كمائن واعتقالات وحصار.. السيسي يضع المصريين في “دائرة الانتقام”

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
كمائن واعتقالات وحصار.. السيسي يضع المصريين في "دائرة الانتقام"


كتب:رانيا قناوي

(25 نوفمبر 2017)

مقدمة

ما إن انتشرت أخبار تفجير مسجد الروضة حتى بدأت سلطات الانقلاب البدء في خطة ترويع المصريين ووضع جميع المواطنين تحت بند الاشتباه.

وبدأت وسائل إعلام الانقلاب في التحريض على جميع المصريين بزعم الحرب على الإرهاب، وطالبت اللجان الإلكترونية للسيسي على مواقع التواصل الاجتماعبي، بإعلان حالة الطوارئ ، المعلنة بالفعل، واعتقال كل ما يعارض النظام أو يختلف معه، نتيجة الخراب الذي يعيش فيه المصريون، بسبب غلاء المعيشة، كما طالبت اللجان الإلكترونية بإعدام كل المعتقلين في سجون الانقلاب! وتوسيع دائرة الاشتباه في كل من يأخذ موقف معارض لسياسات السيسي الأمنية والسياسية والاقتصادية.

كما استغلت كتائب السيسي الحادث في التحريض على جماعة الإخوان المسلمين، كما حرضت على دول وجهات خارجية مثل قطر وتركيا وحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، فضلا عن المطالبة بإخلاء سيناء وجعلها منطقة منزوعة من المواطن، وهو الهدف الأسمى لسلطات الانقلاب لبدء تنفيذ صفقة القرن في توطين الفلسطنيين في سيناء.

التفويض كمان وكمان

وبدأت الجهات الرسمية في الحشد مجددا للدخول في مرحلة جديدة من سفك دماء المصريين، تحت شعار"التفويض". وكان عبد الفتاح السيسي هو أول من رفع شعار التفويض مجددا، ليسير عليه مرة أخرى كل كتائب السيسي الإلكترونية، وهيئاته الحكومية.

وطالب السيسي خلال بيانه الذي أصدره بعد الحادث، بتوجيه رسالة لزعماء أوروبا وأمريكا، بإعطائه تفويضا دوليا في الحرب على الإرهاب، خاصة بعد الحديث عن ملف حقوق الإنسان، وانتهاك سلطات الانقلاب للقوانين الدولية بتعذيب المعتقلين في السجون، الأمر الذي وجد معه السيسي الفرصة سانحة لابتزاز المجتمع الدولي في غض الطرف عن هذه الانتهاكات، والحصول على تفويض دولي للانفراد بالمصريين لسفك دماءهم مجددا، وسط صمت المجتمع الدولي.

وبعد حديث السيسي عن التفويض، بدأت كل الهيئات واللجان المؤيدة للسيسي في المطالبة بالتفويض مجددا، حيث طالب ضياء رشوان رئيس الهيئة العامة للاستعلامات بإعطاء السيسي تفويضا جديدا للحرب على "المصريين وعلى كل رموز المعارضة لنظام الانقلاب".

كما قال أشرف زكي، نقيب المهن التمثيلية، إن النقابة أصدرت بيانًا، لإدانة الحادث الإرهابي الغاشم الذي استهدف مسجد الروضة بالعريش، وأن هناك اجتماعا عاجلا لفناني مصر؛ لتفويض عبد الفتاح السيسي والجيش والشرطة للضرب بيد من حديد على الإرهابيين، الاثنين المقبل، في نادي النقابة، الساعة 9 مساءً.

كما رفعت الصفحة الرسمية لرئاسة الجمهورية على موقع "فيس بوك" شعار الدم، ودشنت هاشتاج بعنوان "الثأر"، وطالبت خلاله بمواجهة كل من يعارض النظام، واعتبرت أن الحديث عن أي ملف أو قضية غير قضية الحرب على الإرهاب هو خيانة يجب محاكمة كل مصري يقوم بها. وسارت على الدرب كل الصفحات المتحدثة باسم جميع الهيئات الحكومية، كما توالت بياناتها على صفخحات التواصل، لتطالب بـ"الضرب بيد من حديد لكل من تسول له نفسه معارضة النظام".

كمائن لإرهاب المواطنين

وما إن نشر المتحدث باسم القوات المسلحة المصرية، صورا من عمليات استهداف سلاح الجو عناصر قال إنها "مسؤولة" عن استهداف المصلين في مسجد الروضة بالعريش، إلا وانتشرت معها الكمائن في ربوع مصر من ميادين وطرق، ورفعت وزارة داخلية الانقلاب درجة الاستنفار القصوى، لتقوم بشن عدد من حملات الاعتقال غير المسبوقة ضد العشرات من المصريين، بزعم الانتماء لجماعات محظورة.

ونشرت الداخلية كمائنها وأقوالها الأمنية في كل مكان، الأمر الذي أصاب البلاد بالشل التام، وأدى لتوقف حركة المرور في العاصمة الكبرى، وعدد من المحافظات. وفي القاهرة الكبرى، قامت الداخلية بنشر كمائنها في كل الميادين العامة، وانتشر معها المخبرون في الشوارع والازقة، وقام أفراد داخلية الانقلاب بتفتيش كل السيارات التي تمر دون استثناء.

كما قامت الأكمنة المتحركة بوضع المصريين تحت قانون الطوارئ، ووضع الاشتباه، حيث قامت بتفتيش الآلاف من المصريين، والتحري عنهم، والقبض على كل من صدر ضده أحكام سابقة سواء كانت أحكام جنائية أم جنح. وحاصرت قوات الانقلاب أهالي سيناء رغم الحادث المفجع، بزعم الحرب على الإرهاب وملاحقة المشتبه بهم، كما أغلقت نفق الشهيد أحمد حمدي، ومنعت مرور أي سيارة، فضلا عن منع مرور المواد التموينية، والادوية، رغم احتياج الاهاليلها.

وشددت الأجهزة الأمنية فى محافظة الأقصر، من إجراءاتها اليوم فى محيط المناطق الأثرية والسياحية، على خلفية حادث مسجد الروضة بالعريش.وشملت التشديد الأمنى، محيط مطار الأقصر الدولى، ومبنى المحافظة، ومديرية الأمن، وكال المنشآت الحيوية، ودور العابدة المسيحية.

كما قامت سلطات الانقلاب بالانتشار في محافظات الصعيد والوجه البحري، وشددت من قبضتها أمام الكنائس، في حين تركت المساجد التي جعلت منها خطرا يجب مواجهته، حيث أمرت بغلق جميع المساجد الصغيرة، واقتصار فتح المساجد على الصلاة لمدة 15 دقيقة فقط.

المصدر