فتحي يكن..رجل سياسة وداعية إلى تطوير الخطاب الاسلامي

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
فتحي يكن..رجل سياسة وداعية إلى تطوير الخطاب الاسلامي

بيروت - انسان اون لاين – 2009-06-18


الفقيد فتحي يكن

فُجع العالم الاسلامي قبل أيام قليلة بوفاة الداعية الكبير وأحد رموز الحركة الاسلامية في لبنان، والذي كان اول مستشار (أمير) للجماعة الاسلامية في لبنان.

وانتقل الفقيد الكبير إلى الرفيق الأعلى السبت الماضي 13-6-2009 في مدينته (طرابلس) بعد أزمة صحية ألمت به قبل وفاته بأيام.

ويعرف عن (يكن) بأنه غلبت عليه النزعة الفكرية على العمل الحركي، خاصة بعد دراسته للغة العربية والدراسات الإسلامية، وتعد كتاباته في الدعوة والحركة من أهم ما شكل عقل ووعي الحركة الإسلامية في العقود الثلاثة الأخيرة، ليس في لبنان وحدها بل في معظم أنحاء العالم الإسلامي وخارجه أيضا، وساعد على ذلك أن كثيرا مما كتبه كانت الحركة تدرسه في أطرها التنظيمية والتربوية الخاصة، فضلا عن توسعها في نشره في فضاء الدعوة العام.


فتحي يكن في سطور

وللتعريف به فهو فتحي محمد عناية المعروف بفتحي يكن نسبة إلى جده لأمه (9 فبراير 1933 - 13 يونيو 2009)، سياسي وعالم دين سني لبناني.

ولد يكن في طرابلس بلبنان، وتعود أصول عائلته إلى تركيا، فوالده محمد عناية ووالدته عائشة يكن، وهو متزوج من منى حداد.

وحائز على دكتوراه في الدراسات الإسلامية واللغة العربية.

أسس الفقيد الكبير مع زوجته جامعة إسلامية خاصة وهي جامعة الجنان في طرابلس، وتعد السيدة منى من القليلات بين نساء الحركة اللاتي عرفن بجهدهن الفكري والدعوي.


تاريخه ومؤلفاته

إنخرط يكن في العمل الإسلامي في لبنان منذ خمسينيات القرن العشرين، وكان من الرعيل الأول بين مؤسسي الحركة الإسلامية في لبنان والتي نشأت في عقد الخمسينيات متأثرة بجهود رموز الاخوان وعلى رأسهم الشيخ مصطفى السباعي.

أصبح بين 1962 و1992 أميراً للجماعة الاسلامية وهي فرع الإخوان المسلمين بلبنان.

انتخب كعضو في مجلس النواب سنة 1992 وأسس جبهة العمل الإسلامي مع المحافظة على عضويته في الجماعة الإسلامية.

وللدكتور فتحي يكن دور ملحوظ في السياسة اللبنانية والإقليمية، فقد تولى مبادرة سياسية للخروج من أزمة السلطة القائمة بين الحكومة اللبنانية برئاسة فؤاد السنيورة وحلفائها والمعارضة بقيادة حسن نصرالله وميشال عون ونبيه بري، وأم المصلين وخطب الجمعة في أكبر تجمع للمعارضة يوم الجمعة 8 ديسمبر 2006.

يحسب ليكن أنه لعب دورا ملموسا في الوساطات من أجل إنهاء معارك مخيم نهر البارد في شمال لبنان بين الجيش اللبناني وحركة فتح الإسلام التي دارت في صيف 2007، نظرا لقربه من أوساط الحركات الإسلامية ومكانته المرموقة بين أبنائها.

أصدر الدكتور يكن عدة مؤلفات، ترجم معظمها لعدد من لغات العالم، وتزيد على 35 مؤلفاً ومن أبرزها:

مشكلات الدعوة والداعية.

كيف ندعو إلى الإسلام؟

نحو حركة إسلامية عالمية واحدة.

الموسوعة الحركية (جزءان).

ماذا يعني انتمائي للإسلام؟

حركات ومذاهب في ميزان الإسلام.

الاستيعاب في حياة الدعوة والدعاة.

نحو صحوة إسلامية في مستوى العصر.

المناهج التغييرية الإسلامية خلال القرن العشرين.

الإسلام فكرة وحركة وانقلاب.

الشباب والتغيير.

المتساقطون على طريق الدعوة.

أبجديات التصور الحركي للعمل الإسلامي.

قطوف شائكة من حقل التجارب الإسلامية.


أشخاص تأثر بهم يكن

د.فتحى يكن يؤم المصلين

وفي سؤال ليكن وجه له خلال لقاء به مع (موقع اسلام اون لاين الالكتروني) حول الأشخاص الذين تأثر بهم خلال حياته قال "تأثرت بعدد من الأشخاص، على اختلاف مواقعهم، وتعدد مزاياهم، وتنوع عطاءاتهم..ففي النطاق العائلي، كان تأثري الأول بجدتي لأبي (السيدة وسيلة) وكانت امرأة صالحة رحمها الله - لا تفارق القرآن والذكر والدعاء ولا يفارقها، وهي التي تعهدتني بالتدين، وأرضعتني لِبان الدين صغيرًا…" ويضيف الداعية

الاسلامي الكبير "كما تأثرت بجدي لأمي (حكمت يكن) رحمه الله، وكان علمًا من أعلام الفكر وكاتبًا ومؤرخًا خلَّف وراءه ثلاثين مخطوطًا في (تاريخ الأديان) وعددًا من المؤلفات في شتى العلوم…أما والدي رحمه الله (محمد عناية) فقد أخذت عنه الكثير الكثير، من خصال: الجدية والحزم والانضباط والانتظام التي انطبعت بها شخصيته".

ويضيف يكن قائلا "أما والدتي رحمها الله (عائشة) فكانت كتلة من العاطفة والشفافية، تطيل قراءة القرآن، ولا تمل من قراءة كتاب (دلائل الخيرات).

وحول تأثره في الإطار الاسلامي يقول "تأثرت بعدد من السابقين في مجال العمل الإسلامي وإن بنسب متفاوتة.. على رأس هؤلاء الإمام الشهيد حسن البنا رضي الله عنه وإرضاه، والشيخ الدكتور مصطفى السباعي، والشهيد سيد قطب، وغيرهم رحمه الله جميعًا رحمة واسعة وجمعنا بهم في عليين"…

تطوير الخطاب الاسلامي :

وفي إطار سعيه لحسم الجدل حول ازدواجية الخطاب الإسلامي بين الدعوي والسياسي يقول الدكتور يكن: "الحقيقة أن الخطاب السياسي الإسلامي يحتاج إلى كبير عناية وإلى تطوير، وتقليدية الخطاب ورتابته وعاطفيته وعدم علميته مشكلة تعاني منها الساحة الإسلامية في كل مكان، ولقد كنت لفتُّ إلى ذلك في كتابي (نحو صحوة إسلامية في مستوى العصر) من خلال دراسة عنوانها (فقه الخطاب الإسلامي)، عرضت فيها لواقع الخطاب ولمتطلبات تطويره؛ ليكون في مستوى العصر، وهنا لا بد من الإشارة إلى أن الخطاب مهما كان متطورا يلامس قضايا الناس المتغيرة والمتبدلة فإنه يجب أن لا يغفل الجوانب الثابتة في الإسلام وفي المشروع الإسلامي؛ لأنها بمثابة الأصل الذي ترتبط به كل المفردات والتفصيلات وتُبنى عليه، وبذلك يكون الخطاب الإسلامي الناجح هو الخطاب الذي يوجِّه فروع القضايا والشئون في أي زمان ومكان إلى الأصل ويحتكم إليه.

المصدر