عمَّار وجيه: هناك تأثير أمريكي واضح في الانتخابات العراقية

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
عمَّار وجيه: هناك تأثير أمريكي واضح في الانتخابات العراقية
12-03-2005

حوار: استشهاد عز الدين

بالرغم من ظهور نتائج الانتخابات العراقية بفوز قائمة "الائتلاف العراقي الموحد" برئاسة عبد العزيز الحكيم (شيعة) بنسبة 47.6% من إجمالي أعضاء المجلس الوطني المؤلف من 275 مقعدًا، تلاها التحالف الكردي العراقي بزعامة جلال طالباني بحصوله على نسبة 25.4% من إجمالي الأعضاء، ثم القائمة التي يتزعمها رئيس الوزراء العراقي المؤقت إياد علاوي بنسبة 13.6%، وتشكيل الجمعية الوطنية العراقية على هذا الأساس.. لا يزال المشهد العراقي على شاشات التلفزيون وواجهات الصحف لم يتغير.

ذات الأجواء المفعمة بأدخنة البارود، ونفس الطرقات المخضبة بالدماء، وكأن العملية السياسية بكل أطرافها في وادٍ والشارع العراقي في وادٍ آخر، وربما يرجع ذلك إلى مقاطعة السنَّة لتلك العملية، وهو ما يؤكد أنهم المحرك الرئيسي للشارع العراقي، وأن أي عملية سياسية تتم دون مشاركتهم لن تجد مكانًا على أرض الواقع لتطبق عليه.

ولقد أدركت الأطراف الفائزة في الانتخابات العراقية الأخيرة ذلك جيدًا، وعادت تمد خيوط التواصل بينها وبين ممثلي السنة في العراق، وعلى رأسهم هيئة علماء المسلمين والحزب الإسلامي الذي أعلن بالفعل موافقته على المشاركة في صياغة الدستور العراقي الجديد والذي تُطرح أمامه العديدُ من الإشكاليات، كانفصال الأكراد، ووضع السنة، والإسلام كمصدر رئيسي للتشريع.

ومن ثم كانت هذه القضايا وغيرها محورَ حديثنا مع الدكتور عمَّار وجيه- الناطق الإعلامي باسم الحزب الإسلامي العراقي.

  • في رأيكم هل كانت نتائج الانتخابات العراقية في صالح الاحتلال أم ضده؟
هناك تأثير أمريكي واضح في هذه الانتخابات ونتائجها.
  • هل يشير هذا إلى تدخل أمريكي في الانتخابات؟
لا تعليق!!
  • أعلن الحزب عن موافقته المشاركة في صياغة الدستور.. فكيف ستتم هذه المشاركة بالرغم من كونكم خارج الجمعية الوطنية (البرلمان العراقي)؟!
أولاً أحب أن أوضح أننا لم نفرض أنفسنا على الجمعية الوطنية، وإنما طالبتنا الأحزاب بالمشاركة والتي ستكون من خلال مشاركة أساتذة قانون ومختصين موالين لنا في صياغة الدستور، وهذه المشاركة لكي تتم لا بد أن نضمن كونها مشاركةً إيجابيةً وملزمةً، خاصةً ونحن خارج الجمعية الوطنية والتي يحتجُّ بعض أعضائها على مشاركتنا من الأصل.
  • بعد ظهور نتائج الانتخابات العراقية هل اتضح لكم أن الحزب بوجه خاص والسنة بصفة عامة قد أخطأوا بانسحابهم منها؟
لقد كنا نعتزم المشاركة بالفعل، وقدمنا قوائمنا وأعلنَّا عن برامجنا، لولا الإشكاليات والطعونات التي أوضحناها من قبل، والحقيقة أن الانسحاب كان في صالحنا لا كما يظن الآخرون في أنهم نجحوا في تهميشنا، فلقد ربحنا تعاطف الشارع السني معنا وتوحده حول ممثليه وبعد أن كان هناك خلاف في وجهات النظر حول المشاركة بالعملية السياسية بيننا وبين هيئة علماء المسلمين انعكست على الشارع السني بدأ الجميع يميل لوجهة نظرنا بأهمية المشاركة، وتوحد السنة حول هذا الرأي، ومن ثم فقد مثَّل الانسحاب لنا مكسبًا سياسيًّا.
  • ألا يضمن قانون الفيتو- والذي يتيح لكم إلغاء الدستور إذا اعترضت عليه ثلاث محافظات كاملة- عدم التهميش؟
بالتأكيد سنلجأ إلى هذا القانون لو وجدنا نصوصًا في الدستور تهدد مصلحة أي فرد من الشعب العراقي وليس السنة وحدهم، ولكننا- كأناس واقعيون- نرى أن توحيد الصف العراقي له الأولوية الأولى وكذلك نعي صعوبة حشد ثلاث محافظات في ظل التخبط الذي لا زال يحياه الشارع العراقي عمومًا والسني خاصةً.
ومن ثم كان قبولنا المشاركة في صياغة الدستور هو الحل الأقرب للواقع والذي سنركز فيه على أمرين:
- الأول تهدئة الشارع العراقي وحفظ الأمن.
-ثانيًا أن يحافظ الدستور على التوازن والتناغم بين أبناء الشعب العراقي جميعًا بكافة طوائفهم.
  • هذا ينقلنا إلى إشكالية جديدة في الدستور العراقي، وهي وضع الإسلام كمصدر وحيد ورئيسي للتشريع.. فما موقفكم منها؟
98.5% من الشعب العراقي مسلمون، ومن ثم فإن هناك قواسمَ مشتركة كبيرة فيما يخص الشعائر الدينية، ولكن تبقى المشكلة في مسألة المناطق وتقسيمها تقسيمًا طائفيًّا بين السنة والشيعة، وهو ما لن نقبل به قط؛ حفاظًا على وحدة أراضي العراق؛ لأن الدستور لو كرِّس لهذا الأمر فهو بذلك يمهد لتقسيم البلاد.
  • وماذا لو حدث وتضمن الدستور ما يتعارض مع وضع الإسلام في قانون الدولة؟
لو استطعنا تطبيق الحد الأدنى كما ورد في قانون إدارة الدولة بأن يكون الإسلام مصدرًا رئيسيًّا وليس الأوحد واتفقت الأحزاب على ذلك فسيكون هذا نجاح كبير، أما إذا احتوى الدستور على أيِّ بند يفسَّر لغير صالح الإسلام فسنحرك المحافظات تمسكًا بقانون الفيتو، وإن كنا لا نرجو أن تصل الأمور إلى هذا الحد.
  • لكن البعض يشير إلى أنه بإمكانكم الضغط بورقة أخرى غير قانون الفيتو وهي المقاومة والأمن، فما تعليقكم على هذا؟
الحزب الإسلامي كان- ولا زال- حركةً سلميةً، سواء كان في تشكيل الحكومة أو بين صفوف المعارضة، ولا نستطيع بشكل مباشر تحريك المقاومة، ولكن لا أحد يضمن أو يخمِّن رد فعل الشارع السنِّي في حال اتجهت الأمور في غير صالح العراق ووحدتها ودينها الإسلامي.
  • بعد قضية وضع الإسلام كمصدر للتشريع داخل الدستور العراقي تأتي إشكاليةٌ أكثرَ تعقيدًا، وهي وضع الأكراد وإصرارهم على الانفصال، والذي بدا واضحًا في نتائج الاستفتاء غير الرسمي الذي أُجري على هامش الانتخابات وأوضحت نتائجه أن 90% منهم يؤيدون الانفصال فضلاً عن تأكيدهم على ضم كركوك (755 ألف نسمة) التي تنتج أكثر من 20% من نفط العراق، ويمر عبرها أكثر من 50% من صادرات النفط العراقية..!!
الواقع المؤسف أن تصريحات الزعماء الأكراد وسلوك الشعب نفسه تؤكد ما تقدم، فقد رأينا أثناء الحج كيف أن هناك تثقيفًا علميًّا لدى الأكراد يؤصل داخلهم مسألة الاستقلال، فلم يكونوا يقدِّمون أنفسهم كعراقيين، ولكن يقولون إنهم من كردستان، ويرفعون رايتها، ونحن نعارض هذا بشدة ونقف ضده بكل قوتنا، ونرى أن الفيدرالية الحقيقية تمثل حلاًّ إيجابيًّا لهذه المشكلة، شريطةَ ألا تكون تمهيدًا للانفصال؛ لأنه إذا تم هذا أو أشير إليه في أي نص من نصوص الدستور فسنأخذ موقفًا شديدًا ضدَّه.

المصدر