في الذكرى الرابعة لمجزرة القرن.. كيف فضح بيان “البرادعي” العسكر

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
في الذكرى الرابعة لمجزرة القرن.. كيف فضح بيان "البرادعي" العسكر


كيف فضح بيان “البرادعي” العسكر.jpg

كتب: يونس حمزاوي

(13 أغسطس 2017)

مقدمة

"فوجئنا باحتجاز "مرسي" بعد دعوتنا لاجتماع 3 يوليو ما دفع رئيس "الحرية والعدالة" لمقاطعة المشاركة رغم دعوته من قبلها، اتفقنا على تأسيس لجنة مصالحة وطنية وحكومة تتمتع بكامل الصلاحيات وانتخابات برلمانية يليها انتخابات رئاسية مبكرة، استقلت اعتراضا على فض رابعة بالقوة ليس فقط لأسباب أخلاقية وإنما لوجود حلول سياسية شبه متفق عليها يمكن أن تنقذ البلاد".

كانت هذه المضامين السياسية أبرز ما جاء في بيان الدكتور محمد البرادعي، نائب المؤقت عدلي طرطور ومؤسس حزب الدستور، بعد انقلاب 30 يونيو 2013م.

البيان الذي أصدره البرادعي في 2 نوفمبر 2016، يكشف كيف تآمر العسكر على مصر وأدخلوها في نفق مظلم مليء بالدم والثأر والعنف والكراهية والتمييز، وإجهاض المسار الديمقراطي الذي أثمرته ثورة يناير 2011م، والأخطر هو سقوط الجيش أخلاقيا وفقدانه دعم الشعب وتأييده وافتخاره به بعد أن تغيرت عقيدته العسكرية من حماية الحدود والتصدي للأعداء إلى توجيه السلاح إلى صدور الشعب ومصادرة الحياة السياسية والاقتصادية ونهب ثروات البلاد.

خراب مصر بدأ من يوم المذبحة

وجاءت ردود الفعل على بيان البرادعي لتؤكد كلها خيانة العسكر للرئيس المنتخب ولكل من وضع يده في أيديهم، وقال رئيس تحرير صحيفة "المصريون" جمال سلطان، إن "تبرئة البرادعي لموقفه مما جرى بعد 3 يوليو؛ فعلها السيسي نفسه أكثر من مرة"، مشيرا إلى أنه "ثمة إدراك لدى الجميع بأن الخراب الذي تعيشه مصر بدأ من تلك اللحظة".

وقال الباحث السياسي باسم خفاجي، إن "مذبحة الحرس كانت في 8 يوليو، والبرادعي قبل بمنصب نائب الرئيس في 14 يوليو، مما يعني أنه أقر بشرعية القتل والانقلاب"، مضيفا: "إنْ أراد أن يتوب عن خطيئته؛ فليعتذر، ولكنه يتهرب".

وأوضح خفاجي أنه لا يشكك في "وطنية" البرادعي، "فقد كان مخلصا لمصر، وأخطأ أخطاء فادحة، منها أنه أقر بسكوته عن مذبحة الحرس، وقبِلَ بعدها بمنصب نائب رئيس"، متابعا: "هو جزء من الانقلاب، ويجب أن يعتذر".

أما نائب رئيس حزب الوسط محمد محسوب؛ فقال إن "كل من وثق بالسيسي خَدَعه، والسهل في المشهد هو اعتبار كل مراجعة مادة لإحياء خلافاتنا، والصعب هو الإقرار بالخطأ واصطفاف الجميع لمواجهة ما جنته أيديهم".

وقال رئيس حزب البناء والتنمية، طارق الزمر، إن تصريح البرادعي "يكشف جانبا موثقا من جرائم السيسي، ويؤكد أن الانقلاب لم يمرَّر حتى الآن، وأن الأيام القادمة تحمل المزيد.. لكن يبقى أن نوحد صفوفنا".

وعقب الناشط السياسي تقادم الخطيب بالقول إن "ما ذكره الدكتور البرادعي صحيح، لكنه لم يذكر كيف قامت جبهة الإنقاذ بصياغة بيان تأييد خطاب السيسي (مهلة 48 ساعة)".

من جانبه؛ قال الحقوقي هيثم أبوخليل، إن

"البرادعي تذكربعد40 شهرا أن يخرج بيان توضيح بسبب ما وصفه بالانحطاط الذي يمارس ضده، لكن ما حدث من مجازر وانتهاكات لعموم الشعب؛ لم تلفت انتباهه، ولم تحتج منه إلى توضيح".

وذهب الكاتب الصحفي وائل قنديل إلى القول بأن

"شهادة البرادعي تضع السيسي وعصابته تحت طائلة الجنائية الدولية؛ لو أن هناك عدلا في هذا العالم".

هجوم ضاري من إعلام العسكر

وعلى الفور بدأ الهجوم الضاري من جانب الإعلام الموالي للعسكر على الدكتور البرادعي، و اعتبرت صحيفة اليوم السابع الداعمة للإنقلاب أن الدكتور محمد البرادعى ، خرج ببيان يقدم فيه قرابين الغفران لجماعة الإخوان التي وصفتها بالإرهابية، للصفح عنه، وشرح تفاصيل ساذجة، بعيدة عن لب الحقائق.

بينما صحيفة برلماني التابعة لليوم السابع، نشرت تصريحات شديدة السوء على لسان محمد أبوحامد، عضو مجلس النواب ووكيل لجنة التضامن بالبرلمان الانقلابي، حيث وصف بيانات البرادعي بالشاذة واتهمه أنه تربطه علاقة بجماعة الإخوان ولم ينس وصمها بالإرهاب، متابعا أن البرادعي قد أصيب بشذود فكرى ولم يعتمد عليه المصريين أو ينخدعوا فى عباراته وإدعائه أنه مؤهل لتولي البلاد.

بينما نشرت الوفد تعليق محمد عبدالعزيز، عضو حركة تمرد سابقا والشهير "ببرايز"، خلال مداخلة هاتفية ببرنامج "الحياة اليوم"، على قناة "الحياة"، والذي قال فيه : أنه كان من باب أولى للدكتور محمد البرادعي منذ استقالته في 2013 أن يكشف هذه المعلومات وقتها لو كان صحيحًا، مؤكدًا أن الإعلان عنها الآن أمر يثير الاستغراب، واتهم البرادعي صراحة بالكذب.

بينما جريدة فيتو نشرت هجوم الإعلامي "خالد صلاح" المشين على الدكتور محمد البرادعي، حيث أكد "صلاح" خلال تقديمه برنامج "على هوى مصر"، المذاع عبر فضائية "النهار": إن البرادعي يلعق أحذية الغرب وأمريكا، ولا يظهر إلا وقت الأزمات في مصر، مضيفًا: "البرادعي سابنا في وقت الأزمة وهرب على أمريكا يعني الراجل ده خاين".

وقال الوفد على لسان مساعد رئيس الحزب، ياسر الهضيبي: إن البرادعي رجل كاذب، لأنه كان شريكا فيما أسماها ثورة 30 يونيو، إضافة إلى حضوره الاجتماع الذي خلص إلى عزل محمد مرسيمن الحكم.

ومن جانبه قام برنامج "معتز مطر" على قناة الشرق بتجميع هجوم أذرع العسكر الإعلامية على البرادعي لا لشيء سوى أنه قال كلمة حق وشهد شهادة تدين العسكر وتكسف نواياهم الخبيثة في إدخال مصر في النفق المظلم الذي لم تخرج منه حتى اليوم.

المصدر