فكر مع السيسي: ازاي أجبر الشعب يرقص قدام اللجان؟

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
فكر مع السيسي: ازاي أجبر الشعب يرقص قدام اللجان؟


ازاي أجبر الشعب يرقص قدام اللجان.jpg

كتبه: سيد توكل

(25 فبراير 2018)

مقدمة

في افتكاسة جديدة وتفكير ينهل من قاع مرحاض العسكر، اقترحت النائبة في برلمان الدم "دينا عبد العزيز" تقديم مشروع قانون يضيف درجتين لطلبة الثانوية المشاركين في مسرحية انتخابات السفيه السيسي، ويصر قائد الانقلاب ومن حوله على أن تكون مصر مثالا للسخرية والتندر حول العالم

فبعد أن فسدت طبخة الانتخابات بعد إرغام شفيق على التراجع وسجن قنصوة واختطاف عنان وانسحاب خالد علي، راحت الأجهزة ودلاديلها في الإعلام تبحث عن مرشح ينهزم أمام السفيه وإطلاق حملة تحت شعار "مرشح لله يا محسنين" حتى تم التربيط مع موسى مصطفى موسى أحد داعمي ومؤيدي الانقلاب القادم تحت شعار "أنا مرشح أه إنما مش ضد السيسي"!

ورغم وصفه بالكومبارس إلا أن موسى مصطفى موسى رئيس حزب "الغد"، والمرشح أمام السفيه السيسي في مسرحية الانتخابات، عاد لاهتمام رواد التواصل، والسبب شهادته الجامعية وتصريحاته المثيرة للجدل، ونشرت مواقع خبرية مؤيدة مثل "اليوم السابع"، المعروفة بقربها من المخابرات الحربية

صورة شهادة معادلة الدرجة الجامعية لموسى المعتمدة من المجلس الأعلى للجامعات، التي أظهرت أن الشهادة التي حصل عليها من الكلية الوطنية العليا للهندسة المعمارية في فرساي فرنسا عام 1982 قد تمت معادلتها بتاريخ 18 يناير الماضي، أي أنه انتظر 36 عامًا لتتم المعادلة، مع تقديمه أوراقه للترشح كومبارس.

افتكاسات أذرع السفيه السيسي لحفظ ماء وجه العسكر في مسرحية انتخابات الانقلاب، أثارت الجدل مجددًا حول الموقف الغربي والأوروبي، خصوصًا من ملف الديمقراطية وحقوق الإنسان في مصر، وأعاد إلى الأذهان تأييد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الانقلاب، عندما قال في مؤتمر صحفي مع السفيه السيسي في باريس إنه لن يعطي السيسي "دروسًا" في حقوق الإنسان، مبديًا تفهمه في الوقت نفسه للقمع والإعدامات والاعتقالات والاختفاء القسري التي أضفى عليها وصفًا رقيقًا، وسماها بـ"الظروف الأمنية التي يتحرك فيها السيسي"!

تطبيل أوروبي

ويرى شتيفان رول الخبير في معهد الاقتصاد والسياسة في برلين، أن الدول الغربية، بما فيها الدول الأوروبية، لديها موقف مؤيد للانقلاب العسكري، وقال: "الدول الغربية تساعد النظام على البقاء، من خلال تقديم مساعدات اقتصادية كبيرة لمصر، ودون أن تضع له بالمقابل أية شروط سياسية، ومن شأن ذلك أن يكون عاملا مساعدا لبقاء النظام".

ويعتقد أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية عصام عبد الشافي أن سبب "الصمت الأوروبي" تجاه السفيه السيسي مرتبط بالدرجة الأولى بشبكة من المصالح الإستراتيجية التي تربط حكومات بعض الدول الأوروبية والعسكر، ويتابع: "بعض الدول الأوروبية ترى في السيسي شريكصا استراتيجيًا

لتوفير الأمن والاستقرار في منطقة حوض البحر المتوسط، من منطلق أن المنطقة في غنى عن انحدار الأوضاع في ظل وجود عدم استقرار حقيقي في دول أخرى مثل ليبيا وسوريا"، ويضيف: "يراهنون على نظام السيسي لأنهم يرون فيه ضماناً للأمن والاستقرار وخاصة للحد من موضوع الهجرة غير الشرعية، التي تعاني منها أوروبا".

ويؤكد عبد الشافي أن الجانب الاقتصادي أيضًا يلعب دورًا في التقارب بين حكومات الدول الأوروبية والسفيه السيسي، ويقول: "هناك صفقات بمليارات الدولارات أبرمها السيسي مع كل من ألمانيا وفرنسا، إضافة إلى ذلك فإن دولاً خليجية تقوم بدفع الأعباء المالية للسيسي، وتقوم بحملات واسعة من العلاقات العامة لتلميع هذا النظام في الرأي العام".

من جهته يشدد رئيس المعهد الأوروبي للقانون الدولي والعلاقات الدولية محمود رفعت على دور الإمارات في "التسويق" للسفيه السيسي لدى الدول الأوروبية، ويضيف: "على الرغم من أن الجميع يعرف أن ما يجري في مصر ليست سوى مسرحية هزلية، إلا أن الدول الأوروبية صامتة لأن ما يهمها هو الجانب الاقتصادي بالدرجة الأولى".

لكن رفعت يعتقد أن الصمت الأوروبي لن يستمر، ويقول:

"هناك مشاكل تشغل الداخل الأوروبي الآن وهي مرحلية، وسيأتي فيه وقت تعطي أوروبا اهتماماً للانتهاكات الخطيرة التي تحصل في مصر".

المنصب للبلطجية

ولم يتفاجأ المغردين بترشح الكومبارس مصطفى موسى، بل كانوا ينتظرون للتعرف على الكومبارس الذي سوف يرتكز عليه السفيه السيسي ليكمل به إخراج المسرحية الانتخابية، بعد أن جاءه النقد من كل جانب و"فاحت رائحة" اختطاف منصب الرئيس، وانتشار مظاهر بطش جنرالات الانقلاب بالمؤيدين والخصوم على حد سواء.

وتساءل مغردون كيف لداعم السفيه السيسي ومن أبرز الشخصيات الناشطة في المسرحية، أن يترشح ضده وينافسه، وقبل ساعات قليلة من إعلان ترشحه كان يستخدم صورة السفيه السيسي خلفية لحسابه على فيسبوك، ووجه البعض رسالة لحزب الغد الذي ينحدر منه موسى أن يحترم تاريخه النضالي، وإلا سوف تسقط ورقة التوت التي كان يتستر بها.

وغرد أحد النشطاء بالقول:

"المنصب بقي للبلطجية فقط من بلحه لموسى يا قلبي لا تحزن والأغرب من كده أن موسي طلع خريج معهد فني صناعي جمهورية العسكر ترحب بكم"، وأضاف آخر "وفرو فلوس الانتخابات للشعب الغلبان وبلا مسرحيات".

وبعد كل هذا الهزل المقرف والمحزن؛يبقى السؤال الأهم، ما فائدة الصناديق إذا لم توجد انتخابات بالأساس؟، لماذا يكلف الجنرال السفيه نفسه بإجراءات واستعراضات هي أبعد ما يكون عن الديمقراطية؟، لماذا يكلف ميزانية الدولة حوالي 1200 مليون جنيه لفتح صناديق وإغلاقها بجانب عشرات الملايين الأخرى لبعض الغلابة من الناخبين لتجميل المشهد بعد الملايين التي دُفعت لجمع توكيلاته المغمسة بالذل والإهانة؟

لماذا لا توفر كل تلك الملايين يا سيادة السفيه من أجل بعض المؤتمرات التي تعشقها وتمارس خلالها هوايتك المفضلة بالإمساك بالميكروفون ومخاطبة جموع المصفقين والمهللين بحكمتك ونباهتك التي فرجت علينا الأمم وأصبحت مادة خام لبرامج الكوميديا حول العالم؟ أو شراء المزيد من الطائرات الفاخرة لجنابك وباقي العائلة للتباهي بها في المؤتمرات واللقاءات؟، أو شراء برامج للتجسس على المواطنين والناشطين؟، أو تفتتح بها ترعة جديدة!

المصدر