي إن إن" أو الـ"بي بي سي" أو "سكاي نيوز"، هناك فقط صمت عربي ودولي وإسلامي فاضح، أمام تعذيبٍ وتهجيرٍ وقتلٍ وطائفيةٍ مقيتة.

الساعات الأخيرة حملت معها صنوفًا كثيرة للتعذيب والقتل من قبل سلطات عسكر بورما، ضد مسلمي الروهينجا، ووصل إلى حملات إبادة جماعية لأحياء وأقاليم المسلمين، لا تقل عما حدث في البوسنة والهرسك أو مجازر رابعة والنهضة، وبموجب قانون أقرته ميانمار فى عام 1982، حُرِمَ نحو مليون مسلم من الروهينجا من حق المواطنة، كما تعرضوا لسلسلة مجازر وعمليات تهجير ليتحولوا إلى أقلية مضطهدة بين أكثرية بوذية وحكومات غير محايدة.

مقارنة ظالمة

من جانبه، يقول الناشط السياسي خالد فريد سلام:

"تذكّروا جيدا كيف ركّز الإعلام الغربي وأذياله العربية على مشاهد ذبح الأسرى عند (داعش)، وكيف تناولها في سياق الشيطنة واللعن والتهويل في أحيان كثيرة، وقارنوا ذلك بين تناولهم لأخبار مذابح الروهينجا الآن".

وتابع

"تبدو المقارنة ظالمة جدا، ففي بورما الذبح يشمل الجميع، نساء وأطفالا شبانا وشيوخا... تطهير عرقي شامل، حرق قرى بأهلها .. بينما يظل تناول الإعلام الغربي لهذا كله في سياق الشجب (الإعلامي الاجتماعي) ذرا للرماد في العيون، لا يوجد حشد إعلامي ولا تجييش لمشاعر الناس ضد البوذية والبوذيين".

وأكمل

"لم نر رئيسة بورما تخرج في عيد لتقول للبوذيين: يجب أن تغيروا خطابكم الديني، ومش معقول البوذيين عايزين يقتلوا العالم عشان يعيشوا!.. لم نر دعوات من ترامب واليمين المسيحي تلقن البوذيين دروساً في التعايش، وتوجه الرهبان إلى تبني خطاب عصري وتنقيح تراث البوذية".

وسخر "سلام" من صمت إعلام السيسي العسكري، الذي يشبه إعلام نظام ميانمار الإرهابي، بالقول:

"لم نر (خالد منتصر) البورمي يكتب ناقما من ممارسات الكهنة البوذيين!، لم نر ناشطا بورميا مثل وائل عباس يلعن البوذية والبوذيين.. لم نر كل هذا ولن نراه.. ولهذا أقول لهؤلاء كلهم: ملعون أبوكم ولاد كلب منافقين".

أين الجامعة العربية؟

من جانبه، يؤكد الدكتور مصطفى السعداوي، خبير القانون الجنائي والخبير في الشأن الدولي، أن القانون الجنائي الدولي خذل مسلمي الروهينجا في ميانمار، متسائلا: "أين المجتمع الدولي وأين حقوق الإنسان، وأين منظمة التعاون الإسلامي والجامعة العربية؟ للأسف يجب أن نقرأ الفاتحة على كل تلك الكيانات والمنظمات الدولية".

وأوضح خبير القانون الجنائي، في تصريح صحفي، أنَّ

"مجلس الأمن متواطئ مع حكومة ميانمار ضد المسلمين في إقليم أراكان، ففي هذا الإقليم يذبح المسلمون تحت غطاء الصهيونية العالمية".

وأشار السعداوي إلى أن

"الجيش الميانماري أغلق الحدود وأوقف ترحيل المسلمين إلى الهند أو بنجلاديش، ليتركهم فريسة للجماعات البوذية المتطرفة".

ويمثل المسلمون في ميانمار 15% على الأقل من تعداد ميانمار، البالغ 60 مليون نسمة، بينما يعيش حوالي 1.1 مليون شخص من عرقية الروهينجا في ولاية راخين، لكنّهم محرومون من المواطنة ويواجهون قيودًا حادة في السفر.

المصدر