فقهيات تربوية : الاسلام دين الفطرة 11 فطرة خلق الله ، وتحدي الاستنساخ وتغيير خلق الله

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
فقهيات تربوية : الاسلام دين الفطرة 11 فطرة خلق الله،وتحدي الاستنساخ وتغيير خلق الله

فتحي يكن

آيات خلق الله للانسان

الحمد لله الذي علم بالقلم علم الانسان ما لم يعلم ، والصلاة والسلام على معلم الناس الخير ، وهاديهم الى سواء السبيل ، وبعد :

إن من آيات خلق الله ،أنه خلق الانسان في أحسن تقويم..

والى ذلك كانت اللفتة القرآنية المعبرة في حوار موسى وفرعون قوله تعالى :{ قال فمن ربكما ياموسى * قال ربنا الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى} والانسان ميسرلما خلق له من خلال هذه الفطرة (البرمجة الربانية ).

وما يجري اليوم من محاولة تغييرخلق الله،بواسطة التحكم بالمواصفات الجينية،واجراء تعديلات عليها وعلى الأخرى الوراثية،هو في الحقيقة اعتداء صارخ على فطرة الله تعالى..

والى أمثال هذه المحاولات جاء قوله عز وجل في سورة النساء :{ لعنه الله،وقال لأ تخذن من عبادك نصيبا مفروضا *ولأضلنهم ولأمنينهم ولآمرنهم فليبتكن آذان النعام ولآمرنهم فليغيرن خلق الله،ومن يتخذ الشيطان وليا من دون الله فقد خسر خسرانا مبينا } النساء 118و119


محاولات شتى لتغيير خلق الله

ولقد دأب الانسان منذ فجر التاريخ على اجراء محاولات لتغيير خلق الله،حيث جاءت جميعها سلبية،ومسببة بالكثير من المخاطر والعيوب..

جرب الانسان الجراحات المختلفة لتغيير المكونات الجنسية ؟

وعمل على تغيير لون البشرة،كما فعل المغني المشهور جاكسون فذاق وبال أمره،وبات رهين نظام صارم،وحبيس مكان محدد ـ أعد له كجزء من العلاج ـ ليس بمقدوره البقاء طويلا خارجه؟

عمل الانسان على تغيير أشكال والوان العيون والرموش والحواجب والشعر بشتى الطرق والوسائل،إمعانا في تغيير ما خلق الله وهو أحسن الخالقين ؟


الذرائع والأهداف

هنالك ذرائع كثيرة يتذرع بها العلماء والباحثون لمثل هذه العمليات،كالاستخدامات الطبية والتحسينية والتجميلية وما شابه ذلك،إنما تبقى هنالك خلفية خبيثة تحاول أن تنفي من خلال ذلك وجود الله وتثبت قدرة الانسان على الخلق،وأن لا اله والحياة مادة؟هذا فضلا عن النتائج المخيفة التي يمكن أن يحدثها التلاعب الجيني في التكوين العضوي والنفسي ؟

إن الاعجاز القرآني أشار الى محاولات تغيير خلق الله،والاعتداء على فطرة الخلق،منذ اربعة عشر قرنا،فقال تعالى في محكم التنزيل :{ قل من رب السموات والارض،قل الله قل افأتخذتم من دونه اولياء،لايملكون لأنفسهم نفعا ولا ضرا،قل هل يستوي الأعمى والبصير،أم هل تستوي الظلمات والنور،أم جعلوا لله شركاء خلقوا كخلقه،فتشابه الخلق عليهم،قل الله خالق كل شيء وهو الواحد القهار } الرعد 16

ملحوظة: للتوسعة والتفصيل يمكن العودة الى كتابنا (تحديات من القرن الحادي عشر في ضوء فقه الفطرة ) إضافة الى الكتب والبحوث الاسلامية الاخرى التي تناولت هذا الموضوع .

الاحد 15رجب 1423هـ/الموافق 22 أيلول 2002 م

المصدر