الفرق بين المراجعتين لصفحة: «قالب:كتاب الأسبوع»

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
لا ملخص تعديل
وسم: استبدل
(٣١ مراجعة متوسطة بواسطة نفس المستخدم غير معروضة)
سطر ١: سطر ١:
<center>'''[[:تصنيف:مكتبة الدعوة|مكتبة الموقع]]'''</center>
'''[[:تصنيف:مكتبة الدعوة|مكتبة الدعوة]]'''


'''<center><font color="blue"><font size=3>[[الإخوان المسلمين أحداث صنعت التاريخ (الجزء الثالث).... محمود عبد الحليم]]</font></font></center>'''
<center>'''كتاب : [[هكذا علمتني دعوة الإخوان المسلمين]]'''</center>
[[ملف:هكذا علمتني الحياة.jpg|وسط|250بك]]


'''للأستاذ / [[محمود عبد الحليم]]'''  
...'''[[هكذا علمتني دعوة الإخوان المسلمين|لتصفح الكتاب إضغط هنا]]'''
 
<div class="reflist4" style="height: 500px; overflow: auto; padding: 3px" >


'''[[:تصنيف:مكتبة الدعوة|مكتبة الدعوة]]'''
قد يظن الكثيرون من السادة القراء – الذين يترقبون صدور الجزء الثالث من هذه المذكرات – أنهم سيقرأون في هذا الجزء تاريخ ثورة 23 [[يوليو]] [[1952]] ، غير أنهم قد لا يجدون مأربهم فيما سوف يقرأون .. فلتاريخ هذه الثورة مظان أخري يمكن الرجوع إليها ، وهي كثيرة وفي متناول الجميع .. وقد كتب عنها من لازم صاحبها معظم الوقت ، ومنهم من لازمه كل الوقت ، ومنهم من انفصل عنه في وقت مبكر ووقف منه موقف المراقب .. وقد ظهر أخيرًا كتاب " [[صفحات من التاريخ]] " للأخ الأستاذ ([[صلاح شادي]]) ، وهو من خير ما يقرأ في هذا الصدد ، لأن مؤلفه كان جزءًا من هذه الثورة منذ كانت حلمًا في الخواطر ، ثم كان من حصادها . وقد جاء كتابه بعد كل ما صدر من كتب عن الثورة فصار مهيمنًا عليها ، حيث ناقش بعضها ببعض ، وأضاف إليها من معلوماته وتجاربه ، واستخلص من ذلك كله صورة هي أقرب إلي الصواب .
   
ولكن كتابنا هذا لا يمس تاريخ هذه الثورة إلا فيما يتصل منها ب[[الإخوان المسلمين]] .. لأن موضوع الكتاب هو : " [[الإخوان المسلمون .. أحداث صنعت التاريخ]] " .. وإذا كانت ثورة 23 [[يوليو]] حدثًا من أحداث هذا التاريخ ، فمبحثنا فيها إنما يكون عند نقط التقائها ب[[الإخوان المسلمين]] سواء أكان هذا الالتقاء التقاء بنود لهم ، أو تربُّ في أحضانهم ، أو قيام في حمايتهم ، أو الانتفاع بسمعتهم ، أو تمرد عليهم ، أو نقض لعهدهم ، أو تواطؤ مع العدو عليهم .. وهذه النقاط بالذات من تاريخ هذه الثورة هي التي رأي المهيمنون علي منابع الثقافة في [[مصر]] حجبها عن التاريخ ، آملين بذلك أن يصنعوا لهذه الثورة تاريخًا معينًا . ولقد كتبت الجزأين اللذين صدرا من هذه المذكرات ، وعرضت فيهما لجهود [[الإخوان المسلمين]] ، وما أسفرت عنه هذه الجهود من أحداث متسلسلة خلال ربع قرن من الزمان ، بدءًا من عام [[1928]]م ، وكل جهد بذلوه قد تمخض عن حدث قرب الشعب بهذه الخطوة وما تمخض عنها من أحداث جسام إلي [[يوليو]] [[1952]]م ، فرأي الشعب نفسه وجهًا لوجه أمام الهدف المأمول .
   
ولا حاجة بي إلي إعادة القول بأن اختفاء هذه الجهود عن أعين الأجيال الناشئة في ضباب الأكاذيب ،وضياع صوت هذه الأحداث عن أسماعهم في ضجيج مواكب النفاق ، لن يستطيع أن يحجب هذه الحقائق إلي الأبد .. بل من سطوع الشمس ولو ساعة من نهار ، مهما تراكم عليها من ظلام السحب .. وقد تكون جهودنا هذه في إصدار هذه المذكرات إحدى المحاولات التي تبذل لاختراق هذا الجدار الشاهق المشيد ، المضروب حول هذه الحقائق لحجبها عن العيون والأسماع . وأحب أن أحيط السادة القراء علمًا بأن هذه المذكرات التي وعدتهم في مقدمة الجزء الأول منها بإصدارها في ثلاثة أجزاء ، كانت مسوداتها جميعًا معدة وكاملة حتى آخر يوم من أحداث الجزء الثالث قبل البدء في طبع الجزء الأول منها .. وإعدادي مسودات هذه الأجزاء الثلاثة معًا في أوائل السبعينات ، كان انطلاقة ذهن صودرت فيه معلومات وأفكار وأحاسيس مدة عشرين عاما ، فلا هو وجد خلالها متنفسًا يطلقها منه ، وهو حملة اليأس علي التخلص منها بإرسالها إلي منطقة النسيان .. وكان حرصه عليها اعتزازا بقيمتها ، وضنًا بها علي الضياع .. لاسيما وهي معلومات هي في حقيقتها خلاصات تجارب ، وحصيلة جهود ، وثمرة أفكار ، لم تجد طريقاً إلي النشر والذيوع .. فلما انثقب في جدران السجن ثقب في أوائل السبعينات ، انطلقت الأفكار الحبيسة من سجنها – الذي طال أمده انطلاق القنبلة الموقوتة ، فتلقت شظاياها المضيئة صفحات كانت إليها في شوق عظيم .. وسرعان ما انطبعت هذه الأفكار علي الصفحات ، حتى كأنما كانت – لشدة شوقها إلي الانطباع – تكاد تسبق القلم .. وهكذا لم يجف مداد القلم حتى أتمها واستوفاها دون كلل ولا توقف .
 
وقد قصدت من إحاطة القراء علمًا بذلك أن أطمئنهم إلي أن ما يقرأون من معلومات في هذه المذكرات ، وما يلحق بهذه المعلومات من تحليل أو تفسير أو تعقيب ، لم يتأثر بما جد بعد ذلك من أحداث ،وما طرأ من ظروف ، وإنما هو نفسه الذي كان مكتوبًا في المسودات يوم كتبت هذه المسودات . وصدر الجزء الأول وتلاه الجزء الثاني .. ولكنني أمام الجزء الثالث هذا وجدتني مترددًا ,, هل أصدره وفاء بما وعدت أم أستبقيه لنفسي إرضاء لعواطفي ؟ .. وطال هذا التردد حتى لاحظه بعض المحبين ، فوجهوا إلي عتابًا شديدًا ؛ متهمين إياي بالتباطؤ في أمر ليس من حقي أن أتباطأ فيه ، أو أنكل عنه ، أو أقعد عن أدائه ؛ لأنه أصبح من حق التاريخ ، وأصبح شهادة يحرم كتمانها وما دعاني إلي التردد في إصدار هذا الجزء إلا ما أعلمه من أن أحداثه حين أعرض لها سيلزمني عرضها أن أتناول مواقف لإخوة أعزاء علي نفسي ، قد يكون في تناولها قهر لعواطفي .. وهو ما أتحاشاه ويتحاشاه كل ذي قلب .. ولكن الإخوة المحبين حين نظروا إلي الموضوع لم يعيروا هذه الناحية اهتمامًا ، ورأوا أن من حق المجتمع أن يسمع الحقائق التاريخية كاملة ، مهما كلف ذلك من لديه هذه الحقائق من آلام وأحزان .. وما كان لي بعد ذلك إلا أن صدع بأمرهم ، وأنزل عند بليغ حجتهم . ويعلم الله كم عانيت في إعداد هذا الجزء من مشقة نفسية ، وآلام تلذع القلب وتدميه .. فأنا أكتب عن فترة كانت حالكة الظلام .. والأشخاص خلالها يتحركون بتخبط بعضهم في بعض .. فربما أقبل أحدهم علي آخر معانقا – وهو يظن أنه مما يعانق صديقا – ولا يتبين إلا أخيرًا أنه إنما عانق العدو .. وينفر أحدهم من آخر علي أنه عدو ، ولا يتبين له أنه نفر من صديق إلا آخر الأمر .. والحديث من ناحيتي لابد أن يتناول كل هؤلاء ، وكل تحركاتهم كما وقعت دون إخفاء ولا تستر ولا تمويه . وقد أكون أعلم أن لبعض هؤلاء في تحركه الذي تحركه في الجو المظلم وجه عذر ، غير أن ذلك لا يشفع لي أمام أمانة التاريخ أن أجامل فأخفي التحرك أو أتستر عليه أو أتجاوزه .. ولو فعلت لفضحتني الأحداث ، فقد كانت محصلة هذه التحركات أحداثًا مروعة زلزلت [[مصر]] من أقصاها إلي أقصاها ، ورجعت بها القهقرى قرنا من الزمان ، ونقلتها إلي قاع بحر الظلمات الذي لازلنا نغالب ظلماته حتى اليوم .
   
ولا أستثني نفسي من هؤلاء الذين تحركوا وسط هذا الجو الحالك المدلهم فأزكي تحركاتي خلاله من دون الذين تحركوا .. وإنما قد ألزمت نفسي أن أثبت تحركاتي – كما وقعت – وسط تحركات غيري ، مودعًا كل ذلك سجل التاريخ ، تاركًَا للقراء تقييم هذه التحركات بعد أن يدخلوا في تقييمها ما كان يحيط بها من ظروف وملابسات . وقد أكون حريصًا أشد الحرص – بادئ ذي بدء – علي أن ألفت انتباه السادة القراء ، إلي حقيقة قد يغفلون عنها في خضم انفعالهم بأحداث هذه الجزء .. تلك هي أن المجموعات من [[الإخوان]] – عدا رءوس الفتنة ومدبريها – الذين لعبوا أدوارًا في خلال هذه الأحداث ، علي اختلاف هذه الأدوار ،وتعارض بعضها مع بعض ، إنما كانت الدوافع إليها دوافع نبيلة .. فلا ينبغي أن يساء الظن بهم ، أو أن يهبط بمكانتهم في النفوس .. فهؤلاء الإخوة هم الرعيل الأول الذي تحمل أعباء هذه الدعوة من أول يوم ، وحسبهم أن لهم فضل توصيلها إلي الأجيال الناشئة .. ولقد التقي هؤلاء جميعا – حتى طلع النهار – علي كلمة سواء ، وعرف كل منهم خطأه وصوابه .
       
وإذا الحبيب أتي بذنـب واحـد             
::جاءت محاسنـه بألف شفيـع
   
وليكن رائدنا إزاء هذه المواقف ما كان من مواقف لأجلاء الصحابة في الفتنة الكبرى في عهد الخليفتين الراشدين الثالث والرابع رضي الله عنهما ، وأصحاب هذه المواقف علي اختلافها وتعارضها ، هم الذين قال فيهم رسول الله صلي الله عليه وسلم : " أصحابي كالنجوم ، بأيهم اقتديتم اهتديتم " . وما عرضنا لهذه المواقف في هذا الجزء من المذكرات إلا للتعليم والتوجيه ، وتزويد الأجيال الناشئة بثروة تاريخية تفتح أبصارهم ، وتنير بصائرهم ،وتجنبهم مواطن الزلل وتمنحهم موازين دقيقة لا تتذبذب ولا تختل ، يقيمون بها ما عسي أن يصادفهم في معترك الحياة من مواقف وأعمال وأحداث . ومع كل ما بذلت من جهد لإلقاء الأضواء من كل جانب – ما استطعت – علي أحداث هذه الفترة التي تعالج أحداثها في هذا الجزء ، فلا أدري هل بلغت في ذلك ما كنت أمل من الإبانة والتوضيح ، أم أن ظلام الجو المحيط بهذه الأحداث كان أكثف من أن تبدده هذه الأضواء المتاحة ؟ .. وعلي كلًّ .. فلتلتمس لي الأعذار إذا لم يكن الوضوح كاملاً .. فإنها لم تكن عاصفة كسابقتها ، لم تنل من البناء الإخواني إلا ما تنال ذرات التراب وحبات الحصى – مما تثيره العاصفة – من خدوش ، وإنما كانت هذه المرة دوامة جائحة اخترقوا بها قلب [[الإخوان المسلمين]] في مهجته ، فعميت من غيارها العيون ، وداخت من دورانها الرءوس ، وذهلت بمفاجأتها العقول .. وما من فتنة دبرت لهذه الدعوة كانت أشد عليها وقعًا ، ولا أفدح بها ضررًا ، ولا أسوأ فيها أثارًا من هذه الفتنة .. وكيف لا وقد نشأت من صميم لبها ، ونبتت في سويداء قلبها ، وتشعبت في سائر عروقها فكانت المصيبة فيها كمصيبة الذي قال :
       
قلبي إلي ما ضـرني داعـي       
::يكـثر أحــزاني وأوجــاعـي
       
كيف احتراسـي من عدو لي       
::وإذا عــدوي بيـن أضـلاعـي
   
'''أو علي حد قول الآخر :'''
       
كنت من كربتـي أفر إليهـم       
::فهمـو كربـتي فـأيـن الـفـرار
    ..[[الإخوان المسلمين أحداث صنعت التاريخ (الجزء الثالث).... محمود عبد الحليم|تابع القراءة]]
 
<noinclude> </noinclude>

مراجعة ٠٣:٥١، ٢٠ يونيو ٢٠٢٢