قصة انقلاب ملك الأردن على أشقائه.. هل لها علاقة بصفقة القرن؟

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
قصة انقلاب ملك الأردن على أشقائه.. هل لها علاقة بصفقة القرن؟


قصة انقلاب ملك الأردن على أشقائه...jpg

كتب:كريم محمد

(31 ديسمبر 2017)

مقدمة

فجأة أعلن ملك الأردن عبد الله الثاني عزل أخويه فيصل وعلي وابن عمه طلال بن محمد من قيادة الجيش الأردني، ثم وجه رسائل شكر وثناء إلى شقيقيه الأميرين فيصل وعلي بن الحسين، وابن عمه الأمير طلال بن محمد، بعد صدور قرار بإحالتهما للتقاعد من الجيش.

ومنح الملك الأمراء الثلاثة رتبة فريق فخري في القوات المسلحة، وخاطبهم قبيل ذلك قائلاً:

"ولما كانت المؤسسية هي أساس العمل في قواتنا المسلحة "الجيش العربي" والقاعدة التي يستند إليها في مسيرة التحديث والتطوير وإعادة الهيكلة، فقد اقتضت هذه المؤسسية وإعادة الهيكلة إحالتكم أنت وسمو الأمير علي بن الحسين، وسمو الأمير طلال بن محمد، على التقاعد؛ أُسوة بإخوانكم كبار الضباط في الجيش العربي".

ولكن إعلان عزل الأمراء الثلاثة بهذه الطريقة وفي توقيت سياسي يشهد اتصالات مكثفة بينهم وبين أمراء السعودية والإمارات لتمرير صفقة القرن؛ أثار تساؤلات حول أسباب عزلهم وتأثير هذا في مستقبلهم. وأثارت تنحية الأمراء الثلاثة من الجيش جدلاً واسعًا في مواقع التواصل الاجتماعي وبعض الصحف الأجنبية، التي قالت إن هذا الأمر جاء بعد وجود اتصالات بين الأمراء الثلاثة وولي العهد السعودي محمد بن سلمان، ونظيره الإماراتي محمد بن زايد، من أجل إجراء انقلاب عسكري في البلاد.

تدبير انقلاب

وترددت معلومات أن المخابرات الأردنية اعترضت اتصالاتهم بوليي العهد السعودي محمد بن سلمان والإماراتي محمد بن زايد، تخطيطًا لانقلاب ضد الملك، وأن الأمراء الثلاثة الآن هم قيد الحبس المنزلي. وزاد من حجم البلبلة توّعد السلطات الأردنية اليوم الأحد بملاحقة نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي تتّهمهم بـ"تلفيق وإطلاق إشاعات" بحق ثلاثة أمراء من العائلة الحاكمة، تمّت إحالتهم للتقاعد من الخدمة العسكرية، نهاية الأسبوع الماضي.

ونشرت وكالة الأنباء الأردنية الرسمية، الأحد، بيانًا صادرًا عن الديوان الملكي، جاء فيه أن "بعض المواقع الإلكترونية والتواصل الاجتماعي تناقلت إشاعات وادعاءات باطلة ملفقة ومغرضة تشيع لأكاذيب تسيء إلى أصحاب السمو الملكي الأمراء؛ فيصل بن الحسين، وعلي بن الحسين، وطلال بن محمد"، وفق البيان.

وأضاف:

"الديوان الملكي الهاشمي سيلاحق قانونيًا كل من يسيء أو ينشر الأكاذيب، والمزاعم الباطلة بحق أصحاب السمو الملكي الأمراء والأسرة الهاشمية".

وجرت العادة في الأسرة الهاشمية منذ الملك الراحل الحسين بن طلال أن يخدم الأمراء في الجيش الأردني، وعمل عدد منهم في مناطق صحراوية، ويحالون للتقاعد أيضًا، ولكن هذه المرة جاء تسريع الأمر بحجة إعادة هيكلية الجيش الأردني وتقليص عدده بهدف تخفيض النفقات في ظل تقلص الدعم الخارجي له.

تقليص نفقات

ويقول محللون أردنيون إن الهيكلة تعني إلغاء وحدات ومناصب قائمة من باب توفير الكلف والرواتب، ودمج أخرى قائمة، وإن بدء الملك بأشقائه وأبناء عمومته هدفه إرسال رسالة لباقي الرتب بأنه بدأ بأقاربه.

وبحسب مشروع قانون الموازنة لعام 2018، المنشور على موقع وزارة المالية، تبلغ الموازنة المخصصة لوزارة الدفاع الأردنية، مليارًا و159 مليون دينار أردني، وتشمل الموازنة الجديدة 2018 ارتفاعًا بالنفقات للأجهزة الأمنية بحوالي 440 مليون دينار، وازدياد الإنفاق على جهازي الأمن العام والدرك المخصصين للشغب والمظاهرات.

وكان الأمير فيصل بن الحسين يحمل رتبة لواء، وشغل منصب المساعد الخاص لرئيس هيئة الأركان المشتركة قبل إحالته إلى التقاعد، وعين في مارس 2002، قائدًا لسلاح الجو الملكي الأردني، وبقي في المنصب حتى عام 2004.

كما تقلد الأمير علي رتبة لواء وعمل قائدا لمجموعة الأمن الخاص للملك في الحرس الملكي عام 1999، وخدم في هذا المنصب حتى 28 يناير 2008، إلى أن أناط به الملك مهمة تأسيس وإدارة المركز الوطني للأمن وإدارة الأزمات، ثم احيل للتقاعد.

ويحمل الأمير حمزة بن الحسين (شقيق الملك) رتبة عقيد، وأحدث منصب عسكري تولاه هو قيادة سرية مع الكتيبة الثالثة التابعة للواء المدرع الملكي الثاني، وكان مسؤولا عن ثلاثة فصائل.

صفقة القرن

ويقول الخبير نايل الشافعي إن محاولة الانقلاب التي يجري الحديث عنها هي بسبب اختلاف في الرؤى حول تنفيذ صفقة القرن، وإن الملك عبد الله يرفض القبول بالصيغة المبهمة للارتباط بين العرش الأردني وسكان الضفة الغربية، التي يقترحها بيبي نتنياهو ويروّج لها وليا العهد السعودي والإماراتي.

إذ إن تلك الصيغة المبهمة قد تقضي على عرش الأردن، بل وعلى دولة "الأردن" ليحل محلها دولة فلسطينية تكون أرضها شرق نهر الأردن، ولكن يتبعها كل الفلسطينيين شرق وغرب النهر. ويركل نتنياهو كرة سكان الضفة للأمام بدون حل محدد، وهذا ما يخيف الملك عبد الله، لأن الأمر قد يتطور بسهولة إلى وضع لا يتطلب وجود شيء اسمه "الأردن" أو "العرش الهاشمي".

ويقول "الشافعي" أنه من ناحية محمد بن سلمان، فأنا أرى أنه سيسعى لإنهاء حكم "آل سعود" لتصبح مملكة ثم جمهورية محصورة فيه وفي نسله من بعده. وهذا لا يتأتى مع بقاء الأسرة الغريمة "الهاشميين" في الحكم في الأردن، لذلك يود إنهاء الحكم الهاشمي.

ولم يصدر أي رد فعل من الحركة الإسلامية الأردنية علي الجدال هو هيكلية الجيش وعزل الامراء، بسبب حساسية القضية والتحذيرات الملكية بملاحقة من يخالف الرواية الرسمية.

المصدر