علي أبو شعيشع

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
مراجعة ٠٥:١٠، ٢٤ ديسمبر ٢٠٠٩ بواسطة Helmy (نقاش | مساهمات) (أنشأ الصفحة ب'على أبو شعيشع ... ويوميات بين الصفوف المؤمنة يقول الدكتور محمد حسين هيكل فى كتاب (فى منزل الوحى) …')
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

على أبو شعيشع ... ويوميات بين الصفوف المؤمنة

يقول الدكتور محمد حسين هيكل فى كتاب (فى منزل الوحى) :لقد خيل إلىَّ زمنا أن نقل حياة الغرب الروحية والعقلية هى سبيلنا إلى النهوض والتقدم ولكنى أدركت أننى أضع البذور فى غير منتبة فإذا الأرض تهضمة ثم لا تمخض عنه ولا تبعث الحياة فيه, وأرى أن هذا القادم من الغرب غير صالح لأن ننقله فتاريخنا الروحى غير تاريخ الغرب , ولقد انقلبت ألتمس تاريخنا البعيد فى عهد الفراعين, فإذا الزمن وإذا الركود العقلى قدقطع ما بيننا وما بين ذلك العهد من سبب فلا يصلح بذرا لنهضة جديدة ثم رأيت أن تاريخنا الإسلامى هو وحدة البذر الذى ينبت ويثمر ففيه حياة تحرك النفوس).

وقيل أن قوم فقدوا الاسلام فى نفوسهم وبيوتهم وشئونهم الخاصة والعامة لأعجز من أن يفيضوا به على غيرهم. والأستاذ على أبو شعيشع من الشخصيات التى عرف الإسلام والإيمان إلى قلوبهم منذ الصغر فصهرهم وأخرج رجالا نشروا نور الإسلام بفهمه الصحيح وسط الصفوف المؤمنة.

النشأة

ولد فى الشرقية ثم انتقل مع اسرته إلى محافظة كفر الشيخ حيث نشأ الاستاذ على ابو شعيشع على فى أسرة مكونة من الأب والأم وشقيق وثلاث بنات وكانت أسرة متوسطة الحال، ولد فى 26/12/1918م, وبالرغم من ذلك حرص أبويه على إلحاقة بالتعليم حتى تخرج فى كلية الهندسة جامعة فؤاد الأول، وعمل فى بداية حياتة كمنفذ بمطار ألماظه الحربى وظل فى هذا العمل قرابة سته شهور حتى اعترض على المقاول لمخالفاته للمواصفات ففصل من العمل.

بحث عن عمل حتى وجده فى مدينه دمنهور وظل فى عملة بدمنهور حتى نقل لكفر الشيخ عام 1969 وظل فيها حتى خرج على المعاش.

على ابو شعيشع ودعوة الاخوان

رضع على أبو شعيشع المعانى السامية فى طفولتة وترعرع على حب الإسلام والعمل لله وما كاد زميله محمد فاضل يدعوة عام 1937م لمحاضرة تلقى فى المركز العام للإخوان المسلمين بميدان العتبه الخضراء ويلقيها الشيخ حسن البنا حتى سارع على للتعرف على أسرار هذة الدعوة الكريمة.

واظب على الحضور إلى المركز العام وساعده على ذلك دراسته فى كلية الهندسة بجامعة فؤاد الأول (القاهرة حاليا)وفى إحدى اللقاءات همس لة أحد الاخوة بعدم الإنصراف وبقى ما يقرب مع أربعين شاب كانوا تشكيلة الكتيبة التربوية الثانية التى شكلها الامام البنا لتربية أفراد الصف تربية جيدة وكانت الكتيبة الأولى قد تكونت من الأستاذ محمد عبد الحميد احمد وعبد الحكيم عابدين وغيرهم .

حافظ على حضور كتيبته حتى توقفت قبل الامتحانات بشهر ونصف وهذا ما يطبقه الإخوان مع الطلبة وبعد تخرجه تسلم تعيينه فى مدينه دمنهور وقد أنتقل إليها وحمل فى قلبه حب الدعوة والعمل لها ولم يكن قد تعرف على أحد من الإخوان بها وانتظر وهو يدعوا الله أن ييسر له الله العثور على أحد من الإخوان واستجاب الله دعائه ففى مسجد أبو عبد الله بحارة السبعة قام أحد الطلبة بعد صلاة الجمعة يعلن عن محاضرة وستلقى بمقر جمعية الإخوان المسلمين فتوجه إلى هناك وانتظر بعد المحاضرة لعل يتعرف عليه أحد فتوجه إليه الطالب محمد الخوالقة وأخذ يشرح لة مبادىء الدعوة كأنه مستجد لكنه اكتشف أن الاستاذ على أحد الإخوان الذين تتلمذوا على يد الامام البنا وكانت بداية الإنطلاق فبدأوا بالعمل المنظم فنظموا الرحلات والزيارات إلى القرى المجاورة لنشر الدعوة وبدأوا تشكيل فرق الجوالة وتنظيمها حتى أنه كان أحد الذين وصلوا للمستوى الثانى فى الترقى فى الجوالة.

وأثناء الحرب العالمية الثانية اشتددت الغارات الألمانية على الإسكندرية فهرب أهلها إلى دمنهور فقرر مع إخوانه تشكيل فريق عمل لنجدة المنكوبين فكانوا يقومون بدور الحمالين لحمل الأمتعة والأطفال الصغار إلى أماكن الإيواء.

نشطت المنطقة فى الدعوة وبدأت الشعب تفتح, ونشطت الأقسام وكان لها اثرها الجليل حتى أنهم أصدروا عددا وحيدا باسم (الاخوان المسلمون) .

وقد نشط مع إخوانه بالبحيرة فى دراسة قوانين الجوالة وعملوا على سلامتها من رتبة كشاف إلى رتبة جوال وكانت على ثلاثة مر احل: (1)إمتحان تحريرى للمبادىء العشرة. (2)إمتحان شفهى ويتناول المعلومات العامة . (3)إمتحان عملى فى كيفية إقامة المعسكرات وإشارات المرور. إشترك فى تنظيم معسكر الجيش المرابط الذى أقامه المركز العام للإخوان تحت إشراف الأستاذ سعد الوليلى(المسئول عن قسم الجوالة فى المركز العام) بدمنهور,ونهضة ف تكوين فرقة جوالة فى حى شبرا وأبو الريش وغيره بدمنهور , وأخذ يجوب المراكز والقرى لتكوين فرقة الجوالة , والتقى فى جوالته بالأخوة مبروك هنيدى وشقيقهأحمد سالم وعبد الواحد البيومى والحاج حامد الطحان وغيرهموأثناء زيارة الأمام البنا لدمنهور كان يقوم بالتجول معه أثناء زياراته لشعب البحيرة لتفقد أحوالها , ,اثناء عبوره معه إلى فوة عبر مركب صغير أخذت الأمواجتتقذفها وشعرا الجميع بالخوف غيرا أ، الأمام البنا توجه إلى الله بالدعاء , وكان أخر عهده بالأمام البنا فى حفل عام أقيم بكفر الدوار حضره عمال شركة الغزل لسماع الأمام البنا بعدها دخلت الجماعة فى طور المحنة تأثر ببعض الشخصيات الدعوية فى دمنهور أمثال الأستاذ صالح أبو رفيق والأستاذ محمود عبد الحليم والشيخ أحمد عبد الحميد أحد الأربعة الذين ذكرهم الأمام البنا الدعوة فى نفوس أربعة.

سافرالى الإسماعلية عام1945 أثناء الأعادة فى الأنتخابات النيابية بين الأستاذ الابنا وسيلمان عب وقد سافر مع مجموعة من إخوانه لحث الناس على الصدق فى الأداء وإنتخاب الصالح غير أن الأنجليز تدخلوا وأنجحوا سليمان عبيد.

كما شارك الأستاذ على فى يوم حرق الكتب الأنجليزية بعد أن أدت الجوالة عرضا طيبا وشغلت البوليس عن مكان أحراق الكتب والعلم الأنجلزى, ومن النوادر فى ذلك أنه أثناء حرق الكتب جاء عسكرى الدورية فوجد أن النار أ,شكت أن تنطفىء فنصحه صاحب محل بقالة يوضعالجاز عليها لتظل مشتعلةحتى يحضر البوليس ونجحت الخطة

إنضم الى النظام الخاص فى فترة مبكرة من نشأته وشارك فى جمع السلاح أثناء حرب فلسطين وكان يرسل للجنة وادى النيل لترسله للمجاهدين فى فلسطين ومع هذه المشاغل الكبيرة إل أنه كان يمتلك قلبا حنونا أحب إخوانه حبا جما وآثرهم على نفسه فقد عثر على وظيفة مهندس ببلدية طنطا وكانت أفضل من وظيفة مهندس بالمساحة غير أنه بعد ما قدم مسوغاته وتم تعيينه دون غيره فشعر بالحنين لأخوان دمنهور فترك الوظيفة وعاد إليهم مرة أخرىوظل بها حتى حلت الجماعة وأعتقل من دمنهور بعد خروجه إليهم مرة أخرى فى فبراير 1950 ومرةأخرى لكى يتسلم عمله فوجد قرار بالفصللكنهعاد للعمل مرة أخرى وقد نقل إلى الأقصر بعد أن أسقطت مدة خدمته السابقة ثم إنتقل لأسنا ثم قنا مع تنقلاته كان يسلم نفسه لاخوانه وكان يشاركهم أعمالهم جميعها, وفى إسنا سافرت له والدته ومكثت معه فترة من الزمن ترعى شئونه كما كانت هذه المدينةأيضا محصنة تعارف بينه وبين المستشار حسن الهضيبى المرشد العام للاخوان الجديد, وبعد قيام الثورةفى 1952 نقل الى دمنهورمرة أخرىواستلم عمله فى أبى المطامير, كما صدر حكم قضائى بالتعويض عن مدة فصله والتى تجاوز 22 شهرا

الزواج ومسيرة الكفاح

أثناء عمله فى دمنهور عرض عليه أحد الخوان الزواج من إبنته وذلل له الصعاب وطمأنه على توفير كل الأحتياجات غير أنه كا يقول : لم أكن مهيأ نفسيا لها إيمانا منى بأن متطلبات الدعوة فوقمتطلباتى الشخصية التى قد تعوقنى عن مواصلة المسيرة غير أنه الأخ إشتكى للأمام البنا على رفض الأستاذ على من الزواج من إبنته, فاعتنى الإمام البنا بذلك وأرسل له خطاب يقول له ذا لم تكن قد إرتبطت بزيجة فإنى أزكى إبنة الأخ لزواجك بها " وكانت مخرج له من المأزق فاعتذر للاخ بأنه مرتبط فقبل الأخ العذرلكنه بعد أن بلغ سنه الثانية والثلاثين أراد الأرتباط فحاول أن يجد زوجة لكن لم يتيسر الحصول على الزوجة اللمطلوبة وتحدث مع الأستاذ عبد المنعم مكاوى فى ذلك، وفي هذا الصدد يقول: "بلغت سن الثانية والثلاثين، وأحسست بحاجة ملحة إلى الزواج، وأحس إخوان دمنهور بذلك فنشطوا، وكان على رأسهم الأخ (أحمد نجيب الفوال)، لكن لم يتيسر الحصول على الزوجة المطلوبة, ولما كان الأخ عبد المنعم مكاوي على صلة وطيدة بأسر الإخوان فقد رأيت أن أفاتحه, وفي لقاء بمنزله في سخا فاتحته برغبتي، وأخذ يستعرض شقيقات الإخوان فوجدني على علم بظروف بعضهن، وعدم ارتياحي لهن, وإذا به يفاجئني في أسلوب مرح "خلاص يا سيدي عندي أختي .. تعال أجوزها لك، ومتنعاش هم الفلوس .. أدي طقم الصالون، ونجهز لك حجرة نوم"، وكانت مفاجأة, فأجبته بالموافقة, فاشترط أن أراها وتم ذلك وأردت أن استوثق بمعرفة شيء عن حياتها، فاتصلت بالأخ جلال عبد العزيز -لأنه على معرفة بهم- فأجابني على أسئلتي, وأخيرًا قررت الزواج بها لثقتي وحبي للأخ عبد المنعم، وصارحت والدتي فوافقت, واتفقت مع أهل العروس على أن يكون البناء في يناير 1954م غير أنه لم يتم بسبب اعتقال أخيها في يناير 1954، ولم يخرج إلا في مارس، ثم انتقلت العروس للحياة معي إلى أبي المطامير -بحيرة- بعد أن تم الزفاف في 1/6/1954م.

صبر على المحن

لم يكد قرار رئيس الوزارء النقراشى باشا يذاع فى 8/12/1948 بحل جماعة الأخوان المسلمين حتى بدأ البوليس السياسى فى إعتقال الأخوان وإيداعهم السجن , كان هو أحد الذين إعتقلوا فى هذه المحنة حيث قضى خمسة أيام فى سجن دمنهور ثم رحل الى يكتتب ثمدخل الى جبل الطور ثم رحل إلى معتقل عيون موسى وكانت فترة الأعتقال عبارة عن مدرسة تعلموا فيها معانى الصبر وحسن التوكل على الله وفى هذا الأثناء رحل إلى الهيكت وفى مساء يوم 5/3/1950 أفرج عنه ليعود مرة أخرى الى استئناف نشاطه االدعوى فى الصعيد وهىالمكان التى نقل إليه بعد عودته للعمل ففى 20/9/1950ودعإخوانه دمنهور وتوجه الى الصعيد لتبدأ مرحلة جديدة من حياته.

يد وظل محتسبا صابرا حتى قامت الثورة وهو ما زال يعمل فى أدفو حتى نقل مرة أخرى الى أبى المطامير بالبحيرة بعد أن أصدر مجلس قيادة الثورة قرارا بإعادة المظفين الذين نقلوا من بلادهم لأماكن اخرى بسبب انتمائهم للاخوان المسلمين وقد عاد الى ابى المطامير عام 1953م.

وبعد أن ساءت العلاقة بين الاخوان ورجال الثورة وحدثت حادثة المنشيةفى 26/10/1954 وإعتقال الالأف من الأخوان شدت الرقابة عليه فى البيت والعمل, ثم نقل الى تفتيش بكوم حمادة,وتعرض لازمة مالية حتى تعذر توفير الخبزللاولاد, حتى إن أحد القياسين كان يشترى لهم الخبز بالأجل وبالرغممن ذلك كان شيمته الصبر مرت الأيام مريرة وعلى أسرته بسسب الضيق النفسى الذى كانوا يحيون فيه للمراقبة الدائمة حتى كانت ليلة8/9/ 1965 والتى حوصر فيها بمنزله وتم إعتقاله لانه خطير بنسبة تزيد على 60 على حد قول الضابط وودع أهله ورحل إلى السجن الحربى حيث فتحت عليه أبواب جهنم وإستقبل بالكرابيج والضرب بالحذاء وإعتقل معه الحاج حامد الطحان ومبروك هنيدى , وفى داخل السجن الحربى حقق معه وأفرج عنه بعد أيام بعد أن حقق معه مباحث دمنهور , وبعدخروجه شددت عليه المراقبة حتى طلب منه ألا يغادر كوم حمادة إلا بتصريح مسبوق من المباحث, حتى أنه أثناء زيارته لأهله بكفر الشيخ كانت مباحث كفر الشيخ تلغى الزيارات أحيانا, وبعد هزيمة 1967 حول الى إختصاص مكتب مباحث مديرية التحرير وكان يستدعى يوميا بل كانوا يترددون عيله يوميا فى عمله وبيته صدرت أكثر من حركة ترقية وتنقلات لكنه حرم منها بسبب إنتمائه للأخوان حتى صار مؤوسا لزملائه بل لمن هم أقل منه فى الأقدمية والمؤهل لكنه كان قد تربى على الصبر, حتى توسط له الأستاذ عباس السيد أحذ المفتشين وتمت ترقيته ونقل لكفر الشيخ , وبعد أن إنتقل إستدعاه الضابط نبيل سويلم ليخبره بالحضور اليه مرة كل اسبوع كما طلب منه أن يحضر له كل الخطابات التى تصل اليه من صهره الاستاذ عبد المنعم مكاوى.

وبعد انتقاله لكفر الشيخ عام 1969م وموت عبد الناصر نشط فى تبليغ دعوة الله وسط الشباب حتى تم اعتقاله هو وصهره الاستاذ عبد المنعم مرة أخرى ونجله حسن فى اكتوبر 1981م ورحل لسجن بور سعيد كما رحل نجله الى سجن المنصورة ومنه لطره.

واثناء القبض عليه قال له الضابط فى لهجة جافة" انتم ربنا حينتقم منكم لأنكم سيطرتم على الشبابا بفكر معوج" فرد على بعزيمة وايمان قائلا:ط لو أن غيرك قالها...... فأنتم تعلمون كم بذلنا من جهد لضبط عواطف الشباب"، وقد اعتقل معه عدد من إخوان كفر الشيخ أمثال الدكتور محمد فؤاد عبد المجيد وموسى زايد.

ظل فى السجن حتى أفرج عنه بعد عشرة شهور.

لحظة وداع

بعد خروجة من المعتقل أخذ يتنقل بين ربوع المحافظة يعلم الشباب ويربيهم على الفهم الصحيح الذى جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم وعمل الامام البنا على غرسه فى نفوس الشباب وعاونه إخوانه الذين أمنوا بدعوة الله وحملوها بكل حب واخلاص ونهضوا بها حتى انتشرت داخل كفر الشيخ. وفى 30/7/1990 رحلت شريكة حياته التى كانت تخفف عنه هموم الدنيا وظل متذكرا لها حزينا على فراقها حتى لحق بجوار ربه يوم 17/11/1992م، كما لم تمض سنوات معدودة حتى لحق به صهره ورفيقه على الطريق الاستاذ عبد المنعم مكاوى فى مايو 1998م. فعليهم جميعا رحمة الل ورضوانه. عبده مصطفى دسوقى باحث تاريخى تصنيفات:شخصيات