عدوان على الإسلام وثوابته!!

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
مقالة-مراجعة.gif
عدوان على الإسلام وثوابته!!

بقلم:الإستاذ محمد مهدي عاكف

مقدمة

رسالة من محمد مهدي عاكف المرشد العام للإخوان المسلمين
رسائل.gif

بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله ومن والاه، وبعد..

فإن الخلفية الدينية للصراع الصهيوأمريكي الدائر الآن ضد المسلمين يشتد بروزها بمضي الزمن، وكان أعداء الأمة قد اجتهدوا طويلاً وحرصوا كثيرًا على إخفاء دوافعهم الدينية؛ رغبةً منهم في إبعاد الإسلام- بكل ما يمثله من رصيد معنوي حاشد وعقيدة فوَّارة فتية- عن ساحة ذلك الصراع، غير أن استمرار ضعف المسلمين واستقواء أعدائهم، وبروز الولايات المتحدة الأمريكية كقطب أوحد، يدير الصراع لصالحه حيث شاء، وتميز الإدارة الأمريكية الحالية بقدر هائل من الاستعلاء والكبر والعنجهية الاستعمارية.. كل ذلك جعلهم يبالغون في استخفافهم بالمسلمين، ويعلنون في مرات عديدة، وبأشكال متباينة عن هوية ذلك الصراع.

وعن حقيقة مشاعرهم وتوجهاتهم الحاقدة ضد أمتنا، وبرح الخفاء فلم تعد له حاجة فيما يرون، ولم يعودوا يحرصون على إرضائنا بأفواههم، وخداعنا بمعسول كلامهم، فصاروا شرًّا ممن قال الله تعالى فيهم: ﴿كَيْفَ وَإِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لا يَرْقُبُوا فِيكُمْ إِلاً وَلا ذِمَّةً يُرْضُونَكُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ وَتَأْبَى قُلُوبُهُمْ وَأَكْثَرُهُمْ فَاسِقُونَ﴾ (التوبة: 8)، وكانوا ممن قال فيهم: ﴿قَدْ بَدَتْ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ﴾ (آل عمران: 118)

صليبية جديدة

لقد قالها الرئيس الأمريكي بوش الابن صراحةً وهو يدبر لشن حربه ضد العراق، قال: "إنها حرب صليبية"، متبعًا سنن سلف له كانَ أعظمَ منه غرورًا، وأكبر ضلالةً، وهو اللورد اللنبي الذي قاد جيوش الحلفاء لغزو الشام في الحرب العالمية الأولى، وقد دخل القدس ظافرًا مستكبرًا وهو يهتف: "اليوم انتهت الحروب الصليبية"!! لكن بوش أعلمَنا أنها لم تنتَهِ، وأعلن أركان نظامه آنذاك في جلاء أنهم يهدفون إلى إعادة صياغة خريطة المنطقة بما يحقق مصالحهم، وقد قال تعالى: ﴿وَلا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا﴾ (البقرة: 217).

وأعلن رموز الإدارة الأمريكية الحالية أكثر من مرة عن حقيقة عقيدتهم الصهيونية الإنجيلية التي تعتقد وجوب دعم الكيان الصهيوني دعمًا بلا حدود؛ حتى يتحقق وعد الله بنـزول المسيح مرةً أخرى على الأرض المقدسة- حسب زعمهم- وفي سبيل ذلك يجب إنهاء القضية الفلسطينية بما يحقق المصالح المطلقة للصهاينة، ورفض عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم، وتشجيع الهجرة اليهودية الكثيفة إلى فلسطين المحتلة، وتقوية الكيان الصهيوني ليفرض إرادته على جميع جيرانه، ويكون القوة الإقليمية الأولى في المنطقة، محتميًا بمئات من الرؤوس النووية، وترسانة من الأسلحة التقليدية وغير التقليدية التي تجتهد الإدارة الأمريكية في تجريد العرب والمسلمين منها، سواءٌ بالضغوط السياسية والاقتصادية كما حدث في ليبيا، أو بالحرب العسكرية المكشوفة كما حدث في العراق.

والعجيب أنه في كلتا الحالتين لم تكن هناك أسلحة دمار شامل أو ما يشبهها، وكأن أمريكا تريد أن تقول إنه ليس مسموحًا للعرب والمسلمين أن يلوِّحوا مجرد تلويح أو ينووا مجرد نية بامتلاك أسباب القوة والبقاء، ووصَمَت الإدارة الأمريكية كلَّ من يقف في طريق عدوانها ويقاوم بغيَها بالإرهاب، وأصبح وصفُ الإرهاب هو أكثر الأوصاف ترددًا في وسائل الإعلام التي تُحكِم أمريكا والصهيونية العالمية السيطرةَ على كثير منها، وغدَا مرادفًا في كثير من الحالات لمعنى الإسلام، ولقي المسلمون في مطارات أمريكا وأوروبا العنَت والتضييق منذ حادثة 11 سبتمبر التي لم يُعرف حتى الآن على وجه القطع واليقين مَن خطَّط لها ونفَّذها.

ومن آخر ما تفتقت عنه ذهنية الشرِّ الأمريكي ما أعلنه مكتب الإحصاء الفيدرالي الأمريكي من أنه زوَّد وزارة الأمن القومي هناك بقوائم تفصيلية تتضمن بيانات شاملة عن أعداد الأمريكيين من أصول عربية وتوزيعهم في كافة أنحاء الولايات المتحدة، وهو إجراء لم يحدث منذ الحرب العالمية الثانية، حيث فُعل مثل ذلك بالأمريكان المنحدِرين من أصول يابانية؛ مما ساعد على جمعهم في معسكرات اعتقال أثناء الحرب، وتجاوبت الضفة المقابلة للأطلسي بنفس الروح المتعصِّبة والمعادية، حتى وصف المسئول الإعلامي في المجلس الثقافي البريطاني المسلمين بأنهم كالكلاب، تجمعهم صفاتٌ مشترَكة، منها الرغبة في قطع دابر مَن يخالفونهم في العقيدة، ونُشر ذلك في صحيفة (صنداي تلغراف) يوم الأحد أول أغسطس الجاري، وهي الصحيفة التي يرأس تحريرها يهودي متعصِّب ضد الإسلام.

تشويه إعلامي لقضايا المسلمين

إن الأمر لم يعُد يقتصر على بعض المقالات أو الحملات التي يديرها أناس متعصبون ضد الإسلام، بل غدا خطرًا حقيقيًّا يستهدف تشويه صورة الإسلام والمسلمين، وهو خطرٌ يمتد شيئًا فشيئًا، ويثمر ثمارَه المُرَّة فيما يتصل بالعلاقات بين المسلمين والغرب، وهي علاقات نحرص- من منطلق إسلامنا- على أن تكون سوِيَّة ومتكافئة وعادلة.

ومما يصوِّر عمقَ ذلك الخطر المشوِّه للحقائق أن كتابًا صدر عن المجموعة الإعلامية بجامعة (جلاسجو) بعنوان "أخبار سيئة عن إسرائيل" يصوِّر أساليب الإعلام الغربي في تناول الصراع الفلسطيني الصهيوني، ويكشف عن كمِّ التشويه الحادث لدى المتلقِّي الغربي لأخبار الصراع، ويذكر بعض الإحصاءات التي أجراها مؤلفوه، وفيها نجد أن 43% من الأمريكيين يعتقدون أن الأراضي المحتلة هي محتلة من قبَل الفلسطينيين!! وأن 35% من الأمريكيين يعتقدون أن أعداد القتلى والمصابين أكثر في صفوف الصهاينة، وأن 38% من البريطانيين يعتقدون أن المغتصبين هم من الفلسطينيين، أما 70% من البريطانيين فلا يعلمون من أين أتى اللاجئون، ولا كيف أصبحوا كذلك!!

والانطباع الأول عن هذه الإحصاءات يأتي ممتزِجًا بالدهشة وعدم التصديق، ولكنَّ الحقيقةَ أن الناسَ في هذه البلاد مشغولون بقضاياهم هم، ولا تحتل قضايانا بؤرةَ اهتمامهم أو حيزًا مهمًّا منه، ولو كان الأمر كذلك لشغلوا أنفسهم بالبحث عن حقيقته، وتفهُّم صورتِه على وجه الإجمال أو التفصيل، ولئن صحَّت هذه الإحصاءات فإننا إزاءَ جريمة يتعرض لها الطرفان: المسلمون وضحايا التشويه الإعلامي من الغربيين على السواء!!

أما التساؤل الملحُّ فهو أين دور الإعلام العربي والإسلامي في تصحيح هذه الصورة المغلوطة؟! فهو تساؤل قديم لا إجابةَ عليه شافية، فأجهزة إعلامنا- التي تسيطر على معظمها حكوماتنا- مشغولةٌ بتمجيد الحكام وتعداد إنجازاتهم، ووصف مفاخرهم، والتحذير من الخطر المحدَق بهم من قِبَل المتطرفين والمعارضين، أو هم مشغولون بإعادة تقديم المادة الإعلامية الغربية الاستهلاكية- والمبتذل منها على وجه الخصوص- بغرض التسلية وإلهاء الناس عن قضاياهم الكبرى.

إن تجهيل الناس في الغرب بحقيقة الإسلام هو خطوةٌ يعلم أعداء الإسلام أهميتها قبل وأثناء شنِّ حربهم عليه، وقد حدث مثل ذلك قبل بدء الحروب الصليبية ضد المسلمين في القرون الوسطى، فقد كان الناس في أوروبا آنذاك يجهلون حقيقة الإسلام وأهله، ويعدُّونهم وثنيين كفارًا، أو على أفضل الأحوال يظنُّون محمدًا- صلى الله عليه وسلم- مسيحيًّا منشقًّا على الكنيسة، زعيمًا لإحدى حركات الهرطقة ضدها، ومن المؤسف أن ترتكب الحضارة الغربية الحديثة ذات الخطيئة، فبدلاً من أن تُسلِّح شعوبَها بالعلم بالآخر علمًا حقيقيًّا متكاملاً تسعى إلى تجهيله به، واستغلال ذلك في سَوْقه إلى حربه وعداوته، ولو علم الناس حقيقة هذا الدين العظيم وحضارته لكان لهم شأنٌ آخر تجاهه، وذلك ما نلمَسُه بالفعل حين تتاح أمام بعضهم فرصةُ التعرف الجيد على ديننا، وكيف يسارعون باعتناقه، أو يعلنون تعاطفهم معه.

مذابح النجف الأشرف وقصف المساجد

وقد استباحت الإدارة الأمريكية في هذه المواجهة كل مقدس، فالغاية عندها- وهي امتلاك العالم والتحكُّم فيه- تبرر الوسيلة، وكل مقاومة لهذا المخطط ينبغي مواجهتها بمنتهى القسوة والعنف، ولن ينسى العالم جرائم أمريكا وبريطانيا في قصف العراق أثناء الحرب معه باليورانيوم المستنفد، وقتل المدنيين بدم بارد، وتعذيب المعتقلين في سجن أبي غريب وغيره، ثم تضيف أمريكا مزيدًا من الجرائم بقصفها مساجد المسلمين في النجف الأشرف، وقتل وإصابة العشرات منهم، وهو نفس ما يفعله الكيان الصهيوني في فلسطين ، حيث يحول بين شباب المسلمين والصلاة في المسجد الأقصى والمسجد الإبراهيمي وغيرهما من أماكن عبادتهم لفترات طويلة، ويقتل مشايخهم وعلماءهم وهم خارجون من الصلاة، كما حدث مع شهيد الإسلام الشيخ أحمد ياسين ، أو يقتلهم وهم راكعون ساجدون لله، كما حدث منذ سنوات في المسجد الإبراهيمي، ولا نستبعد أن تكون أيدي الاحتلال وعملاءه في العراق وراء العدوان على عدد من الكنائس هناك؛ لإحداث الفتنة وخلق القلاقل.

لجنة الحريات الدينية

ومن عجب أن الإدارة الأمريكية- التي ارتكبت كل هذه الجرائم ضد المسلمين- هي أكثر من يتحدث عن الحريات الدينية، وهو حديث يتمنَّى الحالمون والمثاليون لو كان حديثًا صادقًا، فعالمنا اليوم في مسيس الحاجة إلى الحرية والتسامح، ولكن الحقيقة الثقيلة الوطأة أن قضية الحريات الدينية أصبحت في يد الإدارة الأمريكية ورقةَ ضغط سياسية ضد من لا يسبحون في تيار أهدافها وسياساتها، وسيفًا مسلطًا على رقاب كل من يخالفها، ووسيلةً للتدخل في شئون الدول الأخرى تدخلاً سافرًا ممجوجًا باسم الحرص على الحرية الإنسانية في عصر العولمة الأمريكية.. ولجنة الحريات الدينية الأمريكية واحدةٌ من عدة لجان تتخذ الأسماء البراقة الخادعة لتحقيق المآرب الاستعمارية الأمريكية.

وتزور لجنة الحريات الدينية عدة أقطار كل عام، وتقدم تقريرها إلى الخارجية الأمريكية والكونجرس، ثم يكون موضع احتفاء أجهزة الإعلام الأمريكية لتكوين الرأي العام وتوجيهه، وقد تأسست هذه اللجنة سنة 1998م، ويرأسها سفير أمريكي يعاونه عشرون من النصارى واليهود، وتضم مسلمًا واحدًا ليعطي شكلاً زائفًا للتعددية والنـزاهة، ومن الأمثلة على تحيزها واستعمالها كأداة ضغط سياسي أنها زارت في سنة 2001م مصر والسعودية والكيان الصهيوني.

وكانت السعودية آنذاك على خلاف حاد مع الإدارة الأمريكية عقب الاتهامات والتلويحات الأمريكية المغرضة ضدها بعد أحداث 11 سبتمبر، وهنا ظهرت الإدانة القوية في تقرير اللجنة عن الحريات الدينية في المملكة السعودية، وكذلك مصر، وتم نشر ذلك والتركيز عليه في وسائل الإعلام الأمريكية والغربية، في حين تم حجب تقرير اللجنة الخاص بالكيان الصهيوني وعدم إذاعته بما يحويه من انتهاكات بشعة لحقوق المسلمين الدينية واعتداء على المساجد، وقتل المصلين بها، ومنع الصلاة في الحرم القدسي والمسجد الإبراهيمي.

زيارة لجنة الحريات الدينية مصر

لقد جاءت زيارة هذه اللجنة مصر في النصف الثاني من يوليو الماضي في وقت يشعر فيه المسلمون بالمهانة والظلم من العدوان الأمريكي على أفغانستان والعراق، والدعم الأمريكي المطلق للكيان الصهيوني في عدوانه على فلسطين ، وقد أوضحت هذه السياسات الجائرة مدى تدني مفهوم حرية الإنسان غير الأمريكي- وخاصة المسلم- لدى الإدارة الأمريكية، ومدى حقدها على الإسلام والمسلمين؛ بحيث يصبح أي حديث عن الحرية الدينية في هذه الآونة في بلادنا مثيرًا للسخرية والإشفاق والألم، وعلى ذلك فقد رفض الإخوان المسلمون زيارة وفد اللجنة لمصر، ورفضوا مقابلتها، وكذلك فعلت رئاسة الكنيسة المصرية، ولفيف من قيادات الفكر والعمل السياسي بمصر.

إننا نرى أن قضية الحرية الدينية بمصر والعالم الإسلامي جزءٌ من قضايانا الداخلية التي ينبغي الحرص الشديد في تناولها على نحو يوحي بالمتاجرة بها لأغراض سياسية أجنبية، وهي جزء من معاناة أشمل تتصل بمنظومة الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية في بلادنا، ولا يمكن أن نصل إلى ما نصبو إليه من حريات دينية وسط مظاهر القهر السياسي والخلل الاجتماعي والاقتصادي، إننا كإسلاميين أكثر من يعاني من القهر والتضييق، وأكثر مَن استضافتْه زنازين السجون وقاعات المحاكم، ومزقت جسدَه سياطُ الجلادين، كل ذلك تحت سمع وبصر ورضا الإدارات الأمريكية المتعاقبة، والغربية بشكل عام، أو تجاهلها وصمتها وهي التي تتحمل مسئوليةً كبيرةً عن معاناة الأحرار في العالم؛ نتيجة تأييدها للأنظمة الحاكمة القمعية والمستبدة ووسائلها اللاإنسانية، وخاصةً مع خصومها ومعارضيها، ونحن بلا شك ضد استخدام ورقة الحريات الدينية كأداة ضغط سياسي نفعي، أو كوسيلة لتفتيت الوحدة الوطنية المتلاحمة بين أبناء شعبنا على اختلاف أديانهم، أو إثارة الأحقاد بينهم والأطماع فيهم.

ومن مجمل ما نشر عن زيارة لجنة الحريات الدينية لمصر نستطيع أن نقول إن لجنة الحريات الأمريكية تريد أن تأخذ بأيديها ملف الحريات الدينية والأقليات الدينية بمصر، وتدير شئونه، فتضع التشريعات وتعدل الدستور وتشكِّل الهيئات؛ لينعم الجميع بالحرية الأمريكية المزعومة التي ينعم بها أهلونا في العراق وأفغانستان و فلسطين ، والمعتقلون في جوانتانامو، والبائسون في دارفور، الذين تُستغَل قضيتُهم لتفتيت السودان وتهديد مصر، وتحقيق الأغراض الصهيوأمريكية في المنطقة.. إنه اللعب بالنار في ظرف عصيب لا يحتمل العبث.

ولكن يبقى الإسلام دين الفطرة

فرغم كل هذا الكيد يبقى الإسلام الدين الذي يقبل عليه الناس في كافة أرجاء العالم، بمجرد أن تتاح الفرصة للتعرف عليه ﴿وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ﴾ (يوسف: 21)، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، وحسبنا الله ونعم الوكيل..!!