فقهيات تربوية : الاسـلام دين الفطرة 2 فطرة العقل .. وتحديات إضعافه وتعطيله

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
لم تعد النسخة القابلة للطباعة مدعومة وقد تحتوي على أخطاء في العرض. يرجى تحديث علامات متصفحك المرجعية واستخدام وظيفة الطباعة الافتراضية في متصفحك بدلا منها.
فقهيات تربوية:الاسـلام دين الفطرة 2 فطرة العقل..وتحديات إضعافه وتعطيله

فتحي يكن

مقدمة


{فأقم وجهك للدين حنيفا،فطرة الله التي فطر الناس عليها،لا تبديل لخلق الله،ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون}الروم 30

لقد كرم الله تعالى الانسان بالعقل،وفضله به على سائر خلقه .. فبه يميز بين الخير والشر،والهدى والضلال ..

وهو مناط العقل والتكليف،ومستودع العطاءات،وخزان الابداعات،وبتعطله يتعطل كل شيء؟


قيمة العقل في نظر الاسلام

وفي لفتة معبرة من رسول الله صلى الله عليه وسلم الى قيمة العقل وأهميته،قال {أول ما خلق الله العقل قال له:أقبل فأقبل ، ثم قال : أدبر فأدبر.قال:فبعزتي وجلالي ما خلقت خلقا أكرم علي منك ، بك آخذ بك أعطي ،وبك أثيب وبك أعاقب ،} رواه الطبراني .

والقرآن الكريم وصف الذين لا يعقلون،والذين لا يُعملون عقولهم فيما يجري لهم وحولهم بانهم كالأنعام، حيث قال:{ إن شر الدواب عند الله الصم البكم الذين لا يعقلون } الانفال 22

من هنا كان العقل نعمة من أجلِّ نعم الله تعالى على الانسان،وأحد أهم خصائص الفطرة التي فطر الله الناس عليها والتي دعا الى المحافظة عليها،ضمانا لسلامة واستقامة ونجاح وفلاح الانسان .. من هنا كان قوله صلى الله عليه وسلم :{ ما اكتسب المرء مثل عقل يهدي صاحبه الى هدى ، أو يرده عن ردى } رواه ابن محبر .

وقوله :{ لكل شيء دعامة ، ودعامة عمل المرء عقله }


حرص الاسلام على صيانة العقل

ولقد حرص الاسلام على صيانة العقل وحمايته من كل ما يؤدي الى إضعافه وتعطيله،وحرضه بكل الاسباب والوسائل التي تساعد على تنشيطه وتقويته:كالتعلم،والتفقه،والبحث،والتفكر،والسياحة في ارض الله الواسعة واستكشاف آيات الله في خلقه،قال تعالى :{ إن في خلق السموات والارض واختلاف الليل والنهار،والفلك التي تجري في البحر بما ينفع الناس،وما أنزل الله من السماء من ماء فأحيا به الأرض بعد موتها،وبث فيها من كل دابة،وتصريف الرياح والسحاب المسخر بين السماء والأرض لآيات لقوم يعقلون } البقرة 164


الاسلام يحرم كل المسكرات والمفترات والمخدرات

من أجل ذلك حرم الاسلام وحارب كل أنواع المسكرات والمفترات والمخدرات حفاظا على شعلة العقل من أن تنطفيء،أو يصيبها وهن وضعف ، لما يترتب على ذلك من انحراف وفساد في سلوك الانسان،وخراب للمجتمع .

  • قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :{ كل مسكر خمر وكل خمر حرام }وقال:{ كل ما خامر العقل فهو حرام }
  • والفقهاء المسلمون استخدموا استخدموا تعبير (المخدرات)منذ القرن العاشر الهجري،أي منذ اربعمائة وخمسة وعشرين عاما تقريبا.

- فالامام القرافي قسم المواد التي تؤثر على العقل الى ثلاثة أنواع:

  1. المسكرات : التي تغيب العقل دون الحواس،مع حصول نشوة.
  2. المفترات : التي تغيب العقل بدون نشوة.
  3. المرقدات : وهو ما غيب العقل والحواس،وينطبق على كل أنواع المخدرات.

- هذا وقد أجمع فقهاء المذاهب الاسلامية على تحريم انتاج المخدرات وزراعتها وصناعتها وتعاطيها، درءا ً للمفاسد والاخطار عن المجتمع،والتي باتت تعاني منها المجتعات غير الاسلامية الأمرّين،حيث شاعت الجرائم وحالات الانتحار والأمراض العصبية،وحيث انتشرت الرذائل والفواحش،وظهرت الأوبئة الفتاكة كوباء الآيدز وسواه.

فنسأل الله تعالى العفو والعافية،ونحمده عزوجل الذي أمتن علينا بالاسلام دين الفطرة.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الاربعاء 26جمادى الثانية 1423هـ الموافق 4 ايلول

المصدر