عقب محاولة شارون الفاشلة المسّ بحياة الشيخ ياسين

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
مراجعة ١٦:٠٨، ٣ مايو ٢٠١١ بواسطة Moza (نقاش | مساهمات) (أنشأ الصفحة ب'<center> <font size="5">عقب محاولة شارون الفاشلة المسّ بحياة الشيخ ياسين القوى والفصائل الفلسطينية تناد...')
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
عقب محاولة شارون الفاشلة المسّ بحياة الشيخ ياسين القوى والفصائل الفلسطينية تنادي بتدعيم الوحدة الوطنية ورص الصفوف


أثارت محاولة الاغتيال الفاشلة التي تعرض لها الشيخ أحمد ياسين، الزعيم الروحي لحركة حماس، وتعرض فيها لإصابات طفيفة في الكتف، ردود فعل محلية وعربية ودولية واسعة تندد بالجريمة.

وكان الشيخ ياسين متواجداً في أحد المنازل الواقع في منطقة سكنية مكتظة وسط مدينة غزة، برفقة عدد من قيادات الحركة، من بينهم مدير مكتبه وعضو المكتب السياسي للحركة، الشيخ إسماعيل هنية، عندما استهدفهم صاروخ يزن 250 كيلوغراماً أطلقته طائرة حربية من نوع (أف-16) أمريكية الصنع، مما تسبب بإصابة الشيخ ياسين وما لا يقل عن 15 مواطناً آخرين، معظمهم من النساء والأطفال.

فقد أدانت القيادة الفلسطينية "المحاولة الآثمة" بحق الشيخ ياسين معتبرة إياها تصعيداً خطيراً يهدف إلى تدمير الجهود التي تقوم بها القيادة من أجل التهدئة ووقف إطلاق النار.

ودعت القيادة اللجنة الرباعية والإدارة الأمريكية والأمم المتحدة والأخوة العرب إلى "التدخل الفوري لوقف جرائم الاغتيالات الصهيونية ضد شعبنا وقياداتنا والتي في حال استمرارها ستدمر عملية السلام وخارطة الطريق"، وأضافت إن هذه العمليات "تنسف الأمن والاستقرار في المنطقة وتفتح الباب على مصراعيه لضرب الأمن والسلام والاستقرار".

وفي وقت لاحق من مساء أمس، أجرى الرئيس ياسر عرفات اتصالاً هاتفياً مع المهندس إسماعيل هنية، للاطمئنان عليه، وعلى الشيخ أحمد ياسين، بعد نجاتهما من محاولة الاغتيال الفاشلة، معتبراً إياها جريمة نكراء، وتصعيد خطيراً.

وكان محمود عباس، رئيس الوزراء الفلسطيني المستقيل، قد أصدر بياناً حذر فيه إسرائيل من محاولة استغلال الأزمة السياسية الحالية واستقالة الحكومة الفلسطينية في تصعيد "اعتداءاتها" على الشعب الفلسطيني.

حركة "حماس"

وفي أول تعليق للحركة على الجريمة، قال عبد العزيز الرنتيسي، أحد قيادي الحركة إن هذه المحاولة الجبانة ضد الشيخ ياسين الذي يعتبر رمزاً عربياً وإسلامياً لن تمر مر الكرام، وأكد أنه بمحاولة الاغتيال هذه، فإن إسرائيل ارتكبت حماقة أخرى ستدفع ثمنها غالياً.

من جانبه، أكد الشيخ إسماعيل هنية، في تصريحات صحفية، عقب نجاته ونجاة الشيخ أحمد ياسين، وقال إن هذه الاغتيالات "لن تزيدنا إلا تمسكاً بحقوقنا"، وقال أن الحركة لن تفرط بدماء أبناء الشعب الفلسطيني.

ودعا هنية الاتحاد الأوروبي إلى التعامل المنصف ووضع إسرائيل على رأس قائمة الإرهاب، وتوعد بالرد المؤلم وعدم السكوت على هذه المحاولة الفاشلة.

من جانبه، توعد الشيخ أحمد ياسين، رئيس الوزراء الصهيوني آرائيل شارون بالانتقام، وقال أنه "سيدفع غالياً مع الشعب الصهيوني ثمن الجرائم" الصهيونية.

وقال الشيخ ياسين للصحافيين في مسجد المجمع الإسلامي لدى استقباله المهنئين بسلامته: "طريقنا ينتهي بنهايتين إما النصر أو الشهادة وسنبقى على طريقنا مجاهدين ولن يستسلم شعبنا ولن يرفع إلا رايات الانتصار وسيزول هذا الكيان الغاصب" في إشارة إلى إسرائيل.

وأضاف ياسين "إن رسالتنا لشارون أنه سيدفع ثمن كل هذه الجرائم وسيدفع الشعب الصهيوني معه الثمن غالياً".

وتابع الزعيم الروحي لحماس "إن كتائبنا (في إشارة إلى كتائب عز الدين القسام الذراع العسكرية للحركة) لا تحتاج إلى ندائنا، فهي وجدت لتحمي شعبنا ولتدافع عنه ولترد العدوان عنه".

وعن قول إسرائيل أنه كان في اجتماع لقيادة "حماس" لدى حصول الغارة الصهيونية قال الشيخ ياسين مستهجناً: "هل من يزور صديق يعد لعملية؟"، مضيفاً: "لقد فقدوا العقل والمنطق ومخابراتهم ضللتهم وما فعلوه هو غطاء يبررون به ضرب البيوت الآمنة ليبرروا خيبتهم".

وتابع الشيخ ياسين "نقول للعالم العربي والإسلامي ولأمريكا وأوروبا إن شعبنا هو شعب مجاهد لن يستسلم مهما بلغت قوتهم مهما بلغت طائراتهم ودبابتهم نحن لن نستسلم ولن نركع إلا لله".

حركة "فتح"

وأدانت حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" في بيان لها صدر أمس، محاولة اغتيال الشيخ ياسين والشيخ إسماعيل هنية واستهداف بناية سكنية يقطنها العديد من المواطنين.

ورأت الحركة أن هذه الجريمة الجبانة تشير إلى بداية مرحلة خطيرة من التصعيد العسكري والعدوان الغاشم ضد أبناء شعبنا بهدف إدخال المنطقة في "آتون" حرب شاملة في الوقت التي تبذل فيه الجهود السياسية والدبلوماسية للعودة إلى مسار الهدنة والتهدئة بشروط أكثر جدية.

واعتبرت الحركة محاولة الاغتيال تهدف إلى قطع الطريق أمام هذه الجهود ونسف المساعي والمبادرات السياسية المطروحة لبناء السلام العادل والشامل في المنطقة ومحاولة صهيونية مرفوضة للتدخل في الشئون الفلسطينية الداخلية.

وطالبت حركة "فتح" المجتمع الدولي واللجنة الرباعية بالتدخل العاجل لوقف التصعيد العسكري الصهيوني المستمر ووضع حد للجرائم الصهيونية البشعة التي ترتكبها قوات جيش الاحتلال الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني وسلطته وفصائله وكوادره النضالية.

وناشدت حركة فتح جماهير الشعب الفلسطيني بتوخي الحيطة والحذر الشديدين لإفشال مخططات وجرائم الاحتلال والحرص على تعزيز الوحدة والتلاحم الوطني لمواجهة الأخطار المحدقة به ورص الصفوف وحشد الطاقات لدحر الاحتلال الصهيوني الغاشم وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.

الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين

وهنأ الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، أحمد سعدات، في بيان وصل المركز الصحافي الدولي نسخة عنه، زعيم حركة حماس وقادة الحركة على سلامتهم بعد "محاولة الاغتيال الدنيئة التي أقدمت عليها حكومة الإجرام العنصرية الصهيونية".

وأكد الرفيق سعدات أن هذه المحاولة تدل على درجة "الغطرسة العنصرية والاستهتار بشعبنا وقياداته، بل وبمجمل التكوين الوطني والإسلامي السياسي"، وأضاف أن هذا السلوك "وصل إلى أعلى درجات الهمجية" وبات يستدعي "رص الصفوف وتجنيد مقومات القوة التي يمتلكها شعبنا وحشدها في ميدان المواجهة".

الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين

من جهتها، استنكرت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين المحاولة الصهيونية الفاشلة لاغتيال الشيخ ياسين مؤسس حركة "حماس" والشيخ هنية أحد قيادي الحركة.

وأوضح البيان، الذي أصدرته الجبهة عقب الحادث، أن هذه جريمة كبرى ومنعطف خطير في إرهاب حكومة شارون ضد الشعب الفلسطيني وأرضه ومقدساته.

وأكد البيان على أن الحكومة الصهيونية بمحاولة الاغتيال تجاوزت كل الخطوط الحمر, وإثبات مسئوليتها وتصميمها على تدمير العملية السياسية والاستمرار بحربها الشاملة على الشعب الفلسطيني.

وأشار البيان بأن الرد على هذه الجريمة بتطلب رص الصفوف ونبذ الخلافات الداخلية, وأن هذا العدوان يؤكد على خيار تصعيد الانتفاضة والمقاومة، وأنه خريطة الشعب الفلسطيني نحو الاستقلال.

لجنة المتابعة العليا للانتفاضة

واعتبرت لجنة المتابعة العليا للانتفاضة محاولة اغتيال الشيخ أحمد ياسين والأستاذ إسماعيل هنية تجاوز لكل الخطوط الحمر من قبل جيش الاحتلال الصهيوني.

واستنكرت اللجنة التي تضم 13 فصيلاً فلسطينياً في بيان لها الجريمة واعتبرتها تصعيداً خطيراً في السياسة الصهيونية ضد الشعب الفلسطيني ومؤشراً بارزاً على تصميم حكومة شارون على متابعة إرهابها ضد الشعب الفلسطيني وقادته وقواه واستهتار بكل الجهود السياسية الدولية.

ودعت لجنة المتابعة بالرد على الجريمة وحرب الإبادة الصهيونية بوحدة الصف الفلسطيني ونبذ الخلافات الجانبية والتوجه لتشكيل قيادة وطنية موحدة تعبئ طاقات الشعب الفلسطيني في مقاومة الاحتلال والاستيطان.

وعلى نفس الصعيد، أدانت "القائمة العربية الموحدة" في "الكنيست الصهيوني" محاولة الاغتيال التي استهدفت مؤسس حركة "حماس"، وقال النائب عبد المالك دهامشة إن محاولة إسرائيل هي دليل وشهادة دامغة بأن شارون وحكومته يحلمان بالقضاء على الشعب الفلسطيني وقياداته السياسية.

وقال: "يجب أن يعلم شارون أنه مهما سفك من دماء فإن مهمته مستحيلة، فالشعب الفلسطيني الذي أنجب الشيخ أحمد ياسين وغيره من القيادات السياسية والميدانية قادر دائماً على العطاء والتضحية رغم جميع ممارسات القمع والاغتيالات".

ودعا النائب دهامشة شارون وحكومته إلى "ترك هذا الطريق الدموي الذي لا يؤدي إلا إلى نفق مسدود، وعليه العودة إلى محاورة الشعب الفلسطيني من قاعدة الاعتراف بحقوقه وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة".

كما أشار النائب دهامشة إلى أن الممارسات القمعية الصهيونية لن تستطيع فرض الإملاءات السياسية بالقوة على الشعب الفلسطيني ولن تستطيع إخضاعه، داعياً إلى ضرورة العودة إلى طاولة المفاوضات وإنهاء الاحتلال.

وفي تعقيب لحزب التجمع الوطني الديمقراطي قال النائب د. جمال زحالقة، رئيس كتلة التجمع البرلمانية: "يبدو أن إسرائيل تلقت الضوء الأخضر من الولايات المتحدة لتصعيد حملة الاغتيالات ضد القيادات الفلسطينية، وإن محاولة اغتيال بمستوى الشيخ أحمد ياسين والشيخ إسماعيل هنية تعني أن إسرائيل تريد أن تقطع الطريق تماماً على أي عملية سياسية أو أي هدنة في المستقبل المنظور".

كما أشار النائب زحالقة إلى خطورة هذا التصعيد الصهيوني، وقال إن إسرائيل تريد بهذا خلق حالة من الفوضى الدامية بهدف فرض إملاءاتها السياسية والأمنية على السلطة الوطنية الفلسطينية والقوى السياسية الفلسطينية، وأضاف بأن محاولة اغتيال الشيخ ياسين "تعني أن إسرائيل تريد إشعال النار في الهشيم".

عربياً ودولياً

كما ندد وزير الخارجية الأردني مروان المعشر بمحاولة الاغتيال، وقال: "إن التصعيد الذي تمارسه إسرائيل يهدد بصورة خطيرة عملية السلام، وهو أمر مرفوض".

وفي مصر قال المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين المستشار مأمون الهضيبي في تصريح صحفي إن محاولة الاغتيال تكشف ما أسماه "الروح الإرهابية لقادة إسرائيل".

وقال بيان أصدره حزب الله في لبنان أن محاولة الاغتيال التي تعرض لها الشيخ أحمد ياسين "ما كانت لتتم لولا الدعم الأمريكي المطلق لإسرائيل".

من جهتها، دعت واشنطن الفلسطينيين وإسرائيل إلى ضبط النفس بعد محاولة الاغتيال، وقال السكرتير الصحفي للبيت الأبيض سكوت ماكليلان في بيان "نحن نتابع الأحداث في المنطقة عن كثب وممثلونا على اتصال بجميع الأطراف المعنية"، وطالب بأن يتبصر الجميع في عواقب أفعاله، مؤكداً في الوقت نفسه التزام واشنطن بخطة السلام.

موقف سلطة الاحتلال

وكان الموقف الصهيوني قد اتضح بشكل جلي بعد أن أكدت إسرائيل على لسان أكثر من مسؤول أنها تنوي "تصفية كل حماس" غداة الغارة الصهيونية التي استهدفت مؤسس الحركة الشيخ أحمد ياسين.

وقال هذا المسؤول طالباً عدم كشف اسمه "لدينا النية في تصفية كل "حماس" بدون أي تمييز بين الجناح السياسي والعسكري لهذه المنظمة (الإرهابية)". وأضاف " إسرائيل ستضرب جميع أولئك الذين (تورطوا) في اعتداءات أينما وجدوا، ولا يمكن لأي من (الإرهابيين) أن يأمل بأي حصانة".

من جهته، برر وزير الخارجية الصهيوني، سيلفان شالوم، عبر إذاعة الجيش محاولة تصفية الشيخ ياسين قائلاً: "ليس بإمكان أي زعيم (إرهابي) أن يأمل بأن يتمتع بأي حصانة".

ووضعت الشرطة وقوات الاحتلال في حالة تأهب صباح اليوم تخوفاً من هجمات لحركة "حماس" إثر محاولة اغتيال الشيخ ياسين، كما شددت من حصارها على الضفة الغربية وقطاع غزة.