كثير من التحرش قليل من العبادة.. «مولد السيدة».. الإسلام على طريقة السيسي

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
كثير من التحرش قليل من العبادة.. "مولد السيدة" .. الإسلام على طريقة السيسي


(27/04/2017)

كتب: يونس حمزاوي

مقدمة

وسط إجراءات أمنية مشددة، احتفل المئات من أتباع الطرق الصوفية بمولد السيدة، الذي اختتم ليلة الثلاثاء، حيث سادت حالة من الاستياء بين الزوار؛ على خلفية التشديدات الأمنية التي منعت نصب الخيام، وسط شكاوى عديدة من كثرة حالات التحرش.

وبكل تأكيد، فقد جرت فعاليات الاحتفال وسط تواجد أمني مكثف، لا يستهدف منع أو إلغاء الاحتفال، بل لتأمين الزوار، وتأكيد رضا النظام عن هذه الممارسات والمفاهيم على أنها الإسلام المرضي عنه من جانب قائد الانقلاب عبدالفتاح السيسي والأجهزة الأمنية.

احتفال برضا الأمن

ونظّمت المشيخة العامة للطرق الصوفية، مؤتمرها السنوى للاحتفال بالمولد داخل المسجد، بحضور مشايخ وأعضاء المجلس الأعلى للطرق الصوفية، وعلى رأسهم عبدالهادى القصبى، رئيس المجلس الأعلى للطرق الصوفية وشيخ مشايخها، ورئيس لجنة التضامن بمجلس نواب العسكر، فضلا عن مشاركة عدد من ممثلى الوزارات والأوقاف ومحافظة القاهرة والأزهر الشريف.

واحتفل أبناء الطرق الصوفية فى الشوارع الجانبية؛ لاقتصار الاحتفالات على الأمسية الدينية، بسبب قرار أجهزة الأمن بعدم إقامة الخيام بالقرب من المسجد لدواع أمنية، ما أثار استياء الكثيرين من الصوفية. كما نظم مريدون حلقات الذكر وابتهالات وأناشيد، فيما سمحت أجهزة الأمن فقط لبعض شيوخ الطرق الصوفية بإقامة مسارح كبيرة بجوار المسجد؛ بهدف الإنشاد الدينى.

وكانت أجهزة الأمن بالقاهرة قد شنت حملة مكبرة، استهدفت سرادقات وخيام الطرق الصوفية بالشوارع المحيطة بميدان السيدة زينب، قبل 24 ساعة على الليلة الكبيرة للمولد، وصادرت عشرات الخيام، الأمر الذى واجهه المريدون بافتراش الحصير فى الشوارع. وبررت قيادات أمنية هذه الإجراءات المشددة بمخاوف من استهداف زوار المولد من جانب متشددين.

غياب اللحوم عن الموائد

وعلى ما يبدو، فإن للغلاء الفاحش آثاره الكبيرة، فبالرغم من حضور الشيخ ياسين التهامى وابنه محمود، لإحياء الليلة الختامية، فإن المريدين الذين أتوا من البلاد لم يغفلوا غياب اللحوم عن موائد الطعام، التى استبدلها أغلب أصحاب الطرق بالمشروبات الساخنة والابتهالات الروحانية، وتأثرت موائد المولد بارتفاع أسعار اللحوم فى ظل الأزمة الاقتصادية التى تمر بها البلاد.

وجرت العادة أن تقدم الطرق الصوفية فى مولد السيدة، مائدة طعام لا تخلو من العيش واللحوم وتقدم على شكل "نفحات" ، لكنها تخلت هذا العام عن موائد الأكل، واكتفت أغلب الساحات بالمشروبات.

مطرب وراقصة بين حلقات الذكر!

وفى الشوارع الجانبية والحوارى، أقام أصحاب بعض الفرق الصوفية حلقات ذكر وإنشاد على أصوات الآلات الموسيقية، وشوهدت مطربة شعبية أربعينية، ترتدى بدلة رقص وسط الزبائن بخفة ونشاط، وتحييهم فى الميكروفون، وتذكر أسماءهم، مقابل الحصول على ما تيسر من المال. الأمر الذي لاقى استحسانا من جانب الزوار وقيادات الأمن وعناصره المتواجدين في الاحتفال. ويرتدى معظم الزوار جلاليب متسعة، ما يعني أنهم إما من الريف أو من الصعيد.

وخلف مسجد السيدة زينب، تمت إقامة حلقة صغيرة لمطرب شعبى كان يرتدى قميصا أحمر غامقا، وكان يقدمه "نبطشى" شاب مثل حفلات الأفراح تماما، وبجوارهما وقفت فرقة صعيدية كان يرقص على ألحانها بعض الرجال والشبان بالعصى ودونها.

حرامية ونشالين

على بعد نحو 50 مترا من منصة الشيخ تهامى ياسين التهامى أمام مسجد السيدة زينب، وقف بائع الأعلام سمير يونس، 58 سنة، خائفا يترقب هجمة البلطجية واللصوص، "اتسرق منى 3 إعلام تمن الواحد 15 جنيه، الحتة هنا مليانة حرامية ونشالين".

ويحكى عن نفسه قائلا

"أنا ببيع أعلام من زمان جدا، لكن فى الفترة الأخيرة مفيش بيع زى الأول، ميدان التحرير بقى فاضى، وماتشات الكورة بتاعة المنتخب خلصت، وفى المولد مفيش ناس كتير بتشترى أعلام، هما عاوزين يشتروا حمص وحلاوة ومشبك ولعب لعيالهم".

كثير من التحرش قليل من العبادة

واستمر زحام الليلة الكبيرة المصحوب بدوائر البلطجة والتحرش من قبل الشبان المراهقين من أبناء القاهرة حتى الثانية فجرا، فيما قام بعض سكان المنطقة أيضا بإلقاء البيض على المواطنين من نوافذهم، ولم يتم مشاهدة أى فرد أمن يرتدى "الزى الميرى" بالمولد، إلا أثناء زيارة مدير أمن القاهرة، الذى أحاطه عدد كبير من أفراد الحراسة الخاصة وجنود الأمن، وسرعان ما اختفوا جميعا بمجرد انتهاء زيارة مدير الأمن.

المصدر