كيف ستُرفع أعمالنا في رمضان؟

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
لم تعد النسخة القابلة للطباعة مدعومة وقد تحتوي على أخطاء في العرض. يرجى تحديث علامات متصفحك المرجعية واستخدام وظيفة الطباعة الافتراضية في متصفحك بدلا منها.
كيف ستُرفع أعمالنا في رمضان؟
توفيق الواعي.jpg

بقلم: أ. د. توفيق الواعي

إن الأوقات المباركة التي تظلنا هذه الأيام تحتاج منا إلى العمل الصالح، وتقتضي وقفات ومراجعات للنفس، ثم لأعمالنا وأفعالنا؛ لأنها ستكون شاهدًا لنا أو علينا عند الله وعند الناس، وشهر شعبان فيه من الوقفات ما يسترعي الانتباه؛ حيث ترفع فيه الأعمال إلى الله رب العالمين، ويكتب الله فيه آجال الأنفس ويغفر فيه للتائبين.

وقد ورد أن الحقَّ سبحانه وتعالى ينزل في هذه الأوقات إلى السماء الدنيا ويقول: "ألا مَن مستغفر فأغفر له؟! ألا مَن مسترزق فأرزقه؟! ألا مَن مبتلى فأعافيه؟! ألا كذا ألا كذا؟! حتى يطلع الفجر".

أما رفع الأعمال، فقد رُوي عن أسامة بن زيد قال قلت: يا رسول الله، لَمْ أرك تصوم في شهر من الشهور ما تصوم في شعبان؟ قال: "ذلك شهرٌ تُرفع فيه الأعمال إلى الله، وأحب أن يُرفع عملي فيه وأنا صائم".

ولا أدري والله.. ما تلك الأعمال التي ستُرفع من أمتنا!! أهي الغش والزور والمظالم؟! أهي أعمال التعذيب للناس حتى الموت؟! أهي ركل العدالة وضرب القضاة؟! أهي فتح السجون والمعتقلات للشرفاء والنبهاء والمخلصين؟! أهي المحاكمات الظالمة والقضايا الملفقة؟! أهي الاستيلاء على أموال الناس ظلمًا وبهتانًا؟! أهي بيع فلسطين والارتماء في أحضان إسرائيل؟!

هي ضرب المقاومة وتصفية المدافعين عن المسجد الأقصى؟! أهي إرسال الأسلحة إلى الخونة والعملاء؟! أهي أعمال الجبن والانتكاس عن أعمال الخير؟! أهي خراب البيوت وتيتيم الأطفال وتشتيت الأسر وضياع الأمن والاستقرار؟! أهي زوّار الفجر، والصبح، والظهر، والحرمات المباحة؟! أهي قطع الألسن وكبت الحريات؟! أهي بيع المؤسسات وتشريد العاملين؟! أهي الدساتير والقوانين التي تكرس الفساد وتحمي الفجار والمجرمين؟! أهو الغلاء والإهمال وترك الناس للمجهول؟! هذا وغيره الكثير الذي يستجلب غضب الحق سبحانه ويستنزل نقمته وعذابه؛ إذن فالسعيد، من فعل الخير، وقدَّم البر، ورفعت له الأعمال الصالحة، والشقي من أتعس نفسه بالأعمال الخبيثة، والأعمال السيئة.

على هذا فتلك الأعمال إما أن تسعد الأمة وإما أن تتعسها، ومَن أراد أن يرى مستقبل أمة وينظر إلى واقعها فلينظر إلى أعمالها، ويقرأ صحيفتها، ولا يظلم ربك أحدًا.

وأما كتابة الآجال، فعن عائشة- رضي الله عنها- أن النبي- صلي الله عليه وسلم- كان يصوم شعبان كله، فقالت قلت: يا رسول الله: أحب الشهور إليك أن تصوم شعبان؟ قال: "إن الله يكتب فيه كل نفس ميتة تلك السنة، وأحب أن يأتيني أجلي فيه وأنا صائم".

ولا ندري- ولا يدري أحد إلا الله- مَن مِن هؤلاء المتحكمين في رقاب الناس قد قُضي أجله وهو لا يدري.. وقد جاءت ساعته وهو تائه مغرور.

كم من فرعون حين وافاه أجله قال: تبتُ الآن، وقال له عمله وردَّ عليه ربه ﴿أَالآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنْ الْمُفْسِدِينَ﴾ (يونس: 91).. قد غرتك دنياك الظالمة ونفسك اللعوبة وهواك الجامح، فنسيت الموت، ونسيت العهد الذي عُلِّقَ في رقبتك والميثاق الذي أُخذ عليك.

وقيل إن الله تعالى أسرَّ إلى عبده سرَّيْن على سبيل الإلهام؛ أحدهما: إذا خرج من بطنِ أمه يقول له: عبدي قد أخرجتك إلى الدنيا طاهرًا نظيفًا واستودعتك عمرك وائتمنتك عليه، فانظر كيف تحفظ الأمانة، وانظر كيف تلقاني، والثاني: عند خروج روحه يقول: عبدي ماذا صنعتُ في أمانتي عندك؟ هل حفظتها حتى تلقاني على العهد، فألقاك على الوفاء؟! أو أضعتها فألقاك بالمطالبة والعقاب؟ وإليه يُشار بقوله تعالى: ﴿وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِ

المصدر

قالب:روابط توفيق الواعى