كُتَّاب ماركة تمام يا فندم

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
م. محمد البشلاوي

إنه لمن المؤسف حقًا أن يكون هناك أناس يعدُّون من الإصلاحيين أو يعدهم الناس من الإصلاحيين ثم تجدهم– سواء بقصدٍ أو بغير قصد- لا يجدون أناسًا يهاجمونهم إلا الإصلاحيين، وكأنهم يظنون أنهم لا يمكن أن يكون لهم وجود في الساحة إلا على أنقاض غيرهم من الإصلاحيين.. وكأنهم لا يرون المفسدين الحقيقيين، وكأنهم لا يعيشون في ذروة فساد يزكم الأنوف من حولهم في كل مؤسسة وفي كل وزارة.

لماذا فجأة يقوم كثير من الكتاب والصحفيين بفتح موضوعات كثيرة كلها تصب في اتجاه واحد هو الهجوم على جماعة الإخوان المسلمين فكرًا ومنهجًا وسلوكًا، فهذا د. محمود خليل في جريدة (المصري اليوم) 7/ 2/ 2010م قبل الهجمة الأمنية الشرسة على شرفاء الأمة من الإخوان المسلمين ليقول: " تظل أفكار المرحوم سيد قطب قادرة على تحريك الأحداث في مصر والعالم حتى الآن".

أما هذا المدعو عبد الرحيم علي "الكاره لنفسه" وطبعًا للآخرين أيضًا ففي مداخلة في برنامج على قناة (المحور) وفي رده على سؤال مقدم البرنامج يقول: إن الاعتقالات عادية جدًا؛ لأنه يرى من وجهة نظره القاصرة أو المسمومة بصفته من العاملين مع جهاز الأمن أن الوضع طبيعي جدًا لكونها "محظورة"، وتخالف القانون والدستور، وأنا أسأله أي قانون وأي دستور الذي تمت مخالفته يا هذا الكاره لنفسه.. هذا في الوقت الذي يُعلن فيه مسئول بوزارة الخارجية الأمريكية مصرحًا أن الولايات المتحدة تنظر إلى هذه الاعتقالات بعين القلق، نظرًا للقبض على مصريين باستخدام قانون الطوارئ، مطالبًا الحكومة المصرية أن تحترم حقوق الجميع في التعبير السلمي عن آرائهم السياسية، وعلى توفير الضمانات القضائية لجميع المعتقلين، هذا في الوقت الذي يصرح فيه مصري مسلم بأن ما يحدث مع الإخوان شيء طبيعي.

وأيضًا..

نقبل أن يتكلم أمثال أحمد موسى، وعبد الرحيم علي وغيرهم كأدوات للأمن لتسويق قضية ما أو فكر ما..

لكن حينما يكن المتحدث كاتب بحجم ووزن وتاريخ الأستاذ صلاح عيسى، فهذا أمر عجيب في حلقاته التي ينشرها على صفحات المصري اليوم في هذا التوقيت بالذات وبهذا الأسلوب مع أنها محاضر جلسات تحقيقية إن صحت كانت بعد عذاب شديد لأصحابها، لو تعرض أمثال الأستاذ صلاح عيسى لعُشْره لقالوا ما يشاءون دون أن يدروا، ومع أن التحقيقات تمت في منتصف الستينات، والسؤال ما هو الداعي لنشرها الآن في نفس هذا التوقيت الذي يسبق هذه الهجمة على الإخوان، وبنفس الأسلوب، ونفس المداخل، ونفس قرار الاتهام الموجه لهؤلاء الشرفاء من نيابة أمن الدولة.

وظني أن ما وقع فيه أ. صلاح عيسى من خطأ لا يقع فيه صبي من تلامذته، وهذا فيما قاله هو نفسه قبل ذلك في تحليله للاعتقالات الأخيرة، وعليه أن يراجع نفسه في هذا.

وهذا السيد أبو العلا ماضي يقوم مقام أمن الدولة بإعداد قرار الاتهام ضد الإخوان، ويكون عونًا للنظام على إخوانه.. متبرعًا!! عجبًا على هذا النوع من الرجال الذي يبيع آخرته بدنيا غيره ولا يبالي..

ثم يختمها الأستاذ الدكتور سيد عبد الستار مشكورًا في حواره على الهواء، وكأنه إنسان يعيش في المريخ، وأيضًا يقع في نفس ما وقع فيه غيره، فهم جميعًا باعوا آخرتهم بدنيا غيرهم.. فلا نسمع لهم حسًا ولا خبرًا إلا في حديثهم عن أخطاء الإخوان، وسلبيات الإخوان.

فأين هؤلاء جميعًا فيما يحدث من فساد؟ وأين هم في تدهور الحالة الاقتصادية والصحية والتعليمية والأخلاقية في البلاد؟ وأين هم من التجاوزات الأمنية الفجَّة التي يقول عنها د. عبد الستار: إنها في حالة عادية، ويقول عنها عبد الرحيم علي: شيء عادي أن يتم اعتقال الإخوان.

هذا في الوقت الذي يرفضه الأوروبيون والأمريكيون من تجاوزات الأمن ضد الإخوان- أليس هذا من العجائب.

أما ما يفعله شخص مثل أبو العلا ماضي أو ثروت الخرباوي أو سيد عبد الستار فهو أمر محير حقًا بالذات في هذا التوقيت، فهل يُعقل أن يقوم مسلم تربى في أحضان هذه الجماعة بالهجوم عليها؟ ليس لصالح الإسلام ولا حتى لصالح نفسه، لكنه وبكل أسف لصالح النظام الذي يعلم القاصي والداني فساده وظلمه وديكتاتوريته.

فحدثوني بربكم مقابل ماذا يهاجم هؤلاء إخوانهم؟ أهو مقابل حفنة من الدولارات يأخذها أحدهم في مظروف بعد كل برنامج يظهر فيه مثل هذا "الكاره لنفسه" أم أنها مقابل ترخيص لحزب لن يحدث، وإن حدث فسوف يكون مثل ما سبقه من أحزاب كرتونية.

أما آن لنا أن نتقي الله فيما نفعل وفيما نقول، وأن يكون صالح الوطن والمواطنين هو الدافع الحقيقي لأي حوار من أجل مصالح العباد.