لقاء مع عائلة الشهيد أكرم زهيري

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
لقاء مع عائلة الشهيد أكرم زهيري

[15-06-2004]


مقدمه

الشهيد أكرم زهيري

سنرفع قضية على وزير الداخلية وقيادات السجن بتهمة التسبب في الوفاة

اقتحموا المنزل ليلاً مدججين بالسلاح ونهبوا نقال الزوجة وأشرطة الأطفال!

"أسرة ذهب عائلها الوحيد نتيجة الظلم، وسوف نرفع قضية على وزير الداخلية ومديري مصلحة السجون والسجن؛ لأنهما رفضا زيارتنا للشهيد مع أنهما سلطة تنفيذية، وكان معنا إذن من النيابة بالزيارة".

هذا ما يؤكده شقيق الشهيد أكرم زهيري- يرحمه الله- في هذا اللقاء مع عائلة الشهيد وأسرته، الذي كشفت فيه السيدة زوجته أسرار الساعات الأخيرة من اعتقاله، وهو يتناول العشاء إذ اقتحم الظَلَمةُ المنزلَ مُدججين بالسلاح، وفتشوا الشقة غرفةً غرفةً، بل رفعوا المراتب، وفتشوا تحت السرائر، وعبثوا بغرفة نوم الأولاد، وأيقظوا ابنة الشهيد من نومها، وأخذوا يقلبون في شرائط الفيديو الخاصة بالأطفال، واستولوا على جهاز الهاتف النقال الخاص بها- ولم يثبتوه عندهم- كما استولوا على شرائط الفيديو، علاوةً على جواز السفر، وأوراق شركة الشهيد، وجهاز الكمبيوتر الخاص به!

اللقاء الأول لموقع: "إخوان أون لاين. نت" كان مع زوجة الشهيد السيدة: وفاء محمد فايد، وهي محاسبة، فضلت أن تتفرغ لتربية الأبناء: (دعاء 14 عامًا، ومحمد 9 سنوات، وهدى 4 سنوات).


نص الحوار

  • ما آخر مرة رأيتِ فيها المهندس أكرم؟
كانت آخر مرة رأيته فيها عندما أخذنا تصريحًا بزيارته، وسافرنا من الإسكندرية إلى القاهرة، ورأيته وهو يركب سيارة الترحيلات؛ حيث كان ذاهبًا للاستكتاب.. وقدَّر ربنا تعالى أن نراه، وهو يركب تلك السيارة.
  • وما سبب منعكم من الزيارة؟
قالوا إن حبسه لم يمر عليه شهر، والحمد لله ربنا أكرمنا بسبب خروجه في يومها،

وكنا الوحيدين من أهله الذين رأيناه.


الحاله الصحيه

  • هل كان المهندس أكرم يُعاني من ألم؟ وكيف كانت حالته الصحية؟
كان وزنه قد نقص بشكل كبير، ويبدو مُتعبًا، وشكله يوحي بأنه لم يأخذ أي علاج.
السيدة وفاء محمد فايد
  • كيف كانت الجنازة؟ وكيف استقبلتم جسمان الشهيد؟
الحمد لله، ربنا أكرمنا، وبعث لنا كل الإخوان، وكانت جنازة تليق بالشهيد، ولم يمنع الله عنه أي خير.
  • كانت الإجراءات الأمنية مكثفة في الجنازة والعزاء.. فهل حال ذلك دون خروج العزاء بالطريقة اللائقة؟
بالنسبة ليوم خروج الجنازة فقد يسر الله الحال، ولم تستطع أجهزة الأمن أن تتحرك ضدها، ولم يستجب الإخوان لندائها بالرجوع وعدم المشاركة فيها، لكنني كنت أود أن يُنقل إلى الإسكندرية ليصلي عليه بقية إخوانه الذين يحبهم ويحبونه، أما في عزاء العائلة بقريته ميت الخولي منعت أجهزة الأمن المقرئ من القراءة، وكذا منعوا أي شخص من أن يدخل من القرى المجاورة، بل وأخذوا هُويات المعزين، وسحبوا رخص كل سيارة تدخل القرية، كما منعوا مراسلي قناة "الجزيرة" من دخول القرية.


مشهد القبض

  • من المشاهد التي لن تمحى بالتأكيد من ذاكرتك مشهد القبض على المهندس أكرم.. فهل يمكنكِ استرجاع هذا المشهد لنا؟
اقتحموا علينا المنزل في الساعة الواحدة ليلاً يوم السبت 15/5/2004م، وكنا نتناول العشاء ونشاهد قناة "الجزيرة"، ودخل بعضهم، بينما بقي بعضهم خارج الشقة مدججًا بالسلاح، لكن الذي دخل مع أكرم وفتش الشقة هو المقدم عادل عبد الواحد، والباقون جلسوا يتفرجون على قناة "الجزيرة"، ودخلوا مع أكرم غرفة النوم، ومكثوا بها فترة طويلة، ورفعوا المراتب، وفتشوا تحت السرير، كما فتش الحقائب بدقة متناهية.
وظل هذا المقدم يفتش في غرفة النوم ساعة ونصف الساعة، ثم دخل إلى غرفة نوم الأولاد، وأيقظوا ابنتي فقامت فزعة، وأخذوا يقلبون في شرائط الفيديو، وكانت شرائط أطفال جاء بها أكرم من العمرة، وأخذوا كل الشرائط، واستولوا على ميداليات وأوراق ومجلات وكتب وكمبيوتر وجواز السفر وجهاز الهاتف النقال الخاص بي الذي لم يثبتوه عندهم، ورجاهم أكرم أن يتركوا أوراق شركته، فرفضوا ذلك.
ونظرًا لهدوء أكرم، صرف مقدم الشرطة الجنود الذين يحملون السلاح، وأمرهم بأن ينتظروا بالخارج في السيارة، وكان الموضوع هادئًا جدًا من جانب أكرم.
  • لو استقبلت من أمرك ما استدبرت، هل كنت ستنصحين الشهيد بعدم المشاركة في مثل هذه اللجان أو في العمل الوطني أو في المشاركة في إغاثة إخوانه بفلسطين والعراق؟
لا .. بل أنا فخورة بأكرم، وأتمنى لابننا محمد الشهادة في سبيل الله مثل أبيه، وسأربي أبنائي على الوقوف في وجه الظلم.


لقاء مع دعاء ومحمد

محمد أكرم زهيري
  • وجهت السؤال لدعاء ابنة الشهيد: هل ترين أن والدك- يا دعاء- يستحق ما وقع عليه؟
أجابت: والدي- يرحمه الله- مات مظلومًا، ولم يفعل أي شيء، كما لم يقم بأي شيء مخالف.

ويقول محمد أكرم زهيري بانفعال:

"إنهم ظَلَمة.. هل تهمة والدي أنه كان يصلي في المسجد؟!، والمسجد عبادة، وليس فيه شيء".


لقاء مع شقيق الشهيد

  • الدكتور مجدي زهيري هو الشقيق الأكبر للشهيد أكرم، وهو أستاذ بكلية الطب بجامعة الإسكندرية، سألته: كيف تلقيت نبأ استشهاد المهندس أكرم؟
فقال: كان النبأ فظيعًا بالنسبة لي، وكان ذلك شيئًا خارج الحسبان، ورجَّح البعض لي أن يكون هناك مشكلة له مع مرض السكر، فاستبعدت ذلك تمامًا، ولم أصدق لأن أكرم مريض بالسكر منذ عشرين عامًا، وكان يعرف كيف يتعامل مع المرض.
  • ذكر الأستاذ حسين محمد عضو مجلس الشعب أن الشهيد أكرم تعرض لكسور تضاعفت بسبب مرض السكر، وتُرك في المعتقل دون رعاية صحية برغم طلبه المتكرر أن يُنقل إلى العلاج خارج السجن أو في أي مستشفى متخصص، ولم يُجب إلى طلبه إلا بعد قرابة تسعة أو عشرة أيام، فهل هذا السبب في الوفاة؟
من المؤكد أن هذا الكلام صحيح؛ لأنه كان معنا إذن من النيابة بزيارة الشهيد أكرم يوم 31/5/ 2004م، وذهبنا مع المحامي ووصلنا إلى السجن ومعنا التصريح لكن مأمور السجن رفض التصريح بالزيارة، وتركنا ثلاث ساعات، وطلبنا منه الموافقة على دخول الدواء الذي أتينا به لأكرم والطعام، وانتظرنا الموافقة، وفي أثناء الانتظار لمحنا أكرم يركب سيارة السجن فجرينا وراءه، وكان الضابط بالداخل وسلمنا عليه، وكان عندنا أمل في أن نزوره في المرة المقبلة ورأيته معافى والحمد لله عدا عدم تناوله الأنسولين الذي كان يأخذه مرتين في اليوم، وفي هذه الظروف المفروض أن يقوموا له بتحاليل معينة لمرضه، وكان في ذلك اليوم ذاهبًا إلى الطب الشرعي في زينهم، وكان في الرجوع لا يستطيع المشي فحملوه ورموه في السجن، وكانوا يحملونه ليذهب إلى الحمام، والمؤكد أنه كان لا يستطيع الحركة بسبب كسر، ولو أن إنسانًا صحيحًا تُرك لمدة 48 ساعة بهذا الكسر فلابد أن يموت فما بالك بمريض السكر، وطبعًا أهملوه إهمالاً جسيمًا، والمفروض على الأقل أن يعملوا له أشعة أو حتى يعطوه مسكنات، وبعد أسبوع نقلوه إلى المستشفى في حالة متردية، وأكيد أن نسبة السكر تردت مع عدم الحركة والكسور وأتت الوفاة على حالتين الأولى: إهمال والثاني تعذيب بطريقة غير مباشرة، إذ تركوه يتألم حتى الموت.
  • ما الإجراءات التي نويتم والأسرة اتخاذها؟
هناك الآن أسرة ذهب عائلها الوحيد نتيجة الظلم، وسوف نرفع قضية على وزير الداخلية ومدير مصلحة السجون ومدير السجن الذي رفض زيارة الشهيد، وكيف يرفض وهو سلطة تنفيذية وكان معنا إذن من النيابة، وأخيرًا طبيب السجن الذي أكيد أنه لا يعلم شيئًا والله أعلم ما إذا كان خريج طب أو شيء آخر!


العزاء

  • وهل سُمح للأسرة في دمياط بأن تتلقى واجب العزاء في شكل طبيعي؟
حن في قرية صغير أحاطوا بها من كل الجهات، وعملوا كمائن من كل الجهات، وكانت بجوارنا قرية على الجانب الآخر من النيل نشروا جنودًا على المعدية بحيث منعوا الأفراد من الدخول ومن استطاع الدخول أخذوا بطاقته! كما سحبوا رخص السائقين.
وبعد ذلك فصلوا التيار الكهربائي عن البلدة، وهددوا المقرئ فلم يحضر، وهددوا مَن يريد أن يؤجر لنا مكبر الصوت، وهددوا الأهالي بأن من يحضر العزاء فسوف يُصور ويتم القبض عليه ليلاً، فمنعوا الناس من الدخول إلى القرية، وأشاعوا الذعر فيمن كان بالداخل، فاضطررنا إلى تشغيل شريط قرآن بوضعه في جهاز تسجيل يعمل بالبطارية، فيما حضر بعض الأقارب والأخوة ليؤدوا العزاء.. وفي الختام لا نقول سوى: "حسبنا الله ونعم الوكيل".

المصدر