علي محمد جماز

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
الشيخ علي محمد جماز الداعية المحدث


إخوان ويكي

مقدمة

إن أول مقومات بقاء الكون هو بقاء آثار الرسل وعدم انطماسها، وإنما تنطمس آثار الرسل وتنمحي بتعطيل الوسيلة الضامنة لبقائها وهم الأفراد المصلحون، والذين وصفهم رب العزة بقوله: "وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ" (هود 117).

حياته

في قرية كوم النور إحدى القرى التابعة لمركز ميت غمر بمحافظة الدقهلية ولد علي محمد جماز عام 1351هـ الموافق 1932م. ونشأ في أسرة مسلمة ملتزمة، تحبّ العلم، وتحترم العلماء.

التحق بالأزهر وواصل تعليمه حتى تخرج فيه، وحصل على العالمية، وطوال فترة تعليمه وبعد تخرجه والدعوة إلى الله شاغله الأول، يتحرك في كل مكان بما فتح الله عليه به من القرآن، والسنة، والعلوم الإسلامية كافة. تعرف على الحركة الإسلامية في وقت مبكر وأوذي في سبيلها وقتا من الزمن حتى استطاع الخروج من مصر الى قطر.

في قطر

بعد تخرجه من الأزهر عمل فترة بالتدريس ومارس الخطابة في مصر حتى كان عام 1959م، حيث رحل إلى دولة قطر، فعمل أستاذاً للعلوم الشرعية في التعليم العام، ثم أستاذاً بالمعهد الديني، فمديراً له بعد ذلك بعد أن تركه الشيخ يوسف القرضاوي للعمل بالجامعة..

ثم التحق بتوجيه العلوم الشرعية بوزارة التربية والتعليم، وشارك مع إخوانه د. يوسف القرضاوي، والشيخ عبد المعز عبد الستار .. وغيرهم في وضع مناهج العلوم الشرعية والبحوث الإسلامية لمراحل التعليم المختلفة..، بينما كان يواصل دراساته العليا

حتى حصل على الدكتوراه في علم الحديث عام 1979م من مصر. وعين مدرساً في كلية الشريعة والدراسات الإسلامية، فأستاذاً بقسم التفسير والحديث.ثم أصبح أستاذاً مساعداً بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية في جامعة قطر، ورئيس قسم الحديث وعلومه.

يقول الدكتور القرضاوي:

قررت في هذه السنة (1974 - 1975م) أن أدع المعهد لأحد إخواني يقوم على إدارته، ورشحت لذلك الأخ الكريم العالِم الداعية الشيخ علي محمد جماز، المدرس بالمعهد، ووافقتِ الإدارة على ذلك، وقام بواجبه خير قيام، ولا سيما أن هناك من الزملاء الأفاضل من يعاونه، مثل: الشيخ عبد اللطيف زايد، والشيخ مصباح محمد عبده، والأستاذ رشدي المصري، وآخرين.

والتحق الشيخ علي بتفتيش العلوم الشرعية بالوزارة، فعمل مع شيخنا الشيخ عبد المعز عبد الستار، ثم سعى للحصول على الدكتوراه في الحديث من الأزهر، وحصل عليها، وعُيِّن معي بكلية الشريعة، مدرسًا للحديث، وبقى بها حتى وفاته رحمه الله.

وحينما قرر بعض العلماء بقطر الاحتفال بعام 1400 هجرية شكلوا لجنة للاشراف على المؤتمر تحت عنوان [المؤتمر العالمي للسنة والسيرة النبوية وكُونت لجنة تحضيرية للإعداد للمؤتمر برئاسة الشيخ عبد الله الأنصاري، وعضوية يوسف القرضاوي، وأبي عمر محمد عبد الله الأنصاري، والشيخ علي جماز، والأستاذ محمد الشافعي صادق، وبعض العلماء والموظفين

مؤلفاته

  1. تحقيق مسند الشاميين - جزآن.
  2. والتعريف برواة مسند الشاميين.
  3. وتسمية من روي عنه من أولاد العشرة.
  4. مختارات من هدي النبوة.
  5. وصايا لقمان.
  6. الوصايا العشر.
  7. السيرة النبوية.
  8. محاضرات في علم الحديث.
  9. قبسات من السنة.
  10. دراسات في السيرة النبوية، الذي صدر عن دار القلم بالكويت سنة 1402ه.
  11. الشباب المسلم بين الماضي والحاضر.

بالإضافة إلى كثير من المقالات المختلفة في الصحف اليومية القطرية، والمجلات الإسلامية، ثم الأبحاث العلمية التي ألقاها، ونشرت في حوليات كلية الشريعة بجامعة قطر.

ويقول القرضاوي:

كما كلفت - أنا والأخوان الشيخ عليوة مصطفى، والشيخ عليّ جماز - بتأليف كتاب من جزأين في علم التوحيد، لطلاب السنتين الأخيرتين من المرحلة الثانوية للمعهد الديني. وقد قسمنا موضوعات الكتاب علينا. فاخترت أن أكتب عن: الحاجة إلى العقيدة، وعن أدلة وجود الله تعالى، وعن الإيمان بالقدر، وعن اليهودية والنصرانية.

وقد لقي هذا الكتاب قبولًا عامًّا لدى المهمتين بتدريس العقيدة، وطلب كثير من الإخوة بالسعودية والبحرين والإمارات: أن نرسل إليهم نسخًا من الكتاب، ليدرسوه لطلابهم، أو على الأقل: ليقتبسوا منه.

قالوا عنه

وصفه أحد الدعاة بأنه كان رجلاً قرآنياً، يحبّ القرآن، ويتلوه، وهو في شدة المرض، كما كان رجل فقه ورجل علم، فكم كان رجل فقه، ورجل علم، فكم صبر في المعتقل في المحنة الأولى للدعاة بمصر، كذلك ابتلي، فصبر على المرض عدة سنوات..، ولم يمنعه ذلك من قيامه بواجب الدعوة، سواء في الدوحة أو في أمريكا التي مكث بها فترة للعلاج.

وحينما زار الأستاذ عمر التلمساني قطر بعد توليه منصب المرشد العام التقى بإخوانه منهم الشيخ القرضاوي وعلى جماز وغيرهم. كما أنه صحب الدكتور القرضاوي بصحبة أسرتيهما في جولة سياحية لتركيا.

ويقول عبدالله العقيل:

كنت في زياراتي إلى قطر أحرص على لقاء العلماء والدعاة فيها، وبخاصة الشيخ عبد الله بن زيد آل محمود، فقد كنت أحرص على مجلسه في بيته، كما أزور المشايخ أحمد بن حجر آل طامي، والشيخ عبد القادر العماري، والشيخ يوسف القرضاوي، والشيخ عبد المعز عبد الستار، والأستاذ عبد البديع صقر، والشيخ أحمد العسال، والشيخ أحمد حمد، والشيخ علي جماز، والشيخ عبد اللطيف زايد، والشيخ مصباح عبده.

مرضه ووفاته

ابتلي الشيخ علي بالفشل الكلوي، فتكلّف فترة عناء الغسيل في مستشفى حمد، الذي يأخذ ساعات كل مرة. وهو يحتاج مرتين أو ثلاثًا في الأسبوع، حتى هيأل الله له السفر إلى أمريكا لزرع كلية هناك.

وزراعة الكُلى مشوارها طويل، فلا بدَّ من الانتظار حتى يأتيك الدور، ثم تختار لك الكلية المناسبة، ثم تجرى العملية، وبعدها تحتاج إلى فترة حتى تستقر، فالجسم بطبيعته يطردها، لأنها شيء غريب عنه، ومن هناك تكون الأدوية المضادة للطرد. ولا بدَّ من التحفُّظ من مخالطة الناس، لأنّ أدنى عدوى قد تحبط العملية كلها، ويضيع تعب المرء بلا فائدة.

وقد أجرى أخونا على هذه الأمور كلها، وعاد بحمد الله، واحتفلنا بعودته، ومارس عمله كالمعتاد، وما هي إلا مدة قليلة، حتى انعكس عليه الأمر، ورفض الجسم الكلية الغريبة، وعاد لما كان عليه من الغسل في المستشفى، على ما فيه من عنت وإرهاق.

ثم سافر الدكتور الجمَّاز إلى أمريكا مرة ثانية، ليبحث عن فرصة أخرى، لعلها تكون أفضل من الأولى، فما ينبغي لمؤمن أن يقنط من رحمة الله. فهو سبحانه يكشف الضر، ويجيب المضطر إذا دعاه، كما كشف الضر عن أيوب، وكما ردّ البصر على يعقوب. وسافر هو وأهله إلى أمريكا، يرتقب الفرصة، وقد طالت هذه المرة، ولم يأت دوره لكثرة الطالبين من ناحية، ولتشديد أمريكا نفسها من ناحية أخرى.

ووفقًا للنظام، ليس الباب مفتوحًا على مصراعيه، بالنسبة لموظفِّي الدولة، فله مدة معيَّنة، ثم يكون بقاؤه وعلاجه على حساب نفسه. وقد طلبت من الدكتور كاظم مدير الجامعة الكلام مع ولي العهد بشأن استثناء د. الجماز من المدة المعتادة لضرورته إلى العلاج، فرجاني د. كاظم أن أصحبه في ذلك

وقال:

إنهم يحترمونك ويستحيون منك، ولا يردون لك طلبًا، فتعال معي لتطلب أنت لصاحبك ما تريد... وقد فعلت وبينت عجزه عن نفقاته. وكان ولي العهد هو الشيخ حمد بن خليفة - أمير قطر فيما بعد –، فلم يُخيب الرجل رجاءنا. وأعطاه مهلة مفتوحة.

وطالت مدة وجود د. الجماز في أمريكا، وأنجب ابنته مريم هناك، وعاد بعد ذلك، يمارس نشاطه، مع غسل الكلى المعتاد، حتى اشتدّ عليه المرض، ودخل المستشفى في مرضه الأخير، الذي عانى فيه معاناه أسأل الله تعالى أن يجعلها كفارة له، وأن يزيد بها من حسناته، ويرفع بها من درجاته.

لقد كنت أذهب لعيادته، فأسمع أهات من بعيد، فيتزلزل بها قلبي، وتذرف لها عيني، وأحيانًا لا أجد لي قدرة على أن أدخل عليه، فأعود من حيث جئت.

إلى أن أتاه أجله رحمه الله يوم الجمعة 20 أغسطس 1993م، الموافق 2 ربيع الأول 1414هـ وللأسف لم أكن في الدوحة يومئذ، وصلى عليه وشيعه إخوانه وتلامذته ومحبوه إلى مثواه الأخير، حيث دفن في الدوحة، قريبًا من قبر أخيه عبد اللطيف زايد. رحمه الله.

المصادر

  1. الزريكلي: تتمة الأعلام، جـ2، صـ65.
  2. مذكرات الدكتور يوسف القرضاوي
  3. حسن على دبا: مجلة المجتمع، علي محمد جماز مثال الصبر والعطاء، العدد 1068، 12 ربيع الأخر 1414هـ، 28 سبتمبر 1993، صـ66.