عودة رابعة.. بقلم د. محمد يوسف

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
لم تعد النسخة القابلة للطباعة مدعومة وقد تحتوي على أخطاء في العرض. يرجى تحديث علامات متصفحك المرجعية واستخدام وظيفة الطباعة الافتراضية في متصفحك بدلا منها.
عودة رابعة.. بقلم د. محمد يوسف

بتاريخ : الأربعاء 20 نوفمبر 2013

كان يوما مشهودا لاينسى كان تسرية للمؤمنين الأحرار الثوار الذين مستهم البأساء والضراء من فراعين العسكر الانقلابيين الدمويين

الثلاثاء 19 – 11 – 2013 فى مليونية المطلب الواحد بمناسبة مرور عامين على أحداث محمد محمود كان قصر الرئيس الدكتور محمد مرسي فى مرمى البصر حيث احتشد الآلاف من ثوار وثائرات الشعب المصرى أمام وحول قصر القبة الرئاسى بمدينة القاهرة بعد صلاة العصر

من هنا بدأت الملحمة الثورية , كل مافى هذا العرس الثورى يذكرك بأيام رابعة الخوالى , توددت الى الحشود أتشمم الثوار والأحداث ودارت بى الذكريات فخلت بنفسى فى المشهد العتيق وأنا أرى رابعة الصمود والتحدى رأى العين

وقعت عينى وتلهف قلبى بمشهد محمد الشرقاوى الذى لأول مرة أسأل عن اسمه ولم أجد نفسى وحيدا بالمشهد العملاق فوجدت الجموع تتهافت عليه كأنهم وجدوا مافقدوه واشتاقوا لما افتقدوه

لعلكم تسألون مالخبر ؟ والسؤال بالطبع ممن شهد رابعة

انه ذلك الشاب العملاق الذى كان يلبس الملابس البيضاء ذى اللحية السوداء والسبابة المرفوعة الى السماء يركب التروسيكل الشهير الذى يحمل الصوتيات ويلف به أرجاء الميدان بالأناشيد الاسلامية الحماسية صباحا وقبل الغروب ليشد من أزر الثوار فى الميدان وحتى نسترجع الذكريات كان من بين أناشيده الأشهر وأهازيجه الأعمق ( سنخوض معاركنا معهم )

خلت نفسى أطير فى سماء رابعة حتى أملأ عينى وقلبى بمشاهد الصبر والصمود والفخر

فأنظر يمينا فإذا بى أتلقف مشهدا لإختين بهمتين عاليتين توزعان العصائر والأطعمة والمياه المعدنية على الحشود وهم بدورهم يمارسون الايثار على بعضهم البعض ولو كان بأنفسهم خصاصة

فأنظر يسارا لأرى أولتراس نهضاوى الذى أصبح ربعاوى يلفت انتباه الجمع الهادر بالاشارات والعبارت والعبرات والحناجر الذهبية ومنهم مجموعة كانت تقود الشباب الثائر على منصتهم الخاصة عند بوابة طيبة مول فى رابعة الصمود

من أمامى فتيات فى عمر الزهور يحملن الدفوف ويشق صوتهن أصوات الجموع الثائرة فلاشئ يعلوا فوق صوتهن وهن يهتفن ايه أها رابعة رابعة رابعة فتذكرت حماسة الزهراوات والنساء فى رابعة وهن الأكثر جاهزية من الرجال ولم يغب مشهدهن وهن ثائرات فى قوافل تهتف بسقوط حكم العسكر وهن فى وقت الظهيرة والرجال فى الخيام يحتمون بها من شدة وهج الشمس

وفى الخلف شيد العسكر سدا منيعا من الأسلاك الشائكة حول بوابة القصر لكن الحشود الثائرة التحموا بهذا السد المنيع – كما كان فى رابعة - ليبعثوا برسالة الى العسكر عودوا الى ثكناتكم لقد خان قائدكم قائده الأعلى وقتلتم وجرحتم واعتقلتم وظلمتم عشرات الآلاف من شعب مصر وتهاوت أركان الدولة فى عهدكم فهل أنتم منتهون ؟

والى الأسفل شيد الثوار الجرافتى والخطوط والرسوم على أرض الميدان التى تحاكى ظلم العسكر وتتحدث عن رابعة الصمود

وأنظر الى السماء فأرى الرحمات تتنزل على أهل رابعة وأبصر اللعنات تنهال على من سكن هذه القصور من الظالمين المغتصبين للسلطة

أما عن الباعة الجائلين فحدث ولاحرج فهم يتسابقون على بيع كل شى للجمع الكبير من طعام وشراب ومستلزمات وهم آمنون مستقرون مبتسمون كأنهم يألفون هذه الوجوه النيرة التى لاتؤذيهم ولاتنتظر منهم أذى

وعبر الأثير تختلط الهتافات الثائرة بزوال حكم العسكر وعودة الشرعية مع الأناشيد الحماسية المنطلقة من مكبرات الصوت والفارس ينزل فى الميدان لكن الشباب اليافع ميز نفسه بألة الفوفوزيلا حيث ينفخون فيها فيسمعها كل من فى الميدان وحوله مع فاصل رابعة

كرنفال شعبى ثورى بامتياز من خلاله تشعر بالأمن والأمان فى عناية الرحمن

لكن مبلغ سعادتى كان فى مشهد تجاوب معه كل من فى الميدان على كثرتهم واتساعه حيث فاجأتنا عربة نقل كبيرة تزين زجاجها بصور السيد الرئيس وشعارات رابعة ويقفز عليها الشباب من كل مكان ويضرب سائقها وسط عجلة القيادة ضربتين وعيناه تزرف بالدموع فينطلق صوت رخيم قوى ممتد تكاد تسمعه القاهرة والحناجر بدورها ترد رابعة

وظل المشهد يتكرر حتى اصطفت السيارات خلف هذه السيارة تحاكى مايفعله السائق والكل يهتف وتخرج الأيادى من نوافذ السيارات تتشابك وتتسارع لرفع شعار رابعة

عندما أرخى الليل سدوله حل المساء وجاء موعد الانتهاء فأجد نفسى ملتصقا بأرض الميدان لاأريد الفراق

لكنها اللحظات السعيده التى تذهب سريعا لتحفر فى القلوب والعقول مدى الاصرار على الاستمرار فى درب الجهاد والتضحية حتى ننتصر أو نموت

عدت أدراجى تاركا الميدان ولاأدرى ان كنت تركت ميدان رابعة أو ميدان قصر القبة لكن الملفت أن ميدان رابعة أصبح وأضحى وأمسى فى كل ميادين العالم

لأول مرة أجد نفسى عازفا عن ترك القلم وأريد أن أكتب حتى يحدث الله أمرا كان مفعولا

وقد حدث فأستميحكم عذرا أسمع نداء الفجر فقد وجبت الصلاة

المصدر