عودة الحطيئة

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
مراجعة ١٤:٥٧، ٢٤ أكتوبر ٢٠١١ بواسطة Attea mostafa (نقاش | مساهمات)
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
عودة الحطيئة

أ.د/جابر قميحة

مقدمة

الحطيئة

والحطيئة هو جرول بن أوس من بني قطيعة بن عبس ، يكنى أبا مليكة ، ولقب بالحطيئة لقصره وقربه من الأرض وهو جاهلي إسلامي . وكان ذا طبيعة عدوانية في شعره فكان الهجاء يشغله أكثر من أي غرض شعري آخر . وفيما يأتي أقدم قليلا من شعره الهجائي :

ففي هجاء أمه قال :

تـنـحيْ فاقعدي مني بعيداً

ألم أوضح لك البغضاءَ مني

أغربالاً إذا استُدعيت iiسراً

جزاكِ الله شراً من iiعجوز

حـياتكِ ماعلمت حياةُ iiسوءٍ

أراح الله مـنـكِ iiالعالمينا

ولـكـن لا أخـالُكِ iiتعقلينا

وكـانـوناً على iiالمتحدثينا

ولـقَّـاك العقوق من البنينا

ومـوتُكِ قد يسرُّ iiالصالحينا

وفي هجاء زوجته قال :

أطوِّف ما أطوف ثم آوي

إلى بيت قعيدته لَكاعُ

وفي هجاء أبيه قال :

لـحـاك الله ثـم لـحاك iiحقاً

فنعم الشيخُ أنت لدى iiالمخازي

جـمـعت اللؤم لا حياك ربي

أبـاً ولـحـاك من عمٍّ iiوخالِ

وبئس الشيخُ أنت لدى المعالي

وأبـواب الـسفاهةِ iiوالضلالِ

وفي هجاء نفسه قال :

أبت شفتاي اليوم إلا تكلماً

بسوءٍ فما أدري لمن أنا قائلهْ

أرى لي وجهاً شوَّه الله خلقهُ

فقُبِّح من وجهٍ وقبح حامله

وحاليا أستطيع أن أقول إن الحطيئة لم يمت ، أو أنه بعث من مماته ، وذلك كلما قرأت إفرازا من إفرازات رئيس تحرير الجمهورية السيد المحترم " جدا " محمد على إبراهيم ، وفي السطور الآتية نعرض بعض هذه الإفرازات البائسة :

كتب عن خالد مشعل الكلمات الآتية :

الاستاذ خالد مشعل

قال مشعل في منزله المحاط بحراسة مكثفة سورية وفلسطينية إنه يريد أن ينقل للرئيس أوباما رسالة مفادها أن جميع من في الشرق الأوسط يريدون الحوار مع واشنطن.. إيران وسوريا وحماس والإخوان المسلمون كلهم بلا استثناء. المهم أن تبدأوا غير أن أهم ما قاله مشعل للصحيفة أن حركته مستعدة فوراً لوقف إطلاق الصواريخ من غزة علي إسرائيل وأنها تستطيع ذلك ليس علي أعضائها فقط ولكن علي جميع الفصائل الفلسطينية.

قال إن حماس في سبيلها لمراجعة أسلوبها وتكتيكاتها.. والحقيقة أنني تعجبت لهذا الموقف؟ هل يقدم خالد مشعل نفسه لأمريكا علي أنه 'عميل' جاهز لإتمام التفاوض وإنهاء الموقف المتأزم شريطة أن يكون هو الرئيس!

هل عندما قلت في هذا المكان أكثر من مرة أن علي حماس مراجعة سياستها في إطلاق الصواريخ لانها لا تؤذي أحداً وهي عبارة عن مواسير 'تنك'.. قالوا إني عميل وخائن وبتاع الحكومة.. يا سبحان الله.. الآن غفر لخالد ما تقدم من ذنبه وما تأخر لأنه تحدث بنفسه للأمريكيين.. وضح من حديثه المنشور علي الموقع أنه يريد أن يكون طوع أمرهم علي شرط أن يكون جزءاً من الحل!!

لماذا تغير خالد؟ هل هي أوامر إيران؟ هل يخشي أن تطرده سوريا؟ هل .... هل ... هل .....

رأيي الشخصي أنه يتحدث بلغة لا يجيدها.. لغة المساومة والتفاوض تتطلب عقلاً وحكمة وحنكة.. وهو فقدها عندما قتل بغبائه 1200 فلسطيني والأدهي من ذلك أنه أكد في حديث تلفزيوني أنه كلما زاد عدد القتلي. زاد الضغط علي الإسرائيليين من المجتمع الدولي لوقف إطلاق النار.. يضحي بأبناء شعبه ليكسب تصفيقا من العرب السذج بأنه بطل مقاومة!! يا خسارة علي زمن يبيع فيه الناس كل شيء من أجل الرضا الأمريكي...

وفي الجمهورية بتاريخ 30 / 6 / 2009 كتب بمناسبة ما يشاع من حل مجلس الشعب منتصرا للنظام الحاكم ، وهاجيا الإخوان المسلمين وأحزاب المعارضة :

إذا كان هناك حل فهذا حق الرئيس. وقد صدر قرار مشابه قبل ذلك.. لكن الذي يحدث اليوم مختلف لأنهم يصورونه علي انه تمهيد لعملية أخري هي توريث الحكم أو تنصيب جمال مبارك الأمين العام المساعد للحزب الوطني وأمين السياسات رئيساً للجمهورية بعد أن يرشحه الحزب في انتخابات الرئاسة.. ورغم تصريح صفوت الشريف الأمين العام للحزب بأن الوقت مازال مبكراً جداً لتسمية مرشح الحزب لانتخابات الرئاسة. إلا ان الأقاويل مازالت تتناثر والسيناريوهات مابرح البعض يتطوع بها والحكايات تروي علي أنها حقائق..

الصحف الخاصة تحاول أن تعطي عدة إيحاءات تصب في مصلحة الإخوان المسلمين والمعارضة.

أولاً: محاولة الادعاء بأن الحكومة والدولة يخشيان من المعارضة لذلك بادرتا إلي إجراء انتخابات مبكرة لاقصائهم عن المجلس محاولة فاشلة. فواقع الحال أثبت انه من الأفضل أن يستمر الأداء الحزبي والحكومي الرفيع في الفترة القادمة. لأن هذا الأداء هو الذي اجهض محاولات الإخوان للتشويش علي الدولة والنظام وبالذات أثناء أزمة غزة وتهديدات حسن نصر الله وتحريضه الجيش المصري علي الثورة.. الموقف المصري الحكيم من الانفلات الذي كان الإخوان يعدون له في الشارع ومن خلال صحفهم وفضائيات اشعال النار استحق الاحترام والاشادة.

نخلص مما سبق ان الحكومة لم ولن تخاف التيار السلفي أو ما يشاع عن سيطرته التي ثبت انها "دعائية محضة" في الفترة الأخيرة. بدليل انتزاع نقابة المحامين من قبضة الجماعة المحظورة بعد أن ظلت لسنوات جاثمة عليها ومسيطرة علي مجلسها!

إذن الحزب والحكومة والدولة لا تخشي الإخوان ولا تستهدف إجراء تحالفات وتربيطات للاطاحة بهم.


كما تعودنا دائماعلى الكذب والإفتراءات من الصحف التى تسمي قومية طالعتنا جريدة الجمهورية ورئيس تحريرها بمقاله بعنوان " تشدقوا ولم يتصدقوا تكفير المصريين .. وتقسيم الوطن! " هاجم فيها جماعةالإخوان المسلمين بكلام مرسل بدون أي ادلة كما تعود دائما في هجومه على شرفاء هذا الوطن والمخلصين له فالجريدة ورئيس تحريريها يتعاملا مع معارضي الظلم والفساد والإستبدا د وشرفاء هذا الوطن بإسلوب التلفيق والتشويه .. فياتي بكلام لا يصدقه عقل ولا منطق متنافي مع ابسط قواعد المطنق والفهم السليم وهذا طبيعي جدا من قلم مأجور يسلطه أسياده على الشرفاء لينهش لحومهم .. فيمسك بقلمه الجهنمي ويشرع في التأليف والتلفيق .. ويستبيح كل شيء في كتابته فلا حرمة عنده لعرض أحد او لشرفه .. يدعى انه يكشف الفساد !! ونحن نسئله أين كشفك لفساد نواب الكيف ولمهربي الحزب الوطني واللصوص الكبار ومحتكري أقوات الناس ... لماذا لا يكتب قلمك عن التعذيب في السجون والمعتقلات .. لن نطيل عليكم ونترككم مع هذا المقال الذي لم يجد كاتبه حقيقة واحد يكتبها فظل يلفق ويلفق طمعا في رضاء أسياده فكانت كلماته هي قربى لنظام فقد صلاحيته

نترككم مع مقالة نشرت الجمهورية على لسان رئيس تحريرها بتاريخ 6 / 8 / 2009

" قبل أن اتطرق لقضية التنظيم الدولي للاخوان المسلمين التي اعتقلت السلطات قياداتها ويمثلون أمام المحاكمة قريبا. يهمني في البداية التأكيد علي أن الاسلام لا يحتاج تنظيمات.. فديننا الحنيف ليس قاصرا علي جماعة الاخوان المسلمين.. فعندما أسس حسن البنا جماعة الاخوان اسبغ علي أعضائها "فقط" نعمة الايمان وليس علي جميع المسلمين.

وهكذا تعرض المجتمع المصري إلي فرز خطير بين "اخوان" مسلمين أو هم وحدهم المسلمون وآخرين غير مسلمين لا يتمتعون بالمساواة مع أفراد الجماعة ولا يرقي ايمانهم إلي الايمان الذي تخص الجماعة نفسها به.

من ثم فان الفكرة التي طرحها الاخوان ومؤسسهم البنا تتناقض بشكل جذري مع شمولية الاسلام.. "تخصيص" الاسلام هو نوع من الفرز الديني والطائفي المتعالي علي المجتمع والوطن.. بل انه يتناقض تناقضا خطيرا مع قدرة الاسلام علي التكيف والمساواة في الدولة الحديثة.

ومن نفس الفكرة والعباءة خرج "حزب الله". فهو الرد الشيعي علي الاخوان المسلمين.. وحزب الله وان كان أكثر ضيقا وتزمتاً. الا انه يتفق مع الاخوان المسلمين في المعني الأعم والأشمل وهو أن سائر المواطنين والطوائف ما لم يكونوا أعضاء في "حزب الله" أو "الاخوان" فانهم محشورون في "حزب الزقوم" الذي خص به القرآن الكريم الجماعات الكافرة التي لم تتقبل الاسلام.

وبهذا يتفق "حزب الله" مع "الاخوان" في معني هام جدا وهو انهما طالما هما الجماعتان الوحيدتان الراعيتان والمسئولتان عن الدين الاسلامي. فالخارج عنهما يعامل معاملة حزب الزقوم.. أي معاملة الكافر.

ولعل هذا ما يفسر لنا لماذا تحول "حزب الله" من محاربة إسرائيل إلي محاربة اللبنانيين.. سلاح حزب الله تم توجيهه إلي خصومه السياسيين.. أتدرون ما هو الخلاف الأساسي بين حزب الله واللبنانيين أو بين الاخوان المسلمين والحكومة في مصر؟! "حزب الله" و"الاخوان" يعارضان أن تكون الدولة صاحبة الحق الوحيد في السلاح والتسليح.. حزب الله ينتمي إلي المقاومة الباسلة ضد إسرائيل وكذلك يزعم الاخوان المسلمون انهم يؤيدون المقاومة في غزة وينوون دعمها بالمال والسلاح!. ومن ثم فينبغي أن يحصل الاثنان علي السلاح. ومن يمنع عنهما ذلك فانه يمنع الجهاد الأكبر!. ويمنع الحرب ضد الطاغوت وهي إسرائيل.. وفي رأي الاخوان وحزب الله أن الحكومة في مصر ولبنان جانبهما الصواب.. فالسلطات الأمنية في مصرمن وجهة نظر الإخوان ونوابهم تعتدي أو تعتقل أو تحاكم حزب ثقات المؤمنين أو الجماعة المحظورة بينما الواجب أن تساعدهم وتترك لهم الحبل علي الغارب حتي تفسد البلاد!!

لقد قرأت مقالاً في صحيفة "المصري اليوم" لأحد قيادات جماعة الإخوان وهو د. محمد البلتاجي وخلص فيه إلي أن الأنظمة العربية وعلي رأسها مصر غيرت بوصلتها من دعم المقاومة الفلسطينية إلي اتجاه العدو تمهيدا لصفقة التطبيع الكامل والمجاني!!

وقبل أن استرسل في تفنيد دعاوي القيادي الإخواني يهمني القول إن النبي عليه أفضل الصلاة وأتم السلام وكذلك خلفاؤه من بعده لم يطلقوا علي جيش المسلمين اسم جيش محمد.. الإسلام في طهارته الأولي ونقائه لم يعرف هذه التعريفات الدينية..

بكارة المسلمين الأوائل منعتهم أن يطلقوا علي أنفسهم حزب الدعوة أو الناجون من النار أو الجماعة الإسلامية أو جند الإسلام.. أو.. أو.. مثلما يحدث الآن في التنظيمات الإسلامية السرية والعلنية.

إن ما كتبه د. محمد البلتاجي في "المصري اليوم" وسبق أن كتبه بنفس النص علي موقع الإخوان الإلكتروني يؤكد أن الإخوان ينظرون إلي الدولة من منظور حزب الزقوم لأنها أبرمت اتفاقية سلام مع إسرائيل وأنها تسعي للتطبيع معها.. والقيادي الإخواني صاحب النظرة الأحادية نسي أن مصر لم توقع سلاما إلا بعد حرب ونصر.. ولولا القاهرة وجهودها ودفاعها عن القضية الفلسطينية في المحافل الدولية لدفنت هذه القضية منذ زمن بعيد..

لقد أطلق د. البلتاجي علي التنظيم الدولي للإخوان اسم التنظيم الدولي لنصرة فلسطين!! ويقيني أن "نصرة فلسطين" لا تكون بتنظيم قوافل إغاثة ينتهي الحال بها إلي أن تباع في السوق السوداء بغزة رغم أنها سلع مدعومة اشتراها الإخوان من مصر ليبيعها تجار السوق السوداء في غزة مستفيدين بفارق الأسعار! ولا تكون باستغلال أموال نقابات المحامين والأطباء والمهندسين وغيرها وتوجيهها إلي فلسطين بدلا من تقديم الخدمات لأعضاء النقابات..! نصرة فلسطين لا تكون بالشعارات والمظاهرات..! ولا تكون بالدفاع عن "خلية حزب الله" التي ضبطت في مصر وهي تخطط لضرب موارد الاقتصاد الوطني من قناة السويس وخطوط أنابيب البترول..! نصرة فلسطين أمامها طريق واحد في الوقت الراهن هو مساعدة الفلسطينيين علي قيام دولتهم المستقلة إلي جانب دولة الاحتلال الغاشمة والحصول علي اعتراف العالم بهم.. هذا هو الطريق الوحيد والصحيح.

لقد كان الرئيس مبارك وليس غيره هو صاحب المبادرة المصرية لوقف اطلاق النار التي أسفرت عن صدور قرار مجلس الأمن 1860 متضمنا الإشارة ثلاث مرات إلي المبادرة المصرية..في أول اعتراف دولي بمصر تتم صياغته في قرار لمجلس الأمن.

لقد كانت مصر هي صاحبة المبادرة في دخول قوافل الإغاثة إلي غزة.. المساعدات الإنسانية المصرية التي دخلت القطاع تعادل وربما تتفوق علي جميع المساعدات التي ارسلتها الدول العربية مجتمعة بما فيها الدول البترولية وإيران التي "تشدقت بأكثر مما تصدقت" .. كان الهم الأكبر لإيران وحزب الله والإخوان هو "الشو الإعلامي". ارادت طهران ارسال مستشفي ميداني للعريش ومعه مذيع لقناة فضائية يبث للقنوات الإسلامية جهود 6 أطباء إيرانيين في علاج الجرحي. بينما ألف طبيب مصري يعملون علي مدار الساعة وإلي جانبهم طائرات تنقل المصابين للقاهرة إذا تعذر علاجهم في 8 مستشفيات علي الحدود مع غزة.. وهذا هو الفارق بين الواجب والشو الإعلامي.

مصر فعلت الكثير للفلسطينيين وهم أول من يعلم ذلك. لكن ليس من شيم المصريين المن و"المعايرة".. مصر تساعد الفلسطينيين إنسانيا لأن هذا واجبها.. اما الإخوان وحزب الله وبقية "الذين في نفوسهم غرض" فيقدمون مساعدات عينية محدودة لخدمة اغراض إعلامية أكبر.

إن ماتقوم به "حماس" حاليا في غزة ليس مقاومة وانما تثبيت لاركان الحكم وفرض الايدولوجية الإسلامية والإخوان الأم الرؤوم لحماس يهمهم أن ينجح وليدهم ويقيم إمارة إسلامية.. هذا هو المهم.. أن ينقسم الوطن الفلسطيني إلي دويلة إسلامية وأخري علمانية.. نفس الشيء يريدونه في مصر.. فلماذا لايكون جزء من سيناء "إسلامي" وينضم الي غزة باسم "غزة الكبري". وهو المشروع الصهيوني الذي طرحه كتاب وسياسيون إسرائيليون ويتبناه "الإخوان" في نفاق واضح ورخيص.

الإخوان يؤيدون "حماس" ولايناصرون القضية الفلسطينية.. ومحاولة فرض ايدولوجية حركة المقاومة الإسلامية في غزة هي التي عطلت المصالحة.. وأوقفت المصلحة الاستراتيجية العليا للفلسطينيين كي يكونوا يدا واحدة.. من أجل ذلك ترفض حركة "حماس" ويؤيدها الإخوان وجود السلطة الفلسطينية أو ممثلين لها علي معبر رفح الذي سعت بكل الوسائل بما في ذلك اقتحامه لفتحه منفرداً لها غير مكترثة ببقية المعابر.. والسبب بسيط فهذا المعبر هو الذي سيعطيها الشرعية ويربطها كحبل سري بالحركة الأم في مصر.. الاخوان المسلمون..

الاخوان وحماس غير عابئين بمعاناة بقية الفلسطينيين.. الاهتمام كله بغزة وليس بفلسطين وب "حماس" وليس حكومة سلطة فلسطينية واحدة.. وأقول للاخوان الذين يراهنون علي "حماس" إن حركة "طالبان" لم تستطع البقاء في حكم افغانستان الأكبر حجماً عشرات المرات. فهل ستنجح "حماس" الصغيرة!"

ولم يضن سيادته على شخصي الضعيف بعطاء من إفرازاته ، فكتب مقالا طويلا بعنوان ( طبقاً لفتوي إخوانية! ) مما جاء فيه :

القط وسرايا وعبدالسميع وموسي..وأنا

في جهنم وبئس المصير لأننا.. كفّار!!!

تصفح الإنترنت متعة و تسلية وثقافة.. لكنه بالنسبة لي أكثر من ذلك.. إنه رحلة في عقل الآخر وبالذات في عقول الإخوان المسلمين و كبار مفكريهم ومنظريهم الذين لا يجدون متنفسا يبثون فيه سمومهم سوي شبكة الإنترنت.

مواقع الإخوان علي الإنترنت فيها كل شيء.. وأحيانا ما تكون مسلية ومضحكة.. وفي أوقات أخري أجدها سوداوية حاقدة.

الأسبوع الماضي كنت أتصفح الشبكة "العنكبوتية" كما يقولون عنها. فوجدت مقالا للدكتور جابر قميحة بتاريخ 8 مارس الماضي كتبه وخصصه عن المنافقين وأساليبهم في تسويق وترويج الباطل.

وقد افتتح الدكتور الذي لا أدري إن كان متخصصا في الطب أم الشريعة والقانون مقاله عن النفاق والمنافقين بأن قال إن في مصر مدرسة مستنقع صحفي ينتمي إليها ممتاز القط وأسامة سرايا وعمرو عبدالسميع وأحمد موسي وكاتب هذه السطور.. وغيرهم.. وغيرهم. وأشار لا فض فوه في فاصل من السباب والقذف والتطاول ضد رؤساء التحرير أنهم بطانة من النفعيين الذين يعيشون بلا دين ولا قيم ولا رجولة وهمهم إرضاء أسيادهم.

وقد ساق سيادته أبياتا من الشعر في ذمنا وقدحنا باعتبارنا رءوس النفاق التي أينعت وحان قطافها فقال:

يقبلون تراب المحسنين لهم = وفوق أرؤسهم قدت لهم قدم

عُمي عن النور في آذانهم صمم = لا ينطقون بحق إنهم بكُم

يرضون بالدون والدنيا إذا نعموا = أما إذا حرموا أطماعهم نقموا

كأنهم في مسار العمر قد خلقوا = بلا عقول فهم في عيشهم غُنم

وهذه هي لغة الإخوان في الحديث عن خصومهم.. يتحدثون عن الديمقراطية واحترام الرأي الآخر وهم أبعد ما يكونون عن ذلك.

لن أتطرق إلي وصف كامل لكل ما قالوه عنا. ولكني سأسوق جزءا مما عرضه قميحة لأدلل علي أن الديمقراطية وهم عشش في عقل وفكر الاخوان وانهم سيكونون أول من يضربون معارضيهم بالأحذية. وربما ينصبون لهم المشانق ويحرقونهم أحياء إذا لا قدر الله تولوا الحكم.

المقال الذي ظهر علي موقع اخوان أون لاين كفيل بأن يسجن صاحبه لما احتواه من الفاظ ليست من قبيل السب والقذف والشرشحة فقط. ولكنها ايضا تتضمن تحريضا صريحا علي القتل فقد اتهمنا بالكفر ونحن علي دين محمد واتهمنا باننا منعدمو القيم ولا نتمتع بأي صفة من صفات الرجولة.

هذا المقال الذي تتناقله مواقع الاخوان الآن هو احدي صور التعامل مع الآخر. ويتطابق مع وصف المرشد العام المصريين المعارضين بأنهم سيضربون بالنعال. وقال "طظ في مصر وأبو مصر واللي في مصر".

لقد وصفنا كاتب المقال د. جابر قميحة بأوصاف دنيئة وخسيسة يعاقب عليها القانون. لكن الجديد في الأمر هو الطريقة التي يمكن للاخوان ان يطبقوها علي معارضيهم والاستعانة باحكام الدين فقد اثبت صاحب المقال إنه من السهل جدا تطويع نصوص القرآن وتطبيقها علي الذين يخالفونهم في الرأي.. فقد وصف الصحفيين الخمسة بأنهم "مدرسة النفاق" وبالتالي فاننا كما يقول يصدق فينا حكم الله سبحانه وتعالي عندما يقول في محكم اياته "ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين. يخادعون الله والذين آمنوا. وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون. في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا ولهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون. وإذا قيل لهم لاتفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون. ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون. وإذا قيل لهم آمنوا كما آمن الناس قالوا انؤمن كما آمن السفهاء. ألا إنهم هم السفهاء ولكن لا يعلمون" "سورة البقرة"8 13.

وهكذا وبمنتهي البساطة حكم علينا الدكتور أن مآلنا جهنم واستعدي الناس علي قتلنا..

الدكتور جابر في مقاله يؤكد أننا رءوس النفاق ولابد من قطعها .........كما اتهمنا بموالاة اعداء الإسلام من اليهود والكفار.................

واعذروني وأنا أقول أن هذا الذي استباح دمنا ووضعنا في مرتبة المنافقين الفاسدين استعار لنفسه صفات العلي القدير ليحاكمنا علي ما اقترفناه من شرور وآثام في انتقاد الإخوان. ..............

لقد اشتغل "الإخوان" بالسياسة وتركوا أمور الدعوة. لذلك عليهم أن يتحملوا النقد.. بل النقد القاسي.. لأنهم غير معصومين.. أما مسألة إعدامنا أو قتلنا أو وضعنا في مرتبة واحدة مع الكفار والمشركين فهذا ليس اختصاصهم ولا يستطيعونه مهما طالت ذقونهم أو كبرت زبيبة الصلاة علي جباههم أو بسملوا وحوقلوا.. الحكم علي المسلمين انهم كفارأو غيره هي صفة من صفات الله عز وجل.. ومن يفتي بغير ذلك مجنون أو معتوه.................

ولكن أنكى إفرازاته ما كتبه مهاجما السيدة موزة زوجة أمير قطر ( ولا عجب فقد ذكرنا أن الحطيئة هجا أمه وزوجته ) وأنقل للقاريء هذا المقال الفضيحة الذي جاء بعنوان (منازلهم من زجاج .. ويقذفون الناس بالطوب ،

الشيخة موزة كشفت ديموقراطية قطر!

طردت مدير مركزها عندما طالب بحرية الصحافة!

زوجة الأمير دعت صاحب الرسوم المسيئة للرسول .. وألصقتها ب "مينار"!

الصحف القطرية اتهمته بعدم احترام الوضع الداخلي .. ونسوا ما يفعلونه بمصر!!

كتب - محمد علي إبراهيم: الجمهورية 9 5 2009

كلما انتقدت قطر خرج فريق من الزملاء يطلقون سهامهم ويقذفون رماحهم دفاعا عن الدولة التي تلخصت في امرأة وقناة فضائية!.. قطر باختصار شديد هي الشيخة موزة زوجة أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة..

والقناة الفضائية هي "الجزيرة".. بدون الشيخة موزة ناصر المسند و"الجزيرة" سيخفت صوت قطر ووجودها وتأثيرها الإعلامي والسياسي.. قطر "مشيخة" وليست دولة بالمعني المعروف.. أفاء الله عليهم من فضله الكثير. ولكنهم لم يستغلوا ثرواتهم في بناء دولة مؤسسات. وتفرغوا لعقد اجتماعات قمة ورعاية مناضلين ونصابين أمثال سعد الدين إبراهيم.. خصصوا جوائز لدعم الديموقراطية وحرية الإعلام وهم أبعد ما يكونون عن الأثنتين.

لاتستطيع جريدة في قطر أن تهاجم فساد وزراء أو شيوخ في العائلة المالكة.. لايتجرأ أحد علي نشر صور زيارات المسئولين الإسرائيليين إلي الدوحة! ولايتجاسر أي رئيس تحرير علي نشر صور القاذفات الأمريكية وهي تقلع وتهبط في القواعد العسكرية الأمريكية في العيديد أو السيلية أو أم صلال.. فقطر كلها قاعدة أمريكية.

الإعلام الذي تديره الشيخة موزة حرم الأمير هو إعلام "بعين واحدة" أو أعور كما نقول في مصر.. يري عيوب الآخرين ويجسدها ويضخمها. ويعجز عن رؤية عيوبه وثقوبه التي تملأ الجزيرة الصغيرة التي يعرفها العالم باعتبارها المكان الذي توجد فيها أكبر قواعد عسكرية أمريكية خارج الولايات المتحدة. كما أنها تحظي بأكبر تواجد للجنود والضباط الأمريكيين الذين يصل عددهم إلي 45 ألف جندي وهم رقم أكبر من الجيش القطري نفسه.

الشيخة موزة المسند وهبت نفسها وأموالها لقضية نشر الديموقراطية في الدول النامية وترسيخ مبادئ حرية الصحافة والإعلام في المناطق التي تراها موزة بحاجة لتطوير.. الشيخة تتصرف وكأنها دولة عظمي ترعي الإصلاح السياسي وحرية الرأي في العالم كله.. حصل سعد الدين إبراهيم منها قبل عامين علي عشرة ملايين دولار لدعم الديموقراطية في العالم العربي. وجمع بعض المعارضين وذهب بهم إلي الدوحة في مايو 2007 متصورا أنه بهم سيغير خريطة المنطقة.

نسيت الشيخة موزة المسند وزوجها الأمير الذي انقلب علي ابيه أن الشعوب العربية لاتصدق العملاء. ولاتقبل أن يكون أحد متحدثا باسمها أو وصيا عليها بأموال الآخرين.

من ثم فشلت موزة في الإصلاح السياسي الذي اعتبرته مشروعها القومي واختارت سعد الدين إبراهيم بتوصية من الإدارة الأمريكية السابقة كمدير له ومنسق ومروج لفكرة الفوضي الخلاقة التي تبنتها كونداليزا رايس وزيرة خارجية الإدارة الأمريكية السابقة تحت زعم الديموقراطية.

ولما خف تأثير سعد الدين إبراهيم برحيل إدارة بوش وفشل في تقديم نفسه بصورة ايجابية للإدارة الأمريكية الجديدة. فكرت الشيخة موزة في أن تستقدم شخصاً آخر من هواة الشو الإعلامي للدوحة كي يعاونها في مهمتها المقدسة وهي حرية الصحافة والإعلام في الوطن العربي.. ويبدو أن الشيخة تريد "استنساخ" نموذج قناة الجزيرة في الوطن العربي وإصدار صحف علي نفس المنوال.

اختارت موزة روبير مينار "فرنسي الجنسية" ليتولي إدارة مركز الدوحة لحرية الإعلام العام الماضي وذلك بعد ابعاده عن منظمة "مراسلون بلا حدود" التي أوقفته.. ولأن قطر متخصصة في اختيار المطاريد وأصحاب المشاكل السياسية لتضعهم في بؤرة اهتمامها. فقد وظفت موزة مينار فوراً.. لكن يبدو أنها لم تفهمه الخطوط الحمراء والخضراء والصفراء التي تحكم المجتمع القطري وأهمها عدم انتقاد الوضع الداخلي.

تصور مينار أن المركز الذي استدعوه لادارته يحتاج توصيات وخطة عمل تبدأ من الشأن المحلي ليكتسب مصداقية إذا تحدث للخارج. لكنه كان واهماً.

المسيو مينار كتب رسالة مفتوحة للشيخة موزة ضمنها انتقادات كثيرة للوضع في قطر قال فيها ان البلاد تعاني من غياب حرية الصحافة وعدم وجود نقابة للصحفيين وكذلك الحاجة لتغيير القوانين المنظمة لحرية الصحافة والإعلام. كما انتقد مشاركة الرئيس السوداني عمر البشير في القمة العربية التي عقدت بالدوحة منوها أن هذا يتعارض مع القانون الدولي ويمثل استهانة بآلية من آليات الأمم المتحدة وهي المحكمة الدولية.

ولكم أن تتصوروا وجه الشيخة موزة وهي تقرأ الرسالة المفتوحة التي بعث بها روبير مينار إليها.. فوراً أصدرت اوامرها بترحيله عن البلاد واعطت توجيهاتها للصحف القطرية أن تسلخه حيا.. وهكذا نشطت هذه الصحف لمهاجمة مينار ووجهت له انتقادات حادة مبررة قرار طرده بأنه سعي لإثارة الفوضي تحت أسم حرية الإعلام وعدم احترامه للوضع الداخلي في قطر بانتقاداته المستمرة لغياب حرية الصحافة. وأن هناك قوانين علي كل من يعمل في قطر أن يحترمها!!!

فضائح قطر

إذن الشأن الداخلي للدوحة وقوانينها وشيوخها ووزراؤها فوق الانتقاد!! قدس الأقداس لايصح لأحد الاقتراب منه أو التعرض له.. ياسبحان الله صحافة وإعلام قطر موجهة "فقط" لانتقاد الآخرين.. يرون عيوبنا ولايسمحون لأحد أن يري عيوبهم.. انتقاد الشأن الداخلي لقطر "منطقة محظورة".. من يرد أن يوجه سهام نقده من الصحفيين والإعلاميين فعليهم أن يتجهوا غربا إلي مصر. فهي دولة كبيرة وبها حرية وديموقراطية. وصحفها تنهش حكومتها بضراوة وليس هناك سقف للنقد!.. الشأن الداخلي في مصر مستباح وإذا انتقده أحد لن يكون عليه لوم. لأنه مهما كان النقد قاسيا فهناك مثله بالصحف المصرية.

وينسي القطريون سواء كانوا من أهل الحكم أو الإعلام والصحافة أننا نقبل النقد من مصريين. لكن لانقبل أن يكون النقد بأموال قطرية. أو بتجنيد أقلام أو استضافة معارضين في "الجزيرة" لينطلق لسانهم بجلد مصر نظير 500 دولار أو ألف دولار.

غير أن أشد ما أثار دهشتي في موضوع طرد مينار وترحيله من قطر انهم اتهموه بدعوة الصحفي الدانماركي الذي تزعم حملة الرسوم المسيئة للرسول في كوبنهاجن للمشاركة في الاحتفال الذي اقيم بالدوحة يومي 2. 3 مايو الحالي بمناسبة اليوم العالمي للصحافة بالتعاون مع اليونسكو وهو الذي شارك فيه الزميل ابراهيم عيسي رئيس تحرير "الدستور" بدعوة من مركز الدوحة لحرية الإعلام.

وكلنا نعرف أن قائمة المدعوين في أي مؤتمر تعرض علي رئيسه وعلي السلطات الأمنية وذلك في أي بلد خليجي أو أوروبي أو آسيوي.. من ثم فدعوة الصحفي الدانماركي تمت بموافقة قطرية حكومية و"موزيّة" تماما مثل أي صحفي مصري أو انجليزي حضر المؤتمر.

لذلك كان غريبا أن نقرأ في الصحف القطرية انتقادا لمينار ضمن انتقاداته الأخري بأنه دعا الكاتب الدانماركي!! وغفل الصحفيون القطريون علي أن الأجنبي لايحق له دعوة أي احد إلا بموافقة كتابية من كفيله.. وكفيل مينار هو الشيخة "موزة" ولا أحد غيرها.. فهي إذن التي دعت الصحفي الدانماركي وليس مينار الذي يعمل عندها!

علي أية حال برهن طرد "مينار" من قطر ما كنت أكتبه منذ سنوات عن قناة الجزيرة وصحف الدوحة.. اتحداكم أن تذكروا عدد السجناء السياسيين في بلدكم. أتحداكم أن تنشروا قتلي حوادث المرور الذين يسقطون أمام سيارات مسرعة لكبار الشخصيات. اتحداكم أن تتحدثوا عن ثروة الأمير أو عما يخسره رئيس الوزراء القطري في سهرات القمار في لندن وسويسرا.. أتحداكم أن تكتبوا عن صراع الزوجات علي ترتيب اولادهن لخلافة الأمير.. أو الاعتداء علي أراضي المواطنين لبناء فيلات وقصور.. أو علي قصص المطربة الشهيرة مع أحد كبار القوم واصراره علي إجهاضها خوفا.. أو.. أو..

الشأن الداخلي القطري لايهمنا لانه يهم القطريين فقط.. واتمني أن يكون الشأن الداخلي لبقية الدول محترما عند القطريين مثلما نحترم خصوصياتهم ولاننشر اسرارهم وما أكثرها.. اننا لو فكرنا مثلا في اصدار منشور عن "ديوانيات الدوحة" وما يدور فيها من نميمة وأسرار وشائعات.. فتأكدوا أن هذا المنشور سيفوق في توزيعه الصحف القطرية مجتمعة التي لاتنشر شيئا عن أغرب دولة في العالم.. يحميها الأمريكان وتشجع الإخوان والسلفيين وعائلتها الحاكمة منقسمة.. وعلاقتها بإسرائيل أقوي من أن تتأثر ب "كلمتين" في اجتماع قمة طارئة أو عادية!

إنه عار يا رئيس تحرير الجمهورية ... ما بعده عار ، مما دفع الأستاذ محمد حماد أن يكتب في العربي الناصري بتاريخ الأحد 17 من مايو 2009 تحت عنوان إسفاف :

إذا سألتني عن أسوأ ما قرأت في حياتي وجدتك مطمئن البال : لم تجد أسوأمما كتبه محمد على إبراهيم رئيس تحرير جريدة الجمهورية عن الشيخة موزة قرينة أمير قطر ... ولست أشك في أنه كتب المقال الذي وقع عليه باسمه بمداد من الحقد الأسود .

ونقول للقراء : انتظروا من السيد المذكور الكثير والكثير الذي يحمل نفس الطابع الحطيئي ، دون النظر إلى ما يسمى بالإنصاف ، والنقد البناء والحرص على مصلحة وطننا الحبيب مصر . وادعوا للسلطان بالنصر.

المصدر:رابطة أدباء الشام