فضيلة الشيخ أبو جرة سلطاني في حوار مع صحيفة التجديد المغربية

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
لم تعد النسخة القابلة للطباعة مدعومة وقد تحتوي على أخطاء في العرض. يرجى تحديث علامات متصفحك المرجعية واستخدام وظيفة الطباعة الافتراضية في متصفحك بدلا منها.
فضيلة الشيخ أبو جرة سلطاني في حوار مع صحيفة التجديد المغربية


خلال زيارة الوفد من حركة مجتمع السلم إلى الشقيقة المغرب أيام 2010.10.24.22 أجرت صحيفة التجديد الحوار التالي مع رئيس الحركة الشيخ أبو جرة سلطاني، ارتأينا نشره تعميما للفائدة، ووضع أبناء الحركة في صورة العلاقة بين الحركة والأحزاب المغاربية المعتمدة، لاسيما منها ذات التوجهات الإسلامية الوطنية إليكم نص الحوار كاملا.

  • 1- التجديد : ماھو السیاق الذي جاءت فیھ زیارتكم للمغرب؟
الشيخ سلطاني : الزيارة كمبدأ ليست جديدة، فقد سبقتها زيارات وسوف تتبعها أخرى، لكن الجديد فيها أنها هذه المرة توسعت لتشمل كل الأحزاب السياسية والنقابات والحركة الجمعوية، كما كان لنا الشرف أن نتواصل مع مؤسسات رسمية وشبه رسمية في الجهازين التشريعي والتنفيذي، وكانت لنا حوارات ونقاشات مثمرة تتعلق بالاهتمامات المشتركة بين القطرين الشقيقين.
الشيخ سلطاني : هذا صحيح، ونحن نجدد شكرنا لإخواننا في حزب العدالة والتنمية لأنهم لم يحتكروا الزيارة بل حرصوا على توسيعها إلى أوسع نطاق، وسهلوا مهمتنا في التواصل مع حزب الاستقلال الحاكم وحركة التوحيد والإصلاح، والاتحاد الاشتراكي للقوى الشعبية والاتحاد الوطني للشغل..وكانت لنا جلسة قيمة مع رئيس مجلس النواب المغربي والأحزاب المشاركة في الأغلبية الحاكمة..وسواها، مما يعني أن الطبقة السياسية في المغرب – بشقيها المشارك والمعارض- تجتمع على مصلحة المملكة وتنظر، إلى كل ضيف قادم من خارج الوطن على أنه "ضيف المملكة" وليس ضيف الحزب، وهذا ما لمسناه منذ وطئت أقدامنا أرضية مطار محمد الخامس إلى أن غادرنا المملكة بنفس روح الأخوة وحسن الاستقبال وكرم الضيافة، مما يعكس صورة جديدة لما يجب أن تكون عليه العلاقات بين الشعبين الشقيقين، وبين الحكومتين كذلك رغم مرحلة الفتور التي طبعت هذه العلاقة منذ حوالي ستة عشر (16) عاما. ومع ذلك نحن في حركة مجتمع السلم متفائلون بمستقبل أفضل وعلاقات أكثر تجذرا في الطموح إلى بناء وحدة المغرب العربي.
  • 3- التجديد : ماھو تصوركم لما یجب أن تكون علیھ العلاقات بین المغرب والجزائر، ھل ھي علاقة تكامل أم صراع ؟
الشيخ سلطاني : حسن الجوار يفرض أن تكون الحدود بين الأشقاء آمنة من الجهتين، حتى ولو كانت مغلقة، فنحن جيران ورسول الله (ص) أوصانا بالجار، وعلاقة الأخوة والتاريخ واللغة والدين والامتداد الجغرافي..كلها تفرض على الطرفين المزيد من المساعي الحميدة، رغم كل التراكمات الظرفية، لإرساء واقع جديد يتجاوز حالة الفتور والتشنج وينظر إلى المستقبل نظرة أكثر تفاؤلا فما حدث في أوربا كان أخطر مما يتصوره العقل ومع ذلك طوت المصالح صفحة الصراعات والأحقاد وأقامت اتحادا أوربيا حقق مصالح الجميع، فهل نعجز نحن عن إقامة صرح لوحدة المغرب العربي؟
  • 4- التجديد : الشیخ سلطاني ، تنادون دائما في حواراتكم وتصریحاتكم الممتكررة لوسائل الإعلام أینما حللتم وارتحلتم، إلى تقویة صرح اتحاد المغربي العربي، كيف ذلك؟
الشيخ سلطاني : أؤكد القول بأن ما حصل بين الشقيقتين الجزائر والمغرب لا يُعد شيئا مذكورا إذا ما قورن بما حصل بين الألمانيتين، ومع ذلك توحدتا وذابتا في الاتحاد الأوربي ولم نعد نسمع عن ألمانيا شرقية وأخرى غربية ولا عن رئيسين وعملتين وجوازين و"جدار برلين" وهو ما يعني أن وحدة المغرب العربي كفيلة بتذويب الجليد وطي ملف التوترات وفتح الحدود حتى يسير المغاربي من طنجة (المغرب) إلى خليج سرت (الليبي)، بل وإلى منفذ السلوم على الحدود المصرية لا يسأله شرطي ولا جمركي من أنت ولا ماذا تحمل معك من بضائع؟؟
لنتجاوز حالة الاحتباس والفتور القاصرة حول نقطة واحدة صارت تحت رحمة الأمم المتحدة ونمد أعيننا إلى ما هو أوسع فنعانق أشواق الوحدة المغاربية أو الإتحاد المغاربي خاصة أن تجربة الاتحاد الإفريقي بدأت تؤتي أكلها ولو بشكل محتشم فالبدايات مشجعة على الاستمرار وعلى النسج على المنوال.
  • 5- التجديد : ما ھو رأیكم في مسألة إغلاق الحدود بین البلدین الشقیقین الجزائر والمغرب، وما مدى تأثیرھا على علاقة الأخوة بینھما؟
الشيخ سلطاني : هذا وضع مؤقت، ولكنه واقع قائم نتيجة لأسباب أخرى أعمق وأكثر تعقيدا من مجرد إجراء شكلي يغلق الحدود بكلمة ويفتحها بكلمة أخرى، لذلك أنا لا أناقش النتائج ما دامت الأسباب قائمة ولا أدعو إلى معالجة مرض خبيث بالمهدئات والمسكنات والمراهم، نعم غلق الحدود شيء مؤسف بين دولتين شقيقتين، لأن ضحاياه من سكان الحدود على الطرفين يتألمون وينظر بعضهم إلى بعض من وراء حدود مغلقة، ولكن الحل الواقعي والطبيعي والدائم لا يكمن في فتح الحدود فحسب، لأن السبب إذا لم يعالج قد يدعو إلى إعادة غلقها إذا لم نذهب بشجاعة إلى تسوية شاملة للمشكلة من أساسها، فنعالج أسبابها وجذورها على أعلى المستويات فإذا نجحنا في ذلك جاءت التسويات الملحقة بالسبب كنوع من تحصيل حاصل.
  • 6- التجديد : كیف تلقیتم مبادرة المغرب في تحقیق الحكم الذاتي في الصحراء؟
الشيخ سلطاني : هذا شأن داخلي، ولكني أقول : للأسف فمسألة الصحراء الغربية لم تعد خاضعة لتسويات محلية أو مبادرات إقليمية، لا بيد الجزائر ولا بيد المغرب ولا بيد موريتانيا، ولا حتى بيد الجامعة العربية أو الإتحاد الإفريقي.. بعد أن سمح القانون الدولي للأمم المتحدة بالتدخل في مسار التسوية، فأعطى هذا التصرف فرصة لأطراف كثيرة خارجية لتتدخل وتقترح وتضغط وتساوم وتحرض وتنحاز لهذا الطرح أو ذاك.. وتبيع وتشتري، ثم قامت بعض وسائل الإعلام، من هنا وهناك، بأدوار التحريض وصب الزيت على النار، وكل هذا لا يخدم أشواقنا وتطلعاتنا في بناء وحدة مغاربية مأمولة لاعتقادنا أن الوضع الحالي مرتبط بمرحلة ظرفية عابرة والمستقبل للشعوب.
  • 7- التجديد : ذكرت عدة تقاریر بأن الجزائر خصصت 7 ملیار دولار من أجل التسلح في ھذه السنة، في نظركم لماذا تتسلح الجزائر، وكیف تنظرون لھذه التجربة، وھناك من یقول بأن ھذا التسلح یمس باستقرار المنطقة، ولایمكنھ إلا أن یصب الزیت على النار؟
الشيخ سلطاني : هذا سؤال غريب حقا، وكأنكم بسؤالكم هذا تدعون إلى أن تكون الجزائر منطقة منزوعة السلاح، وتنسون ما دفعته الجزائر من فاتورة باهضة في الحرب على الإرهاب لمدة قاربت العشرين عاما تحولت فيها ظاهرة الإرهاب إلى تنظيم يفرض تسليح الجيش وعصرنة نتكافأ مع الواجبات الدستورية المنوطة بالجيش الوطني الشعبي.
نحن لا ننظر إلى هذه المسألة من زاوية الاستعداد للحرب، ولا نفكر إطلاقا في تسليح جيشنا الوطني لموجهة جيراننا، بل لحماية وطننا وتأمين حدودنا، ونحرص كذلك على حماية حدودهم معنا كبعد استراتيجي للأمن المغاربي كله، ولم يسبق أن فكرت الدولة الجزائرية في "تخويف" جيرانها بما تقتنيه من أسلحة تعتقد بأن التوازنات الاستراتيجية لعالم متحرك تقتضي أن تقوم كل دولة بعصرنة ترسانتها العسكرية والدفع باتجاه احترافية جيشها.
  • 8- التجديد : ما هي المحاور الكبرى التي دارت حولها نقاشاتكم؟
الشيخ سلطاني : صبت كل نقاشاتنا في مسعى التعاون والتكامل بين البلدين، وبحثنا الإمكانيات المتاحة لتجاوز حالة الفتور، والسعي لزرع الدفء في العلاقات الثنائية ولو بأشكال ثقافية وفكرية تتواصل فيها الأحزاب والجمعيات وتتعاون فيما بينها، وتلعب الحركة الجمعوية فيها دور المفعَّل لاعتقادنا أن ما يجمع بين البلدين والشعبين من قواسم مشتركة أكثر بكثير مما يفرق، وبالفعل فقد وجدنا وجهات نظرنا تتطابق أو تتقارب في أكثر من قضية، وهو ما شجعنا على توسيع دائرة المناقشات لتشمل كل ما له صلة بالتعاون الثنائي على مستوانا كأحزاب كمقدمة لتذويب الجليد، ولو في المدى المتوسط.
  • 9- التجديد : إلى أي شيء تستندون في حلمكم ببناء وحدة مغاربية؟
الشيخ سلطاني : في بيان أول نوفمبر 54 الذي تحتفل الجزائر هذه الأيام بالذكرى 56 لاندلاع الثورة تصب أهدافه الكبرى على تحرير الجزائر، وإقامة الدولة، وبناء وحدة المغرب العربي، ولذلك نحن في حركة مجتمع السلم نناضل سلميا لاستكمال إنجاز هذه الأهداف وفاء للشهداء وتأمينا لمستقبل الأجيال وحلا جذريا لمختلف النزاعات المترتبة عن الحدود التي لا حلّ لها إلاّ بميلاد اتحاد مغاربي شامل على غرار الاتحاد الأوربي، يجعل الدولة القطرية أوسع من جغرافيتها الحالية هذا حلمنا الكبير ونحن مؤمنون بأن أحلام اليوم هي حقائق الغد.

كلمة أخيرة تودون قولها:

الشيخ سلطاني : أجدد شكري لحزب العدالة والتنمية ولحزب الاستقلال وللأخ الفاضل رئيس مجلس النواب، وزعماء الاتحاد الاشتراكي وكل من فتح لنا بيته أو شرح لنا صدره بأحاديث أخوية صبت كلها في صميم ما تحلم به حركة مجتمع السلم وما تتطلع إليه في محاولة لتقارب مغاربي شعبي يمهد لاستكمال بناء اتحاد مغاربي رسمي ينهي حالة التردد والفتور، ولا أنسى أن أشكر من خلال جريدتكم (التجديد) قنصلية الجزائر في الدار البيضاء على تسهيل مهمتنا وترحيبها وسعادتها بالزيارة.

المصدر